في ذكرى اليوم العالمي لضحايا الإختفاء القسري، والموافق 30 أغسطس من كل عام، طالبت "رابطة ضحايا الإختطاف والإختفاء القسري" الحكومة المصرية بالتوقيع على "الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الإختفاء القسري"، وهذه الاتفاقية الأممية تجرم حالات الإختفاء القسري في دول العالم المختلفة الأعضاء في الأمم المتحدة, واستنكرت الرابطة عدم توقيع مصر على تلك الاتفاقية حتي الآن !!
وذكرت الرابطة فى بيان لها اليوم الجمعة؛ حالتين للإختفاء القسري الحالة الأولى للكاتب الصحفي "رضا هلال" الذي شغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، الذي إختفى في ظروف غامضة يوم 11 أغسطس 2003، وبعد ذلك التاريخ بعامين أعلنت جماعة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن إغتياله إلا أن ذلك لم يتأكد، ولم تقدم أجهزة الأمن المصرية أية تفسيرات عن حادثة إختفائه، كما تتردد شائعات عن وجود دور ما لجهاز مخابراتي ما في إختفائه.
والحالة الثانية كانت لـ"سارة إسحق عبد الملك" التي سميت إعلامياً بـ"فتاة الضبعة"، سارة الطالبة في الصف الثاني الاعدادي، وهي الابنه الصغري لأسرة مصرية مسيحية عمرها 14 سنة طبقاً لشهادة ميلادها (1/8/1998)، إختفت يوم 30 سبتمبر 2012 عقب إنتهاء اليوم الدراسي وقد تم تحرير محضر رقم 904 بتاريخ 30 سبتمبر تتهم فيه أسرتها المدعو محمود ابو زيد عبد الجواد وشهرته محمود سليم بخطف سارة وهو معلوم للجهات الأمنية ومثبت فى المحضر الرسمي.
فيما نشرت الصفحة الرسمية للجبهة السلفية بمصر على موقع التواصل الإجتماعى "Facebook" بياناً يؤكد تورطها فى إخفاء سارة وقد تقدمت الرابطة ببلاغين إلى النائب العام ووجهت إتهاماً رسمياً ضد خالد المصري عضو المكتب السياسي بالجبهة السلفية, والدكتور خالد سعيد عن نفسه وبصفته المتحدث الإعلامي للجبهة السلفية وقد حملت البلاغات رقم 13287 لسنة 2012 , 10563 لسنة 2013.
وبحسب المستندات وما رصدتها الرابطة؛ تجاوز عدد الفتيات اللائى تعرضن لانتهاكات من هذا النوع خلال فترة ما بعد ثورة يناير وحتى اليوم الـ500 فتاة بحسب إحصائيات صادرة من الرابطة، جميعهن دون سن الثامنة عشر.
فيما قال إبرام لويس الناشط الحقوقي ومؤسس الرابطة؛ إن الرابطة ساهمت خلال الأعوام الثلاثة المُنصرمة منذ بداية تأسيس الرابطة في شهر إبريل عام 2010 فى الكشف عن مصير العديد من الفتيات القاصرات اللواتى تعرضن لعمليات خطف أو تغرير أو ضغوط مختلفة, كما لعبت الرابطة دوراً أساسياً فى عودة بعض هؤلاء الفتيات إلى ذويهن، مُستخدمةً فى ذلك كل وسائل الضغط المُتاحة على الدولة وآجهزتها التى تتوانى أحياناً لسبب أو لآخر فى تأدية دورها المنشود حيال انتهاكات من هذا النوع.
ووجه "لويس" رسالة الي أسر الضحايا طلبهم بالتمسك بحقهم فى معرفة مصير ذويهن المختفين قسرياً والمختطفين وأن لا يفقدوا الأمل مطلقاً فى عودتهن إليهم وأن تعود البسمة على وجوههم بدلاً من الدموع التي لم تجف حتي الآن.
الجدير بالذكر إن الإهتمام العالمي بضحايا الإختفاء القسري بدأ مبكراً بمبادرة فرنسية قدمت عام 1979، ثم تطورت مع إنشاء الرئيس الأمريكى بيل كلينتون للجنة الدولية لشؤون المفقودين عام 1996 الي أن تمخض في النهاية الي تلك الاتفاقية الدولية التي إعتمدتها الأمم المتحدة في 20 ديسمبر عام 2006 وعندما تم فتح باب التوقيع عليها فى 6 فبراير عام 2007 وقعت 57 دولة على الفور الي أن وصل عدد الموقعين الآن الي 92 دولة.
وتتوزع الدول الـ 92 علي قارات العالم المختلفة، ومن بين الدول الموقعة على الاتفاقية (فرنسا , ألمانيا , الأرجنتين , أوروجواي , موريتانيا , تونس , العراق),
كما تقرر أن يكون يوم 30 أغسطس يوماً دولياً لضحايا الإختفاء القسري يحتفل به اعتبارًا من عام 2011, وقد وجهت الأمم المتحدة نداء الي حكومات العالم بالتوقيع علي الاتفاقية تمهيداً لانفاذها علي أراضيها.
كما تؤكد الاتفاقية علي دعمها لأهالي الضحايا المفقودين, وذلك في ظل إستغلال بعض الأنظمة هذه الجريمة ضد المعارضين لهم أو في حالات أخري تكون الدولة فاشلة في حماية مواطنيها خاصة الأقليات العرقية أو الدينية خاصة في وجود إضطرابات سياسية داخلية فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق