الخميس، سبتمبر 23، 2010

إتحاد كتاب مصر يدين تحيز الجزائر والكويت لمنع كتابها معارضهما


أدان اتحاد الكتاب برئاسة الكاتب محمد سلماوى مصادرة خمسة وثلاثين كتابًا لكبار الكتاب والمفكرين المصريين من المشاركة في معرض الكويت الدولي، وأيضًا حرمان دور النشر المصرية من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب.
وأوضح الاتحاد في بيان أصدره "أنه طالع وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية بأخبار منع عدد من الكتب الصادرة في مصر لخمسة وثلاثين من كبار الكتاب والمفكرين المصريين من المشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب, وأيضًا حرمان دور النشر المصرية من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب"، مشيرًا إلى أن تلك الأخبار ما كان ليصدقها لولا التأكيد الجازم من هذه الجهات, وعدم صدور أي تكذيب من قبل أي منها .
واعتبر أن مثل هذه القرارات أبعد ما تكون عن طبيعة الثقافة باحتفائها بالاختلاف واحترامها للتعدد وبعدها عن الوقوف أمام العرضي والشكلي وتوافه الأمور، وتأكيدها على القيم الإنسانية العليا والمعاني الكلية السامية، مؤكدًا أن هذه القرارات أبعد ما تكون عما ينبغي أن يتحلى به أصحاب القلم والمثقفون والمتحضرون من نضج في التفكير ورصانة في الموقف والتعبير، بالإضافة إلى ذلك هي أبعد ما تكون عما يموج به عصرنا من أدبيات ومواثيق حقوق الإنسان وحرياته, والتي يأتي على رأسها حقه وحريته في الاعتقاد والتفكير والتعبير والسفر والاطلاع.
وأرجع اتحاد الكتاب المصريين، مبعث الاستغراب وعدم التصديق في هذه الإدانة إلى: أن ذلك يتم في حق كتاب ومثقفين من حيث المبدأ, وليسوا إرهابيين أو جواسيس أو أعضاء في عصابات الجريمة المنظمة, حتى تتم مصادرة أعمالهم ومنع أدبهم وفكرهم من التواجد بين أيدي القراء وأمام أعينهم.
وأضاف: أن ذلك يتم في حق كتاب ومفكرين ينتمون إلى بلد طالما قدم أبناؤه نور العلم والفكر والحضارة لكل القراء والمتعلمين العرب, ولطالما احتضن المثقفين والسياسيين العرب وقدم لهم العون والرعاية والاحترام, سواء أكانوا طلاب علم أم طلاب ذيوع وانتشار, أم لاجئين باحثين عن الأمن والحرية.
ولفت إلى أنه في الوقت الذي يحتال فيه البعض على قرارات المقاطعة العربية الشاملة لثقافة ومؤسسات ونشاطات دولة الكيان الصهيوني ويحاول إيجاد مبررات لاختراقها, إذا بالبعض الآخر يقوم بالاستقواء على مصر ويقاطع الثقافة المصرية والكتاب المصريين!.
وأبدى دهشته فى هذا الأمر أن أيًا من البلدين (الجزائر والكويت) لم يقدما أية مبررات لهذه القرارات الغريبة, بل إن الكتب المصادرة والممنوع دخولها إلى معرض الكويت, مثلا, تحمل أسماء تحوز الاحترام والتقدير من قبل كل القراء والمتابعين لحركة الثقافة والفكر من الاتجاهات كافة, مثل جمال الغيطاني، وجلال أمين، وعبدالوهاب المسيري، وحسن حنفي، ومحمد حسنين هيكل وجابر عصفور ..وغيرهم.
وتابع البيان: أن الأغرب من ذلك هو أن يتواصل الاستقواء على مصر وتتم مصادرة المشاركة المصرية بالكامل من معرض الجزائر, بينما يتم السماح بمشاركة بلدان الجهات الأربع, كافة, بمافيها الدول ذات التاريخ القائم على النزعة التوسعية الاستعمارية, والحاضر المفعم بالعنصرية ومعاداة العرب والمسلمين, بمن فيهم من الجاليات الجزائرية بالتحديد، معتبرًا أنها نفس الدول الداعمة لإسرائيل, والمشاركة في احتلال بلد عربي شقيق, أوالمؤيدة لهذا الإحتلال. وأوضح أن موقف الاتحاد ليس بهدف استنكار مشاركة مطبوعات هذه الدول أوالحث على منعها من المشاركة أو مصادرة أعمال كتابها, إنما على العكس من ذلك, فهو يرحب بالانفتاح على الطرف الآخر, مشيرًا إلى أنه لايرى في ثقافة الغرب كتلة واحدة صماء, ولكن يرى فيها تعبيرًا نموذجيًا عن التعدد والغنى القائم على الجمع بين كل ألوان الطيف الثقافى والفكري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق