الأربعاء، أبريل 18، 2012

في يوم الأسير الفلسطيني الحركة الأسيرة: فجرنا القادم

خلف أسوار السجون العالية، حيث يتوقف الزمن ويصبح التقويم تعذيباً من نوع آخر، ثمة منسيون لا بواكي لهم، فلا حضن العالم اتسع لهم، ولا هم لجلاديهم سوى انتظار موتهم ببطئ، جلاد يجزع من لحن الحرية ولا يتقن سوى فن الموت.

لا ذنب لهم سوى أنهم عشاق حرية، تتلمذوا وحفظوا جيداً قواعد علم التحرر، فلا مكان هنا للبلاغة وفن الخطابة، لا الشعر ولا النثر، إنما الفعل، فعل التحرر والكرامة.

في يومهم، سيبدؤون إضرابهم المفتوح عن الطعام، ولا ينتظرون وصايا من أحد، وهم العارفين بوصايا الانتظار وتعاليم الصفقات المشبوهة، لقد ملوا الانتظار وسئموا الكلام، سيخوضون اضرابهم موحدين، فوحدة الحركة الأسيرة بداية الانتصار، موقنين بأن شعبهم وأحرار العالم لن يتركوهم وحدهم، وسيلتحمون معهم إلى أن تهب نسمة الحرية لتعانقهم، وتعليهم فينا أحراراً أبداً.

واذ تؤكد مؤسسة الضمير على ان سياسة الاعتقال هي جزء لا يتجزء من سياسة الاحتلال الاحلالي والفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني، وهي مبنية على سياسة ممنهجة من التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة بهدف كسر روح الشعب الفلسطيني ومقاومته فلطالما استخدم الاحتلال بحق الاسرى الفلسطينيين اشكال مختلفة من التعذيب، العزل، العقوبات الجماعية، النفي القسري، الاهمال الطبي، التنكيل والاعتداءات على الاسرى بشكل دوري.

ان المعاناة والمهانة التي يتعرض لها الاسرى داخل سجون الاحتلال دفعت بالعديد منهم للخوض في معركة الامعاء الخاوية معرضين حياتهم للخطر احتجاجا على هذه السياسة الممنهجة الهادفة لاذلالهم، فخضر عدنان والذي صمد 66 يوما وهناء شلبي وبلال ذياب وثائر حلاحلة وكفاح حطاب وغيرهم العديد، قادوا حملة العصيان داخل سجون الاحتلال، وسيلتحق بقية الاسرى بهذه المعركة في يوم الاسير الفلسطيني.

واذ تثمن الضمير عاليا هذه الخطوة التي يقودها الاسرى، فانها تؤكد انهم بحاجة ماسة للمساندة الشعبية الفلسطينية والدولية، فعلى كافة شرائح الشعب الفلسطيني الالتفاف حول قضية الاسرى والضغط لاشعار السجان ان اسرانا ليسو وحدهم، كما تستهجن الضمير وبقوة عودة المؤسسة السياسية الفلسطينية الى المفاوضات في هذا التوقيت، ودون اشتراط اطلاق سراح الاسرى، الامر الذي يمثل تفريطا في حرية الاسرى ومطالب اضرابهم كما جاء في رسالتهم يوم امس الى جماهير شعبهم.

أسيراتنا، أسرانا، أنتم فجرنا القادم، وسننتظركم بالورد والزغاريد

مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق