صرخة مدوية أطلقها في وجه الجميع في اليوم العالمي للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير...
اليوم أعلن براءتي من كتابة النصوص الوسطية ،فحقا ضجرت من استيطان الرقيب الذاتي لقلمي،وأعتقد أن اليوم هو الأكثر مناسبة لإعلان تحررهذا القلم المبتدئ من استيطان الرقيب ...
واليوم حصانتي هي حال من سأنطق بأوجاعهم ....
نرفض كل مبرراتكم الواهية لاستمرار الانقسام المخزي والذي أنتج بالمحصلة فقدان الجميع لشرعيته في وجه الشعب الذي احترقت أجساد أطفاله بالقنابل الفوسفورية ...وأمامكم حلول ثلاثة لا رابع لها:
إما أن تتصالحوا تصالحا حقيقيا نابعا من نية صادقة من قبلكم جميعا لخدمة الوطن والمواطن على حساب أنفسكم وسحقا لأية مصالح ذاتية!
أو تذهبوا جميعكم إلى انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية وانتخابات مجلس وطني في كل فلسطين
في غزة التي أحرقتموها بتجاهلكم لآلامها !
وفي الضفة التي ذللتموها باغماض عيونكم عن تمزق أوصالها !
وفي القدس التي خذلتموها بعدم دعم مقومات صمود أبنائها عندما يسرق الصهاينة بيوتهم فيطردون في الشوارع شر طردا!
وفي كل الشتات في كل بقاع الأرض بإعطاء الحق لكل فلسطيني على وجه هذه المعمورة أن يشارك بحقه البديهي في انتخابات مجلسه الوطني الفلسطيني فإن فلسطينيي الشتات ليسوا من موزمبيق وهم ليسوا كائنات فضائية أتت من المريخ ليسحب منها حق انتخاب مجلس وطن دولتهم الحلم !!
أما الخيار الثالث وأعتقد أنه الأسهل والأسرع :أن ترحلوا جميعكم بلا استثناء !
فقد قهرتنا حقا حتى الموت الازدواجية التي أغرقتمونا بها ! و كم ضجرنا مصطلح حكومة غزة وحكومة رام الله وبالمقابل تلق الجميع يتغنى بالوطن وهم من جزأوه!
لقد شوهتم كياننا كفلسطينيين في كل العالم عندما يقابلوننا فينصحونا متهكمين أن نشارك في موسوعة جينيس للأرقام القياسية في تحقيق واقع لا سابقة له على مر التاريخ حكومتان بلا دولة مستقلة واقعة مستقرة وبالمقابل تلق كيانين منفصلين برئيسي وزراء بتشكيلات وزارية وتعديلات هنا وهناك !
ترسخت الأنظمة واستبعدت الدولة !
وسأستثمر هذا اليوم إلى أبعد الحدود ،أطردوا دايتون من نسيجنا الفلسطيني فلا نريده تحت أي مسمى كان نريد أمننا وضباط أمننا فلسطينيين حتى النخاع!
عبثا يحاول أي منكم إقناعنا بمنطقه فهل سيستوعب من تهجم قوارض الليل على أطفاله وهم يسكنون العراء بعد تهدم بيوتهم من العدوان الصهيوني الوحشي الأخير، هل سيقتنع أنكم تحبون الوطن وتعملون لأجل المواطن بينما هو ملقى على قارعة الطريق أو يستأجر بيتا لا يعلم من أين سيسدد فاتورته ؟
وهل تساءلتم للحظة ما يختلج في عقل هذا الأسير المحرر بعد تسع سنوات من غياهب السجون وبعد أن أبعد قسرا لغزة النازفة وحرمه العدو من لقاء أبنائه وزوجته ها هو وما أن تطأ قدمه أرض غزة حتى يطارده شبح الفصائلية !كأن الجميع يتآمر عليه ويريدونه أن يكفر بفلسطين والوطن والقضية!!!
أؤمن بأصل الأمور ...نحن كلنا فلسطينيون والعدو الصهيوني هناك يتربص بنا بالجميع ولا عدو لنا في هذا العالم غير هذا الكيان الذي اغتصب أرضنا وبيتنا وقتل أهلنا...
وأومن بأن كل منا يقاوم على طريقته... فمن حق الفدائي أن يقاوم بالبندقية ....ومن حق الفنان أن يقاوم بفنه فكرا وقولا وفعلا ...ومن حق الصحفي والمراسل أن يقاوم بتسليط الضوء على الحقيقة....ومن حق الكاتب أن يقاوم بكتابة قناعاته ونشرها على الملأ ...ومن حق كل إنسان أن يختار طريقه في هذه الحياة وشكل المقاومة التي يؤمن بها دون أن يجرم أو يعتقل !
ارفعوا أيديكم عن الأقلام الشريفة،تقبلوا الفكر المعارض والرأي الآخر والتحقيق الصادق الصادم دون تجريمه أوتخوينه،وليكن شعار المرحلة تبييض السجون من حاملي الفكر الحر والباحثين عن الحقيقة،ودعونا جميعا نقتل الرقابة الذاتية التي تخنقنا من الداخل ،وكفانا تسليما وإذعانا للمسلمات وتكميما للأفواه،ولتستمر الأقلام التي تنطق بمعاناة كل أسير وتدق أجراس خطرالانقسام الذي يهتك بتولية وحدتنا الوطنية،
تحية أوجهها لجيل الصحافيات الشابات اللواتي بدأن بتحطيم القيود واقتلاع الأشواك والبحث عن الحقيقة والنطق بحال المرأة المقهورة ،لقد آن الأوان أن نكتب بلا خوف وأن نتحدث بلا رقيب غير مصلحة وطن اسمه فلسطين،وليكن عام 2010 عام التعبير القاسي الذي يعلن انطلاق ثورة بداية التغيير لكل الأوضاع المقلوبة ،عام تصحيح المفاهيم المجتمعية المقيتة بكشف الألاعيب المتسترة جبنا وراءها ،فكفانا انغماسا في ظلمات العيب والحرام وكفانا لهاثا وراء سراب التحرر المزيف،
إنها اللحظة التي يستوجب فيها على الجميع أن يتمسك بفلسطينيته وإنسانيته ،وعلينا كوسائل وأدوات ومنابر تعبير وصحافة أن ننطق بحال الناس من دون مداراة أو مبالغة وأن نعلن الحرب على المنابر والأقلام الرخيصة التي تفتك بواقعنا الداخلي فتطلق الشائعات التي تؤجج حقدا زرع في النفوس منذ زمن ،وإنه العام الذي يجب أن يكون حاسما لقطع الطريق على أية منابر أوعناوين أومسميات أوكيانات بدأت تطفو على السطح لتنشر ثقافة التطبيع والتفريط أو الأصولية الجامدة والتعصب،
فنحن في خضم النضال لتحقيق حقوقنا الوطنية المشروعة وإنه الوقت الذي نحتاج فيه إلى كشف أية مؤامرات على هذا الشعب تحاك عليه حتى من قبل الشيطان نفسه ،فهناك خطر يتهدد جل المشروع الوطني بدءا بوحدوية أرضنا واستقلالها وتحرر قدسها مرورا بتجريم فكر وقناعة أبنائها وليس انتهاء بالخطر الداهم الذي يهدد حق عودتنا وتقرير مصيرنا فنشهد حال فلسطينيي الشتات يتهددهم الموت ويهاجمهم المجهول يتآمر عليهم من يريد الخلاص منهم اليوم قبل غد وعلى غير استحياء ،
فنجدهم لا يقلون بؤسا عن حال فلسطينيينا المكلومين الذين لا يأبه أحد بهم في غزة المحاصرة وليخلص العالم عقدته من شعوره بالذنب تجاههم يقوم بإلقاء حفنة دولارات ويوروهات وقد تكون دنانير ودراهم أما كيف يعيشون بعد أن فقدوا الحجر الذي كان يسمى ببيت يأويهم فلا أحد يأبه بذلك إذهبوا والقوا أنفسكم في البحر عله يأويكم فيلتقط العالم أنفاسه من إزعاجكم المستمرله عبر فضائية هنا أو صحيفة هناك ،
هذا لا يختلف عنه كثيرا ما يختنق به فلسطينيونا بالضفة المحتلة المحتجزون في بقع صغيرة محاطة بخنازير وحشية تستبيح المحرمات ومنهم من ظن نفسه ينعم برخاء ظاهر عنوانه مجمع تجاري هنا وحرية مظهرهناك فيجد نفسه في لحظة مهدد بقرار جديد قد يصل إليه في عقر بيته أينما كان ليقدم له الخيارات الذهبية الثلاث ودون الاستعانة بصديق فعليه أن يختار إما الإبعاد أوالطرد أوالسجن مع الغرامة،
و هذا كله وأكثر تجده عند أهلنا الفلسطينيين المحرومين من حق البقاء في بيوتهم في القدس المغتصبة دون أن ينجدهم أحد فقد صمت اذانها وفقأت عيونها ما تسمى بلجنة القدس لجامعة عنوانها العرب الذين تصرف عليهم الأموال الطائلة في اجتماعات ونقاشات وتذاكر سفر وطائرات وأساطيل متحركة بلا أية فائدة سوى لكي يقتلون ما تسرب إلى نفوسهم من ضجر فيجددون نفسيتهم ليستأنفوا من جديد ابتكار طرق مبدعة في تعذيب الشعوب العربية المطحونة بالبؤس والفقر والشقاء ،
وتجدنا أيضا نتمزق ألما على حال أهلنا فلسطينيي الثمانية والأربعين وما شهده أهلنا في يافا الجميلة من اعتداء منظم من قبل ظلامها الصهاينة على بيوتنا هناك وهذا ليس ببعيد عن أي بقعة في أرضنا التاريخية،
قد آن الوقت لتجند كل الأقلام الشريفة من صحافيين وكتاب وتكشف عما يحاك بحقنا جميعا من مؤامرات من أي طرف كان ولا أستثني أحدا.
بقلم
إيناس الطويل
اعلامية وكاتبة فلسطينية
اعلامية وكاتبة فلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق