الجمعة، يناير 29، 2010

مؤتمر الدراسات المستقبلية : يحذر من مخاطر القاعدة على الامن الاقليمى وتزايد الفوضى العالمية



متابعة : أيمن عامر
حذر عدد من الخبراء الاستراتيجيين والسياسيين وخبراء الحركات الاسلامية من المخاطر المحتملة من تمدد تنظيم القاعدة على الاستقرار فى العالمين العربى والدولى وإستقطابه للحركات السلفية الجهادية فى الصومال واليمن والعراق مؤكدين على دور الحوار الفكرى والدينى الاصلاحى للحيلولة دون إنتشار التنظيم وإستقطابة للأجيال الشابة
جاء ذلك فى مؤتمر المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية اليوم بعنون "تطور أجيال القاعدة ومخاطر الانتشار الاقليمى لقواعد الارهاب فى المنطقة وأساليب المواجهة " وكان على رأس الحاضرين
الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين والخبير فى شئون الجماعات الاسلامية والذى أكد أن تنظيم القاعدة دخل طوراً جديداً ربما يكون أكثر خطورة بعد الهجوم الشامل على أفغانستان الذي أسقط حكم طالبان، وطارد فلول القاعدة في جبال بورا بورا، وبدلاً من التنظيم المركزي القوي الذي كان بن لادن ورفاقه يمسكون بكل خيوطه وهم تحت مظلة حكم طالبان لأفغانستان، يديرون عدداً من مراكز التدريب هناك، ويستقبلون المتطوعين من أرجاء العالمين العربي والإسلامي، يدربونهم على أعمال الإرهاب وتمكنهم من العودة مرة أخرى إلى بلادهم لتشكيل تنظيمات وطنية محلية أو خلايا نائمة يكفي في حالة استقرار جاهزة لتنفيذ أي أوامر،مؤكدا فى كلمته أمام مؤتمر "تطور أجيال القاعدة ومخاطر الإنتشار الإقليمى لقواعد الإرهاب فى المنطقة وأساليب المواجهة" الذى نظمه المركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية لقد أصبحت هناك تنظيمات أفقية في عدد من المناطق أولها العراق، تتسم بمرونة كافية، تمكنها من تخطيط تنفيذ عملياتها بل وفي بعض الأحيان من تداول سلطة الإمارة سلماً أو حرباً، وترتبط هذه التنظيمات الأفقية بفكر القاعدة الذي يدعو جماعات الجهاد إلى إعلان حرب مستقلة لا تتوقف على التحالف العالمي الصهيوني الأمريكي الذي تتشكل نواته الأساسية من تحالف إسرائيل والولايات المتحدة، غير أنه مع انحسار فرقي القاعدة في العراق بعد التطورات التي طرأت على موقف السنة الذين أصبحوا جزءاً من العملية السياسية وتشكيل مجموعات الصحوة في مناطق القبائل العربية وسط العراق التي تقلصت كثيراً من نفوذ القاعدة في هذه المناطق وطاردتها إلى الشمال، زاد التركيز على اليمن الذي يعتقد الأمريكيون أنه يشكل الآن أخطر مراكز القاعدة خارج أفغانستان، وأكثرها تأثيراً على أمن العالم وسلامة إلى حد يجعل منه الجبهة الثانية للحرب على الإرهاب بعد أفغانسان
ومصدر الخطر من وجهة نظر الأمريكيين في توطن تنظيم القاعدة داخل اليمن توافر عدد من الظروف ساعدت على أن يكون اليمن هو المحل المختار لهذه الجماعات.
أولها، وعورة اليمن واتساع مناطقه القبلية وشدة فقره، وعدم تمكن السلطة المركزية في صنعاء من مد نفوذها إلى مناطق شاسعة لاتزال تحت سيطرة القبائل، خصوصاً في شمال شرق اليمن وبعض ولاياته الجنوبية التي يكاد ينعدم فيها وجود أي سلطة مركزية، تصلح لأن تكون مناطق حاضنة لهذه الجماعات، وما يؤهل اليمن لهذا الدور أنه شكل لفترة طويلة معبراً لجماعات الأفغان العرب في رحلة ذهابهم إلى أفغانستان وعودتهم منها، يجدون في ضيافة بعض القبائل والشخصيات اليمنية ملاذاً أمناً.
وثانيها، أن اليمن يشكل نقطة إقتراب أساسية للقرن الأفريقي حيث تسوء الفوضى الصومال الذي لايزال يخوض حرباً أهلية يشكل تنظيم القاعدة أحد أطرافها الرئيسيين ويسيطر على مناطق شاسعة من الصومال وأجزاء من العاصمة مقديشو، كما أن اليمن يتحكم في منطقة باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، فضلاً عن تواصله البري مع المملكة السعودية وعدد من دول الخليج بما يمكنه من أن يكون منطقة وثوب إلى أهداف عديدة تصلح لأن تكون مسرحاً لعمليات إرهاب كما تصلح في الوقت نفسه لكي تكون ملاذات أمنة، وربما كان ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى توحد تنظيمي القاعدة في اليمن والسعودية في تنظيم واحد يرأسه ناصر الوحيشي أحد الذين كان قد تم الإفراج عنهم من معتقل جوانتانامو.
وثالث هذه العوامل أن اليمن يعاني على امتداد العقدين الأخيرين قدراً من غياب الاستقرار بسبب حربه في الشمال مع قبائل الحوثيين، وخلافاته المستعصية على الحل مع الجنوبيين الذين يريدون تفكيك وحدة اليمن لصالح جمهورية مستقلة عاصمتها عدن، فضلاً عن هبوط عائدات النفط بسبب نفاذ المخزون اليمني من البترول الذي أثر على قدرة الحكومة على ارضاء القبائل وساعدت على تحالفات قبلية كثيراً ما تتغير وتتبدل محورها جميعاً العلاقة مع الحكم في صنعاء، لكنها تفتح ثغرات واسعة في الجبهة الداخلية لليمن تتيح لهذه الجماعات أن تلعب عليها أو تستثمرها، فجماعات الجهاد التي ينتمي منظمها للقاعدة التي كانت تناصر الرئيس علي عبدالله صالح في حربه الأهلية ضد جماعة عدن عام 1994 هى التى تساند الان الانفصالين في الجنوب وتكاد تشكل الذراع العسكرى لهذه الحركة
القاعدة فى اليمن
وأضاف اللواء أحمد فخرى رئيس المركزالدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية أنه خلال الفترة الحالية تضاربت الأقوال حول تنظيم القاعدة ما بين مؤكد لوجوده في مقره الرئيسي في أفغانستان بقياداته المُعلنة ويرى البعض أن تنظيم القاعدة في حالة اضمحلال وانهيار إلى الحد الذي جعل أحد الإعلاميين السابقين لتنظيم القاعدة يظهر في قناة فضائية ينفي تماماً وجود ما يسمى بتنظيم القاعدة . بل الأكثر من ذلك أنه صرح بأن صور ورسائل البث التليفزيوني لأسامة بن لادن ، أيمن الظواهري هي صور هوليودية ملفقة بالكمبيوتر . وفي نفس الوقت وفي تناقض مع ذلك رئيس اليمن علي عبد الله صالح الذي دعى إلى فتح حوار مع الحوثيين وأفراد القاعدة في اليمن وإن كان هذا الأمر يصعب تنفيذه إلى انه اعتراف واضح بوجود أفراد للقاعدة في اليمن ، كما أن قطر أعلنت منذ أيام القبض على 4 أفراد من تنظيم القاعدة في قطر .
ومن هنا فإن المركز يعتبر أن مؤتمر ظهور أجيال جديدة للقاعدة تتبنى فكرها وتحاول الارتكاز وإقامة قواعد لها في مناطق الاضطراب في المنطقة بدون هدف نهائي واضح سوى اهتزاز الأمن في المناطق التي يتمركزون فيها ومحاولة نشر هذه الظاهرة في دول المنطقة . والسؤال الآن هو متسائلا.. كيف تبنت هذه الأجيال الجديدة فكر القاعدة بعيداً عن المركز الرئيسي لها ؟ وأين هي الملاذات الآمنة التي تحاول بدء نشاطها المدمر فيها ؟ وهل هي لامركزية في التنظيم والتخطيط واختيار الأهداف وتنفيذ عملياتها الارهابية بدون الرجوع إلى القيادة المؤسسة للتنظيم ؟
موضحا أن المركز يعتبر هذا المؤتمر واحداً من أهم أنشطته البحثية خلال هذا العام ويتواءم مع ظهور أحداث جديدة تتم باسم القاعدة في مناطق متعددة من العالم عابرة للحدود الجغرافية
المخاطر المحتملة
وحذر الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الاهرام الاقليمى للصحافة من تحول اليمن إلى مركز إقليمى للقاعدة للتخطيط للعمليات الخارجية ضد المصالح الامريكية بمعناها الواسع مما سيؤدى إلى إنهيار الدولة فى اليمن وتزايد الفوضى فى باب المندب وخليج عدن والممرات الملاحية المؤدية إلى البحر الاحمر مما يؤشر بظهور موجة عنف جديدة ومزيد من العمليات الموجهه ضد الدولة والمجتمعات فى المنطقة ويدفع دفعة معنوية جديدة لتنظيم الشباب المجاهدين فى الصومال وخاصة مع فشل جهود إعادة بناء الدولة هناك وهو ما سيزيد التورط العسكرى الامريكى والغربى فى اليمن وبما يعطى مصداقية أكبر لمقولات القاعدة الجهادية ضد الغرب وأكد ابو طالب أن هذا الوضع سيفاقم مع انزواء الاهتمام بالقضية الفلسطينية ويزيد من الاستقطاب فى النظام الغربى
أساليب العلاج
وأوضح الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الاوقاف نائب الوزير أساليب العلاج من منظور دينى والتى تكمن فى
مراجعة المؤسسات الدينية الرسمية لأساليبها الدعوية و ضرورة انفتاح المؤسسات الدينية الرسمية على العالم الخارجي و فتح جميع قنوات الاتصال بالجماهير أمام دعاة التيار المعتدل ومراجعة مناهج التعليم وتضمينها قيم الحوار والنقد والتعايش وإقرار حقوق الآخرين وتدريس أدب الخلاف و الاستفادة من المثقفين والكتاب بتقديم الأعمال التنويرية الحقيقية ، إعادة النظر في تراثنا العربي والإسلامي ، بما يضمن قيم التعددية و وضع مشروع متكامل للإصلاح الاجتماعي .
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق