استبعد عزّت الرّشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنهاء حركته لاتفاق التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي في حال قرر الجيش المصري شن هجوم عسكري على قطاع غزة التي تديره حماس.
وبيّن المسؤول في حماس، والمقيم في العاصمة القطرية
الدوحة، في تصريح خاص لمراسل الأناضول اليوم الأحد، أن "صراع حركة حماس
العسكري مع إسرائيل، تحكمه معادلات دقيقة تعتمد على تقدير المصالح العليا للشعب
الفلسطيني".
وردا على سؤال لمراسل الأناضول حول إمكانية رد حماس عسكريا على
إسرائيل، في حال تعرضت لهجوم من قبل الجيش المصري، كما ذكرت تقارير إعلامية، قال
الرشق: "الاشتباك العسكري بين حماس وإسرائيل، تحكمه معادلات دقيقة من حيث
الزمان والمكان، والاعتبارات الميدانية واللوجستية وتقدير المصالح
العليا لشعبنا، ولا تحكمه أيّ أحداث أو تغيّرات هنا وهناك، ولا يأتي في معرض تنفيس
أي احتقان مع الجانب المصري".
وتابع: "فصائل المقاومة الفلسطينية ملتزمة بالتهدئة التي تمت
بعد انتصار شعبنا في معركة حجارة السجيل، وصراع شعبنا مع العدو الصهيوني بوصلته
معروفة".
وتطلق حماس على الهجوم الإسرائيلي الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة،
في نوفمبر/تشرين ثان 2012، اسم "معركة حجارة السجيل"، فيما تسميه
إسرائيلبـ"عملية عمود السحاب".
واستمر الهجوم على غزة الذي بدأ باغتيال أحمد الجعبري، القائد
الميداني لكتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) 8
أيام، وانتهى باتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برعاية الرئيس المصري
المعزول محمد مرسي.
وانتقد المسؤول في حماس بشدّة بعض وسائل الإعلام المصرية
التي قال إنها "تحرّض على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومته الباسلة وعلى قطاع
غزّة".
وأضاف "بعض وسائل الإعلام المصرية تمارس حملات مغرضة ومضلّلة
للرأي العام المصري والعربي؛ لأنّها لا تستند إلى أيّ دليل أو حجة، وإنّما هي محض
افتراء وكذب، وستثبت الأيام زيفها".
ورأي أن "مثل هذه الحملات تسيء إلى مكانة مصر، وتاريخها في
العالم العربي، ولا تخدم إلاّ العدو الصهيوني".
واستبعد الرّشق شن الجيش المصري لهجوم عسكري على قطاع غزة، بناء
على تحريض بعض وسائل الإعلام له على ذلك.
وعلل ما ذهب إليه بقوله "مصر الشقيقة الكبرى ستبقى العمق
الاستراتيجي لقطاع غزّة، وغزة كانت ومازالت تمثل خط الدفاع الأول لمصر وأمنها
القومي، ولا يمكن لعاقل أن يتصوّر وقوع عدوان على شعبنا في قطاع غزة إلاّ من جانب
الكيان الصهيوني، وليس من جانب الجيش المصري؛ فهذا خارج التصور".
وختم حديثه بقوله "حماس لن تخوض معارك جانبية مع أيّ طرف،
وستبقى متمسكة بمبدئها الرّاسخ في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة
عربية".
وتشن وسائل إعلامية مصرية، هجمات إعلامية كبيرة ضد حركة حماس،
وتتهمها بالتدخل في الشؤون المصرية الداخلية، وهو ما تنفيه الحركة.
وقد ذهب بعض الإعلاميين المصريين، إلى الدعوة العلنية للجيش المصري
لشن هجوم عسكري ضد غزة.
وتوقع يوسي ميلمان، أحد أبرز معلقي الشؤون الاستخبارية بإسرائيل
في تقرير نشره اليوم الأحد في موقع "ذى بوست" الإسرائيلي، أن يعمل
الجيش المصري بالتنسيق مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" والسلطة
الفلسطينية على إسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
وأضاف إنه "رغم من أن هذا السيناريو يبدو الآن غير واقعي،
فإنه من غير المستبعد أن يتطور التوتر بين الجيش المصري وحماس إلى حد قيام الجيش
المصري بشن حملة عسكرية كبيرة في قطاع غزة لإسقاط حكم الحركة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق