الأحد، مارس 25، 2012

بيان من اتحاد كتاب مصر لجنة الدستور والاستبداد الجديد



يدين اتحاد كتاب مصر بكل قوة المسلك الاستبدادي المعوج الذي اتخذه حزب الأغلبية بالبرلمان في تشكيله للجنة التأسيسية لوضع الدستور التي حرص على أن يستأثر أعضاء البرلمان على 50% من مقاعدها، وأن يختار بنفسه الـ50% الآخرين من خارج البرلمان، بالمخالفة للمبادئ القانونية التي لا تقر الانتخاب الذاتي.

إن حزب الأغلبية بمسلكه هذا قد خان الأمانة التي انتخب من أجلها بواسطة انتخابات ديمقراطيه كان عليه أن يحافظ عليها وينتهج ما يدعم الممارسة الديمقراطية التي انتخب من خلالها، لكنا وجدناه يلجأ لأسلوب الاستبداد الديكتاتوري الذي صبغ أداء الحزب الوطني الديمقراطي المنحل باستحواذه على مقاعد اللجنة، كما استحوذ من قبل على رئاسة اللجان البرلمانية بشكل يفوق بكثير تمثيله النسبي داخل البرلمان.

ولقد أعلن اتحاد الكتاب في وقت سابق رفضه الكامل لمثل هذا المسلك الذي سيفقد اللجنة التأسيسية مصداقيتها، مفضلاً أن تقوم الاتحادات والنقابات والهيئات المدنية بترشيح من يمثلونها في هذه اللجنة كي يقوم أعضاء مجلسي الشعب والشورى بانتخاب من يرونه من واقع هذه الترشيحات وذلك عملاً بالإعلان الدستوري الذي أعطى الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى حق الانتخاب، لكنه لم يعطهم حق الترشيح.

وفي هذا الإطار فقد تقدم اتحاد كتاب مصر بقائمة من عشرة أسماء تضم أكبر القامات الأدبية والفكرية على الساحة المصرية كي يقوم البرلمان بانتخاب من يراه منها، لكن حزب الأغلبية إمعانًا في صلف الشعور بالقوة رفض القائمة بأكملها ولم ينتخب ضمن لجنته التأسيسية كاتبًا واحدًا من داخل القائمة أو من خارجها، لا ضمن الأعضاء الأساسيين ولا الاحتياطيين.

إن تلك البداية المشينة لكتابة الدستور، والذي كان يجب أن يعتمد التوافق الوطني- وليس على استبداد أغلبية برلمانية زائلة تعالت على مطالب الجماهير- إنما ينبئ بدستور يشوبه العوار ومن ثم يفتقد لمقومات الدوام.

لقد تفجرت مظاهر الغضب في كل مكان منذ بداية الإعلان عن تلك اللجنة المشئومة التي لا تمثل أحدًا، وستتزايد في الفترة المقبلة تلك المظاهر التي تعتبر الخطوة الأولى في إسقاط ذلك الدستور الممسوخ الذي ستتمخض عنه هذه اللجنة، وإسقاط مجلس الشعب الذي وضعه.

وفي ذلك فإن لأدباء وكتاب مصر الذين هم ضمير الأمة وعقلها المفكر دور الريادة في تعبئة الجماهير المطالبة بحقها الطبيعي في دستور يعبر عنا جميعًا، وليس عن اتجاه سياسي بعينه اقتنص أغلبيته وسط ظروف استثنائية قاهرة لا تعبر عن حقيقة توازن القوى السياسية في مصر الثورة.

إن أدباء وكتاب مصر الذين خاضوا المعارك وبذلوا التضحيات في مواجهة الاستبداد القديم، لن يتوانوا عن خوض المعارك وبذل التضحيات في مواجهة الاستبداد الجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق