الأربعاء، مارس 10، 2010

فضيلة الإمام الاكبرالدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر في حوار خاص لــــ" المسائية الاسبوعي "

أيمن عامر أثناء حوارة مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى

أنا علي اتم استعداد للذهاب والتقريب بين السنة والشيعة ومصالحة فتح وحماس

اغتنموا شهر الصيام والغفران والانتصارات .
حوار الاديان مستمر ونرد علي المسئ .
فوائد البنوك حلال في حالة الاستثمار وحرام في الائتمان .
الوحدة الوطنية راسخة وعلاقتي بالبابا شنودة صداقة ومودة .
أجرى الحوار : أيمن عامر

الازهر الشريف منارة العلم ومنبر الدين والمرجعية الدينية للعالم الاسلامي وقبلة الوسطية والاعتدال ومجمع المذاهب الاسلامية سنية وشيعية وله مكانة عالمية دينيا ودعويا وإسلاميا في العالم الاسلامي والعالمي يتأثر برأيه وفتواه مليار ونصف المليار مسلم بالعالم فضلا عن انه بوتقة حوار الاديان الإسلام والمسيحية واليهودية ولدور الازهر الشريف في القضايا الإسلامية والفقهية تحاورت "المسائية الاسبوعي" مع فضيلة الإمام الاكبر أ.د محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الشريف للوقوف برأيه علي اهم القضايا والفتاوي التي تشغل الرأي العام .

* ما تعقيبك علي استمرار الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة والأكراد بالعراق ؟
** السنة والشيعة والأكراد جميعهم يؤمنون بأنه لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وكل من يؤمن بالله ورسوله ويقيم الصلاة ويؤدي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت إن استطاع اليه سبيلا ويحترم اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم جميعا فهو مسلم نحسن به الظن وادعو الله ان يجنب دولة العراق الفتن ما ظهر منها وما بطن وان تحل مشكلة العراق علي ايدي ابناء العراق من خلال الحوار الهادف البناء فليس ما يحدث هو خلاف ظائفي لأن جميعهم مسلمين إنما هو خلاف حول السلطة والحكم وهو بذلك خلاف سياسي وليس خلافاً دينياً مؤكداً أن الازهر قد اصدر ما يقرب من 16 بيانا لجمع الشمل و الصف العراقي وان اي مشروع يتخذه ابناء العراق من أجل توحيد صفه فنحن نؤيده ونؤازره من أجل توافق وتوحيد الشعب العراقي ومؤخرا عقدت لقاء مصالحة بين قادة الشيعة والسنة بالعراق بمقر مشيخة الازهر ودعوتهم لنبذ الفرقة والقتال فيما بينهم لأن البلد التي تفقد نعمة الامان تفقد الحياة .

* هل من الممكن ان تسافر الي العراق للمصالحة بين الشيعة والسنة علي أرضهم ؟
** أنا علي استعداد تام للسفر الي العراق للمصالحة بين الشيعة والسنة فلا مانع لدي اذا تهيأت الظروف وجاءت دعوة من إخواننا المسئولين في العراق وبعد استشارة المسئولين في مصر وعلم وزارتي الخارجية والداخلية وغيرهما بالسفر أن اسافر لأصلح بين الشيعة والسنة علي ارضهم .

* ما تقييمك للفتنة الداخلية بين فتح وحماس ؟
** كل إقتتال بين مسلم ومسلم سواء كان بين فتح وحماس او بين غيرهما فالإسلام يحرمه والعقل الانساني السليم ينبذه والله تعالي يقول " ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " كما يأمر بالاعتصام والتوحد وعدم الفرقة والقتال في قوله تعالي " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " لأن الدم الإسلامي محرم والصراع علي السلطة زائل والعدو يتربص بكم وبالمسلمين كما حذرنا الرسول صلي الله عليه وسلم ان يقاتل المسلم اخاه المسلم فقال " اذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قالو هذا القاتل يا رسول الله فما بال المفتول قال انه كان حريصا علي قتل صاحبه " .

*هل فضيلتك علي استعداد للذهاب إلي فلسطين للمصالحة بينهما ؟
** مستعد للذهاب لفلسطين وإلي اي مكان آخر مادام هناك مصلحة في هذا الذهاب ومادام هناك اتفاق علي هذا الذهاب وان يكون هذا الذهاب له فائدة لكن نحن نقول بصفة عامة سواء ذهبنا أو لم نذهب اتقوا الله في حرمة الدم الفلسطيني وفي القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وادعو فتح وحماس الي التهدئة والحوار ولم الشمل الفلسطيني لأن دم المسلم علي المسلم حرام حرام حرام .

* ما مدي فاعلية حوار الأديان في ظل تكرار الإساءات المستمرة ؟
** الحوار امر فطري بين الناس ووظيفتنا أن من يسئ الي الإسلام ان نرد عليه بأسلوب مقنع وحسن يخرس السنة الذين يسيئون الي الاسلام .

* ما تقييمك للوحدة الوطنية في مصر في ظل بعض المناوشات التي تحدث من حين لآخر ؟
**مسألة المناوشات بين بعض الناس امر طبيعي اما الاصل في مصر ان كل من يحمل الجنسية المصرية يتساوي في الحقوق والواجبات المسلم اذا أحسن يكافأ علي إحسانه والمسيحي اذا احسن يكافأ علي احسانه والمسلم اذا اخطأ يحاسب علي خطئه والمسيحي اذا اخطأ يحاسب علي خطئه يقول الله سبحانه وتعالي " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين والبر والإقساط يشمل كل انواع الإحسان وفعل الخيرات والمعاملة الحسنة والصداقة والعدل بين المسلمين وأهل الكتاب من المسيحيين كما اوصانا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن " لهم مالنا وعليهم ما علينا ".

*كيف تصف علاقتك الشخصية بالبابا شنودة ؟
** علاقة صداقة ومودة وتقدير واحترام .

· ما هي رسالة الصيام والحكمة من مشروعيتها ؟
**قال تعالي " يا أيها الذين آمنو كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون " أي فرضنا عليكم ايها المؤمنون الصيام كما فرضناه علي الذين من قبلكم من الأمم لعلكم بأدائكم لهذه الفريضة تنالون درجة التقوي التي هي أسمي الدراجات وأعلاها وارفع المنازل واعظمها وبذلك تكونون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه فضلا عن أن الصوم يهذب الروح ويعين النفس علي الاستقامة والصفاء ويساعد القلب علي التطهر والنقاء لأن من شأن الإنسان في حالة صيامه أن يكون اكثر مراقبة لله تعالي وخشية من عقابه ورغبة في ثوابه كذلك يربي الصوم في الإنسان قوة الإرادة وصدق العزيمة والتغلب علي تحكم العادات في نفسه وتحمل الآلام والمصاعب بصبر وجلد من اجل رضا الخالق عز وجل وطاعته كما جاء في الحديث الشريف " يدع الصائم طعامه وشهوته من اجلي "، فالصيام مع ما فيه من جوع ومشقة فهو تأديب للنفس البشرية وللصائمين الموسورين حتي يرحموا البائسين والمحتاجين ولقد قيل لسيدنا يوسف عليه السلام لماذا تكثر من الصيام وأنت الآمين علي خزائن الارض ؟ فكان جوابه : اخاف اذا شبعت ان انسي جوع الجائعين ، ورحم الله امير الشعراء احمد شوقي فقد قال عن الصوم " حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع ولكل فريضة حكم وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة يستنير الشفقة ويحض علي الصدقة يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلاله البر حتي اذا جاع من الف الشبع وحرم المترف اسباب المنع عرف الحرمان كيف يقع والجوع كيف المه اذا وقع كذلك من الحكم التي من اجلها شرع الله الصوم تقوية البدن واكتساب الصحة والشفاء من الامراض .

*ما مزايا شهر رمضان ؟
** لشهر رمضان مزايا متعددة وخصائص متنوعة وفضائل جمة ومن ذلك انه الشهر الذي انزلت فيه الكتب السماوية ففي اول ليلة منه انزلت صحف ابراهيم عليه السلام وفي الليلة السادسة انزلت التوراة علي موسي عليه السلام وفي الليلة الثالثة عشرة منه انزل الانجيل علي عيسي عليه السلام وفي ليلة القدر منه انزل القرآن الكريم علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهو الشهر الذي بجانب كونه شهر عبادة وتهذيبا للروح هو ايضا شهر جهاد لإعلاء كلمة الله ففي السنة الثانية من الهجرة وفي شهر رمضان كانت غزوة بدر وفي السنة الثامنة من الهجرة وفي شهر رمضان كانت غزوة الفتح الاعظم وفي رمضان من العام الخامس عشر الهجري كانت معركة القادسية عشر وفيها قضي علي المجوسية بفارس وفي رمضان من العام الثاني والتسعين كان فتح الاندلس بقيادة طارق بن زياد وفي رمضان سنة إحدي وستين وثلاثمائة تم بناء الجامع الازهر بمصر وفي رمضان سنة اربع وثمانين وخمسمائة تم طرد الصليبيين من سوريا علي يد صلاح الدين الايوبي وفي رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة انتصر المسلمون علي التتار في موقعة عين جالوت وفي رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة والف تم عبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس وطردت القوات الإسرائيلية ، وهكذا نري ان شهر رمضان له من المزايا الكثير والجليل فهو شهر العبادة والجهاد وشهر الجود والخير وشهر المغفرة والرحمة والبر والبركات ومن فضائل شهر رمضان ومزاياه اشتماله علي ليلة القدر التي مدحها الله تعالي في قوله ، " ليلة القدر خير من الف شهر " وفي الصحيحيين " من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه .

* كيف كانت مظاهر حياتك في رمضان ؟
** مظاهر الحياة بالنسبة لي في مضان كسائر الناس صمت رمضان قبل البلوغ ومازلت حتي يومنا هذا أصوم وفي الوقت نفسه ليس لي عادات معينة تخالف ما هو موجود في المجتمع وحفظي للقرآن الكريم ايضا قبل البلوغ وببركة حفظي للقرآن الكريم دخلت الازهر الشريف وتخرجت فيه والآن اشغل شيخ الازهر الشريف .

* ما اهم الآداب او الضوابط التي جاءت بها شريعة الإسلام لتنظيم المعاملات بين الناس ؟
**اذا كانت شريعة الإسلام قد اباحت كل معاملة تقوم علي الحق والعدل والصدق وتحقيق مصالح الناس والبعد عن الشبهات وأمرتهم بأداء الحقوق الي اصحابها دون مماطلة او تسويف وان يكون معاملاتهم علي التراضي والشروع فيي حدود ما احله الله تعالي لهم فإنها في الوقت ذاته قد حرمت كل معاملة يخالطها الظلم او الغش او الربا او غير ذلك من الرذائل .
* مازال الخلاف لفوائد البنوك بين الإباحة والتحريم فما هو القول الفصل ؟
** اذا وضع الانسان أمواله في البنك بقصد الأمانة او ليحفظ له البنك الاموال في خزائنه خوفا عليها من السرقة فلا يصح له ان يأخذ ربحا واذا اخذ ربحا كان من باب الحرام وعلي صاحب المال ان يدفع للبنك ما يطلبه منه نظير حفظه لهذا المبلغ ونظير ضمان له .
اما من يضع مبلغا من المال في اي بنك من البنوك بنية استثماره وبقصد ان يكون هذا البنك وكيلا عنه وكالة مطلقة في استثماره لأنه غير قادر علي الاستثمار او امرأة أرملة لا تستطيع استثمار اموالها او ليس عندهم وقت لاستثمار اموالهم وهم راضون كل الرضا بما يعطيه البنك من ارباح فهذه المعاملة حلال والأرباح التي تترتب عليها حلال لأنه ما قال عاقل إن الوكالة غير جائزة بل الثابت من النصوص الصحيحة ان الرسول صلي الله عليه وسلم قد وكل غيره في الزواج وفي البيع وفي الشراء وفي كل أمر يقبل الوكالة ويكفينا في ذلك ما اخرجه البخاري في صحيحه وأبو داود في سننه وغيرهما ان النبي صلي الله عليه وسلم اعطي عروة رضي الله عنه دينارا ليشتري له اضحية او شاة فاشتري عروة رضي الله عنه بالدينار شاتين ثم باع احداهما بدينار وأتي إلي النبي صلي الله عليه وسلم بشاة ودينار فدعا له النبي صلي الله عليه وسلم بالبركة .
* فما حكم فوائد الاقتراض من البنوك ؟
** اذا كان رجال الاعمال او أصحاب المشروعات يريدون زيادة انتاجهم لخدمة اوطانهم واستيعاب مزيد من العمال والموظفين والتقليل من نسبة البطالة ويريدون اقتراض عدة ملايين من احد البنوك مقابل اخذ 10% مثلا كأجور مصرفية نظير ما قدمه له البنك من اموال وهذا المبلغ يمثل 50% من ارباحه التي ستعود علي مشروعه والتي اكدته بإذن الله دراسات الجدوي التي قام بها مع البنك فهذه المعاملة حلال وله اجره عند الله ببركة نيته التي قصد من ورائها خدمة امته ووطنه اما لو حدثت له خسارة خارجة عن إرادته فعلي البنك ان يتحمل نصيبه من هذه الخسارة .

نشر هذا الحوار بجريدة المسائية الاسبوعى بتاريخ الاثنين 17 سبتمبر 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق