طالب اتحاد المدونين العرب السلطات السورية بالإفراج الفوري عن المدونة الشابة طل بنت دوسر الملوحي من مدينة حمص " 18 سنة " التي اعتقلها جهاز أمن الدولة السوري في السابع والعشرين من تشرين كانون الأول (ديسمبر) من عام 2009 على خلفية نشاطها التدويني وممارستها لحقها في التعبير عن رأيها بحرية.
وحسب تقارير صادرة عن مؤسسات حقوقية سورية، فإن جهاز أمن الدولة السوري استدعى الملوحي (18 عاماً) بتاريخ 27/12/2009 للتحقيق معها حول مقال كانت كتبته ونشرته عبر مدونتها، وبعد أيام حضر إلى منزلها عدد من عناصر الجهاز المذكور وصادروا جهاز الحاسوب الخاص بها وكل ما يتعلق بذلك. ومنذ ذلك التاريخ وبعد مرور أكثر من ثلاثة شهور لم تعد إلى بيتها وذويها ، على الرغم من مراجعة أهلها للجهاز المذكور عدة مرات دون جدوى وحرمانها من المشاركة في إمتحانات الشهادة الثانوية " بكالوريا".
وتعد المدونة الملوحي من المتميزات في دراستها وتتميز بشدة ذكائها. وقد بدأت بكتابة الشعر والمقالات منذ عدة سنوات، ووجهت من خلالها نقداً للفساد المستشري في أجهزة الدولة، كما تناولت بكتاباتها القضية الفلسطينية لاسيما مناصرة غزة في ظل حصارها الجائر.
واتحاد المدونين العرب إذ يعبر عن بالغ قلقه على حياة المدونة الشابة طل وحرمانها من حقها في التعليم، ويسجل إستنكاره الشديد لممارسات القمع البوليسي للحريات وإضطهاد المدونين والمدونات العرب ، فإنه يشدد على أن احترام الحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول إلى المعلومات وتداولها وإشاعتها يشكلان دعامة أساسية لأي نظام ديمقراطي، كما أنها تشكل ضمانات لحماية جملة حقوق الإنسان في أي بلد من بلداننا العربية.
كما يشدد الاتحاد على أن اعتقال المدونين على خلفية آرائهم يشكل مساساً بحقوق الإنسان ولاسيما ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. حيث نصت المادة رقم (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود". وجاء العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ليؤكد في المادة (19) المبادئ الواردة في الإعلان العالمي نفسها، ولكنها تضيف في الفقرة الثانية من المادة (19) من العهد إطاراً عاماً لأشكال النشر "على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها" ويعاود التأكيد على أية وسيلة يختارها، وهنا يعتقد أن الإضافة تجاوزت ضمان حرية العمل الصحفي إلى إتاحة فرصة نقل الأفكار عن طريق المصنفات الفنية، والقالب الفني كلمة تجمع أشكال الفن كافة. وعليه فقد أضاف العهد إطاراً أوسع لوسائل النشر، مع محافظته وتأكيده على أية "وسيلة أخرى يختارها".
وعليه فإن اتحاد المدونين العرب يدعو الدول العربية كافة إلى تعزيز الحق في حرية الرأي والتعبير والحق في الوصول إلى المعلومات وتداولها وإشاعتها، لأن في ذلك تعزيزاً لعوامل قوة وصمود مجتمعاتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق