الأحد، ديسمبر 04، 2011

الناشط البحرينى يوسف حسين ل " مصر والعالم " ثورتنا وطنية وليست طائفية والجامعة العربية تتجاهلنا وكأننا لسنا بعرب



نريد دستور يكتبه الشعب بيده لنستعيد مواطنتنا وحريتنا المسلوبة

تقدمنا بمبادرات لحقن الدماء ودعم التحول للديمقراطية دون استجابة

سندشن علم ضخم للبحرين أمام الجامعة العربية بطول 30 مترا لنذكرها بعروبة البحرينيين

أجرى الحوار : أيمن عامر

مدون وناشط سياسي ومنسق رابطة الصحافة البحرينية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ليس غريبا عن ميادين مصر، تلتقيه فتحسبه مصريا، يتحرك بين ثوارها كأحدهم، كان بينهم في يناير، يحمل قضيته ويناصر قضيتهم، سفير ظل بحريني يبشر بدولة بحرينية مدنية يديرها مواطنوها، ويحلم مع أقرانه بالحرية والعدالة الاجتماعية.التقطته " النور " لمعرفة أخر مستجدات ثورة البحرين وما مطالبها وأهدافها

وإليكم نص الحوار

* لماذا جئت إلى مصر وقت الثورة ؟

** لست غريباً عن مصر، أهلها أهلي ونشطاؤها أخوتي وأصدقائي. آتي من خلفية تقنية، وبينما اقتصر نشاطي على دعم النشاط التدويني أثناء الثورة التونسية، وجدتني حين لمست حاجة الأصدقاء للوصول لشبكة الانترنت بعد قطعها في 28يناير مدعوا للمشاركة الميدانية.

* ألم يشكل ذلك خطر على حياتك ؟ كيف بررت ذلك لأهلك في البحرين؟

** لم أبرر ذلك لأحد، قلت لأهلى أني مسافر في عمل ولأني كثير السفر أساسا، لم أضطر لتحديد الوجهة. الطرفة أني صادفت اثنين من الأقارب المضيفين في رحلة "طيران الخليج" التي أقلتني إلى القاهرة، وخشيت أن يحملا القلق للأهل، ولكني كنت قد اجتزت مرحلة التفكير وحسم الخيار، وكان علي أن أهتم بنجاح رحلتي التي جئت من أجلها، والتي كنت جازماً أن حياتي تستحق أن تكون ثمنا لها لو تطلب الأمر.

* وهل تم ذلك؟

** تم ما هو أكبر من ذلك، وجدتني أنقل من داخل الميادين والمسيرات تجربة الثوار المصريين للبحرين عبر مواقع التواصل الاجتماعية. نقلت ساعات الألم، وساعات القلق، وساعات الابتهاج بتنحي مبارك. والتواصل مع وسائل الإعلام ساعات انطلاق الثورة في البحرين. وتكونت حولي شبكات من المصريين المتضامنين الذين عرفوني عن قرب، ما أكسبني مزيدا من المصداقية والقبول.

* ماذا يحدث في البحرين؟ وهل هي ثورة حقا؟

** مازالت رغم آلامها ثورة رائعة، شعب يستذكر تاريخه مع النضال لتحقيق المواطنة منذ عشرينات القرن الماضي. ويحفظ مسيرته مروراً بالثلاثينات والخمسينات والسبعينات حين توفرت الظروف للشعب ليكتب دستوره بنفسه قبل أن يعلق العمل به فيضطر للانتفاض في سنة 1994م من أجل "برلمان". ولأننا لا نملك مقومات التغيير السريع بوجود الأجهزة الأمنية الوطنية في مؤسستنا العسكرية، فلم ننجح إلا جزئيا في سنة 2001 في تحويل كلمة "برلمان" من تهمة بالخيانة وقلب النظام، إلى واقع وإن لم يوافق الصورة الديمقراطية التي تتناسب وحجم التضحية. أعطى الشعب فرصة عشر سنين لتفعيل الميثاق الذي تعاهدنا عليه، ولينفذ الملك وعوده التي أطلقها، إلا أننا في 2011 مازال يحكمنا نفس رئيس الوزراء الذي عين سنة 1971 ولا نستطيع لا انتخاب كامل البرلمان الناقص الصلاحيات أصلا، ولا نستطيع انتخاب حكومتنا التي تشكل العائلة الحاكمة %60 من وزرائها. فقرر النشطاء النزول للشارع يوم 14فبراير، التاريخ الذي فرض فيه علينا دستور 2002 الذي لم نتوافق عليه. وقلنا نريد دستور يكتبه الشعب بيده لنستعيد مواطنتنا المسلوبة كما حريتنا. ولا زال الحراك مستمرا في ظل القمع الذي اشتركت فيه دول خليجية للأسف الشديد.

* ولكن البحرين دولة خليجية، أنتم متهمون بالرفاهية، لماذا يثور الخليجي أصلا؟

** الأصل أننا بشر، وأننا مواطنون عرب على أرضنا التي تتدنى فيه نسبة الأمية إلى %2 أو أقل حتى، لا يناسبنا أن تتم إدارتنا كمتعلمين بأسلوب القبلية والاستعباد. لقد ثار أجدادنا في العشرينات ضد نظام "السخرة" الذي طبقه الفراعنة على المصريين القدماء ما قبل الميلاد، وطبقته نفس السلطة على شعبنا في القرن العشرين. بالنسبة للدخل ومنظومة الحياة في البحرين يكاد نصف الشعب يكون تحت خط الفقر. وقد نشرت قناة الجزيرة تقارير حول ذلك أدت إلى إعلان إغلاق مكتبها في البحرين. يعتقد البحرينيون أن بإمكانهم التحول لديمقراطية قابلة للحياة تكفل لهم حياة أفضل ويسهمون في تحمل مسئولياتهم في إدارتها كمواطنين كاملي المواطنة. واذا كانت الطبقة الوسطى في مصر قد بدأت ونظمت شرارة الثورة، فان مزيجا من نفس الطبقة مع شريحة واسعة من الفقراء تقدموا صفوف 14فبراير.

* أين ثورة البحرين في الإعلام اليوم؟ ولماذا أنتم غائبون؟

** نحن حاضرون، ولكنا مغيبون. لقد فاز الوثائقي الذي أنتجته قناة الجزيرة الإنجليزية عن ثورتنا بجائزة دولية مؤخرا، وقد عنونته ب"صراخ في الظلام". نعم، نحن نصرخ في الظلام، وندق جميع الأبواب. نحاول تجاوز التعتيم الذي تفرضه علينا السلطة وحلفاؤها في الداخل والخارج. شعبنا صغير لا يزيد عن 700 ألف مواطن، طاقاتنا وحراكما يستنزف ولا ينقطع. لدينا أكثر من 13ألف فيديو موثق بالتاريخ والحدث والمكان على الانترنت. وقد اعترفت وزارة الداخلية بما أسمته (التعامل) مع أكثر من 8400 فعالية غير مرخصة في الأشهر الثمانية الفائته، أي بمعدل 35 فعالية احتجاجية يوميا. ماذا نفعل أكثر من أن نحمل أرواحنا على أكفنا ونواصل نضالنا؟

* إلى أين وصلت الأمور معكم اليوم؟

** الحراك الميداني بالتظاهرات والاحتجاجات مستمر، ويوازي ذلك عمل على المستوى السياسي في الداخل والخارج. لقد وثقت كبريات قوى المعارضة رؤيتها السياسية الموحدة في "وثيقة المنامة"، والتي دعت إلى:

1 - حكومة منتخبة.

2- برلمان منتخب كامل الصلاحيات.

3- نظام انتخابي عادل.

4- سلطة قضائية مستقلة.

5- رفض اسلوب استجلاب المرتزقة وتكوين قوى الأمن من المواطنين فقط.

وهي رؤى تشكل أساسا منطقياً للمواطنة في أي دولة. وقدمنا في الخارج رسائلنا بهذا الخصوص إلى جامعة الدول العربية وإلى البرلمان الأوربي وغيره من مواقع الضغط السياسي، وفي حين خصص البرلمان الأوربي جلسة للبحرين أصدر فيها توصيات منصفة، قرر البحرينيون الاعتصام أمام جامعة الدول العربية بغية الحصول على تجاوب، ولا يزال الاعتصام قائما حتى اللحظة .

* ماذا قلتم لجامعة الدول العربية ؟

** رغم أن رسائلنا سبقت حراك الجامعة مع الأخوة في سوريا، إلا أن تفاعلها الايجابي معهم يشجعنا على الاستمرار في الضغط بغية تحقيق 3 أهداف من الجامعة:

1- طلب الاستماع لوجهة نظر قوى المعارضة من خلال الاجتماع معها.

2- تخصيص جلسة لعرض الوضع البحريني تشترك فيها قوى المعارضة.

3- التقدم بمبادرات لحقن الدماء ودعم التحول للديمقراطية على أساس الوثائق السياسية التي تقدمت بها مختلف القوى السياسية في البحرين بما فيها السلطة والموالاة.

وسندشن خلال أيام نصب علم ضخم للبحرين أمام الجامعة بطول 30 مترا، كوسيلة من وسائل الضغط السلمي التصاعدي.

* هل تأملون خيرا؟

** نحن نضع الجامعة أمام مسؤلياتها، ونقوم بواجبنا كمواطنين بحرينيين نحب وطننا ونود له الخير الذي نوده لكل أقار وطننا العربي. لا نملك إلا دمنا وصبرنا واخلاصنا للقضية، ونثق بالله سبحانه وتعالى أنه لن يضيع هذه التضحيات التي يقدمها شعبنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق