الأزهر الشريف احتل مكانة كبيرة في قلوب العوام حتى رفعوه إلي مقام المقدسات في الإسلام... وهو الوكيل الرسمي عن الأمة وعن الشعوب يحمل همهم ويعمل على إزالة العقبات التي تهددهم و كثيرا ما وقف علمائه أمام طغيان الحكام نصرة للشعوب المقهورة و المظلومة
للأزهر الأثر الأكبر في نشر الإسلام عالميا و الارتقاء بالأمة الإسلامية دوليا و النهوض بمصر و الحفاظ على زعامتها للعالم الإسلامي... و هو قلعة الإسلام عبر العصور و أهم مؤسسة إسلامية في مصر و العالم الإسلامي لما لدوره و مكانته من مرجعية عليا في الدعوة الإسلامية
وهو المؤسسة الوحيدة القادرة علي جمع كل الفرقاء عند النوازل والصراعات وعلينا أن
نلتف حوله وحول شيوخه العلماء التفاف الصحابة برسول الله طلبا للهداية والعلم
انتشر علماء الأزهر الشريف و الأوقاف المشاركين القافلة الدعوية التي تزور محافظة الأقصر ، في مساجد المحافظة ،وذلك وسط ترحيب شديد من أهالي المحافظة ،الذين طالبوا العلماء بتكرار الزيارة ،لما لعلماء الأزهر و الأوقاف من قدر كبير في نفوسهم ، حيث كان عنوان خطبة الجمعة "الأزهر الشريف ودوره في خدمة القضايا الشرعية والوطنية".
و أكد العلماء على مكانة الأزهر الشريف في العالم الإسلامي و أنه يستعيد الآن مكانه الصحيح باعتباره الصوت الأعلى في العالم الإسلامي، وذلك في عهد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عميد كلية الدراسات الإسلامية و العربية بالمنصورة، دعت شريعة الإسلام إلي التعامل بالأخلاق الحسنة و القيم النبيلة ومن القيم التي دعت لها شريعة الإسلام السماحة ، المروءة فقد ورد عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، "إنما بعثت بالحنيفية السمحة " أي السهلة المحفوظة عن الإفراط و التفريط .
و أضاف في خطبة الجمعة بمسجد السيد أبو الحجاج الأقصري ، أن الناظر لدعوة الإسلام يتبين له أنه ما انتشر أمرها إلا على هذا الأساس القويم فالنبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ما قال كلمة نابية و لا تحدث بلفظة جافية ولكن كانت سمته السماحة والعفو ،فيحدثه الحق جل علاه فيقول "فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم و شاورهم في الأمر ".
وتابع: إن من الظواهر التي يأباها الإسلام و يرفضها الغلظة و التعنت وعدم تقدير الناس قدرهم و التي نري كثيرا منها في هذا الزمان مما أودي بنا إلي ما نحن فيه الآن فالسعادة كل السعادة إنما تكون في أتباع هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم في سماحته و مرؤته ، و إننا في هذه الحقبة العصيبة التي تمر بها مصرنا الحبيبة في أمس الحاجة إلي التعامل بهذه القيم النبيلة وهذا ما يدعوا إليه الأزهر في مناهجه الوسطية فنسأل الله أن يحفظ مصر واحة للأمة و الأمان و أن يحفظ مصر و أهلها من كيد الكائدين العابثين و أن يجعل كيدهم في نحورهم أنه ول ذلك و القادر عليه
وقال الدكتور سيف الدين رجب قزامل ، عميد كلية الشريعة بطنطا، أن الله تعالي يقول " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"؛ فقد جعل الله الأزهر الشريف هو القائم بهذه المهمة للأمة الإسلامية منذ بدأ فأخلص علماءه لمهمتهم فعرفوا كل ما يتعلق بكتاب الله تعالي وسند نبيه صلي الله عليه وسلم و ما يتعلق بالوسائل التي لا يمكن فهم القرآن ومعرفة دقائقه وبيان أحكامه إلا بمعرفتها ولذلك عرفوا دقائق اللغة العربية و عرفوا ما يتعلق بسيرته صلي الله عليه وسلم و الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و أسباب النزول وغير ذلك مما يتوقف على فهم النص الكريم و لذا وجدنا الأزهر بتبحر علماءه في فهم القرآن الكريم و سنة رسوله الكريم لا يتعصبون لمهب معين ولا يروجون لمذهب معين
من جانبه قال الدكتور محمد عبد العاطي عباس ، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر القاهرة ، أن نشأة الأزهر الشريف كانت منذ أكثر من ألف عام ورغم قدمه الزماني فإنه لم يكتسب مكانته العلمية و الرئيسية في العالم كله إلا من خلال تعدد أدواره تبعا لتعدد المهام التي أسندت إليه و الآمال التي انعقدت عليه و إلا فهناك مساجد أقدم منه في الوجود لكن لم تكن لها نفس المكانة أو القيمة أو الأهمية التي حظي بها الأزهر الشريف ، مثل جامع البصرة و الكوفة و عمرو بن العاص و أحمد بن طولون و الزيتونة و القرويين .
و أضاف في خطبة الجمعة بمسجد العتيق بالعوامية ، أن الأزهر كان له أدوار عدة منها ما هو علمي معرفي وهذا هو الدور الرئيسي و الأهم ،حيث قصده الدراس و الباحثون من كل فج عميق لينهلوا من علومه الدينية و اللغة العربية ثم يرجعون إلي أوطانهم كالنجوم الزاهرة في دياجير الظلام الحالك ، ثم ذاع صيته واحتل مكانة كبيرة في قلوب العوام حتى رفعوه إلي مقام المقدسات في الإسلام ،فكما أضفوا صفة الشرف على المصحف و القدس و الكعبة أضفوه على الأزهر فلا يذكر مجرد من اللقب فيقولون الأزهر الشريف ،كما يقولون المصحف الشريف ، و القدس الشريف ، و الكعبة المشرفة .
وتابع: ثم حمل الأزهر بفضل علمائه الربانيين على عاتقه ببيان ونصرة مذهب أهل السنة و الجماعة واعتمد وسطية الإسلام فلم يجنح إلي الإسراف كما لم يركن إلي التشدد و التنطع في الدين ،ثم ظل الأزهر طوال تاريخه الوكيل الرسمي عن الأمة وعن الشعوب يحمل همهم ويعمل على إزالة العقبات التي تهددهم و كثيرا ما كان لعلمائه يقفون أمام طغيان الحكام نصرة للشعوب المقهورة و المظلومة ، واختتم خطبته عن الأزهر و أدواره في عصرنا الراهن و ما قام به من أجل الحق و العدل و إرساء دولة القانون على يد فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب.
وقال الدكتور عبد المنعم أبو شيعشع،وكيل كلية أصول الدين بطنطا ، إن الأزهر الشريف منذ أنشئ في منتصف القرن الرابع الهجري و هو قائم على دراسة العلوم الدينية و العربية حفيظ على التراث الإسلامي متابع لأداء الرسالة التي بدأت أولي خطواتها منذ فتحت مصر في العام الحادي و العشرين للهجرة ،وظل الأزهر وسيظل بفضل الله تعالي مؤديا للأمانة على خير وجه .
وأضاف في خطبة الجمعة بمسجد إبراهيم عياد ببندر الأقصر ، أن الأزهر الشريف ظهرت أهميته الدينية و الوطنية في أوقات المحن و الشدائد حيث أوى إليه حملة العلم يسهمون في تعليمه وطلاب المعرفة ينهلون من معينه و أعاد العلماء بجهودهم الضخمة تبدد من كتب التراث في دجلة .
و لافت أنه إلي جانب رسالته العلمية كان للأزهر الشريف دور في نشر الفضيلة و حمايتها وتعقب الرذيلة و محاربتها و مواجهة الظلم الذي كان يمارسه بعض الولاة و الحكام و الدفاع عن الوطن و مقاومة الاستعمار ، وكان للأزهر الأثر الأكبر في نشر الإسلام عالميا و الارتقاء بالأمة الإسلامية دوليا و النهوض بمصر و الحفاظ على زعامتها للعالم الإسلامي و أسلوب الأزهر في تناول القضايا بكل صورها يقوم على التسامح و التوسط و على اليسر و الاعتدال بعيدا عن التعصب و التشدد وهذا هو منهج الإسلام الذي التزمه النبي صلي الله عليه وسلم من قبل و أصحابه من بعده.
و قال الشيخ محمد عبد الرازق عمر ، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد و القرآن الكريم ،أنه كان للأزهر دوره و تأثيره في مختلف الحقب التاريخية التي مرت به و كان له دور بارز في جميع الأحداث و الثورات السياسية التي تعاقبت على مصر و الأمة الإسلامية فقد قاد الأزهر و شيوخه ثورة مصر و المصريين ضد الحملة الفرنسية في ثورة القاهرة الأولى عام 1798 ثم في ثورة القاهرة الثانية عام 1800م و بعد خروج الفرنسيين قاد الأزهر وعلماؤه رغبة الشعب في حكم أنفسهم بأنفسهم و كانت ثورة 1805م من أهم الثورات الأزهرية التاريخية حيث أختار علماء الأزهر محمد على والياً على مصر
و أضاف فى خطبة الجمعة بمسجد "المقشقش" ثم ساند الأزهر و علماؤه الحركة الوطنية المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي و كان طلبة الأزهر في مقدمة الطلاب المصريين في ثورة 1919م بل أن قائد الثورة نفسه سعد زغلول كان من رجال الأزهر الذين تعلموا و تخرجوا منه
ظل الأزهر يقود مقاومة مصر للاحتلال حتى ثورة يوليو 1952م ثم من على منبر الأزهر بدأت مقاومة الشعب المصري للعدوان الثلاثي عام 1956م.
وقال الشيخ علاء الدين عقل شعلان ،مدير الإدارة العامة للتفتيش العام بوزارة الأوقاف،في خطبته بمسجد الشيخ عوض الله ، أن الأزهر الشريف يستعيد الآن مكانه الصحيح باعتباره الصوت الأعلى في العالم للإسلام السني ، فهو بيت الأمة المصرية كلها بصرف النظر عن الدين أو المذهبية أو التوجه الفكري ويظهر في اللحظات الفارقة وقد ظهر في الحملة الفرنسية وفي ثورة 1919 والثورة المصرية ثم ظهر في حرب السويس ثم ظهر في 25 يناير ومازال مستمراً وهو مصمم علي هذا الدور لان ما يهمه هو تجميع الأمة المصرية كلها بكل طوائفه.
من جانبه قال الشيخ أحمد ترك ، مدير إدارة المساجد الكبرى ، أنه روي الإمام البيهقي بسنده أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)؛ وإذا كان القرآن محفوظاً بإرادة رب العالمين من أي عابث أو لاعب أو مزيف للأديان عبر تاريخ البشرية لقوله تعالي ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فان علوم الإسلام وشرائعه ولغته العربية حفظها الله بالأزهر الشريف منهجاً وعلماء ونستطيع إن نقول بكل يقين ما قاله الدكتور محمد البهي رحمه الله : أن تاريخ الأزهر هو تاريخ علوم الإسلام منذ القرن الرابع الهجري وتاريخ علوم الإسلام هو تاريخ الأزهر،و أنا أري فضل الأزهر ساطعاً في مضمون أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ، الحديث السابق وحديث ( أفضل القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل)
حيث ذكر النبي صلي الله عليه وسلم أفضل القرون ثلاثة ١- القرن الذي عاش فيه رسول الله ٢- القرن الثاني ٣- القرن الثالث . هذا يعني أن القرون الثلاثة الأول عُصم الإسلام قرآنا وسنة من الغلو والتحريف والتأويل ومن بداية القرن الرابع الهجري يحتاج الإسلام إلي من يقوم مقام عدول القرون الثلاثة الأول
وأضاف في خطبة الجمعة بمسجد أبو يوسف بالكرنك ،أن الأزهر الشريف حمل أمانة العلم والدعوة وتسلمها من القرون الثلاثة السابقة ولا يزال قائماً بها وعليها إلي الآن رغم كيد الكائدين له وللإسلام عبر ألف سنة ، ولا نظير للأزهر الشريف في حمل تلك الأمانة ، وكأنه هو الأمثل الذي ذكره رسول الله صلي الله عليه وسلم
وبجانب الدور العلمي والثقافي للأزهر الشريف برزت هذه المؤسسة العظيمة كأحد أهم معالم الوطنية في تاريخ البشرية بل علمت العالم كله الفارق بين الدور السياسي والدور الوطني عندما وقف بجانب الأمة المصرية والعربية في صراعاتها المشروعة مع الاستبداد والاستعمار ولا أدل علي ذلك من موقف الشيخ عمر مكرم وثورة الشيخ السادات والشيخ الدودير والشيخ الشرقاوي ولم يذكر التاريخ أن هؤلاء الشيوخ كان لهم توجها سياسيا حزبياً يقسم الأمة ويضعها في مستنقع الاستقطاب والفتن وهذا هو دور الأزهر الشريف أيضا من ثورة الثلاثين من يونيو
الأزهر الشريف هو الآن القادر علي حمل العلم وتوريثه للأجيال جيلا بعد جيل ينفي عن الإسلام تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
وهو المؤسسة الوحيدة القادرة علي جمع كل الفرقاء عند النوازل والصراعات وعلينا أن
نلتف حوله وحول شيوخه العلماء التفاف الصحابة برسول الله طلبا للهداية والعلم
وقال الدكتور حسن السيد خليل ، الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر الشريف ، إن الإسلام دين سماوي يهدى إلي الحق و إلي طريق مستقيم هو دين صالح لكل زمان و مكان ،من تمسك بمبادئه وعمل بأركانه و فرائضه و تخلى عن المحرمات فاز في الدنيا و الآخرة ،وعاش في سعادة لا تقدر بمال أو جاه مهما كان فقيرا في الأمور المادية الدنيوية فهو غنى بالقيم و الأخلاق الإنسانية فهو دين عرف قيمة العلم و دوره في تحقيق الرفاهية لبنى آدم جميعا فأمر بتحصيله وحث عليه و بين فضله ،وحذر من كتمانه لأن العلم أمانة عند العالم يؤديها إلي طلاب العلم على أكمل وجع وعلى العالم أن يكون لديه قناعة بما معه من خير لا يضاهيه عرض الدنيا .
وأضاف في خطبة الجمعة بمسجد خالد بن الوليد بالكرنك ، لقد ظل الأزهر الشريف قلعة الإسلام عبر العصور و أهم مؤسسة إسلامية في مصر و العالم الإسلامي لما لدوره و مكانته من مرجعية عليا في الدعوة الإسلامية و الإفتاء فهو جامع و جامعة علميه إسلامية تحمل على عاتقها منذ أكثر من ألف عام مهمة حفظ و دراسة و توضيح الشريعة الإسلامية ونقل الرسالة الإسلامية لكل الشعوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق