الخميس، أبريل 05، 2012

بيان اتحاد الكتاب بخصوص واقعة اقتحام قصر ثقافة الإسماعيلية


في هذه الفترة الحرجة والمفصلية من تاريخ مصر والتي تعيد فيها كافة مؤسسات الدولة المصرية مراجعة أدائها وترتيب أوراقها وتصحيح أخطاء ماضيها ما قبل وأعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011؛ واتساقا مع أهداف تلك الثورة واستجابة لرؤى المستقبل التي تحتم إعلاء قيمة الوعي وإعمال الفكر والعقل وتفعيل العامل والدور الثقافي في مواجهة الفوضى والغوغائية.. ما يلقي على كاهل الثقافة والقائمين بها وعليها أعباء ومهاما جساما..

..فوجئ المجتمع الثقافي بحدث جلل تمثل في اقتحام مسئولين من وزارتي الداخلية والعدل لقصر ثقافة الإسماعيلية التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة ظهر الأربعاء الماضي في سابقة خطيرة لإزهاق روحه ووجهه الحضاري والثقافي تمهيدا لتحويله إلى قاعة محكمة تتم فيها لاحقا محاكمة المتهمين في أحداث استاد بورسعيد التي انتهت إليها مباراة الأهلي والمصري في فبراير الماضي .وفضلا عن التعسف والارتجال الذي حدا بهذه الجهات المسئولة ( وهى المنوط بها إقامة العدل واحترام القانون وإقرار الأمن !!.) فضلا عن تجاوزها الخارق لأبسط الحقوق والواجبات والأعراف في مراجعة السيد وزير الثقافة؛ أو استئذان أو استشارة السيد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة؛ وهي هيئة تابعة للدولة تؤدي دورا مؤثرا ورائدا حيث تتبنى العديد من المشروعات الفاعلة في شتى أنحاء مصر وفي مناخ بالغ القسوة والصعوبة ؛ للأسف لم تتم مراجعة أي من المسئولين في هذا الأمر.. المرفوض شكلا وموضوعا ..

إن ما حدث ظهر أمس وما لحق بقصر ثقافة الإسماعيلية من اعتداء؛ يمثل انتهاكا صارخا وخطيرا لقيم الثقافة والفكر.. في أمة أثبتت وقائع التاريخ وأحداثه أنها؛ في أصعب الظروف التي مرت بها؛ وأشد العصور استبدادا وقهرا؛ كانت ثقافتها وعقلها والقائمون عليهما درعا واقيا لها لقنوا الدرس بتصديهم لأعتى دعاة التخلف والظلامية ..

واتحاد كتاب مصر؛ بصفته بيت أرباب القلم والإبداع وفي طليعة المؤسسات الثقافية المنتصرة لكل القضايا العادلة المعنية بالمجتمع المصري؛ يثمن موقف الهيئة العامة لقصور الثقافة ويدعم ما جاء في البيان الصادر عنها ويؤكد على أن ما حدث من المسئولين في وزارتي العدل والداخلية دون إذن وزير الثقافة أو رئيس الهيئة ـ ووفق ما جاء نصا في بيان الهيئة ـ شكل من أشكال التعدي على أحد ممتلكات الدولة دون وجه حق.. وأن تفكيك مقاعد المسرح بقصر الثقافة (وإتلاف أجزاء منه ).. يعتبره الاتحاد تعدياً مباشراً على أحد مواقعها وتخريبا ثقافياً على أحد مواقع الثقافة الكبرى.

هذا ويدعو الاتحاد الجهات المسئولة إلى أن تأخذ بالاعتبار الدور والجهد الثقافي الذي تضطلع بهما المؤسسات الفاعلة كما يدعو إلى سرعة التراجع عن هذا القرار غير المسئول .. كما يحذر المسئولين ألا يتعرض أي موقع ثقافي لمثل هذا التجاوز والاعتساف في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى مضاعفة وتدعيم هذه المواقع واحترامها.. إن لم نستطع توسيع قواعدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق