الخميس، ديسمبر 03، 2009

المترجم العالمي الشهير جونسون ديفيز في الجامعة الأمريكية بالقاهرة

جونسون ديفيز
أعطيت أولوية ترجماتى للكتاب المصريين ثم العرب لتعريف قراء اللغة الإنجليزية بالكتاب العرب
الناشرين الجدد أصبحوا رجال أعمال وأسعى لإيجاد ناشرين إيجابيين لتقديم الادب العربى للغرب
كتب : أيمن عامر
انتقد دينيس جونسون ديفيز المترجم العالمى الشهير الناشرين الجدد بالوصف أن ناشرين اليوم هم في المقام الأول رجال أعمال لا يحبون المجازفة، لا سيما مع كتاب مترجم من اللغة العربية. موضحاً أنه من المعروف أن القراء الإنجليز يبتعدون عن قراءة أي كتاب مترجم حتى لو كان مترجماً من الفرنسية." وأضاف أنه يسعى دائما إلى العثور على ناشر ينظر بشكل ايجابي للترجمات العربية. " فقد كان يتطلب أن يحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل لجعل ناشر أمريكي بحجم دبلداي يقوم بنشر رواياته."
وتحدث جونسون ديفيز الذي ترجم العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة الإنجليزية في أولى سلسلة محاضراته بعنوان " في الترجمة" ، بمركز دراسات الترجمة الذي أنشىْ حديثاً بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عن المعوقات التي واجهته في نشر "قصص قصيرة عربية حديثة" وهو مجلد من القصص العربية القصيرة من جميع أنحاء العالم العربي في محاولة لتقديم الأدب العربي الحديث للغرب. " لقد كان هذا في عام 1967، والذي لم يكن بالطبع أفضل عام لإنتاج مجلد للقصص العربية القصيرة. فقد رفضت الكثير من المطبوعات الإنجليزية عرض الكتاب ولم يكن الحال أفضل في البلاد العربية حيث لم تقم أي حكومة أو مؤسسة عربية بشراء نسخة واحدة من الكتاب و لم تستطيع دار جامعة أكسفورد للنشر بيع الطبعة المحدودة للغاية التي طبعتها. وتم بيع نسخاً ذات غلاف ورقي في لبنان فقط لاحقاً."

وخلال المحاضرة التى شارك الحضور ذكرياته و لقاءاته مع الكتاب العرب خلال مسيرته الأدبية الواسعة مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإدوارالخراط والطيب صالح و يحيى حقي وسلوى بكر وغيرهم عن التحديات التي واجهته في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية. وفي حديثه قال جونسون ديفيز أنه "ربما كان من الطبيعي ، بعد أن عشت معظم حياتي في مصر ، أن أكون قد أعطيت أولوية نشاطي في الترجمة للكتاب المصريين." و أضاف أن العالم العربي يتكون من العديد من البلدان، وأنه من الصعب مواكبة ما ينشر في كل منها و" ومع ذلك فقد سعيت لتعريف جمهور قراء اللغة الإنجليزية على عدد كبير من الكتاب العرب من المشرق والمغرب."
وضرب جونسون ديفيز أمثلة من مذكراته التي نشرها حديثاً تحت عنوان "ذكريات في الترجمة: حياة بين سطور الأدب العربي" التي أصدرها مركز دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2006 والتي تحدث فيها عن تجربته كمترجم والكتاب العرب الذين ترجم لهم.
وقد قام جونسون ديفيز الذي وصفه المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد بـ " المترجم الرائد من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية في عصرنا " بترجمة ما يزيد على 25 رواية ومجموعة قصصية قصيرة للكثير من الكتاب العرب. وهو أيضاً أول من قام بترجمة أعمال نجيب محفوظ. وكانت رواية "زعبلاوي" هي من أول القصص القصيرة التي قام بترجمتها وأدرجها ضمن مجلد دار جامعة أكسفورد للنشر بعنوان " قصص قصيرة عربية حديثة" والتي وجدت طريقها فيما بعد لمختارات نورتن تحت عنوان " روائع الأدب العالمي" كالمثال الوحيد للكتابة من الأدب العربي الحديث. ويتذكر جونسون ديفيز أنه لم يترجم كتاب كامل لنجيب محفوظ قبل حصوله على جائزة نوبل ولكن بعد حصوله على الجائزة وبمجرد أن قامت دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاقد مع دار دبلداي لنشر الجزء الأكبر من أعماله بشكل مشترك أعطيت له الفرصة لترجمة بعض أعماله بشروط ميسرة. "لقد اخترت في المقام الأول ترجمة مجموعة من قصصه القصيرة. فقد شعرت أن ذلك سيكون اختياراً جيداً وأنه بمرور السنوات ستأخذ منه قصصاً لنشرها في مقتطفات. وقد صدقت فيما بعد صحة توقعاتي و تم إعادة نشر "زعبلاوي" مرات عديدة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية."

وتقول سامية محرز أستاذ الحضارة العربية والإسلامية بالجامعة ومدير مركز دراسات الترجمة أن المركز سيركز علي عدة تخصصات و"سوف يشجع على التبادل الحر للأفكار لتشجيع الترجمة بوصفها ممارسة سياسية وثقافية تساعد على الابتكار وعلى توليد مساحات جديدة لتطوير المجتمعات الفردية وتشجيع الحوار متعدد الثقافات."

وقد أنشأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مركز دراسات الترجمة هذا العام لتعزيز برامج التوعية والبحوث التعاونية في دراسات الترجمة لتعزيز التفاعل والتعاون بين الجامعة الأمريكية والجامعات المصرية والمؤسسات الإقليمية والدولية.
وبجانب سلسلة المحاضرات سينظم المركز مؤتمراً سنوياً لدراسات الترجمة، كما سينظم ورش عمل وندوات نظرية و عملية وتاريخية للباحثين والطلاب وأعضاء هيئات التدريس والمترجمين المحترفين، بالإضافة إلى برنامج لاستضافة المترجمين المميزين في المجال النظري والعملي كل فصل دراسي للتدريس في ورش العمل العملية والندوات النظرية. كما سيقوم المركز بإصدار مجلة سنوية بلغتين بعنوان "في الترجمة" والتي من شأنها تسليط الضوء على أفضل طالب في الترجمة ، وعرض الترجمات الموجودة على الساحة الثقافية ، واقتراح أعمال للترجمة وإجراء حوارات ومقابلات مع المترجمين والناشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق