الأحد، أكتوبر 31، 2010

إطلاق اتحاد عام للأدباء والكتاب الأفارقة


محمد سلماوي وأوتوكواي أوكاي يوقعان إعلان التأسيس في ليبيا

وافق المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بالإجماع في اجتماعه الأخير الذي عقد بمدينة بنغازي بليبيا، في الفترة من 24 ـ 26 أكتوبر 2010، على الدعوة التي أطلقها الكاتب الكبير محمد سلماوي، الأمين العام للاتحاد العام، بإنشاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والأفارقة، الذي يضم في عضويته كل اتحادات الكتاب الأعضاء في الاتحادين العربي والأفريقي: "إيمانًا من الأدباء والكتاب العرب والأفارقة بعمق الصلات بينهم، وبأن التاريخ العربي والأفريقي متداخل ومتواصل بشكل عضوي، وضمانًا لاستمرار هذه العلاقات الحميمة التي تجمع بينهم، وتناميها، وسعيًا لتحقيق الطموحات المشتركة للشعوب العربية والأفريقية بالحرية، والتقدم، وتطلعًا نحو غدٍ أفضل لهذه الشعوب".
قام محمد سلماوي أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والشاعر الغاني أوتوكواي أوكاي رئيس اتحاد كتاب عموم أفريقيا، بالتوقيع بالأحرف الأولى، في الجلسة الختامية لاجتماعات المكتب الدائم والندوة المصاحبة له، على إعلان تأسيس هذا الاتحاد في جامعة قار يونس التي استضافت جلسات الندوة. واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة- تضم ستة أعضاء من كل جانب- لوضع أهداف هذا الاتحاد، وصياغة النظام الأساس له، وتحديد آليات العمل به، على أن تنهي اللجنة أعمالها، ويتم إعلان بدء نشاط الاتحاد في شهر سبتمبر من العام القادم 2011.
يذكر أن المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ناقش عدة موضوعات مهمة، في مقدمتها الخطوات التنفيذية التي تمت للإعداد للقمة الثقافية العربية التي دعا إليها الاتحاد العام أثناء اجتماعات مؤتمره الرابع والعشرين الذي انعقد بمدينة سرت الليبية في أكتوبر من العام الماضي 2009. ففي التقرير الذي قدمه محمد سلماوي أشار إلى أن الأمانة العامة عقدت سلسلة من الاجتماعات استطلعت فيها آراء كبار الأدباء والمفكرين العرب، تلتها لقاءات موسعة ضمت ممثلي الجهات والمنظمات الثقافية العربية والدولية مثل اليونسكو والألكسو والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمؤتمر القومي العربي، واتحاد الناشرين العرب، واتحاد الفنانين العرب. وقد أعدَّت الأمانة العامة تقريرًا مفصلاً حول القمة الثقافية، حددت فيه القضايا الثقافية الاستراتيجية التي ينبغي بحثها في القمة، والقرارات المنتظر اتخاذها في كل من هذه القضايا.. وتم رفع هذا التقرير إلى العقيد معمر القذافي الرئيس الحالي للقمة العربية، وإلى الرؤساء والملوك العرب، كما أرسلت صورة منه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية والبرلمان العربي.. وقد كللت هذه الجهود في القمة العربية المنعقدة في سرت في مارس 2010 بإقرار دعوة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بإقامة القمة الثقافية العربية.
وفي ملف ترجمة الروايات العربية إلى اللغات الأجنبية، احتفى المكتب الدائم بصدور الرواية الأولى في اللغة الروسية وهي رواية المجوس للروائي الليبي إبراهيم الكوني، وصدرت عن دار نشر بيبلوس كونسالتنج، وسوف تصدر تباعًا 15 رواية أخرى في مراحل الطباعة المختلفة الآن.
وفيما يخص حقوق الملكية الفكرية وحرص الاتحاد العام عن حقوق الأدباء والكتاب العرب في كل مكان، عرض الأمين العام عقد نشر موحد توصل إليه- لأول مرة- مع اتحاد الناشرين العرب ليحفظ حقوق الطرفين، وسوف تقوم الاتحادات الأعضاء بدراسته مع مستشاريها القانونيين قبل إقراره وبدء العمل به.
من ناحية أخرى أصدر المكتب الدائم في اليوم الأخير من اجتماعاته بيانًا ختاميًّا، أعاد فيه التأكيد على موقفه الثابت من القضايا القومية العربية وفي طليعتها قضية فلسطين باعتبارها القضية المحورية لأمتنا العربية قاطبة، حيث أدان المجتمعون استمرار عمليات التهويد التي تجري على قدم وساق في الأراضي المحتلة، وإقامة المستعمرات اليهودية على الأرض العربية الفلسطينية، مما يفرغ المفاوضات المباشرة من جدواها. كما أكد موقفه الرافض للاحتلال الأمريكي للعراق، ومحاولات تقسيم السودان بين الشمال والجنوب، وطالب جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي التدخل لعقد مصالحة عامة في السودان قبل أن يتشظى، وذلك في إطار أعم يهتم بحل مشاكل البلاد العربية في القرن الأفريقي، حفاظًا على أرواح أهلها وعروبتهم ودينهم، خاصة الصومال. كما أعلن الأدباء والكتاب العرب إدانتهم للمحاولات المكشوفة لإثارة الفتنة الدينية في مصر، ويؤكدون أن مصر الوحدة الوطنية، صاحبة شعار الهلال مع الصليب، قادرة على وأد هذه الفتنة، وتجاوز هذا التحدي بنجاح كما فعلت دائمًا، وطالبوا بضرورة تحرير الجولان والأراضي العربية المحتلة كافة، وتمسكوا بالسعي المتواصل لإعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، ونزع السلاح النووي من العدو الصهيوني، ومراقبته والتفتيش عليه مثلما يحدث مع بقية الدول.
كما أصدر المكتب الدائم تقريره نصف السنوي عن حال الحريات في الوطن العربي، خاصة ما يتعلق بحرية الرأي والفكر والنشر وتداول الكتب، وهي الموضوعات التي يضعها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب على رأس أولوياته، وعدد التقرير بعد النقاط الإيجابية التي تقوم بها بعض الدول العربية، كما رصد النقاط السلبية التي مازالت تشكل عائقًا أمام المبدع لإنجاز عمله دون أن يخاف على أمنه الشخصي وأمن عائلته.
أيضًا صدرت مجموعة من التوصيات في ختام جلسات الندوة الفكرية التي أقيمت على هامش اجتماعات المكتب الدائم، بعنوان: "الثقافة العربية الأفريقية/ رؤية مستقبلية"، تترسم خطى مستقبلية خاصة بتنمية آفاق التعاون بين الثقافتين العربية والأفريقية، حيث تتشابه جذورهما إلى حد بعيد، كما تتوحد غاياتهما في النمو والمشاركة الفاعلة في صنع الحضارة الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق