الخميس، فبراير 04، 2010

نمر حماد :مطلوب موقف عربى موحد يدعم الشرعية الفلسطسنية ضد الغطرسة الإسرائيلية

كتب : أيمن عامر . وفا
قال نمر حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى أن الأمريكان طرحوا صيغة مفاوضات على مستوى أدنى، ونحن رفضنا ذلك في ظل استمرار الاستيطان، ثم اقترحوا مفاوضات غير مباشرة من خلال وسيط أميركي، ووعدناهم ببحث الأمر.
وشدد حماد فى تصريحات خاصة بالقاهرة على أن السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية بحاجة لموقف عربي موحد تجاه عملية السلام، مضيفا: سبق للجنة مبادرة السلام العربية أنها رفعت توصية لاجتماع قادم وزراء الخارجية، وأنه في حالة استمرار الجمود بعملية السلام، واستمرت واشنطن في ممارسة ضغوط علينا، بان يبحث وزراء الخارجية العرب إمكانية التوجه لمجلس الأمن.
وتابع: الموقف الفلسطيني يصر على وجود مسؤولية عربية، ولا نريد في المسائل الحساسة والخطيرة بألا يكون موقف عربي موحد تجاهها، وبخاصة أن المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشيل طرح في زيارته الأخيرة للمنطقة بأن تشمل مهمته المسارات الثلاث الفلسطيني والسوري واللبناني.
وأوضح أن جولة الرئيس محمود عباس لروسيا وبريطانيا وألمانيا، والاتصالات مع الدول العربية، والزيارات اللاحقة لسيادته لليابان وفرنسا، ستساعد القيادة الفلسطينية في بلورة رؤية حول المواقف الدولية، بحيث نكون قبل اجتماع القمة القادم في ليبيا قادرين بلورة تصور واضح بشأن مختلف القضايا.
وأشار المستشار حماد إلى المرحلة القادمة بحاجة لجهود سياسية قوية جدا (عربية ودولية) أمام الموقف المتعنت الإسرائيلي، المستخف بكل القرارات والشرعيات الدولية.
وردا على سؤال حول إمكانية بحث القمة العربية في ليبيا لقضية التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار بشأن ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، أجاب حماد: هذا يتحدد في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، قبيل القمة، وفي ضوء ذلك يتخذ القرار المناسب بشأن هذا الموضوع.
وقال: أما بخصوص موضوع القدس فهناك قرار ومطالبة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لجعل هذا الموضوع في مقدمة جدول أعمال القمة العربية، وهناك تحرك فلسطيني حالي على كافة المستويات، وعربيا وإسلاميا الكل يؤكد على ضرورة المس بالقدس، ولكن في المقابل نجد بأنه لا يقدم دعم حقيقي لهذه المدينة، وكل هذه الأمور بحاجة للبحث خلال القمة العربية.
وشدد على أن إسرائيل تحاول أن تسابق الزمن من خلال سياساتها العنصرية وتهويدها للقدس المحتلة، وفي مقدمة ذلك مصادرة ممتلكات المواطنين وسحب هوياتهم وهدم منازلهم، والتوسع في البناء الاستيطاني.
وأشار إلى أن المنطقة المحيطة بالمسجد الاقصى تشهد عمليات تهويد واستيطان هي الأخطر منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967م، وإلى ان المسجد الأقصى بات مهددا بشكل واضح نتيجة الحفريات الإسرائيلية في اسفله، وإقامة الانفاق في نفس المنطقة.
وحول الهدف من مشاركته في مؤتمر مؤتمر أديس ابابا بداية الشهر الجاري، أوضح حماد أن منظمة الوحدة الافريقية، والاتحاد الافريقي أعطت لفلسطين منذ سنوات، صفة المراقب الدائم فيها، وقال: البعد العربي في إفريقيا بغاية الاهمية فهذه قارة عانت من الاستعمار والعبودية، ولذلك مواقف دول هذه القارة بشأن القضية الفلسطينية تمثل أهمية خاصة بالنسبة لنا.
وأضاف: نحن حريصون على المشاركة في كل الاجتماعات الافريقية، حتى التي تتم على مستوى لجان، وتبحث قضايا مثل اللاجئين والهجرة وغيرها، وهم حريصون لدعوانا باستمرار لحضور الفعاليات الخاصة بهم.
وقال: الجميع يعلم أن عملية السلام متوقفة وأن هناك تعنت إسرائيلي وأن هنالك قرارات اتخذت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن دعم حقوق الشعب الفلسطيني، والدول الافريقية تصوت إلى جانب شعبنا عن بحث مثل هذه القرارات، ومن هنا نسعى دائما للتواصل مع الدول الافريقية.
وبشأن التحركات الفلسطينية المتعلقة بتقرير جولد ستون لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، أجاب المستشار حماد: الجمعية العامة للأمم المتحدة سبق وأقرت هذا التقرير، واتفق على ضرورة متابعة الموضوع، والاجتماع المقبل المقرر يوم الخامس من الشهر الجاري، يفترض أن تقدم مختلف الأطراف تقريرا يتعلق بما ورد في تقرير جولد ستون، ونحن معنيون بأن يكون تقريرنا فلسطيني وطني يشمل الضفة وغزة.
وأوضح أن هذا الاجتماع هو عملية متابعة لما سبق وأقر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص تقرير جولد ستون، مضيفا: ولن ينتهي الأمر في هذا الاجتماع، وسنستمر في متابعة الأمر في الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان، حتى نرى كيف يمكن الذهاب غلى جهتين لهما صفة السلطة التنفيذية للتقرير وهما: إما مجلس الامن، أو مدعي عام محكمة الجنايات الدولية لويس أوكامبو.
ولفت الانتباه إلى أن متابعة موضوع تقرير جولد ستون في مجلس الأمن، يبقى طريقا صعبا لأنه حتى لو وافقت تسع دول من الدول الأعضاء بالمجلس على مناقشته، من الصعوبة بان يصدر قرار مناسب في المجلس بسبب الفيتو سواء من الولايات المتحدة أو من دول اخرى.
وقال: نريد أن يبقى التقرير مطروحا، لا أن نقتله بالذهاب غير المدروس لمجلس الأمن، لأنه في حالة استخدام "الفيتو" يغلق البحث في هذا الملف، ومن هنا لا نريد أن نصل إلى هذه النتيجة.
وتابع المستشار حماد: يبقى أمامنا أن يقبل قضاة محكمة الجنايات الدولية التقرير، ويذهبوا به باعتباره جريمة، ومطلوب من المحكمة التحقيق بما ورد به، وحتى الآن الامر يواجهه صعوبة لاسباب قانونية ونظرا للتعقيدات الموجودة، ولكن لن نيأس سنبقى نناضل بكل الوسائل المتاحة لملاحقة من اقترفوا الجرائم بحق شعبنا.
ولفت إلى أن السلطة الوطنية تبذل جهودا كبيرة مع مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية بهذا الموضوع، لافتا إلى أن السفيرين الفلسطينيين في نيويورك، وجنيف يجريان الاتصالات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف: استقبلنا مؤخرا مجموعة تضم منظمات حقوق انسان عديدة، ومقرها في فرنسا، وبحثنا معهم التنسيق بشأن التنسيق للعمل الرسمي مع عمل هذه المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الانسان، للاتصال مع قضاة المحكمة الجنائية الدولية...، ونحن ندرك حجم الصعوبات، وسنبقى نناضل ليطبق التقرير ولكي لا ينتهي بالارشيف.
ونفى المستشار السياسي للسيد الرئيس جملة وتفصيلا الأنباء التي ترددت مؤخرا عن وجود ضغط مصري على السلطة الوطنية لاستئناف المفاوضات دون وقف الاستيطان، وقال: خلال لقاء الرئيس المصري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا، كان موقف الرئيس محمد حسني مبارك في غاية الوضوح، حيث أوضحت مصر في حينه أنها استقبلت بنيامين نتنياهو لتبلغه بضرورة وقف الاستيطان ووقف تهويد القدس.
وأشار المستشار حماد إلى أن الموقف المصري تجاه فلسطين واضح ولا غموض فيه، وهو على عكس أطراف أخرى عربية وغير عربية، فالموضوع الفلسطيني بالنسبة لهم هو مسألة تتعلق بأمنهم القومي، والتزام مصر تجاه فلسطين لا يمكن التشكيك فيه، فهذا البلد الشقيق قدم تضحيات كبيرة، وقدم دماء أبنائه للدفاع عن فلسطين.
وأضاف: الموقف المصري الحالي والمستقبلي والتزامها سيبقى كما هو، وطالما هنالك أرض وجغرافيا، ستبقى فلسطين بالنسبة لمصر هي بوابة مصر نحو الشرق، وهي تتعاطى بمسؤولية ووعي لما هو ممكن، وهنالك من يرفع شعارات رنانة مثل "مطلوب وقف مهزلة المفاوضات"...، وعند سؤاله ما البديل يمكن أن يجيب:"مطلوب العودة للقتال؟.
وشدد المستشار السياسي للرئيس على أنه مطلوب من هؤلاء قبل أن يتحدثوا بهذه الامور بأن يسألوا انفسهم هل نحن جاهزون للقتال؟، ومعرفة ماذا يعني العودة للقتال في ظل الظروف والمتغيرات الراهنة.
وأوضح المستشار حماد أن ما يميز الموقف المصري بأنه لا ينجر وراء المزايدات، و"هذا من نعم الله على المنطقة"، مشيرا إلى أن التجربة اثبتت بأن الانجرار وراء المزايدات هي عملية تدمير وخدمة مجانية لإسرائيلي.
وأكد أن مصر لا تطالب بالعودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان كما تردد، وهي تريد ان تستخدم دورها لدعم الشعب الفلسطيني بما هو ممكن.
وتطرق إلى وجود تفاهم مصري فلسطيني أردني سعودي إماراتي ومع مختلف الدول العربية بشأن عملية السلام، مذكرا بأن الرئيس محمود عباس زار قطر مؤخرا، وأنه متواصل مع الأشقاء في سوريا.
واعتبر بأنه لا يوجد لدى الجانب العربي الآن خيارات كثيرة، وأن المطلوب وجود موقف عربي بدون مزايدات، ويتفق الجميع عليه، ويتحركون على أساسه، والشقيقة مصر مع هذا التوجه الذي "يقول علينا أن نتحرك مع العالم ونظهر عدالة قضيتنا ونظهر أننا نحن الملتزمون بالشرعية الدولية، وأن إسرائيل هي الطرف المعطل لعملية السلام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق