في السَّابع عشر من أيلول من العام 1982 أقدم العدو الصهيوني المجرم وعملاؤه وأدواته على تنفيذ مجزرة مروّعة بدم بارد ضد المدنيين العُزّل من أبناء شعبنا في مخيمي صبرا وشاتيلا راح ضحيتها ما يقارب 5000 شهيد بينهم نساء وأطفال ورضّع وشيوخ واستعملت فيها شتّى أنواع الأسلحة.
واحد وثلاثون عاماً مرّت على هذه المذبحة البشعة ولا يزال الاحتلال الصهيوني مستمراً في ممارسة جرائمه المُمنهجة ضد شعبنا وأرضنا وقدسنا ومقدساتنا دون رادع أو محاسب في ظل الصَّمت والتواطؤ الدولي، لكنَّ ذاكرة شعبنا الفلسطيني تبقى حيّة لن تنسى ولن تغفر، ولن تفلح آلة الحرب الصهيونية في محاولات تهجيره وتغييبه وإبادته، وستظل جماهير شعبنا متمسكة بحقوقها كاملة غير منقوصة وبثوابتها حتى التحرير والعودة.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي هذه الذكرى الأليمة، على سبع قضايا هم
أولاً: تمثل مذبحة صبرا وشاتيلا جريمة ضد الإنسانية ووصمة عارٍ في جبين من خطّط لها ونفذها وسكت عنها، وستظل دماء شهدائها ناراً يكتوي بها كلّ من أوغل فيها، ولن تسقط بالتقادم وسيطال القصاص العادل مرتكبيها كمجرمي حرب.
ثانياً: نطالب بوقف (مفاوضات التفريط وبيع الوهم) ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، فالرِّهان على المفاوضات العبثية والاستمرار في سياسة التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني يشكّل غطاءً يستغله الاحتلال في حربه وجرائمه وحصاره ضد شعبنا وأرضه ومقدساته، ويمهّد له الطريق لارتكاب المزيد من المجازر ضد شعبنا.
ثالثاً: سنظل أوفياء لدماء شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا وكل الدماء الفلسطينية الزكيّة التي سالت على طريق المقاومة والكرامة.
رابعاً: نعاهد الشهداء الأبرار على مواصلة السير على دربهم، وتحقيق حلمهم الذي قدّموا أرواحهم رخيصة من أجله، وسنعمل جاهدين على استرداد حقوقه والحفاظ على ثوابته متمسكين بالمقاومة والصمود طريقاً لمجابهة غطرسة الاحتلال وردعه عن مواصلة جرائمه ومخططاته العنصرية ضد أبناء شعبنا.
خامساً: ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين إلى تحمّل مسؤولياتهم في حمايتهم وتأمين الحياة الكريمة لهم، فهم ضيوف حتى تتحقّق لهم العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها عنوة.
سادساً: ندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تحريك دعاوى قضائية في المحافل الدولية لمحاكمة مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا وغيرها من مجازر الاحتلال ضد شعبنا والشعوب العربية، حتى ينالوا جزاء ما اقترفوه من مجازر عنصرية بشعة.
سابعاً: نترحَّم على أرواح الشهداء الذين سُفكت دماؤهم بدم بارد في هذه المذبحة وكل مذابح الاحتلال الإجرامية، ونحيّي جماهير شعبنا الفلسطيني القابض على الجمر في أماكن وجوده كافة دفاعاً عن أرضه ومقدساته متمسكاً بحقوقه وثوابته حتى النصر والتحرير والعودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق