الأربعاء، أبريل 14، 2010

علامات الثقافة الفلسطينية المعاصرة بالقاهرة


نظمت سفارة فلسطين بالقاهرة/ المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني ، اليوم ، ندوة حول "علامات الثقافة الفلسطينية المعاصرة " حاضر فيها كل من د. المتوكل طه - وكيل وزارة الإعلام - والروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض ، وذلك في مقر المركز الإعلامى بحضور نخبة من المثقفين المصريين والفلسطينين والجالية الفلسطينية .
أدار الندوة راغب شاهين - المسؤول الإعلامي بالمركز – مرحبا بالأساتذة والحضور الكرام وساردا محطات من الثقافة الوطنية الفلسطينية كونها جانب هام في تاريخ الشعب النضالي والمراحل التى مرت بها وما آلت إليه اللحظة .


بدأ المتوكل طه حديثه بالقول :" سنتحدث اليوم عن قضيتين كبيرتين أولهما مقطع طولي للثقافة الفلسطينية، وثانيها عن اللحظة الثقافية التى نعيشها بفلسطين، حيث يعد منتج الحراك الفلسطينى بكل مكوناته ، جزء أساسي من الثقافة العربية ، والتي بدأت إرهاصاتها مع بداية الصراع الفلسطيني في العقد الثاني من القرن العشرين ، أما بعد وعد بلفور كانت بداية التحول في رموزالإبداع لفلسطين وآنذاك لم يختلف إبداعهم عن منتج المحيط العربي إلى أن زادت حالات الصراع شدة وصارت الحياة في فلسطين صعبة فبرز صوت للشعر متجسدا في "إبراهيم طوقان" وهو جسر يجمع بين ذات الشعر الفلسطيني قبل العشرينات وهو من بشر بالقضية الفلسطينية وملامحها الجديدة التي تشحذ الهمم لمواصلة الثورة ، والتي تسخر من سماسرة بيع الأراضي والأنظمة العربية المتماهية مع الصهيونية، فبدأت ترابية الشعر حتى صارت المقاومة تحتل كل جسد القصيدة . "
وأكمل في سرده لمراحل تطور الثقافة الفلسطينية بقوله :" في 1948 وضعت النكبة الشعب على منصة تاريخية جعلته لا يعيش في نقطة جغرافية واحدة ؛ بل جعلته موزعا في مناطق متعددة ، فصار الإنسان على أرض غيره فتعرض إلى ثقافات مختلفة ، هنا بدأ الشعب الفلسطيني يتمزق ليس جسدا بل ثقافة؛ وهذه المرحلة التي بقيت حتى مرحلة الثورة في 1965 فبدأت عقبها مرحلة البحث عن الذات فبدأ الشعب الفلسطيني يستعيد بعقله ووجدانه روح ترابية المقاومة الثلاثينية ، وبعدها صارت أولويات المواطن تختلف في 1965 تارة بين الثورة والإستقلال والمنفى والعودة وبالتالي اختلفت الأولويات ، والشيء الوحيد الذي وحد كل هذا وتغلب على بعد المناطق هي أهداف الثورة والتحرير والعودة ."
ولخص بقوله :" يمكننا أن نقول الثقافة الفلسطينية مرت بمراحل كثر منذ 1900 – 2010 أولها كانت فترة إنتداب الثقافة العربية الكلاسيكية النمطية وهي لم تطل كثيرا ، وثانيها كانت في بداية العشرينات حتى 1947 حيث مرحلة إرهاص الصورة ، وثالثها كان في 1965 حيث "أدب المقاومة" ، ورابعها كان في 1993 -2010 حيث الذهاب نحو الهوامش والمعتد والذاتي ".
وختم المتوكل قوله بأن تجليات الدوامة التى نعيشها حاليا أى حين يمزق المجتمع نفسه بنفسه ، بأنه درب من الهزيمة تعود لإختفاء النخب الثقافية وخير مثال هو استباحة رموز وإهانتها وهو كناية عن هزيمته الوجدانية قبل أى هزيمة أخرى ودليل أنه لا يقبل ذاته وقال :" إذا فلنؤكد أن منتجنا الراهن ليس بيدنا، لذا فالثقافة يسهل السيطرة عليها لأنها ثقافة غير قادرة على المقاومة وأيضا تنتج أناس بلا ذاكرة خاصة وأننا لم نؤرخ بعد تاريخنا كما يجب أن نكون ، وطالما مازالت هناك على أرض فلسطين نظريتان تتقاتلان ما بين التغريب الإحتلالي (من شعب يقتلع آخرعبر التجهيل والنفي ومحو الذاكرة بالإستيطان والقتل والسجن) ونظرية التحدي الفلسطينيى (نظرية أخذت في الضعفان لكنها تستند إلى جذر عميق يتشبث من أجل البقاء) قد تضعف أو تقوى كل منهما ويبقى الصراع بينهما مستمر كالصراع السياسي .
ومن جهته شكر الروائي أحمد رفيق عوض المركز الإعلامي والحضور على هذا الإهتمام قائلا:" تعقيبا على محور الندوة أريد أن أضيف أن مرحلة ما بعد 1993 حيث لم ننتصر ولم تتحرر الأرض بل صارالمحتل يفرض شروطه حتى في الخطاب الثقافي والذي صار مقتطفا فلمسنا ذلك في نواحي كثر ثقافية ،وبخصوص المكتوب من النتاج الثقافي الذي صدروقتها اقتصر على النخب فاختفت الروح القومية والصوت العربي خاصة وأن المنتج الثقافى بعد أوسلو لخص في الشك واليأس والنقد والمقدسات والخطاب التمويلي والأممي وكذلك الدولة الفلسطينية باعتبارها دولة بديلة عن وطن ..حتى الفن التشكيلي حدث فيه تفكك أيضا فصارت الاسكتشات بلا رابط حتى الروايات اختفت وقتها بتاتا خاصة في الشتات حينها انتقلنا للكتابات الفلسفية لأننا شعرنا بالإنكساروحين تقتل الروح الجماعية يبحث الإنسان عن ذاته فبدل من قول نحن كما كان طوقان صرنا نهتم بالأنا والملخص أنه حين انكسرت صورتنا عن أنفسنا كان البديل الفن ، وكانت المعضلة ولازالت حتى اللحظة أن كل ما أنتج من قبل النخب وضاع فى طيهم الملموس والمشموم والمحسوس من ثقافتنا والتي لم تؤرخ بما فيه الكفاية وتبقى المعضلة حتى وقتنا الراهن والمحور لنضال وتعظيم ثقافتنا أمام محاولة اسرائيل لتعظيم دورها أكثر عبر اهتمامها بالحركة الأدبية الصهيونية ."
وقد شارك الحضور المحاضرين الرأى في جوانب كثر وأضافوا باستفساراتهم جوانب عديدة حول المثقف الفلسطيني ومن جانبه علق المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة د. محمد الأزعر بقوله :"بأهمية أن نتحدث بخطاب متفائل بعيدا عن صيغة الهزيمة عبر استنجاد بحراس الثقافة الوطنية الفلسطينية بقوله :" انا لا أخشى فكرة التصدع الثقافي الراهن لأن هذا حادث في الثقافة العربية عامة ..فصار الشعر غير مفهوم والمسرح اسكتشات عادية والفيلم يركز على ثالوث الدين والسياسية والجنس وهذا قائم على قصة ورواية تحتفى بهواجس بدائية لدى المشاهد حتى المقال السياسي متلعثم وله أكثرمن وجه والبحث العلمي مسطح لذا علينا أن نعي أننا جزء من الواقع المؤلم المحيط بنا ومن هذا المنطلق يكن الحل الجماعى لينجو الفلسطينيون بأنفسهم مع العرب بالبحث عن عروبي شامل للوطن ."

واستفاض الحضور في نقاشهم حول الحركة الثقافية الفلسطينية الراهنة وآلية تطويرها وتقويتها لردع المحتل وتدعيم موقفها عالميا وحملت التدخلات والنقاشات والإستفسارات هدف كيفية الحفاظ على الثقافة كونها هم فلسطيني له باع في النضال، و ناقشت الندوة الإشكاليات التي تقابل المثقف الفلسطيني في الوضع الراهن وما يلقاه من تضارب وعدم استقرار للوضع السياسي والذي ينعكس على ما يؤرخه بيده وفنه وقلمه .

واختتم الحضور الندوة بتوقيع كتاب المختلف للمتوكل طه حيث ختم قوله بأنه في هذه الجلسة شرف مصاحبة الروائي "أحمد رفيق عوض" في رحاب سفارة فلسطين قائلا: " جمعتنا الكثير من المنصات واليوم أشرف على هامش توقيع كتاب " المختلف " والذي شرفت بطباعته مؤخرا تعليقا على دراسات صديقي الأدبية وأعماله المسرحية التي جذبتنى لنقدها، في هذا الكتاب تجد تسع دراسات أنجزتها عن روايات وحياة وإبداع أحمد عوض الذي شغلني كحالة ومبدع لفلسطين الأم ."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق