الجمعة، مايو 14، 2010

تحت عنوان "حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء"وبحضور أكثر من 1800 إعلامي

محمد بن راشد يشهد افتتاح الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي 2010
أحمد زويل: العالم العربي بحاجة لنهضة تعليمية شاملة، وعدم البحث عن نواقص التجارب الناجحة
مريم بن فهد: ضرورة تطويرِ إنتاجِ المحتوى المحلي العربي لتقوية الخطاب الإعلامي وتعزيزِ قدرته

خاص-دبي-إتحاد المدونين العرب

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الإفتتاح الرسمي لفعاليات الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي الذي أقيم هذا العام تحت عنوان "حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء" وفاق عدد حضوره في اليوم الأول 1800 شخص كما حضر حفل الافتتاح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين في دولة الإمارات، وحشد كبير من كبار الإعلاميين من شتى الوسائل الإعلامية وأصحاب الفكر والرأي من المنطقة العربية والعالم.

وفي كلمتها الافتتاحية قالت مريم بن فهد المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة، إن المنتدى يمثل أكبرَ تجمعٍ سنويٍ للإعلاميين العرب تحتضنه دولة الإمارات، حيث تتاح لهم فرصةَ اللقاءِ والحوارِ حولَ شؤونِ الإعلامِ العربي، والتعرفِ على التجاربِ الدوليةِ الناجحة، والسعيِّ لاستشرافِ آفاقِ مستقبلِ صناعةِ الإعلامِ.

وأضافت أن أحد عناوينِ رسالةِ نادي دبي للصحافةِ منذ تأسيسهِ قبل أحدَ عشرَ عاماً بتوجيهاتِ ورعايةِ صاحبِ السموِ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو "مُلتقى الأفكار" حيث تلتقي الأفكارُ في الإِصدار السنوي الذي يصدر تحت عنوان "نظرةٌ على الإعلامِ العربي" والذي يسعى إلى التعرفِ بالطرق العلميةِ على تفاصيلِ المشهدِ الإعلاميِ ويتوقعُ التغييراتِ لخمسِ سنواتٍ مقبلة، مقدماً لصانعيِ القرارِ والباحثينَ والدارسينَ مادةً مرجعيةً فريدة.

وقالت بن فهد إن دورةُ المنتدى استوحت عنوان هذه الدورة "حراكُ الإعلامِ العربي: تعزيزُ المحتوى لتطويرِ الأداء" من نتائج تقريرِ نظرة على الإعلام العربي 2010 - 2013، والتي أكدت على أهمية تطويرِ إنتاجِ المحتوى المحلي العربي في وسائلِ الإعلامِ على اختلافِ أنماطها من أجلِ تقوية خطابها وتعزيزِ قدرتها على كَسبِ دائرةٍ أوسع من الجمهورِ، مشيرة إلى أن قضيةُ هذا العام، هي "التعليمُ والبحثِ العلمي" التي لن تستطيعَ الدول العربية من دونها أن تحققَ التنميةَ والتطورَ والتقدمَ.

ورحبت بن فهد في هذا الصدد بالعالمُ البارز أحمد زويل، الذي لم يتردد في قَبولِ الدعوة للتحدث في هذه القضية ومخاطبةِ هذا التجمعِ الإعلاميِ الكبيرِ حولَ "التعليمِ والبحثِ العلميٍّ ودورِ الإعلام". مشيدة به باعتباره من قلةٍ قليلةٍ من العلماءِ العربِ الذينَ حققوا مجدَهمُ العلميّ في الغرب، لكنهم نذروا أنفسهم وخبراتهم لمساعدةِ بلدِهم الأُم، وبلدانهمِ العربيةِ على تحقيقِ النهضةِ والتقدم.

ومن جانبه قام الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء، الضيف الرئيسي لمنتدى الإعلام العربي 2010، والذي يلقب بكبير العلماء العرب، حسبما قدمه الإعلامي أحمد المسلماني من قناة دريم، بالإشادة بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات، ودبي على وجه الخصوص في تنظيم منتدى الإعلام العربي الذي يمثل قبلة لآلاف الإعلاميين حول العالم.

وقال زويل في كلمته التي جاءت تحت عنوان "بناء المستقبل: دور العلم والإعلام" إن دور العلم والإعلام يعتمد على ثلاث ركائز أساسية حسب وجهة نظره، وهي طبيعة التغير، ونوعية المتلقي، والتحديات العصرية التي تواجه العالم العربي، فأما الركيزة الأولى المرتبطة بالتغير، فأوضح زويل أن هناك نوعان من التغير، تدريجي وفجائي، وهذان النوعان مرتبطان بكافة العلوم والتحركات البشرية. موضحاً كذلك أن الحضارات تستغرق وقتاً كبيراً في الصعود والنمو ولكنها عندما تنهار فإنها تهبط بشكل سريع ضارباً أمثلة على ذلك بالاتحاد السوفيتي.

كما ضرب زويل أمثلة بالمجتمعات التي تضم أفرادا كل منهم يعمل بشكل منفرد، وبين المجتمعات التي بين افرادها ترابط وتماسك حيث يمكن للأخيرة فعل المستحيل في وقت قصير في ظل وجود رؤية واضحة مثل ما حدث في دبي، محذراً من سرعة انتهاء هذه التغيرات إذا لم يكن هناك حصانة لذلك عبر تعزيز التعليم والإعلام ورسم الخطط الصحيحة لذلك.

أما بخصوص الركيزة الثانية وهي نوعية المتلقي في العالم العربي، أوضح زويل أن هناك ضعف كبير في التعليم وتتراوح نسبة الأمية بين 30-50% كما أن إنتاج العالم العربي من البحث العلمي يقل عن 1% عالمياً، إلى جانب أن وجود ثروة بشرية كبيرة جداً غير مستغلة في العالم العربي حيث هناك 45% من 300 مليون عربي عمرهم يقل عن 14 عاماً، فيما تبلغ نسبة البطالة أكثر من 20%، وبالرغم من ذلك توجد تغيرات كبيرة بعضها تدريجي وإيجابي، وبعضها حاد ومفاجئ.

وبشأن الركيزة الثالثة وهي التحديات، فقال زويل أن أهم التغيرات التي حصلت في العالم العربي هو وجود إرادة سياسية ورؤية سياسية قادمة من الأعلى، وضرب زويل أمثلة بالتطور الكبير الذي تشهده أمريكا والدول المتقدمة على صعيد البحث العلمي، والفضاء، والطب، والطاقة، وكيفية السيطرة على الكرة الأرضية من كواكب أخرى، وكيفية تحويل خلايا الجلد إلى خلايا جذعية، موضحاً أنه إذا لم يكن لدى العالم العربي قدرة على تطوير البحث العلمي والتعليم فلن يمكنه التفاعل مع هذه التطورات.

وأشار العالم العربي إلى أن الإعلام مر أيضاً بسلسلة من التطورات، وأصبح هناك أكثر من ملياري شخص لديهم القدرة على النفاذ إلى الانترنت، فيما شكلت أفلام الفيديو على الانترنت ثورة جديدة في المعلومات والتي يمكن أن يكون لها تأثيرها الكبير على مستقبل الإعلام، موضحاً أنه على الرغم من توافر المعلومات إلا أن المعرفة ليست بنفس المستوى في العالم العربي نظراً لاقترانها بالقدرات الإنسانية.

وقال إن هناك صعوبة كبيرة في فصل مزاج الثقافات في العالم العربي حيث يوجد تقليد إعلامي أعمى، مشيراً إلى أن هناك فرق بين السعي للتحديث مع الاحتفاظ بالهوية والثقافة، والتقليد الأعمى والذي يؤدي إلى مشاكل في الإعلام، مؤكداً أنه لابد من نهضة علمية تتماشى مع العصر وتقاوم نسبة الأمية العالمية.

وأضاف زويل أن النظام السياسي في الدول العربية في ظل هذا التطور السريع، يجب أن يتغير وأن يكون له رؤية جديدة، حيث أصبح من المستحيل اليوم اتباع سياسة الإغلاق في ظل السماوات المفتوحة والانترنت، ولابد من التعامل بشكل جديد في القرن الـ 21.

وحول دور العلم والإعلام في العالم العربي، قال زويل إن هناك تطور هائل في بعض الدول العربية في شراء الاتصالات، موضحاً أن تقنية الواي فاي في دبي أقوى منها في كاليفورنيا على صعيد قوة البث وسرعته، ولكنه أوضح أن النقلة الكاملة في هذا المجال يجب أن تكون عبر المشاركة في بناء القاعدة المعرفية مثلما قامت بذلك ماليزيا والصين، مشيراً إلى أنه يوجد في العالم العربي أكثر من 300 فضائية 90% منها للتسلية مع انخفاض كبير في مستوى الجودة، كما أن الإعلام العربي مهتم جدا بالخبر دون اهتمامه بالرؤى التحليلة للأخبار أو ما أسماه بالـ “Views”.

واضاف زويل أن هناك ضعف واضح في القدرة التعليمية القادرة على استيعاب قيمة العلم ونقله من خلال الإعلام في العالم العربي، كما أن هناك انفلات في استخدام الدين في الفضائيات العربية مما أدى إلى حدوث بلبلة في الشارع العربي، مشدداً على أنه لابد من إعادة النظر في هذا الأمر.

وأكد أنه ما زال هناك صراع في العالم العربي بين الإعلام والسياسة، معرباً عن اعتقاده أن نهاية الصراع ستكون في صالح الإعلام حيث لن تستطيع السياسة الصمود طويلاً في وجه الإعلام، وأوضح أن هناك نقاط هامة للبناء يجب وضعها في الاعتبار، النقطة الأولى هي لابد من تغيير منهج التعليم والإعلام حيث هناك حاجة إلى نهضة غير مسبوقة في التعليم مغ إتباع نموذج الأسلوب العلمي.

أما النقطة الثانية، فهي ضرورة الاهتمام بالإعلام الشخصي حيث يرى زويل أن الثورة القادمة خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة هي الإعلام الشخصي الذي سيعتمد على الكاتب الجيد أو المذيع الجيد، وصاحب الأسلوب الجيد الذي يناقش قضايا هامة بموضوعية، والذي سيكون هو الهدف الرئيسي للمتلقي، مشيراً إلى ضرورة وجود نوع من الحوار البنّاء في الثقافة العربية والتعامل مع التميز بشكل مختلف دون البحث عن النواقص لانتقاص الأعمال المجيدة، وإنما ينبغي البحث عن طرق أخرى للمساعدة في النجاح.
هذا وكان برنامج اليوم الأول من المنتدى الاعلام العربي قد بدأ فعالياته بورشة عمل خاصة سلطت الضوء على خريطة المشهد الإعلامي الكويتي الذي سجل خلال العامين الأخيرين تطوراً مذهلا من حيث أعداد الصحف اليومية والقنوات التلفزيونية وذلك بعد إصدار قانون المطبوعات الجديد.

فقد أتاح القانون الجديد المجال للعديد من المجلات المطبوعة والإلكترونية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية والصحافية العمل ضمن مساحة إعلامية واسعة، الأمر الذي ينبئ بتأسيس مرحلة جديدة في فضاء الإعلام الخليجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق