الثلاثاء، نوفمبر 09، 2010

أجساد . تعانى ألام الحروب

صدر للشاعرة العراقية المقيمة في السويد " د. سهام جبار" مجموعتها الشعرية الجديدة " أجسـاد ".تقع المجموعة في 100 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن 26 قصيدة نثر كتبت ما بين عامي 2005 و2010، وما بين بغداد والسويد.لوحة غلاف المجموعة من أعمال الفنان السويسري ألبرتو جياكوميتي، تصميم الغلاف: إسلام الشماع.
تعتني الشاعرة سهام جبار في مجموعتها الشعرية الجديدة بتأكيد القيم الحياتية والإنسانية الناتجة عن معاناة آلام الحروب والقتل اليومي في بلادها، وتنتصر لإرادة البقاء بقوة وعلو بوجه كل الكوارث التي أحاطت بالإنسان العراقي. من هنا تتضح الماهية الشعرية التي تركز عليها لموضوعة الأجساد في مجموعتها الشعرية الجديدة، إنها الأجساد المستهدفة بالقتل والأذى والتنكيل والرصد من قاتل مجهول ومتربص. ويمكننا ملاحظة أن مفردة "أجساد" موجودة بهذا الهاجس في كل قصائد المجموعة وبطرائق طرح مختلفة ومتعددة، فلا نكاد نقرأ قصيدة من دون هذا الهاجس المأساوي الذي يحصي الأجساد المؤرشفة تاريخ البلاد بالموت والأسى، بل إن آفاق الخيال؛ حتى الخيال؛ مشغولة بهذا الهاجس المتعلق بالبلد وحده. ربما هذا ما يجعلنا نثق بأن الشاعرة متماهية بالبلاد حدّ إمحاء ما هو شخصي أو اندماغه بما هو عام وإنساني.هاجسٌ آخر يمكن رصده في قصائد المجموعة بأكثر من صورة، وهو هاجس النفي والغربة، فضلاً عن صورة النفي الوجودية والإنسانية والتي تتأكد في البعد المكاني والفيزيائي أيضًا؛ الأمر الذي يتعاضد مع ما هو وجودي وروحي وباطني عام تتكشف عنه تجربة الشاعرة العراقية سهام جبار عامة، والتي تتسم بأنها تجربة متنوعة ومتجددة وعميقة، وهو ما يمكن إدراكه عبر سعيها التجريبي المستمر من أجل كتابة قصيدة نثر مختلفة وجديدة في كل تجربة شعرية.على الغلاف الخلفي للمجموعة نقرأ من قصيدة " أجساد "( أجسادٌ لكل الأزمنة أجسادٌ لكل الأمكنة أجسادٌ ميتة لاهثة قابعة غارقة منتظرة بيض.. سمر.. سود.. غضة.. هرمة.. نضرة.. كالحة أجسادٌ لتبادل لونيْ النصر والخسارة أجسادٌ لمحوِ حركاتِ الحظ البهلوانية من وحي فلكٍ ما أجسادٌ للركضِ المشتعلِ في البلاد لحكمةِ الحربِ المهيبة لحفل تماثيلها السائرة بالنهايات......من قصائد المجموعة:خارج هذه الحروب / كُنْ ألمًا / دمدمـة / أيتها الجثة / هذا النـومبيتٌ لذكرى النهر / تربص / في عبَّارة مجنونة / للتسرب مثل نسيانبلاد الأميرة / في الوقت الذي لا ينتهي / لغيظٍ نائم / غربة / في الاتقاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق