الأربعاء، مايو 02، 2012


الإمام الأكبر... التدخل الغربي السافر فى شؤون المنطقة جعلها  مسرحا للاعبين كُثُر

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب - شيخ الأزهر- أن هناك فرصًا كثيرةً أمام البرلمان الأوروبي لربط الشعوب بعضها ببعض، خصوصا أن دول الاتحاد الأوربي قد لعبت دورًا سلبيًّا في العقود الماضية من خلال تقديمها الدعم المالي؛ لتفتيت بعض الدول العربية والشرقية، بل وصل الأمر إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر لفرض بعض الأجندات على تلك الدول تحت حجج واهية؛ مما يعتبر احتلالاً عسكريًّا، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ما شاهده العالم من تدخل أمريكي في العراق، ولولاه لنعمت شعوب المنطقة بالسلام والاستقرار والرخاء، وكذلك الكيان الصهيوني وما تقوم به من عدوان غاشم ومصادرة لحقوق الفلسطينيين والذي يتعارض مع كافة  القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكذلك ما تقوم به أمريكا في أفغانستان، وقد أدى هذا التدخل السافر إلى تحويل العالم الغربي للعالم العربي إلى مسرح للاعبين كُثُر لهم أجندات خاصة؛ مثل أمريكا وإيران وحتى أوروبا، وللأسف أصبح الدور الأوربي تابعًا للسياسة الأمريكية مع أنه يمتلك من المقومات التي تجعل له فلسفة مستقلة عن أمريكا؛ مما يعزز الدور الأوربي ومكانته لدى العالم العربي والشرقي، والذي سيؤدي في النهاية إلى تدعيم أواصر العلاقة بين الجانبين .
جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للسيد / ديفيد ماريو ـ رئيس لجنة المشرق في البرلمان الأوربي والوفد المرافق لسيادته .
وحول سؤال رئيس الوفد حول هل هناك تخوف من ضعف التمويل المقدم للأزهر من الحكومة في الفترة القادمة بسبب المواقف القوية للأزهر على الساحة الداخلية .
أجاب فضيلة الإمام الأكبر: ليس هناك تخوف من ذلك؛ لأن دور الأزهر ليس سياسيًّا بل وطنيًّا؛ لأنه لو كان سياسيًّا لاصطدم بأفكار بعض الأحزاب والتيارات، ولأنه وطني يعبر عن ضمير الشعب بمختلف أطيافه، فقد استطاع أن يجمع كل الأحزاب والتيارات المختلفة في توجهاتها وأيدلوجياتها في رحاب الأزهر الشريف، والذين اتفقوا جميعًا على وثائق الأزهر التي حددت الملامح الرئيسية للدولة المصرية التي يتطلع إليها جماهير الشعب المصري.
وأضاف فضيلة الإمام الأكبر: أن الأزهر الشريف بصدد إصدار وثيقة عن المرأة، والتي توضح المكانة السامية للمرأة في الإسلام، وكيف أحاطها الإسلام بسياج العزة والكرامة والتي لا يوجد لها مثيل في أي مجتمع آخر سواء في الشرق أو الغرب؛ مما جعل المفكرين الغربيين المنصفين يشيدوا بذلك.
وقال رئيس الوفد: إن برلمان الاتحاد الأوروبي يتابع عن كَثَبٍ الدور الريادي للأزهر الشريف على الساحة الداخلية  والخارجية.
وقدم سيادته دعوةً لفضيلة الإمام الأكبر لإلقاء كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية ببرلمان الاتحاد الأوروبي؛ لشرح موقف الأزهر من القضايا الداخلية والخارجية وقد وافق فضيلة الإمام الأكبر مبدئيًّا على قبول الزيارة على أن تتم في الوقت المناسب.
وقالت السيدة/ مارياتي - عضو الوفد -: إن الغرب ما زال ينظر إلى المنطقة العربية وشعوبها من منظور غربي بحت، بغض النظر عن حقوق الآخرين؛ مما أدى إلى اتساع الهوَّة بين الجانبين على مدار العقود الماضية، وأدى إلى جروح عميقة في نفوس أبناء المنطقة، ونأمل في ظل التوجه الشعبي العام في المنطقة التي تظلها ثورات الربيع أن تتعاون دول الاتحاد الأوروبي مع المنطقة العربية من منطلق الاحترام المتبادَل، وتبادُل المصالح المشتركة بعيدًا عن مبدأ حب الذات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق