الأربعاء، أغسطس 17، 2011

الإمام الأكبر و رموز الفكر السياسة : الأزهر بيت المصريين جميعا .. والدستور القادم سيكون ميزان عدل بين الشعب المصري بكل أطيافه .







عقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر، مؤتمرا حضره كافة مرشحي الرئاسة المحتملين ،وعدد من رؤساء الأحزاب ، للتشاور حول اعتماد وثيقة الأزهر، لتكون بمثابة صياغة توافقية يتفق عليها، بما تؤكده من الهوية وضمان الحقوق والحريات، واعتبار المواطنة أساساً للمساواة بين المصريين جميعاً بغير تفرقة ولا تمييز،
وأكد فضيلة الامام الاكبر في كلمته أن الأزهر الشريف بيت المصريين جميعا ،و أن دعوته جاءت لان مصر ومستقبل أجيالها وطموحات شعبها أمانة في عنق كل فرد منا .
وأضاف شيخ الأزهر أن اللحظة الحاسمة التي تعيشها مصر لتجعل من أمنها واستقرارها والحفاظ على مكاسب ثورتها سقفا تقف عنده كل منازع الفرقة والشتات وتتوحد تحته كل اختلافات التنوع والتكامل الذي ننشده لوطننا ولمصر في هذا المنعطف التاريخي الحاد ، مضيفا أن تنوع الاجتهادات حول إستراتيجية المستقبل إذا تحول إلى تقاطع وتنابذ فكرى فلن يكون حصاده إلا ثمرا مرا للوطن ولمصر في حاضرها ومستقبلها،مشيرا إن الدساتير في حقيقتها إنما هي تعبير صادق عن هوية امة وضمير شعب ومصالح مجتمع كما أن تنوع الاجتهادات حول البناء السياسي والدستوري القادم لن يكون تنوعا محمودا إلا إذا ظل في إطار وحدة الوطن وأهدافه العليا وإذا كانت الدعوة إلى مبادئ فوق الدستورية تمثل عند بعضنا حائلا يحول دون هيمنة الاتجاه الواحد واستبداده بصياغة البناء الدستوري والسياسي فان البعض الآخر يراها التفافا على إرادة الجماهير التي أعلنت في الاستفتاء الأخير وخروجا على ما استقر عليه الفقه الدستوري من أن الدستور هو الوثيقة النهائية وقمة الهرم القانوني في الدولة الحديثة .
وقد أثير جدال طويل حول مدنية الدولة غير أن العبرة ليست بالألفاظ ولا الاصطلاحات بل العبرة بالمعنى والمضمون والتشريع الذي يحكم المجتمع ويوجهه، والأزهر الشريف الذي أعلن أكثر من مرة انه يقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء وانه يتابع بكل دقة واهتمام أطروحات الجميع حول مستقبل الوطن يعلن في صراحة ووضوح انه لا يخوض غمار العمل السياسي ولا الحربي ولا السياسة بمفهومها المعتاد فان هذا ليس من شأنه ولا من اهتماماته لكنه يحمل على كاهله دورا وطنيا تجذر في التاريخ وحملته إياه الأمة للحفاظ على حضارتها الممتدة وثقافتها الراسخة وهويتها التي تأبى الاختراق والذوبان ومن منطلق هذا الدور الوطني للأزهر وهذه المسؤولية التي يحس الأزهر بثقلها ويدرك أمانتها أمام الله والتاريخ دعوتكم أيها السادة والسيدات من أبناء وطني إلى النظر في التوافق حول وثيقة الأزهر كحل يخرج به الناس من ضيق الاختلاف وخطره إلى سعة الآفاق الرحبة الواسعة والتعاون الجاد من أجل بلدنا جميعا وتقديرا لدماء شهداءنا وتضحيات جماهيره .
وقال الأمام الأكبر أن وثيقة الأزهر هي مجرد إطار قيمي يصون أساسيات شعبنا وثوابته،ويعتبر الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة من ثوابت المطالب الوطنية،بكل ما تستوجبه من مواطنة كاملة، وتداول حقيقي للسلطة يمنع احتكارها من فريق ،أو الوثوب عليها من فريق آخر .
واوضح ان الوثيقة حظيت بترحيب واسع من كل ألوان الطيف السياسي في مصر ،واعتبرتها قوي فكرية و سياسية عديدة في داخل مصر وخارجها نقلة نوعية تناغم ما بين الديني و السياسي من شؤون الأمة،ولعل التوافق على هذه الوثيقة يمثل جسرا يعبر بنا من حالة الخلاف الراهن بكل مخاطره على الوطن،إلي أفق الأمل المنشود.
وهذه التوافق يؤهلها لأن تكون وثيقة يسترشد بها عند وضع الدستور، وميثاق شرف يلتزم به الجميع طواعية واختيارا،لا يفرض على أحد ،وإنما يترك الأمر فيه للإرادة الشعبية التي يعبر عنها الدستور المنتظر .
وقال أن الأزهر لا يساوره شك في أن الدستور القادم سيكون ميزان عدل بين الشعب المصري بكل أطيافه ،يضمن حقوق الجميع من غير تفرقة ولا تمييز و بحيث يقضي على كل دواعي القلق و التوجس لدي أي فصيل من فصائل الجماعة الوطنية.
مشيرا إلى أن اللحظة التاريخية التي نعيشها الآن تمثل إرهاصا من الجميع بتوافق يتمسك بثوابت مصر ،ويصون ثورتها،ويحمي استقلالها،ومصالح شعبا في عالم متغطرس لا يرحم الضعفاء ولا المتناحرين،ولا يسعده تماسك الشعوب والتفافها حول مصلحتها ووحدة مصيرها .
عقد المؤتمر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ،شيخ الأزهر ،وبحضور9 من المرشحين المحتملين للرئاسة ، و 22 شخصية من زعماء الأحزاب ، و15 شخصية من علماء الدين وكبار المفكرين والمثقفثن ومن ابرزهم الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني للأزهر الشريف ، و الدكتور نصر فريد واصل ،مفتي الجمهورية السابق، و الدكتور محمد المختار المهدي ، الرئيس العام للجمعية الشرعية ، والدكتور كمال الجنزوري،رئيس الوزراء السابق، والدكتور محمد البرادعي ،المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ، والدكتور عمرو موسي ، و الدكتور محمد سليم العوا ، والدكتور السيد البدوي ، و الدكتور أيمن نور ، وحمدين صباحي ، وعصام العريان ،ومحمد مرسي ،والإعلامى نزيه السبيعى رئيس الائتلاف العام للثورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق