الجمعة، سبتمبر 13، 2013

في الذكرى العشرين لاتفاق أوسلو حماس تؤكد بطلانها وعدم التزامها بها واستمرار المقاومة حتى التحرير


في الثالث عشر من شهر أيلول/ سبتمبر قبل عشرين عاماً من اليوم وقعت منظمة التحرير الفلسطينية على اتفاق أوسلو ضاربة بعرض الحائط الاجماع الوطني الفلسطيني، ومتجاهلة الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني في انتفاضته الأولى، والتي أجبرت  رابين أن يحلم بيوم يبتلع البحر فيه غزة، بل ومحدثة شرخاً كبيراً في الوحدة الوطنية.
لقد استطاع العدو الصهيوني من خلال هذا الاتفاق أن يحصل على اعتراف صريح من قبل المنظمة بحقه الكامل في اغتصاب78% من أرض فلسطين التاريخية، بل وأن يجعل ما تبقى من مساحة للأرض في الضفة والقطاع قضية متنازعاً عليها، ولتستمر المفاوضات عشرين عاماً استثمرها المحتل الصهيوني في تغيير المعالم الجغرافية والديمغرافية داخل الضفة والقدس الأمر الذي يجعله يهيمن على أكثر من نصفها ما بين المستوطنات الكبرى والأغوار، والقدس والجدار حتى بات الحديث اليوم عن 9% فقط من أرض فلسطين التاريخية لإقامة ما يسمَّى بالدولة على بقع متناثرة من الأراضي الفلسطينية هي حصيلة ما تبقى من أرض.
ورغم تنكّر المحتل الصهيوني لكل الاتفاقيات التي تلت أوسلو، ورغم عملية تهويد القدس الممنهجة ورغم إنكار العدو لحق عودة اللاجئين، واشتراطه الاعتراف بيهودية الدولة العبرية، فقد عادت السلطة إلى المفاوضات مرَّة أخرى، بل عادت وهي أكثر التزاما بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، ولا تترك فرصة لشعبنا للتعبير عن رأيه أو عن غضبه إزاء إجراءات الاحتلال وقمعه، بل وعمدت السلطة إلى عملية تعاون أمني خطير اعتقلت بموجبها الأحرار وقتلت وتعاونت مع المحتل على الاعتقال والقتل.
وها نحن اليوم نشهد كارثة سياسية يدبّر لها في الأفق، حيث تستقوي السلطة بالاحتلال والأمريكان وبعض الأنظمة العربية لإسكات صوت الشعب ولحصار غزة، وتشويه سمعة المقاومة حتى يتسنى لهم تصفية القضية الفلسطينية تحت شعار (ليس في الإمكان أفضل ممَّا كان).
وفوق كل هذا، فإنَّ السلطة تنصلت من استحقاقات المصالحة لتتفرغ للمفاوضات مع المحتل وذلك استجابة لطلب رسمي من وزير الخارجية الأمريكي كيري كشرط أساسي لقبول السلطة طرفاً في هذه المفاوضات الهزيلة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الذكرى العشرين لاتفاق أوسلو المشؤوم لنؤكّد على ما يلي:
أولاً: إنَّ اتفاق أوسلو وما تلاه من الاتفاقيات اتفاقات باطلة، لأنَّ ما بني علي باطل فهو باطل، وشعبنا الفلسطيني لن يلتزم بما التزمت به المنظمة، ولن يعترف بأيّ نتائج تنتقص ذرة واحدة من تراب فلسطين أو مقدساتها أو حقوقه المشروعة.
ثانياً: إنَّنا ندعو حركة فتح لرفع الغطاء الذي أعطته للدخول في المفاوضات الأخيرة والتي هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وعدم المراهنة على المتغيرات في المنطقة العربية، والجلوس للحوار الشامل على قاعدة استنقاذ المشروع الوطني من براثن التصفية والتطبيع مع الاحتلال، وعلى قاعدة الشراكة الكاملة في الدم والقرار والاعتراف بالآخر واحترام ثقله في الوطن.
ثالثاً: ندعو الفصائل الوطنية والقوى الاجتماعية الفلسطينية إلى تشكيل ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات الكارثية والتأسيس لرؤية وطنية شاملة تقوم على التمسك بحقوق شعبنا وثوابته وتحرير الأرض وعودة اللاجئين وتقرير المصير.
رابعاً: ندعو الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لإسقاط مشروع التوطين وتجاهل حق العودة، ونؤكّد أنَّ حق العودة حق مقدَّس يستحق أن تتوحّد عليه الجموع وأن تبذل من أجله الأرواح.
خامساً: إنَّ القدس بشرقها وغربها بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى عربية فلسطينية، ونحذّر الاحتلال من مغبَّة التمادي فيما يقوم به من إجراءات إجرامية بحق القدس والمقدسات والمقدسيين، وستظل القدس عنوان الكرامة التي سننتزعها انتزاعاً بكل ما أوتينا من قوّة .
سادساً: في الوقت الذي نستحضر فيه بطولات آلاف الشهداء الأبرار الذين ضحوا من أجل تحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين، فإنّنا نتقدّم بالتحيّة للأسرى الأبطال خلف قضبان السجون الصهيونية الذين ينتظرون لحظة تحريرهم وإطلاق سراحهم، وإنّها قادمة وقريبة بحول الله.
سابعاً: في ذكرى أوسلو الأسود نتقدّم بالتحية إلى أهلنا في الضفة الغربية القابضين على جمر المقاومة وأهلنا في الشتات وأبطالنا في فلسطين المحتلة عام 1948، وندعو الجميع إلى الصُّمود والصَّبر والثبات حتى تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا.

ثامناً: ندعو إلى رفع الحصار الظالم ونؤكّد للعالم أنَّ الحصار الذي يقتل المرضى والأطفال وصمة عار في جبين الإنسانية ولن ندفع ثمناً من ثوابتنا وحقوق شعبنا لرفعه، ولكن سندفع الأثمان من أرواحنا وقوت أولادنا على طريق العزَّة والكرامة والصمود والمقاومة .. وستبقى غزة الباسلة رمز العزَّة رغم كل أشكال الحصار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق