الأربعاء، أغسطس 21، 2013

المعارضة السودانية : موقف نظام الخرطوم الإخوانى ل 30 يونيو انتهازى و ايديولوجى


الإطاحة بنظام الإخوان بمصر ضربة موجعة للإسلام السياسى بالمنطقة
نظام الخرطوم جاء بالانقلاب العسكرى وليس بالإرادة الشعبية كما حدث فى مصر
مسئول حكومى : تحفظنا على 30 يونيو ونعتبره أقرب للتأييد
 اعتراضنا على 30 يونيو يعود لعدم خسارة قواعدنا الإسلامية بالسودان
كتب : سحر رجب 
أيدت  المعارضة السودانية ثورة 30 يونيو مؤكدة أنها ثورة شعبية وليست انقلاب عسكرى منتقده موقف نظام الخرطوم الاسلامى الذى يمضى على شاكلة الأية " تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم "  وهو ما ظهر بتظاهر الاسلاميين حكومة ومعارضة إسلامية أمام السفارة المصرية فى الخرطوم مرددين هتافات " يسقط يسقط حكم العسكر " متناسين أنهم جاءوا بانقلاب عسكرى عام 1989 وانهم ارتكبوا جرائم ضد الانسانية أدانتها محاكم دولية ، والآن يتشدقون بمصطلحات الديمقراطية والشرعية وهى مصطلحات غائبة عن قاموسهم السياسى ., فيما قال مسئول بالنظام السودانى أن ما حدث فى 30 يونيو من الناحية السياسية انقلاب ولكن لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نرفض التعامل مع مصر وفقاً للمصالح الاستراتيجية وعلاقة الجوار موضحاً أن الموقف الرسمى للسودان هو التحفظ وهو أقرب إلى التأييد التدريجى .
 أوضح فايز السليك ،الكاتب الصفحى السودانى المعارض ، أن موقف الحكومة السودانية تمثل فى عدة مواقف أولها الموقف الرسمى الذى جاء فى بيان وزارة الخارجية ادانت فض اعتصامى رابعة والنهضة وطالبت بالتدخل الدولى ومن جامعة الدول والاتحاد الإفريقى  فى مصر ، وموقف آخر للحركة الاسلامية الحاكمة فى السودان التى قامت بتنظيم مسيرات لسفارة مصر بالخرطوم للمطالبة لما وصفته بعودة الشرعية والعدول عن الانقلاب العسكرى فى 30 يونيو مستطردا والموقف الثالث تمثل فى موقف الاعلام السودانى الحكومى الواقع تحت سيطرت الحكومة الذى حرض المجتمع الدولى على مصر .
وأشار السليك أن هذه المواقف مجتمعة تؤكد على أن النظام السودانى يبيت سوء النية لمصر لما يربطه من علاقات مع الاسلاميين واصفا هذا الموقف بالانتهازى الذى لا ينم على مبادئ كما يدعى وهو موقف غير أخلاقى لأن هذا النظام ارتكب عدد من الجرائم ضد المواطنيين السودانيين  التى ادرجت بأنها جرائم ضد الانسانية وذلك لقتله أكثر من 300 ألف مواطن فى الحرب ضد دارفور ،كما أقام بيوت الاشباح التى تولت تعذيب المعارضين فى المعتقلات ، كما قام النظام بمصادرة الحريات الصحفية ومنعت الصحفيين من الكتابة .
واستنكر السليك هذه المفارقة بحديث النظام السودانى عن الحرية والديمقراطية وادانة القتل وهو نظام ديكتاتورى جاء بانقلاب عسكرى عام 1989 على أكتاف الدبابات وبصناديق الذخيرة ،وليس بإرداة الشعب كما حدث فى مصر فى 30 يونيو تعبيرا عن إرادة أكثر من 30 مليون مصرى .
وأضاف قائلا : بالطبع لا أحد يؤيد العنف ضد المدنيين والسلميين ولكن أن يأتى هذا الحديث من نظام مثل الخرطوم هو مثل حديث لص عن الآمانة أو عاهرة عن الشرف . متابعاً ومما لا شك فيه أن الاطاحة بنظام الإخوان المسلمين فى مصر هو ضربة للاسلام السياسى فى المنطقة وهذه الضربة موجعة لأهمية مكانة مصر وهو ما وحد اسلامى السودان المتمثل فى الحكومة  ورئيسها البشير والمعارضة وقائدها حسن الترابى وجعلهم يشتركون فى مظاهرة أمام السفارة المصرية مرددين يسقط يسقط حكم العسكر ، وكان الأفضل والآولى أن تتجه هذه المظاهرة إلى القصر الجمهورى باعتبار أن البشير يحمل رتبة مشير وجاء بانقلاب عسكرى ويحكم بالبندقية .
وختم السليك حديثه أن ما حدث فى مصر أغضب كل أعداء مصر من الاسلاميين فى كل أنحاء العالم من تركيا وحماس والسودان والقاعدة وطالبان وأمريكا وإذا توحدت القاعدة مع الولايات المتحدة والسودان ففى الأمر أكثر من سؤال .
وأضاف موسى بكرى ،رئيس مكتب حركة تحرير السودان " حركة عبد الواحد نور " أن مزاج الشعب السودانى هذه الأيام هو التغيير والعمل على اسقاط واقتلاع نظام الجبهة الإسلامية فى السودان وأن تداعيات الأزمة فى مصر تمهد لنا الطريق لانجاز هدفنا وهو اسقاط النظام وأن الشعب السودانى قد رحب بما قام به الشعب المصرى من الإطاحة بالإخوان المسلمين من مصر وأبدى استعداده الكامل ودعمه لهذه الثورة العظيمة حيث نجد إن عناصر من الجبهة الإسلامية السودانية قد دعمت اعتصامى رابعة والنهضة وشوهد رئيس مكتب المؤتمر الوطنى " الحزب الحاكم " وسفير السودان دائم الحضور فى الاعتصامين وأكثر من ذلك كانوا يعتلون منصة رابعة وينددون بالانقلاب العسكرى .
وأوضح مسئول حكومى فضل حجب اسمه ، أن السودان ليس لديه مشكلة فى التعامل مع النظام المصرى الجديد وأنه من ناحية سياسية ما حدث هو انقلاب ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نرفض التعامل مع مصر وفقاً للمصالح الاستراتيجية وعلاقة الجوار.
 موضحاً أن الموقف الرسمى للسودان هو التحفظ وهو أقرب إلى التأييد التدريجى وهو فى رأينا أفضل  من الانتقاد أو الرفض  مشيرا إلى أنه من الصعب على السودان  الذى كان يتعامل مع النظام السابق أن يغير موقفه بهذه السرعة بين ليلة وضحاها بإعلان موقف التأييد للإنقلاب خاصة أن تأييد 30 يونيو سيخسر النظام قواعده الإسلامية فى السودان موضحاً أن المظاهرات التى خرجت تعبر عن الحركة الإسلامية وليس مستوى رسمى للدولة وهو تعبير رمزى
وحول موقف الإعلام السودانى تجاه ما يحدث فى مصر قال المصدر الحكومى أنه جاء رد فعل لبعض التناوشات التى أقامها الإعلام المصرى قبل 30 يونيو الذى حاول أن يقحم السودان فى مشكلات مصر مثل قضية حلايب وشلاتين وتهريب أسلحة من السودان إلى مصر والتجنى على السودان والقبض على قناص سودانى بجامع الفتح وإدعاء هروب بعض قيادات الإخوان المسلمين إلى السودان وغيرها من الأكاذيب التى ثبت عدم صحتها مرارا وتكرارا بشكل مستفز موضحا أن الحكومة ليست مسيطرة على الإعلام السودانى
وحول تحريض الإعلام السودانى لتدويل ثورة 30 يونيو دوليا نفى المصدر الحكومى ذلك مؤكدا أن السودان أكثر دولة التى عانت من التدخل الدولى وكانت تستنجد دائما بمصر ودول الجوار وبالتالى لا داعى أن نطلب التدخل الدولى الذى طالما عانينا منه فى السودان وهو ما نرفضه على مصر .
مؤكداً أنه لا يوجد أى ارتباط تنظيمى بين الإخوان فى مصر وبين الإسلاميين بالسودان على العكس تماما ً، الاخوان فى مصر ومعه التنظيم الدولى يعتبر اخوان السودان من التنظيمات المارقة "خارجة عن الطوع " بالتالى ليس هناك وحدة تنظيمية بين التنظيمين ، مما يجعل السودان يضحى بمصالحه الاستراتيجية من أجل تجربة الاخوان فى مصر .
وأضاف قائلا : قد يكون هناك تعاطف من السودان بعد 25 يناير والترحيب بصعود الاسلاميين فى الحكم وهذا لا يعنى احتكار علاقة السودان بمصر فى فصيل مهما كان وزنه حتى ولو كان الاخوان المسلمين ، متابعا لقد شهدت الفترة السابقة تواصل سياسى من السوادن لكافة القوى السياسية المصرية سواء كانت علمانية أو ليبرالية أو اسلامية مؤكدا أن استراتيجية السودان التواصل مع جميع التيارات السياسية المصرية .
وحول موقف المعارضة السودانية وصفها بأنها تتعامل بمنطق ازدواجية المعايير وعدم وضوح الخط السياسى وعدم والتفريق بين ما هو وطنى وسياسى قائلا : المعارضة لديها قصور فى الرؤية بما يجرى فى مصر حيث افترضت أن ما يجرى فى مصر هو مشروع أو خطة لاسقاط الاسلام السياسى فى المنطقة وهو فهم مغلوط لما حدث فى 30 يونيو لأن التعبير الصحيح هو التفاعلات السياسية الداخلية والمحلية داخل مكونات المجتمع المصرى وليس له أى علاقة بالخارج ولم يقدم قادة السلطة الحاكمة فى مصر الآن انفسهم بدائل لاسقاط الانظمة الاسلامية فى المنطقة
مستطردا على المعارضة السودانية أن تمتلك قدر من الحس السياسى والوطنى فى التعامل مع ما يجرى فى مصر وعدم احراج السلطات المصرية عبر اطلاق مثل هذه الدعوات التى يمكن أن تضر بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق