الجمعة، سبتمبر 19، 2014

السفير محمد فايز جبريل سفير ليبيا ل " المسائية "







نطالب بعودة السفارة المصرية إلى ليبيا فى مكان أمن لخدمة الجالية المصرية والطلاب والجرحى الليبيين
يمكن إخلاء العمال  المصريين إلى مناطق آمنة بعيدا عن الصراع وعودتهم عند استقرار الأوضاع
يوجد مليونا مصرى بليبيا عاد منهم الآلاف ونريد تشكيل لجنة مشتركة لحل الأزمة
الطريقة التي أدار بها حفتر عملياته كانت خاطئة وتوقيتها غير مناسبة
ليبيا بها سلاح مكدس فما استجلبه القذافى للبلاد يكفى لتسليح أفريقيا كلها
الشعب الليبي يرفض العود إلى ما قبل ثورة 17 فبراير أو العيش تحت حكم القوى الظلامية
مصر لم تقدم دعم  لحفتر أو لغيره
لا أنفى أو أثبت وجود الجيش المصرى الحر بليبيا
ندعو العربية والمتحدة ودول  الجوار إلى عقد مؤتمر لليبيا  لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين
هناك  غياب مصرى للتعاون الليبى وتفهم قضايانا فى الوقت الذى تستغربون لماذا نتجه للغرب
حوار : أيمن عامر
طالب السفير محمد فايز جبريل سفير ليبيا بالقاهرة  بعودة السفارة المصرية إلى ليبيا ونقلها فى مكان أمن لخدمة الجالية المصرية وكذلك الطلاب والجرحى والمسافرين الليبيين مؤكدا خلال حواره الخاص ل " المسائية "  أن مصر هى شريان الحياة عبر العالم منوها أنه يمكن إخلاء العمال  المصريين إلى مناطق آمنة بعيدا عن الصراع الدائر وعودتهم عند استقرار الأوضاع داعيا مصر ودول الجوار لعقد مؤتمر فنى لضبط الحدود ومنع التهريب والإرهاب مشيرا إلى وجود ترسانة ضخمة من الأسلحة تقع فى يد كتائب القذافى وتهرب عبر الحدود , مطالباً الجامعة العربية والأمم المتحدة ودول الجوار إلى عقد مؤتمر لليبيا  لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين  قائلا أن لا ينفى أو يثبت وجود الجيش المصرى الحر بليبيا  منتقدا توقيت عمليات اللواء خليفة حفتر مؤكدا أنه يرفض دعاوى الإسلام السياسى والتشدد مشددا على أن ليبيا لن تعود لما قبل الثورة أو العيش تحت  حكم القوى الظلامية
* كيف تصف الوضع الليبي الآن ؟
** الوضع الحالى متأزم  فبعد سقوط  نظام القذافى  لم يكن لدينا  جيش أو شرطة بل مجموعة من الكتائب المسلحة التابعة له ، وهى التى تثير الصراع المسلح الدائر الآن .
* ما أسباب أزمة العالقين المصريين بالحدود الليبية التونسية  ؟
** الأزمة هى في الأساس ليبية نظرا للصراع الليبي الدائر الآن ،فعدم استقرار ليبيا يؤثر على مصر حتى وإن لم يكن هناك عمال ، خاصة أن المشكلة والصراع مشترك فى دولنا العربية لأسباب مختلفة وفى عامل مشترك ، هو وجود مجموعات إرهابية تتحرك باسم الدين استطاعت أن تبنى لها تحالفات وهذه هى الخطورة ، لأنه للأسف  الأخوة فى الوطن الواحد أصبح لهم سقف حرية عالى وحرية التحرك والاختلاف ، ويبدو أنهم غير قادرين على إجراء حوار لإدارة حوار لما يختلفون حوله . خاصة فى ظل غياب الحوار والتفاهم بين الفرقاء السياسيين ، وهنا بدأت الأزمة وعندما بدأ الصراع وتحالفت الجماعات الإرهابية مع بعض الجماعات السياسية والقبيلة ،وهناك مساعى وجهود لحل الأزمة ،ولابد من إيجاد آليات مشتركة لمواجهة  حالات الطوارئ " الكوارث الطبيعة والأزمات ،وكان من الممكن إخلاء هؤلاء العمال  إلى مناطق آمنة بعيدا عن الصراع الدائر ،وترحيلهم إلى معسكرات إيواء وتقديم الخدمات الصحية والإنسانية ،ثم يعودون عند استقرار الأوضاع .
*  وما السبيل إذا استمر القتال أكثر من ذلك؟
** أرجو ألا يستمر القتال فى ليبيا  وإذا استمر بهذا الشكل لابد من أن نفكر فى طريقة آخري للإخلاء ، لأن تونس لها محاذيرها الأمنية عكس كل الدول فهى تخشى  أن يتوافد إليها أعداد  فوق طاقة استيعاب المعابر فتلجأ إلى إجراءات احترازية قد تأزم الأزمة ،فعلينا إيجاد بدائل مشتركة لحل الأزمة . 
* كم عدد العاملين المصريين بليبيا ؟
** يقدر عددهم الرسمى  بمليون وستمائة ألف غير العاملين الغير مسجلين والذين قد يصل إجمالى عددهم إلى حوالى مليونى مصرى  ، رحل منهم حوالى عدة  الآف مؤخرا ،هذا بالإضافة إلى الحركة الطبيعية لدخول وخروج المصريين بشكل دائم ، فكنا نمنح 320 تأشيرة يوميا للمصريين لدخول لليبيا بما يعادل تسعة ألاف شهريا  وتوقفت منذ أيام نظرا للأحداث  . وهناك تنسيق عالى ومستمر وأنا أقدم مقترحات لتطبيق إجراءات الإخلاء المنظم لكى لا نسمح بأزمة إنسانية وليست الطريقة التقليدية التى تتبع فى كل أزمة.
* هناك اتهامات بتهريب أسلحة من ليبيا إلى مصر . ما حقيقة ذلك ؟
** بالمنطق لا نستطيع النفى أو الإثبات لأن ليبيا بها سلاح مكدس فما استجلبه القذافى للبلاد يكفى لتسليح أفريقيا كلها وتقدر شحنات الأسلحة بأكثر من مائة مليون دولار من أجل تثبيت حكم القذافى وهذه الأسلحة مازالت موجودة فى المخازن وبعضها لم يعرف مكانه حتى الآن . فالقذافى كان يريد إقامة إمبراطوريته و يكون ملك الملوك وكان لديه علاقات بكل الحركات الانفصالية والمضادة وخلق التوترات حتى يبنى إمبراطوريته و فقط أنفق تريليون و تسعمائة  مليار دولار خلال فترة حكمه فكان يتحدث عن الجيش الأفريقى الواحد وكدس له كافة الأسلحة بليبيا من خلال كتائب تابعه له ولأولاده وحراسه وتحولت بعض هذه الكتائب إلى تجار سلاح بعد الثورة كنوع من مصدر للتمويل وقد يتم تهريبها إلى دول الجوار . لكن أنا سئلت معالى وزير الداخلية المصرى هل ضبط ليبيا واحدا يتاجر بمصر بالسلاح قال لا وسألته هل ضبط ليبيا واحدا فى ميادين رابعة والنهضة والمظاهرات قال أبدا وذلك على كبر الجالية الليبية بمصر
* وما حقيقة الجيش المصرى الحر بليبيا ؟
** كل شىء جائز فيوجد مليون وستمائة ألف مصرى بليبيا , وعامةً يوجد نصف فى المائة نسبة متطرفين فى كل مجتمع ويوجد 40 ألف هاربين من أحكام بمصر والحدود مفتوحة وشىء طبيعى أن يكون قد ذهب منهم البعض وقد ذهب بالتأكيد ونحن منحنا عشرين ألف تأشيرة خلال عام كامل بالقانون , قد يستغل نسبة من هؤلاء السلاح المتوفر بليبيا ويكونون مجموعات وفى ظل اضطراب الأوضاع وعدم ضبط الحدود ومعاونة الأجهزة الحكومية بالمساعدة الدولية سيبقى افتراض الجيش الحر قائم بأخطاره ويمكن تحقيقه
* كيف ترى العلاقات المشتركة بين البلدين
** أقسم بالله العظيم أن النوايا والعمل الجاد الذى نعمل فيه مع بعضنا البعض رائع جدا وفى أحسن الحالات لكن المشكلة هى عدم الاستقرار هنا وهناك والاتصالات مستمرة لحل كافة الإشكاليات .
* هل تطالب بعودة السفارة المصرية بليبيا ؟
** بالطبع نطالب بعودة السفارة المصرية إلى ليبيا وما أتمناه من مصر أن تنقل سفارتها إلى مكان أمن بالذات الأقسام القنصلية لتلبى احتياجات الجالية المصرية فضلا عن احتياجات المرضى والجرحى  والطلاب الليبيين  فمصر هى شريان ليبيا
* كيف تصف عمليات اللواء المتقاعد خليفة خفتر هل انقلاب عسكرى أم ثورة مضادة أم معركة الكرامة كما قال  ؟
** هناك  أزمة سياسية في ليبيا  اتجاه المؤتمر الوطني وتوقيت تجديده وكان لا ينبغي فتح أزمات جديدة ، ولكن حفتر حاول استغلال هذه الأزمة بشن معركة جديدة ، فضلا أن هدف  مقاومة المتطرفين هو هدف وطني لجميع القوى الوطنية الليبية ، يجتمع عليها الوطن كله وليس لشخص يعتقد أنه الفارس المغوار ، فاعتقد أن عمليات حفتر لم تحسن اختيار التوقيت ، وكذلك عدم تقدير القوة العسكرية الحقيقة للجماعات المسلحة  وأنصار الشريعة وحجم أسلحتهم  و تمركزهم ، وكذلك خطوط الإمداد  اللوجستية  المفتوحة لهم وكيف تصل إليهم ومن أين تأتى ، وما هي التحالفات التي  من الممكن أن يبنوها ، فكل هذه المعلومات كان لابد من جمعها استخباراتيا  أولا قبل بدء العلميات ، لآن إطالة حرب في مدينة بها سكان بطبيعة الحال سينقلبون عليك باعتبارهم المتضررين  من تلك الحرب لأنها ستطالهم ويضطرون منها بطبيعة الحال ، خاصة أن المعارك طالت لأكثر من شهريين ، ونتيجة لكل ذلك تتجه الحرب ضدك وليس لصالحك ، وهو ما كان ينبغي عمل حسابه ، وبالأخص أن هناك عدد كبير من الأسلحة في غرب ليبيا ، والذي يؤخذ على العملية انه اصدر بيانا أولا  ، فالطريقة التي أدار بها حفتر كانت خاطئة وتوقيتها غير مناسبة .
* إذن أين يقف الشعب الليبي ؟
** الشعب الليبي يرفض بأي حال من الأحوال أن يعود إلى ما وراء ثورة 17 فبراير ، ويرفض تماما أن يحكم بقوة ظلامية تفرض عليه الأفكار بالقوة ، إسلامية أو غيرها لأنها ستعيد نظام القذافى بشكل جديد باسم الدين وتقتلنى باسم الإله  ، ولن نقبل إلا بدولة دستورية وطنية  يحكمها القانون والدستور، وذلك بعد هدم المتطرفون ل350 ضريح لصحابة رسول الله بالرغم من بقائها والحفاظ عليها عبر العصور المتعاقبة و تداول الثقافات ، فنحن أبان الاحتلال الايطالي لم نتعدى على قسيس ولم نحرق كنيسة فكيف يجئ المتشددين ويصفوننا بالمشركين ويأتون بدين جديد على غير ما عهدناه  ، فضلا أننا لم نهجر الجالية الايطالية ولم نعتدي عليها بعد جلاء ايطاليا عن ليبيا فكيف يعتدي هؤلاء المتشددين على الليبيين بالمزايدة ونحن لم نعبد  الأصنام قط    .
* كيف تصف أداء الإسلام السياسى وحكمه فى ليبيا ؟
** قضية المتاجرة بالدين والإسلام قضية خاسرة وقضية بيع القومية العربية خاسرة أيضا ، فالليبيون ذهبوا مع الشيخ محمد السنونسى وذهبوا إلى 196 زاوية في مجاهيل أفريقيا جنوبا لنشر الإسلام ووصلوا إلى المحيط الاطلسى شمالا ، ونحن لا نعرف إلا الاتجاه الوسطى ، وليس الأفكار المتشددة  والأخونة ، والمكون الأساسي في ليبيا هو المكون الصوفي  المستمد من المذهب المالكي ،  كما نرفض التقسيم السياسي هذا يساري و هذا ليبرالى وهذا قومي وهذا الاسلامى فنحن نمثل الوطنية الليبية ليس أكثر .
* هل  الثورة المضادة في ليبيا تساهم في تأجيج الأوضاع ؟
**  بالتأكيد هناك فلول  يلعبون دورا لا يمكن إنكاره ، يؤججون الأوضاع  ويثيرون بثورة مضادة  لزعزعة الاستقرار ، وهو ما يصرح به  أحمد قذاف الدم ، والمشكل يكمن في إطالة الحرب وكل جماعة تسعى أن تكون حشد لها .
* كيف تقييم الموقف المصري تجاه الأزمة الليبية ؟
* مصر قالت قولا واحدا على لسان رئيسها السيسى وعلى لسان وزير خارجيتها شكري ، مؤكدين أن مصر لا تتدخل في الشأن الداخلي الليبي ، ولا تريد احد أن يتدخل في شئونها الداخلية ، وأكدت مصر بصوت عالي وواضح جدا و أنها تدعم الإرادة السياسية وفقا لإرادة الشعب الليبي  وفقا لاختياراته  الديمقراطية ،
* قيل أن مصر دعمت قوات حفتر  . ما الحقيقة ؟
** مصر لم تقدم دعم  لحفتر أو لغيره حتى لا تعطى ذريعة لتدخل دول أخرى وتتحول ليبيا إلى نزاع اقليمى ، وبالتالي يشتغل الإقليم كله . 
* كيف تقيم تصريحات عمرو موسى بمطالبة الجيش المصري بالتدخل في ليبيا ، بعدما ادخل الناتو  ؟
** نحن في ليبيا نقدر الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى فقد وقف معنا في لحظة تاريخية فارقة  أبان ثورة 17 فبراير , ما زلنا نذكرها وسنذكرها في التاريخ ، فقال في خطابه أن ما يحدث في ليبيا غير معقول ولا مقبول وانه لن يسمح لنظام القذافى أن يبيد شعبه ، فكان من غير المقبول أن يرى المدافع والصواريخ تقتل شعب ويسكت  ، وفيما يخص مطالبته الجيش المصري فاعتقد أنه ربما يريد أن يواجه المجموعات الإرهابية  المصرية إن اخترقت الحدود المصرية فمن الطبيعي  الدفاع عن النفس .
*من وجهة نظركم كيف تخرج ليبيا من الأزمة الراهنة ؟
** لابد من دعوة جميع الأطراف بداية من الجامعة العربية والأمم المتحدة ودول إقليم الجوار للاتفاق على وقف إطلاق النار وحماية المدنيين الذين يتضررون ليل نهار .
* هل  مطالبة البرلمان الليبي  الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لحماية المدنيين هو طلب للتدخل الغربي في ليبيا مرة أخرى ؟
** قرار التدخل في ليبيا  كان على  أساس  الفصل  السابع بالأمم المتحدة والذي ينص على حماية المدنيين  خاصة انه حتى الآن لم تتكون قوات شرطة وجيش ودولة لحماية المدنيين ، ولم يحدد القرار حماية المدنيين من القذافى فقط ، ولكن كان القرار بشكل عام ، إذن مطالبة البرلمان  ليس لقرار جديد بل تفعيل القرار الأول .
* وهل التدخل سيكون بقوات عسكرية وأسلحة ؟
** التدخل يحتاج إلى معرفة حجم القوات ونوعية أسلحتها ومكان التنفيذ ومدتها ، والدولة في أي مكان لابد أن تفرض سيطرتها على مطاراتها وموانيها ، ومؤسساتها الرئيسية ومصادر  الثروة لديها " النفط " إذن لابد للأمم المتحدة بدعم ليبيا لفرض سيطرتها على المؤسسات  ومقدرات الوطن وبناء قوات مسلحة تستطيع القيام بمهامها وحماية المدنيين ، وذلك مع استمرار العملية السياسية ، والبديل عن ذلك استمرار القتال  ، وفى النهاية ستتحمل الدولة تكلفة الخسائر المادية والبشرية .

* هل باستطاعة البرلمان الليبي حل المليشيات المسلحة  عبر القرار الذى أقره مؤخرا ؟  
** البرلمان اقر التشريع وعلى الحكومة أن تنفذه وتستعين بالمساعدات الدولية  لتحقيقه والسيطرة على المطارات والمؤسسات ، وادعوا المقاتلين والمسلحين إلى التعقل ، فلن يستطيع احد فرض فكر أو واقع بالقوة وهو ما لم يستطع فعله القذافى  خلال 42 عام .
* من اين يستمد المسلحين السلاح ؟
** استمدوا السلاح من بقايا مخازن الأنظمة العربية المستبدة ونظام القذافى ، فهناك بقايا الأنظمة السابقة تلونت بأشكال جديدة للانتقام و تدمير الثورات بشعارات اخرى منها لا إله إلا الله محمد رسول الله  وذلك لاختراق الثورات وضرب الإسلام والحركة الإسلامية فمن المعروف أن مدعى خليفة المسلمين البغدادى كان عميد سابق بجيش صدام حسين ، والشعب الليبى ضحية الديكتاتورات والمصريون لا يعرفون شئ عنه .
* كيف تصف الخريطة السياسية الآن في ليبيا بعد انتخاب المؤتمر الوطني الجديد وانخفاض تمثيل الإخوان إلى الثلث ؟
** أثق في إرادة الله أنه يريد خير لهذا البلد  ثم في الإرادة الوطنية لليبيين ، والمؤتمر الوطني السابق قام بما يستطيع القيام به ويشكر عليه ، والحركات  والتجارب الإنسانية لها ما لها عليها ما عليها ، واختيارات الناس تصيب وتخطأ  والعبرة إلا نكرر الخطأ من جديد ، ولعل الأخطاء الأولى كانت ناتجة عن تجاذبات سياسية لتعطيل العمل الحكومي .
* كيف ترى كيفية ضبط الحدود المصرية الليبية  لمنع التهريب والإرهاب ؟
** الحدود الليبية مع دول الجوار كلها تبلغ 8 آلاف كيلو ومتر منها حوالي 600 كيلو متر حدود مشتركة مصرية ليبية ، وصعب جدا أن تضبط كل هذه الحدود ، ومساحة شاسعة من الصحراء ، وبها هجرة غير شرعية تأتى من الدول الأفريقية الفقيرة .وقد عقدت مؤتمرات سابقة  فى طرابلس والجزائر ودول الجوار لضبط الحدود وهو الجانب الفنى والقضية شائكة تحتاج إلى استعدادات وهناك تنسيق بين هذه الدول وهناك جهود كبيرة تبذل من مصر لضبط حدودها وكذلك الجزائر وضبط الحدود يرجع إلى الاستعدادات العسكرية لهذه الدول  .
* كيف ترى العلاقات الشعبية المصرية الليبية ؟
** المشكلة أن هناك  غياب مصرى للتعاون الليبى وتفهم قضايانا ، وفى ذات الوقت تستغربون أننا لدينا تفاهمات مع الغرب وتتسائلون لماذا نتجه إليه فى حين لم نستطيع أن نتفاعل معكم فالغرب مدرك للوضع الليببى أكثر منكم ،فبحت أصواتنا لمساعدتنا والمصريون لم يهتموا ولم يكن  لديهم الإرادة لحل المشكلة بشكل عميق ،ولم نرى كتاب واحد عن ليبيا من المثقفين المصريين خلال الخمسين سنة الماضية واغلب وسائل الصحافة والإعلام يعملون على هدم العلاقات لا بناءها   فى الوقت الذى كان فيه يحج بعض السياسيين والصحفيين المعروفين لخيمة القذافى من أجل أمواله ، وفى النهاية يستغربون كيف أتى الناتو . ونحن سنطلق منتدى ليبيا فى الصحافة المصرية لأننا نريد صحافة بناءة تساهم فى بناء علاقات مشتركة متميزة تبرز مصالح الناس وتكون نواة لدعم السياسة وليس العكس لنصل للأهداف ونحن لدينا رصد لكل ما يكتب عن ليبيا فى كافة وسائل الإعلام المصرية وللأسف اكتشفنا أن معظم ما يكتب لا يخدم العلاقات ولا يساعد على تطورها ولا يتماشى مع الجهود المتبادلة واقترحنا نجلس جلسة عتاب ونتحدث بصراحة ونواجه بعض ونقول أن ما يكتب لا يخدم العلاقات المشتركة بل يخدم الجيش الحر والمليشيات المسلحة
* كيف تصف نفوذ الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان المسلمين بليبيا ؟
** الإخوان المسلمين قلة فى ليبيا والإسلاميين ضمن الحراك المجتمعي  الليبي  وكل من يتحدث عن الإسلام السياسي يتحدث عن قضية  خاسرة ،وكل من يتحدث عن بيع العروبة أيضا خاسر ،نحن شعب نشرنا الإسلام فى مجاهل إفريقيا جنوبا وإلى الأطلسى شمالا  ،والدعوة السنوسية الصوفية استطاعت نشر الإسلام الوسطى فى ربوع القارة الأفريقية  
* كيف تصف لنا سيرتك الذاتية ونشاطك السياسى السابق قبل أن تتقلد منصب سفير ليبيا بمصر ؟
** كنت معارض شرس منذ أن كان عمرى 20 عاما ً , وقد طاردنا القذافى ونحن طلاب فذهبت للولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية وقد شكلنا اتحاد طلبة ليبيا للمعارضة لتنظيم صفوف الطلاب ضد سياسات القذافى ودعم الحركة الطلابية فى ليبيا التى لها باع كبير فى الكفاح منذ عمر المختار فكان معظم المجاهدين طلاب فى الكتاتيب , وقد صنفنا القذافى وأصدر علينا حكم بالإعدام وبدأ يرسل قواته لتصفيتنا جسديا فأتذكر عام 1980 شهد العالم موجه من الاغتيالات السياسية من مثقفين وسياسيين وطلاب ليبيين واستطاع القذافى تأجير مرتزقة بالولايات المتحدة لضرب فيصل الزعيت وهو أحد أعضاء الاتحاد وأصابوه برصاصتين بالرأس ولكن الحمد الله نجى من محاولة الإغتيال , وبدأت الحركة الوطنية السياسية تنطج بالخارج من خلال الطلاب والليبيين الموجودين بالخارج وبدأ تشكيل التنظيمات السياسية وتشكيل الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا والتى قدمت نفسها للعالم كحركة نضال وعمل وطنى لها برنامج إعلامي و سياسى وعسكرى  وأعلن ذلك بوضوح ومن يطاردنا ويقتلنا فى عواصم العالم سنحاربه فى عقر داره وسنعمل عسكريا للإطاحة به وبدأت مسيرتى فى ذلك الوقت وتسلحنا وتدربنا عسكريا وكونا جناح عسكرى سمى الجناح العسكرى لقوات الإنقاذ الليبية وأخذنا دورات كثيرة فى أماكن مختلفة واستقبلنا فى العديد من الدول لبرنامجنا السياسى , واستغلينا حالات عدم الوفاق التى خلقها القذافى مع بعض الدول العربية والأفريقية فرحب بنا فى كل هذه المناطق وأنشأنا جهاز إعلامى وإذاعى وسياسى موجه لليبيا وقدمنا تجربة للعمل الديمقراطى من خلال انتخاب كوادرنا وأجهزتنا وعقدنا مؤتمرات فى المغرب والعراق والولايات المتحدة الأمريكية واطلانطا وكنا حريصين على العمل السياسى والديمقراطى بجانب العمل العسكرى . وانتهزنا فرصة غزو القذافىنهتعهتاعهاغعغف64ثقع6ث5عثع6 لتشاد وأقمنا مع هذه الدول وإنضم إلينا الاسرى الليبيين ومنهم اللواء خليفة حفتر وكونا ما يسمى بالجيش الوطنى الليبى وشرفت أنا بترأس الجناح العسكرى  للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وتدرجت فيه حتى أصبحت المفوض العسكرى العام للجبهة , وبالرغم من ملاحقة نظام القذافى لنا وأنظمته الأمنية والإستخباراتية إلا أننا استطعنا الحفاظ على المبدأ وحاولنا عدة مرات الإطاحة به ولم تكلل بالنجاح وقدمنا فيها شهداء وتضحيات لكننا نعتز بهذه التجربة وأهم ما فيها الصمود وعدم الإذعان والإيمان بالله وبأن الحق أصيل والباطل دخيل , وتعاملنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من الدول الأوروبية فنحن على البحر الأبيض المتوسط ولدينا سلعة النفط فمن الطبيعى أن يكون لنا تواصل مع الدول الأوروبية فضلا عن تاريخنا الوطنى المشرف الذى قاده الملك إدريس رحمة الله عليه , وتحالفه فى سلسلة من التحالفات ولولا الحرب العالمية الثانية وقيامها وتحالفه مع بريطانيا لانجاز التحرير أولا ضد النازية والفاشية "إيطاليا " فلولا هذا التحالف مع المجتمع الإنساني لما كنا حصلنا على استقلالنا فى 1951 , إذن نحن لم نأتى من فراغ بينما التجربة الوطنية الليبية اغتالتها حركة القومية العربية والتى طغت على كل الوطنيات وقدمت نفسها البديل وأنتجت مع كل أسف الديكتاتوريات البشعة التى أسست للتوريث والتمديد وأؤكد على مشروعية استخدام البندقية كحق ونبل و حوار لمشاركة الناس وإشهادهم على قاتلك وجلادك  فقد كان القذافى يقتلنا ويعدم أولادنا ويطاردنا بدون وجه حق وبسبب اعبل6ق5ث3ع6بيءعنفؤيق68ض7قئسه7سقعشيقبعسشق67شعفص4شض            3قص5صاقفصلاثفصثثصللص3ع3غعدم إيمانا بأفكاره ظككو90كج00

الأحد، سبتمبر 07، 2014

سفير الصومال عميد الدبلوماسيين العرب والأفارقة ل " المسائية "






نطالب بتعزيز التجارة بين البلدين فمصر فى حاجه إلي ثروتنا الحيوانية ونحن محتاجون إلي البضائع المصرية
العرب لا يهتمون بباب المندب و الدول الغربية تعلم وتتعامل مع الصومال  لأهميته
الغرب يطمع فى ثروات الصومال ونطالب مصر والعرب بمشاركتنا
ذهبت للجامعة العربية بدراجة  فأرسل الشيخ زايد لى سيارة مرسيدس على طائرة مصرية
نحتاج إلى العلم المصرى و تعلم الثقافة المصرية
الإعلام العربى غائب عن الصومال والإعلام المصرى مقصر
أفريقيا فى حاجه إلي مصر والقاهرة في حاجه إلي أفريقيا
تربع السيسى فى القمة الأفريقية أعاد ريادة مصر للاتحاد الأفريقى
الجامعة العربية تقوم بدورها والدول العربية تقصر بواجباتها
الدول العربية لم تتواجد فى الساحة الصومالية لتأدية مهمات الأمن إطلاقا
طالبنا وزير التعليم العالى بزيادة منح الطلاب الصوماليين إلى مائتى منحة ولم نجد رد
الصندوق المصرى الأفريقى يقوم بواجبه تجاه الصومال  والدعم العربى شحيح
الأزهر غاب عنا ونريد أن يعود للصومال لتوصيل الفهم الصحيح للدين الإسلامي
الصومال تستطيع أن تكون سلة الغذاء العربى
أجرى الحوار : أيمن عامر
أكد السفير عبد الله حسن محمود سفير الصومال بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية  عميد الدبلوماسيين العرب والأفارقة ,  أنه يستبشر خيرا بالعهد المصرى الجديد لعودة العلاقات المشتركة وعودة ريادة مصر للقارة الأفريقية مطالبا مصر باسترداد مدارسها ومؤسساتها التعليمية في الصومال مشددا على ضرورة تعزيز التجارة  بين البلدين  موضحا مصر فى حاجه الي ثروتنا الحيوانية ونحن محتاجون إلي البضائع المصرية مشددا  الصومال تستطيع أن تكون سلة الغذاء العربى مشيرا إلى غياب الإعلام العربى عن الصومال و تقصير الإعلام المصرى مؤكدا أن الدول العربية لم تتواجد فى الساحة الصومالية لحفظ الأمن فى حين يقوم الصندوق المصرى الأفريقى  بواجبه تجاه الصومال  إلا أن الدعم العربى شحيح , مطالبا بزيادة منح الطلاب الصوماليين  بمصر مشيرا إلى أن الأزهر غاب عن مقديشيو والصوماليين  يريدون عودته  لتوصيل الفهم الصحيح للدين الإسلامي كاشفا العرب لا يهتمون بباب المندب و الدول الغربية تعلم وتتعامل مع الصومال  لأهميته لافتا ذهبت للجامعة العربية بدراجة   ., وإليكم نص الحوار
* كيف تقيم العلاقات المصرية الصومالية ؟
** العلاقات المصرية  الصومالية أبدية وأزلية لم ولن تتزحزح من مكانها  الثابت فهى راسخة كالجبال  لا تحركها الأعاصير والأمواج العاتية التي تظهر في الساحة العربية أو الأفريقية , فالعلاقات بين مصر والصومال  قويه لا تتعرض لأى مخاطر فقامت مصر بدورها نحو الصومال قبل الاستقلال وبعد الاستقلال وأمدتها بكل ما كانت تحتاجه من     المهمات التعليمية والتدريبات العسكرية و غير ذلك من المهمات الأساسية  والشعب الصومالي  يطمئن الي الشعب المصري أكثر من أي شعب أخر فى الدنيا  , كما أن جمهورية الصومال دائما تريد أن تري إلي جانبها جمهوريه مصر العربية
* وكيف ترى  ضرورة تطور العلاقات المشتركة خاصة مع بدء عهد جديد فى مصر ؟
** العلاقات فى البداية كانت قويه ومتينة وراسخة أبان عهدى الرئيس  جمال عبد الناصر و الرئيس السادات لكنها  فترت فى عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك  , ولم تكن كالحد المطلوب لأسباب  لا أريد الخوض فيها الآن  .  أما الآن وقد جاء الحكم الجديد فنحن نستبشر خيرا خاصة بعد أن انتخبت الجماهير المصرية فخامة الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي  بطريقه واضحة و شفافة واعترف العالم بهذا الانتخاب ,   والصومال تريد ان تقوي العلاقات بين الدولتين  من جميع الجوانب السياسية والأمنية  والتعليمية والثقافية هذا هو مطلوب الصومال ومطلوب  مصر , خاصة مع وجود مدارس ومعاهد  لمصر في الصومال من قديم الزمن , هذه المعاهد والمدارس لا تعمل الآن ودوله الصومال تريد ان تسترد مصر مؤسساتها التعليمية في كل المحافظات الصومالية ونحن مستعدين  للمشاركة في ترميمها  مع الأخوة المصريين , كذلك  التجارة  ليست موجودة بالطريقه المثلي فيوجد بعض التجارة التي تأتي من طرق أخري و ليست مباشره من الصومال ومصر فى حاجه الي مواشي الصومال والي أسماكها والي موزها والي مزارعها والي كل شئ ونحن محتاجون إلي البضائع المصرية والثقافة المصرية والعلم المصري والمدرسين المصريين والخبراء المصريين لكى يتكاملان البلدان .
* وهل الرئيس الصومالى سيزور مصر فى الفترة المقبلة ؟
** الرئيس الصومالى زار القاهرة مؤخرا وحضر مراسم تنصيب الرئيس السيسى  , ولا يوجد أي عائق لزيارته  القاهرة فمصر بلدنا الثانية مباشره وسيأتي رئيس الوزراء الصومالى  إلى مصر في القريب العاجل  من أجل دفع العلاقات إلى الأمام .
* وماذا عن التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك ؟
**  التعاون في المستوي الاقتصادي والتجاري مهم جدا , فمصر فى حاجه الي الثروة الحيوانية الصومالية كالمواشى و الإبل والبقر والغنم وأيضا  الأسماك كذلك الفواكه  والموز وكل هذا  متوفر فى الصومال أكثر من أي بلد أخر ومصر محتاجة الي هذه الأشياء ونحن محتاجين الي البضائع المصرية وزيادة التعاون الاقتصادي   واعتقد ان المستقبل واعد وسوف يتطور التعاون المشترك إلي الأمام
* قضيت في مصر كسفير 24عاماً وعاصرت سقوط نظامين فما تصورك لما حدث وما تقييمك للمشهد المصرى الحالى ؟
** أنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل سياسيه في هذا الموضوع ولكنني أريد أن تكون مصر بخير وان تستقر الأحوال  وان  يقود  الرئيس والحكم الجديد الشعب المصري الي الرخاء والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية , هذا هو المطلوب ونحن من المؤمنين إيمانا يقينيا جازما انه إذا   صلحت الأحوال في مصر فان الدول العربية الأخرى  ستصلح أحوالها وإن تعثرت مصر العربية ستتعثر معظم  الدول ونحن نستبشر الآن خيرا والأمور تحركت إلي الأمام في مصر إن شاء الله
* كنتم ممن حضر احتفالات تنصيب الرئيس السيسى  فما رسالتك ومطالبك للرئيس المصرى ؟
** إن التعاون بين مصر والصومال واعد وقوي بإذن الله وسيبدأ عن قريب بإذن الله , نحن في الصومال نعاني من مجموعه اسمها مجموعه الشباب المجاهدين وهي  مجموعه مارقة عن الدين الإسلامي وتكفر الناس  بالجملة ما لم يعتقد اعتقادها الفاسد , وفي مصر  يوجد الحراك الامني الذي الان خفت شدته ونرجو أن تتحلحل الأمور تماما  ويتوافق البلدان ويتخذا قرارات شجاعة في الميدان الاقتصادي والأمني والسياسي و الثقافي والصومال فى حاجه  ماسة إلي الثقافة المصرية 
* كيف تصف شكل دولة الصومال ومؤسساتها من جيش وشرطة وأجهزة أمنية ؟
** مؤسسات الصومال الآن ليست  قويه ولكنها في طريقها الي التقوية وليست عندها أسلحه كاملة للدفاع عن نفسها وعن الجمهورية  الناشئة في الوقت الحاضر بعد العصر السابق الذي دمر فيه كل شئ . وان شاء الله الشرطة الآن في طريقها إلي التحسن وكذلك قوات الجيش المسلحة في طريقها إلي التحسن . ومجموعه الشباب الإرهابية التي تقتل الأطفال والنساء هذه اندحرت علي ما يبدو ولكن لها جيوب تؤذي الناس من حين لأخر في العاصمة والمدن  البعيدة
* ما هو تصوركم المستقبلي للصومال بعد أكثر من 24 عاما من الحرب الأهلية وذلك على طريق الاستقرار والتنمية  ؟
** اعتقد أن الصومال تستقر عن قريب و ستنتهي مشكله الشباب المجاهدين وسيعود  ملايين من الصوماليين  الذين هاجروا إلي الخارج بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا وبريطانيا و الدول الاسكندنافية والذين بدءا يعودون الي البلد ويبنوا  ويشاركوا في البناء والتعمير , فمستقبل الصومال  مبشر بالخير ويتطور إلي الأمام . 
* ما تقييمك لتعاطى الإعلام المصرى  والعربى لما يجرى فى بلادكم ؟
** لا يوجد أي تعاطي يذكر من الإعلام العربي في الصومال , معظمهم كأنهم لا يعرفون الصومال , وعندما يذكرون المشاكل فى أفريقيا الوسطي  ومالى لا يذكرون اسم الصومال  , فالتعاطي العربي  الإعلامي في الصومال غير موجود تماما هذه هي الحقيقة .,  والإعلام المصري  ليس علي المستوي المطلوب , ربما يذكر من حين لأخر  لقطات قليلة بدون تعمق و لا يذهب الصحفيين المصريون إلي الصومال ليدرسوا الأوضاع على الأرض ., للأسف هذه هى الحقيقة , الصحافة المصرية لا تهتم بالصومال كثيرا و الصحافة العربية الأخرى لا تذكرها وليس عندها أي معرفه  بالصومال ونحن قلنا لبعض الصحفيين اذهبوا إلي الصومال أسبوع أو أكثر و قابلوا الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء و المسئولين ولم يذهب أحد
* هل السفارة  وفرت قنوات اتصال ما بين الصحفيين و الصومال وقضاياها ؟
** السفارة وحدها لا تستطيع القيام بهذا الدور , لابد من توجه مصري يصب في الساحة الصومالية , عندئذ نستطيع تسهيل الكثير , والسفارة تمنح التأشيرة لأى مصرى   يطلب الذهاب إلي الصومال ,  لكن الصحافة المصرية وصحفييها لم يهتموا بالوضع في الصومال وانشغلوا بالقضايا العربية الأخرى
* ما المطلوب من مصر  وكيف ترى صورة عودة مصر للقارة الأفريقية ؟
** مصر رائدة  دوله افريقية قويه ومن اقوي الدول الأفريقية وأكثرها تعدادا وأكثرها علما ومعرفه وخبرة فأفريقيا فى حاجه إلي مصر ومصر في حاجه الي أشقائها الأفريقيين , ولذلك أري عوده مصر إلي القارة الأفريقية  من اوجب الواجبات  ., و مؤخرا زار الرئيس الصومالى و وزيرى الدفاع و الخارجية القاهرة فالصوماليين لا يغيبوا عن مصر هذه عاده الصوماليين ,  لكن تواجد المصري في الصومال قليل
* بصفتك عميد السفراء العرب والأفارقة كيف ترى دور الاتحاد الأفريقى ؟
** الاتحاد الأفريقي الآن قريب إلى مصر وهو ما ظهر بجلوس الرئيس السيسى على مقعد مصر بقمة الاتحاد فى غينيا  وتربع مصر على كرسيها  ., وعندما جاء عمر كونارى والوفد الأفريقى  إلى القاهرة تواصلنا معه كمجموعة من السفراء الأفريقيين وأعطيناه صورة واضحة مما يجيش فى أذهاننا و أن غيبة مصر عن الاتحاد الأفريقي خسارة على الأفريقيين وعلى مصر , فمصر قوية بأشقائها الأفريقيين  وقوية بعلمها وخبراتها وتراثها وحضارتها .,
* كمندوب لدى جامعة الدول العربية  عاصرت ثلاث أمناء لها هم عصمت عبد المجيد ثم عمرو موسي والآن نبيل العربى ، كيف تقيم أداء الجامعة العربية ؟
**  الأمانة العامة للجامعة العربية تؤدى رسالتها و لم تقصر يوما ما , وذلك فى عهود عصمت عبد المجيد و عمرو موسى و نبيل العربى , لكن  ٍٍالدول العربية هى التى تتقاعص عن تأدية بعض واجباتها نحو الأمانة العامة ونحو الدول الضعيفة مثل الصومال لكن دور الأمانة العامة دائما نشط ومهم وتحاول أن تتقدم بجامعة الدول العربية إلى الأمام  .
* و ما المطلوب من الدول العربية والأفريقية نحو بلادكم سياسيا واقتصاديا وعسكريا ؟
** أنا لا اعتقد أن أفريقيا تستطيع ان تساعد الصومال من الناحية الاقتصادية إطلاقا , لان معظم دولها متواضع اقتصادها , لكن من الناحية الأمنية مشاركة فى حفظ الأمن والاستقرار فى الصومال , لكن الدول العربية لم تتواجد فى الساحة الصومالية لتأدية مهمات الأمن إطلاقا  , وإن كنت لا أريد الخوض فى هذا المجال إلا أن الدول العربية وخاصة الدول الخليجية تساعد الجوعى  والنازحين فى الصومال لكن فيما يتعلق بإعادة الأعمار ومساعدة الحكومة الصومالية  لم تقدم أى شئ حتى الآن إلا بعض الأمور البسيطة التى تقدمها بعض الدول .
* وماذا عن دور الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا فى بلادكم؟
** هذا الصندوق إمكانيته محدودة و أفريقيا كلها مشتركة فيه ويقوم ببعض التدريب للصوماليين سواء من وزارة الخارجية أو من رجال الشرطة وغير ذلك وهذا الصندوق لم يقصر فى ناحية الصومال ويؤدى واجبه تجاه الدولة على الوجه الأكمل . 
* ما مساهمات الدول العربية في صندوق دعم الصومال الذي أقرته قمة الدوحة  ؟
** هذا الدعم قليل وشحيح في الوقت نفسه , فبعد أن إنشاء هذا الصندوق قدمت بعض الدول مبالغ قليلة جدا وربما دولة الجزائر والعراق من أهم الدول التي شاركت  فيه .
* كيف تصف الوضع المالى للسفارة والبعثة الدبلوماسية الآن بعدما مرت بأزمات مالية فى أوقات سابقة وكنت تذهب للجامعة العربية بدراجة  ؟
** لم أكن أفكر أن اذهب إلى الجامعة العربية بدراجة لكنها كانت  اضطرار لتعرض سيارتى لحادث هشمها , و عندما رأنى الشيخ زايد رحمه الله اركب الدراجة بعث لى فى اليوم الثانى  سيارة مرسيدس على طائرة مصرية فكان بطلا عربيا فاهما تماما الأوضاع  ووبخ وزارة الخارجية الإماراتية وقال كيف لسفير عربى وهو سفير الصومال يركب دراجة ويذهب إلى الجامعة العربية بها وقال عيب عليكم لماذا لم تخطروني وأرسل السيارة وكذلك الشيخ حمد أرسل لى سيارة مرسيدس أخرى, والسفارة الآن فى ظروف صعبة لكنى لا أريد التحدث فى هذا الموضوع  فنحن نعيش كما يعيش الناس ولا يوجد احد يأكل الذهب والفضة كل الناس تأكل العيش ونحن مثلهم والسفارة تعمل ونحن نشارك فى كل اجتماعات الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ولا يمكن أن نقصر فى واجباتنا لقلة المال فنحن نعمل على أكمل وجه بالرغم من شح إمكانياتنا وسوف تتحسن الأمور فى القريب العاجل ان شاء الله .
*لقد قابلتم الدكتور حسـام عيسى نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم العـالى السابق وطلبتم بزيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الصوماليين للدراسة بالجامعات المصرية. فما النتيجة ؟
** نحن قابلنا الدكتور عيسى وزير التعليم العالى وطالبنا منه زيادة المنح ورفعها إلى مائتى منحة و المنحة لا تكلف مصر كثيرا لان الطالب الممنوح  يأخذ 200 جنيه فقط  و المطلوب تخفيض الرسوم الثقيلة على الطالب حتى يستطيع سدادها و مازال الطلب موضع دراسة حتى الآن .
* وما  حجم المنح المقدمة لطلابكم وكم تريدون توصيلها وما عدد الطلاب الصوماليين بمصر الأن ؟
** عدد المنح التى نحصل عليها منذ ثلاث 5 سنوات حوالى 50 منحة فقط  للطلبة الصوماليين وعدد الطلبة فى الأزهر والجامعات يقارب حوالى 1000 طالب  وهذا عدد قليل نحن نطلب من جمهورية مصر العربية الشقيقة  أن ترفع عدد المنح الى 200 منحة وهذا ليس كثير ., السودان فيها 3500 طالب صومالى فى الجامعة والسودان دولة ليست غنية فى الوقت الحاضر أما مصر نحن نتعشم ان تزيد عدد المنح الى 200 منحة وهذا شىء كبير بالنسبة لنا ونحن نتعشم ذلك ونرجوا الموافقة , لكننا لم نجد ردا كافيا حتى الآن لكننا نرجو ان ياتى الرد ولن نيأس وسنذهب الى كل الوزارات  مادام الذي نطرحه هو الحلم فلن نخجل من قرع الأبواب
* كيف تقيم رسالة الطالب الصومالى الازهرى والذى يتعلم فى الجامعات المصرية على دعم العلاقات المصرية الصومالية فى بلادكم ؟
** أى طالب فى الدنيا يحب البلد الذي يتعلم فيه والأزهر هى قلعة الإسلام الدينية والثقافية واللغوية . ومن لم يدرس فى الأزهر من المتدينين فيه نقص شديد هذا اعتقادي على الأقل وتصورى  وأنا خريج كلية دار العلوم جامعة القاهرة لكنى درست ثانوية بمعهد أزهرى فى الدراسة , فأنا أزهري الهوى ,  فأى إنسان يتصل بالعمامة والفتوى يجب ان يكون أزهريا .  والأزهر هو قلعة الإسلام الوسطية لا تشدد ولا تفريط  ( وكذلك جعلناكم امة  وسطا ) فى حين هناك الآخرون يتشددون ويكفرون الناس وهم كثر لكن الأزهر لا يكفر احد بسبب فتوى أو خطأ ., و الطالب الصومالى يعتز بأزهريتيه ويحاول ان يقوى العلاقات بين الأزهر ولنا مجموعة كثيرة تخرجت أخيرا من الأزهر وتوظفوا بالصومال وفى مراكز مرموقة الآن و يقومون بالواجب أحسن قيام والأزهر قلعة إسلامية شامخة فيها العلم الغزير والاعتدال والوسطية والإنسان الصومالى عندما يرى العمة الأزهرية  يرتاح قلبه ويريد ان يذهب إلى هذا الشيخ ويقبل يده ويسلم عليه
*هل للأزهر دور فى مواجهة الفكر المتشدد فى الصومال وخاصة المجاهدين الشياب  ؟
** الأزهر كان غائب عن الساحة فى  الأيام الماضية خاصة فى مقديشيو ,  الآن فتحت جامعة اسمها جامعة الإمام الشافعى تدرس الشريعة الإسلامية واللغة العربية ودراسات وقراءات القران الكريم وفيها أزهريون يقيمون بهذا الدور بكل هدوء وهم جنود مجهولون يقيمون بالواجب بكل خير كما أن الأزهر لم يترك معهد قرضه فى بورتلاند الذي خرج عدد كبيرا من الشباب اللذين تخرجوا من الجامعات المصرية ومن الأزهر . ونؤكد أن رسالة الأزهر لا تغيب عن الساحة الصومالية ولو أنها لم تكن نشطة إلى الحد المطلوب كما كانت فى عهود سابقة , الآن نريد أن تعود هذه القلعة الشامخة إلى الصومال وان تشارك فى  توصيل الفهم الصحيح للدين الإسلامي .
* وماذا عن المنح التى تقدمها جامعة الأزهر وهل مازالت مستمرة  وكم تبلغ ؟
** أى طالب يصل إلى هنا يمتحنه الأزهر امتحان المستوى ويدخل  الأزهر سواء من الثانوية أو الجامعة وذلك بدون مصاريف فيدرس الطالب بالأزهر مجانا  فالأزهر حق مشاع للمسلمين جميعا فيدرس من جزر القمر وهى دولة قليلة العدد ثلاث ألاف طالب .
* ما رأيك فى أزمة سد النهضة وهل يمكن أن تساهم الصومال فى حلحلة الأزمة خاصةً أن الصومال جارة لإثيوبيا ولكم معها علاقات مشتركة وطيدة ؟
** ما يجمع بين الدولتين إثيوبيا ومصر أكثر بكثير مما يفرقهما وأنا اعتقد اعتقادا جازما بان هذه المسألة ستحل عن طريق المفاوضات السلمية ومشاركة خبراء من الأمم المتحدة ومن أفريقيا ومن العالم العربى بحيث لا يظلم مصر والسودان ولا يظلم إثيوبيا بان تستفيد من الكهرباء فى بلادها فهذه المسالة ليست صعبة ,   ووزير الخارجية الإثيوبي تحدث بوضوح وتحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وقال له نحن لا نريد أن نعطش الشعب المصري إطلاقا وهذه المسالة فى طريقها للحل بإذن الله
* كيف تصف الأمن الغذائى والحالة الإنسانية فى الصومال الآن ؟
** لا يوجد مشاكل فى الأمن الغذائي فى الصومال فعندها أراضى واسعة صالحة للزراعة 8 مليون هكتار بين بين النهرين نهر جوبا ونهر  شبيلى  من الممكن ان تروى بماء الأنهار لكن لم تزرع منها إلا 100الف هكتار والباقى غابات ترعى فيها الأفيال والمواشي ,  الصومال مثل السودان تستطيع أن تكون سلة الغذاء العربي فنؤكد أن المستقبل فى الصومال واعد وخاصة إذا هدأت الأحوال و اندحر هؤلاء الشباب المجرمون حتى تستطيع الصومال أن تسدد المؤن الغذائية إن شاء الله
* كيف  تواجهون الحرب الأهلية و الإرهاب ببلادكم وهل  الحسم أمنى وعسكرى أم من خلال الحوار والمصالحات وكيف انتهت ظاهرة القرصنة ؟
** لم ينتهي هذا الحراك الأمني الخطير , صحيح فقدت جماعة الشباب المجاهدين قوتها الذاتية وبقى بعض الخلايا فى الغابات ولا يسعون للحوار فإما أن يموت الشاب وإما ان يظل يحارب وبعضهم بدا يستسلم للحكومة ويسلم نفسه و اعتقد أنه فى خلال سنة أو اقل سينتهي شأنهم تماما رغم أن الحركات الدينية المتشددة ليس من السهل إنهاءها ., أما  القرصنة فهى انتهت تماما من خلال الدول الغربية الكبيرة التى خلقتها لحاجة فى نفسها .
* الصومال تطل باب المندب وتمثل عمقاً استراتيجياً لمصر و الشرق الأوسط، , كيف تصف أمن باب المندب من قبلكم ؟
** أنا اعتقد أن الدول العربية  لا تهتم بهذا الباب سوى الذكر فقط بالصحافة دون الاهتمام العملى , فى حين أنه حرب أكتوبر قبل أن تطلق طلقة واحدة , عبرت فى قناة السويس الوحدات المصرية الحربية البحرية ذهبت إلى بربره بعدد كبير لا يقل عن 40 مدمرة وفرقاطات وسيارات امتداد و زودت باحتياجاتها من الأفيال والأغنام والموز وكل شئ  من أشقائها بالصومال .أهمية باب المندب والصومال للخليج العربى ومصر والسودان شئ معروف تاريخيا , لكن العرب لا يهتمون بذلك و ينشغلون بأمور أخرى ربما بعضها ليس مهما ومن المعروف أن الصومال تطل على باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر ولا أحد يعى الأهمية الإستراتيجية لذلك , و الدول الغربية تفهم هذه الحقيقة وتتعامل مع الصومال على هذا الأساس .
* ما سر الاهتمام الأمريكي بالصومال؟ وهل يوجد فيها ما يغري ؟
** أنا لا اعتقد أن دولة كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بشئ إلا إذا كانت لها مصلحة فيها , لها مصلحة فى خيرات الصومال وشواطئها الطويلة فى الوقود المدفون فى باطن الأرض فاكتشف البترول والغاز بغزارة فى الصومال ولكنه لم يستخرج حتى الآن والمنطقة تقريبا للإدخار والإحتياط و إذا شعرت أن البترول فى أى دولة مثل العراق فى خطورة يذهبوا ليستخرجوا البترول الصومالى ., نحن نطالب الولايات المتحدة الأمريكية أو أى دولة فى العالم  أن تتواجد فى الصومال وأن تستخرج خيرات أرضنا وأن تفيد الشعب الصومالى وتستفيد هى الأخرى
* ظهرت دعوات لإنفصال أقاليم "بونت لاند"  وذلك بعد انفصال أرض الصومال فى الشمال وعاصمتها " هيرغيسا " عن الصومال الأم، فما شرعية هذه الأقاليم؟ وهل يمكن أن يتكرر سيناريو الجنوب السوداني ؟
** لم يطلب إقليم بونت لاند الانفصال عن الجمهورية إطلاقا ولن يحدث أما شمال الصومال الذى دعا للانفصال فأنا أتصور أنهم لن ينفصلون وسيبقون فى الاتحاد مع الجمهورية الصومالية من خلال حكومة فيدرالية فإذا كانوا يطلبون حكم أنفسهم بأنفسهم فهذا متاح لهم
* هل هناك مطامع دولية فى الصومال وما هى  ؟
** أرض الصومال مازالت بكر بها كل الخيرات وشعبنا لم ينتبه لها وليس لديه التكنولوجيا لاستخراج هذه الخيرات ولذلك كثير من الدول منها الصين واليابان وأمريكا وغيرهم يريدون أن يشاركونا هذا الخير ونحن نقبل بصدر رحب ونطالب مصر العرب بالمشاركة فباب الصومال مفتوح لمصر والمستثمرين المصريين على مصراعية فى كافة المجالات والصومال وجهت دعوات للتجار المصريين ولم يأتوا .