الخميس، مايو 24، 2012

كارتر للإمام الأكبر: الانتخابات المصرية نموذج يحتذى به


أشاد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر - بالملحمة التاريخية التي سطرها الشعب المصري وإقباله الكبير على صناديق الاقتراع بصورة نموذجية يُحتذى بها لم تحدث من قبل منذ عقود طويلة في التاريخ المصري الحديث.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الخميس، بالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والوفد المرافق له، صرح الرئيس الأمريكي بأن مركز كارتر لمراقبة الانتخابات قام بمراقبة أكثر من تسعين انتخابًا على مستوى العالم، وكان أهمها تلك الانتخابات المصرية التي تميزت بالشفافية والنزاهة والإقبال المنقطع النظير.
وحول سؤال سيادته للإمام عن أصل المشكلة في فلسطين أجاب الإمام: إن أصل المشكلة تكمن في خلط الكيان الصهيوني الدين بالسياسة، وفهمه لنصوص الدين فهمًا سياسيًّا خاطئًا أدى به إلى استعمار وقهر الشعب الفلسطيني وتحويله إلى لاجئين في مختلف أنحاء العالم، مضيفًا: أن السياسة الدولية والتي فيها تسلُّط الطرف القوي على الضعيف، والظالم على المظلوم أدى بذلك إلى انعدام العدل، وضياع حقوق الإنسان بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص بينما تقف جميع المنظمات والمؤسسات الدولية موقف المتفرج، وفي مقدمتها أمريكا والدول الأوروبية.
وعقب الرئيس كارتر على ذلك: أنه يتفق مع تحليل الإمام الأكبر، وأن الغرب وأمريكا يدعمان أكثر من اللازم سياسة إسرائيل الاستعمارية التي تقوم على القهر والإذلال، والغطرسة وهضم حقوق الشعب الفلسطيني، ولأكون صريحًا أمام الله والتاريخ فأقول: إن مبارك كان يستجيب أكثر من اللازم لطلبات إسرائيل وأمريكا؛ ولذلك آمل من الرئيس المصري القادم الإنصاف والعدل للشعب الفلسطيني، وكفاه مرارة وعذابًا.
وفي رد سيادته على سؤال لفضيلة الإمام الأكبر حول سر الغطرسة والعناد الإسرائيلي، وعدم اكتراثها بالمواثيق والقوانين الدولية، وعدم احترامها لحقوق الشعب الفلسطيني، أجاب الضيف: إن السر في ذلك هو الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل والانحياز الأعمى لها؛ مما أضرَّ بسمعة أمريكا ومصداقيتها، ليس فقط على مستوى الدول العربية والإسلامية، وإنما على مستوى العالم، متمنيًا أن يقوم الرئيس أوباما لو أُعيد انتخابه أن يصحح مساره تجاه القضية الفلسطينية التي أصبحت تؤنب الضمير الإنساني الحر مشيرًا إلى أن اللوبي اليهودي لن يسمح بانتخابه مرة أخرى.
وتعقيبًا على تلك الإجابة قال فضيلة الإمام الأكبر: إن هذا الكلام لا يصدر إلا من قائد كبير، اتصف بالعدل والحكمة والإنصاف في عالم السياسة الذي يندر فيه تلك الأخلاق الكريمة.
وبالنسبة لوضع المرأة في مصر تمنى الضيف إنصاف المرأة في النظام المصري الجديد وإعطائها كامل حقوقها المشروعة، وتعقيبًا على ذلك قال فضيلة الإمام الأكبر: إن الأزهر الشريف بصدد إصدار وثيقة (حقوق المرأة) للتعريف بحقوقها ومكانتها في الشريعة الإسلامية وكيف كرمها الإسلام وصانها أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجة بصورة لم يسبق لها مثيل في أي تشريع آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق