الأحد، مايو 06، 2012

   الإساءة لجنين منارة الثوار تجاوز لكل الخطوط الحمراء



بقلم: الدكتور محمود خلوف
صحفي فلسطيني-القاهرة
ليس غريبا بأن يلقى ما يحدث في محافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة من تطورات مؤسفة هذه الأيام، صدى واسعا خارج الوطن، فهذا الموضوع كان محور استفسار من شخصيات فلسطينية مقيمة في الغربة وأصدقاء مصريين متابعين للشأن الفلسطيني.
ولم يأت متابعة أمر جنين بهذا الزخم والاهتمام البالغ؛ لأنها أحد أعمدة الاقتصاد الزراعي الفلسطيني أو لأنها تمتلك أهم سهول وحقول الضفة الغربية، أو لأن فيها كفاءات عملية وأكاديمية مشهود لها، بل لاعتبارات أخرى أكثر أهمية في مقدمتها تاريخ هذه المحافظة المشرف، التي كان يطلق عليها الاحتلال لسنوات طويلة عبارة "عاصمة الانتحاريين"، أو" عش الدبابير" في الإشارة إلى مركزية المحافظة بالعمل الكفاحي في تنفيذ العمليات الفدائية ضد الاحتلال..
جنين كانت وما زالت محط أنظار كل محبي القضية الفلسطينية ومناصريها، وزادت حبا واهتماما بعد قهر الاحتلال خلال معركة مخيم جنين خلال شهر نيسان 2002م، ...وفي سياق هذه المتابعة من المؤسف بأن نجد قلة من الانتهازيين واللصوص، والمسيئين يمارسون أعمال البلطجة والسطو والاعتداء على ممتلكات المواطنين، بل والاعتداء على هيبة السلطة ورموزها، وما جرى بحق المحافظ قدورة موسى رحمه الله أمر مقلق، ومحزن، ويجب أن يأخذ هذا الموضوع حجمه المناسب، بإيقاع العقوبة المغلظة على الفاعلين، والذي يبيحون لأنفسهم الاعتداء على الحرمات، وانتهاك القانون.
لقد عبر عدد من المسؤولين ممن زاروا بيت عزاء المحافظ الراحل، بواقعية عن الأمر، عندما قالوا:" إن الفلتان يضر بالصورة الفلسطينية وبالتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية...وأن الفوضى والفلتان هي من أساليب بقاء الاحتلال.."..
إن ما حصل من فلتان في جنين، وقد يكون في مناطق أخرى يستدعي من السلطة الوطنية الفلسطينية فتح أوراق الحساب، وملاحقة أشخاص كثيرا ما تغنوا باسم الوطنية وحملوا السلاح، وتظاهروا بالوطنية، ولكن في حقيقة الأمر أنهم لم يكونوا سوى لصوص سيارات، وطفيليين يعيشون على السرقة و"الخاوات"، وسرقة أموال المقاومة...وهاهم يملكون عقارات وعمارات، وسيارات أجرة، دون أن يمسهم الاحتلال بأذى...
إن الوطنية تستدعي بأن نقول بأن الأحداث المؤسفة تستدعي من السلطة الوطنية ومن الفصائل الفلسطينية عدم إغفال أي موضوع سابق يتعلق بتجاوزات كل لص أو بلطجي، أو مدعي الوطنية، ممن حملوا السلاح لتحقيق أغراض شخصية، بشكل أساء للوطن والوطنية.
ورحم الله الشهداء، وفك أسر المعتقلين، ومنّ على الجرحى بالشفاء التام، الذين ضحوا من أجل كرامة المواطن الفلسطيني وحريته واستقلاله، ولم يضحوا من أجل قلة من الانتهازيين والمتسلقين من دعاة الوطنية، ممن يعيثون فسادا، ويتخذون السلطة والمواطن أعداء، ويتجاهلون العدو والمحتل الجاثم على الأرض.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق