الخميس، مارس 22، 2012

شيخ الأزهر يستقبل أعضاء مجمع اللغة العربية



استقبل فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفدًا من أعضاء مجمع اللغة العربية، يتقدمهم الأستاذ الدكتور/ عبد الهادي التازي، والأستاذ الدكتور/ محمد بن شريفة وحرمه الدكتورة/ عصمت دندش من المغرب، والأستاذ الدكتور/ عمار طالبي من الجزائر، والدكتور/ عبد الكريم خليفة من الأردن.

وتطرق الحديث إلى وضعية اللغة العربية في العالم العربي، فأبدى الوفد استياءه من تجاهل العالم العربي للغته في كل الميادين عكس جل الدول الناهضة في العالم.

وانتقد الدكتور خليفة ما يثار من أن اللغة العربية ليست صالحة للعصر الحالي، ودعا إلى أن يكون الأزهر قائدًا للأفكار العربية لاستعادة اللغة العربية في كل ميادين الحياة.

كما أبدى الدكتور محمد بن شريفة ابتهاجه بالأزهر الجديد، وبتوجهه الإصلاحي الذي سيساهم بدون أدنى شك في فك الاشتباك الموهوم بين الأصالة والمعاصرة، والأزهر الشريف مؤهلٌ للعب هذا الدور الريادي المنشود.

وقال الدكتور عبد الهادي التازي: إننا لا نعادي اللغات الأخرى ولكننا نعتز بلغتنا العربية التي كانت ركيزة من ركائز النهضة الأوروبية في العصور الوسطى.

أما الدكتور عمار طالبي فقد طالب بأن يكون الأزهر الشريف هو الرائد لتدريس العلوم التقنية والطبية باللغة العربية، فالأزهر هو المؤهل لهذا بما يحمل من تاريخ طويل في هذا الميدان، فعلوم الفلك والرياضيات كانت تُدرَّس إلى عهدٍ قريب في أروقة الأزهر الشريف. كما ذكر الدكتور طالبي أن شيخ النهضة الجزائرية عبد الحمد بن باديس كتب رسالة إلى شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمد مصطفى المراغي، ذكر له فيها: إن الأزهر الشريف هو الخلافة العلمية للدول الإسلامية بعد غياب الخلافة الإسلامية.

ورحب فضيلة الإمام الأكبر بفرسان العربية والمدافعين عنها، وذكر أن الأزهر يعيش همّ النهوض باللغة العربية في عالمنا العربي المعاصر، وأبدى فضيلة الإمام أسفه واستياءه من غزو اللهجة العامية لقاعات الدرس الجامعي، ولمختلف قنوات الإعلام المسموع والمرئي، وهو أمرٌ لا يليق بمصر العروبة والإسلام، وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: إن المهام الملقاة على عاتق المجامع العربية كثيرة وعلى رأسها الوقوف دون زحف اللهجة العامية في محيطنا العربي في كل مستوياته، وانتقد فضيلة الإمام الأكبر لجوء المثقفين إلى العامية، وعدم تمكنهم من الإعراب عما يريدون بلغة عربية مبينة.

وأضاف فضيلة الإمام الأكبر قائلًا : من أسفٍ فإن اللغة العربية الآن مهانة في ديار العروبة، ونفتقد إلى المنهج التربوي السليم لتعليم العربية. فالأمة التي تفقد لغتها ستفقد بالضرورة هويتها وأصالتها. وإذا استمر هذا الوضع البائس للغة العربية في بلادنا، فإن الأمر يُنذر بخطرٍ كبير يهدِّدُ العقل العربي.

وأضاف الإمام: لابد من تحليل أسباب انهيار العربية، وعلى مجامع اللغة العربية في العالم العربي مسؤولية معرفة عوامل الانهيار والضعف.

والأزهر يدق ناقوس الخطر، فالأمرُ جلل ، ولابد من الإسراع بخطوات ثابتة نحو معالجة الموضوع بجدية كاملة، وعلى الكل التعاون من أجل إيجاد الحل الأمثل الذي يليق بعراقة الأمة.

وعرض شيخ الأزهر على الضيوف فكرة إقامة مؤتمرٍ علميٍ لمعرفة أسبابِ ضعفِ اللغة وكيفية النهوضِ بها.

وثمن الضيوف هذه الدعوة، وتمنوا أن يكون الأزهر الشريف هو حامل لواء استعادة اللغة العربية في العالم العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق