الاثنين، يونيو 09، 2014

البرلمانى والوزير اللبنانى غازى العريضى ل " المسائية " العلاقات بين مصر ولبنان تاريخية نطالب بتعزيزها اقتصاديا وسياسيا





لبنان فى أمس الحاجة إلى مصر الشقيقة الكبرى صاحبة الدور الحاضن والحاضر 
لبنان والأمة العربية  بحاجة لمصر ودورها الريادى  
الاقتصاد والاستثمار اللبنانى العام والخاص يتطلع للشراكة مع الاقتصاد المصرى
اطالب بعقد اتفاقيات الحريات الأربع بين كافة البلاد العربية
نؤيد مبادرة السعودية بعقد مؤتمر للمانحين من أجل مصر لأنه واجب علينا
كنا نطالب بالوحدة والحريات العربية ووجهنا بخطر تمرير الإرهاب والإرهابيين
 لا نريد وحدة عربية بل وحدة لأوطاننا من الطائفية والتقسيم والارهاب
هناك دول عربية تستهدف مصر بشكل دائم بما يهدد أمنها واستقرارها
أجرى الحوار : أيمن عامر
قال المفكر العربى غازى العريضى  البرلمانى والوزير اللبنانى السابق  , إن الاقتصاديات والعلاقات  العربية  لا تتطلع لمستوى الطموحات والحاجات العربية المشتركة مشيرا فى حواره ل " المسائية " - على هامش زيارته القصيرة لمصر ومقابلته شيخ الأزهر و أمين عام جامعة الدول وتكريمه باحتفال اليوبيل الذهبى لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية وتهنئته للمشير عبد الفتح السيسى بانتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية -  إلى أن  الأمة العربية  إمكانياتها تدمر ومواردها تنهب وتهدر وطاقاتها البشرية تهجر إلى الخارج  لتبنى صروح علمية للغرب , مؤكدا أن العلاقات بين مصر ولبنان تاريخية وعميقة مشددا أن لبنان فى أمس الحاجة إلى مصر الشقيقة الكبرى صاحبة الدور الحاضن والحاضر  مشيرا أن زيارته لمصر ومقابلته المسئولين المصريين يهدف إلى  عودة  توطيد العلاقات اللبنانية المصرية خاصة بعد الاستحقاق الثانى لخارطة الطريق المصرية وانتخاب المشير عبد الفتاح السيسى  رئيسا لمصر , لافتاً إلى أن وزارات التجارة والاستثمار و رجال الأعمال والمستثمرين اللبنانيين يتطلعون لمزيد من تفعيل وتسهيل العلاقات المشتركة الاقتصادية والتجارية والمالية وفى كافة المجالات مؤيدا مبادرة السعودية لعقد مؤتمر المانحين  لمصر
* ما سبب زيارتكم لمصر ؟
** شرف لى أن أزور مصر فى هذه الحقبة التاريخية من تاريخ مصر والأمة العربية والتى غيرت التوازن الدولى فى العالم أجمع وأن التقى مع أشقائى المصريين والمسئولين المصريين والعرب  من أجل إعادة العلاقات المشتركة والعمل على عودة مصر لأمتها العربية ودورها الريادى الذى يمتد عبر التاريخ والحضارة والأرض واللغة المشتركة وأأمل أن تعود مصر الرائدة للبنان والأمة العربية وخاصة أنه بين مصر ولبنان علاقات تاريخية عميقة  ونحن من الجيل الذى يعى متانة وضرورة العلاقات المشتركة والتى تجعلنا نشعر بأمس الحاجة إلى مصر الشقيقة الكبرى صاحبة الدور الحاضن والحاضر والمطمئن
ورها وحضنها العربى بعد التطورات الأخيرة ونحن فى لبنان فى أمس الحاجة إليها ,
* كيف يتحقق ذلك ؟
** نحن كعرب أثبتنا للجميع أننا قادرين على الانتصار وانتصرنا على إسرائيل , لكن المشكلة أننا لم نعرف كيف نستمر وفى إى اتجاه نسير وكيف نوظف انتصاراتنا على مستوى مصر ولبنان والأمة العربية فى حين استطاعت إسرائيل التى هزمت أن تحقق مكاسب وليس انتصارات , لكننا أفرغنا الانتصارات العربية  من مضامينها فكنا فى نكسة وأصبحنا اليوم فى نكسات , نكسه فى سوريا ونكسة فى ليبيا ونكسة فى العراق ونكسة فى اليمن إلا أن مصر الوحيدة التى استطاعت النهوض من نكستها بثورة 30 يونيه وانتخاب المشير عبد الفتاح السيسى وأهنأ مصر شعبا وحكومةً ووطنا على الخروج من نكستها بثورة 30 يونيه و انتخاب وتنصيب الرئيس السيسى رئيسا لمصر وأطالب أشقائنا المصريين ومصر الحاضنة الحاضرة ودورها التاريخي الريادي بأن تعود إلى ريادة وحضن أمتها العربية فنحن بحاجة إليها فى لبنان وجميع أقطار الأمة العربية حتى تعود مصر إلى دورها الريادى ونحن أول المستفيدين . وإذا كان هناك سمة تركيز على الشئون الداخلية وخارطة الطريق فلابد بعد انتخاب وتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر أن تنطلق مصر لبناء الداخل والتطلع للدور الخارجى . فلابد من التغلب على الواقع الصعب الذى تمر به مصر والتحديات والمعوقات الكبيرة التى تواجهها
* وكيف نحقق الوحدة العربية السياسية والاقتصادية ؟
** فنحن من الجيل الذى كنا نتظاهر بالشوارع من أجل إقامة السوق العربية المشتركة وعقد اتفاقيات الحريات الأربع وفتح الحدود لحرية تنقل الأفراد والبضائع والكتاب  والتملك والإقامة للعرب فى كافة البلاد العربية ولكن واجهنا خطر كبير لما يسمى بتمرير الإرهاب والإرهابيين وهو ما يهدد مستقبلنا وعلاقاتنا العربية على مستوى المنطقة كلها بغض النظر عن طبيعة الأنظمة الحاكمة والأوضاع الداخلية . لذلك قلت ان مصر تواجه تحديات كبيرة وتهديد الحدود الأمنية وتعاطى واستهداف بعض الدول العربية غير المحسوب بشكل دائم هدد أمن واستقرار مصر
* وكيف تفسر ما يحدث على الساحة العربية ؟
** نؤكد أن كل ما يجرى على الساحة العربية وتدمير سوريا والبلاد العربية تستفيد منه إسرائيل ويعود بالخسارة على القضية الفلسطينية , القضية المركزية الأولى القضية التى لن تموت أبدا طالما هناك شعب فلسطينى يناضل ويضحى , ومن مصر العروبة والقومية أحي فلسطين بشعبها وشهدائها وكل الأمهات الفلسطينيات المناضلات وأؤكد أن الاحتلال الإسرائيلى ليس قدرا أمام الإرادة الفلسطينية والعربية والمواجهة والصراع حتى إسقاط الاحتلال الإسرائيلى
* لقد كرمت باحتفال اليوبيل الذهبى لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية , فكيف نحقق الوحدة الاقتصادية العربية ؟
** لا أدعى أننى خبير اقتصادى إلا أن السياسة التى أخذت منى ما يقارب 43 عاما ربما توفر رؤية للاقتصاديات العربية والعلاقات العربية التى تتطلع أن تكون بمستوى الطموحات  فضلا عن الحاجات وذلك فى الوقت الذى تدمر فيه إمكانيات الأمة العربية وتنهب مواردها وتهجر طاقاتها البشرية لتبنى صروح علمية بالخارج  وتهدر اقتصادياتنا ., وكم يتطلع عدد من الوزارات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية العامة وعدد من الشركات الخاصة ورجال الأعمال إلى مزيد من الشراكة وإقامة وتسهيل العلاقات فى كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والسياحية وإقامة منفعة مشتركة بين مصر ولبنان وكذلك إقامة شراكات عربية ولتبدأ ثنائية ثم تعمم على مستوى الدول العربية
* كيف نحقق الوحدة العربية الشاملة فى ظل تكاثر الانقسامات العربية على ضوء الربيع العربى ثم الثورة عليه وبروز محاور عربية متصارعة ؟
** الوحدة العربية الآن أصبحت شعارات ويجب علينا أولا بكل تواضع وتعقل أن نحل مشاكلنا الداخلية فى البلاد العربية ونوحد دولنا من الداخل ونسقط محاولات الطائفية والمذهبية حتى نحقق وحدتنا الداخلية أولا ومن ثم نعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة لأنه بدون ذلك لن نحقق أى شىء . فأنا كسياسى لى خبرة متواضعة لا أكابر طموحاتى والأن لا أبحث عن الوحدة العربية بل أحتاج أن أحمى دولتى مصر ودولتى لبنان مع عمل انجاز قومى  , خاصة أن جدول الأولويات اختلف الآن
* كيف ترى أزمة ثورة سوريا ؟
* أزمة سوريا تحولت إلى نكسة تضاف إلى النكسات العربية فلا يبنغى أن أتاجر باسم الله وباسم  الدين وأخرج عن الشكل والقانون الانسانى فنتج عن نكسة سوريا الان 9 مليون نازح وملايين اللاجئين ومئات الألاف من الشهداء والمصابين ودمرت سورية وهددت وحدتها وانقسم جيشها لصالح إسرائيل والقوى العدائية وعلينا الخروج بحل سياسى يوقف التدمير والانهيار للشعب السورى ودولته وقد دعوت  بأن يكون هناك على الأقل توافق من الأساس على خطة وطنية فيما يخص مسألة النازحين، وللأسف هذا الأمر لم ينجز حتى الآن. ولابد من وجود مخيمات للنازحين لضبط العملية ولتأمينها من كل النواحى على كافة المستويات، لكن فى واقع الأمر لم يحصل. خاصة مع وجود النازحين السوريين على الساحة اللبنانية بما خلق الكثير من المشاكل فى كل البيئات الاجتماعية السياسية اللبنانية سواء مؤيدة للنظام أو مختلفة معه، إلى أن  تأثير وجود مليون ومائتين ألف شخص موجودين بين اللبنانيين ولبنان بلد صغير جدًا وإمكانياته ضيقة والمجتمع الدولى خلع نفسه من قضية النازحين السوريين إلى لبنان ولم يقدم المساعدة. ولا تزال لبنان تستقبل نازحين ولكن بنسب أقل، والمشاكل أصبحت فى مناطق بعيدة، ولكن يأتى النازحون إلى لبنان إلى أن وصل العدد لما هو عليه الآن.
* لقد عاشت لبنان ظروف مشابهة لما يحدث فى مصر الآن كيف تعاملتم مع هذه الأزمات ؟
** بالفعل لقد عشنا حالة مشابهة من مشاكل سياسية وأمنية وطائفية وهو ما انعكس على مستوى الدولة والوضع الإنمائي والاقتصادي وتأثر الإنتاج وهربت السياحة وتراجع الاقتصاد لكن تم تنظيم المؤسسات وإعادة هيكلتها وعمل مصالحات سياسية ومذهبية وكانت لدينا استحقاقات أنجزنا منها الكثير وفشلنا مجددا الآن فى الاستحقاق الرئاسى ودخلنا فى دوامة سياسية لا نعلم كيف سنخرج منها وانتخاب رئيس لبنانى جديد سيؤسس لاستقرار سياسى وأمنى واقتصادي والوضع الأمنى الآن أفضل بكثير
* كيف ترى مبادرة المملكة العربية السعودية بعقد مؤتمر للمانحين لمصر ؟
** نحن أمامنا فرص وتحديات كثيرة مشتركة , علينا استثمار الفرص ومواجهة التحديات  ومصر دولة شقيقة وصديقة تتطلع إلى مرحلة جديدة ونحن بحاجة إلى دورها الجديد ونحن نؤيد مبادرة السعودية بعقد مؤتمر للمانحين من أجل مصر فقد تكون انطلاقة قوية لمصر ستعود بالنفع لنا و للأمة العربية فنحن علينا واجب فى العالم العربى  , فيعتصر قلوبنا أن نرى مصر أم الدنيا  تمر بهذه الظروف العصيبة ولا نتدخل ونساعدها كما ساعدت العرب والأمة كلها , ونحن فى مرحلة سابقة كان تسمى لبنان سويسرا الشرق نظرا للطبيعة ومستوى الديمقراطية والازدهار ثم دخلنا فى مرحلة من الحرب الأهلية والأزمات السياسية والاقتصادية و كنا لا نستطيع الخروج منها إلا بالدعم لنا وهذا ليس أمر معيب أن نعقد المؤتمرات من أجل مصر أو لبنان أو أى دولة عربية تمر بأزمة فهذا هو التحدى الكبير لتحقيق التكامل العربى لمواجهة مشاكلنا المختلفة .و أكرر دائما وأبدا أن مؤتمر المانحين ليس منه من أحد بل هو واجب عربى وشكرا لمن يساعد مصر أو لبنان أو أى دولة تحتاج إلى المساعدة والدعم ولابد من البحث فى كيفية الاستفادة المثلى من هذا الدعم .
* ما توصياتك للقيادة المصرية للخروج من الأزمة ؟
 ** أتطلع لدعم  للشباب ولابد من دعمهم ودمجهم فى الحياة السياسة خاصة مع الإحصائيات المرعبة من المشاكل الأمنية وعدم الإنتاجية والفساد والبطالة  وعدم الاستفادة من الثروات البشرية والطبيعية وهجرة العقول العربية ., فعلينا تشخيص الحالة وعلاجها والوصول لحلول للمشكلات ويجب أن نخرج من المكابرة والغرور بأننا نعرف كل حاجة وغيرنا جهلاء فلابد من مشاركة القوى السياسية المختلفة والمعارضة منها ومؤسسات المجتمع المدنى  مع احترامى لكل الرؤساء والملوك والمسئولين إلا أننا بحاجة إلى عمل جماعى مع بعضنا البعض , لابد من التفكير بعقل الدولة وفكرها وأنا كنت مع شيخ الأزهر وتحدثت معه عن الاحداث فى مصر وأؤكد أن الديمقراطية ليس حكم الأغلبية فقط بل تتضمن أيضا حماية التنوع ومشاركة الأقلية سواء كانت سياسية أو دينية واحترام حقوق الإنسان وهو ما يعتبر حماية للاقتصاد والدولة وأأمل العمل المباشر المفتوح كمؤسسات عربية ومجتمع مدنى وحقوق إنسان ودعم المرأة والشباب  واحترام القانون من المواطنين والدولة وذلك فى لبنان ومصر لأن بهما موارد تجعلهما فى مصاف الدول العظمى لو وظفناها التوظيف الصحيح وأتمنى التوفيق لمصر والنهوض  من كبوتها التى تعيشها الأن وهى لا تختلف عن الظروف التى دخلت فيها لبنان فما حدث فى لبنان كان بأيدى أهل لبنان وليس من خارجها ولدينا مؤسسات أمنية قامت بجهود جبارة وأحبطت مخططات إجرامية  ومنعت تدخلات من إسرائيل لكنها فشلت جهودها بتصنيف الهيئات الأمنية وتابعيتها لمذاهب وأحزاب معينة
* ما نتائج زيارتكم لشيخ الأزهر ؟
** لقد تباحثنا فى الأوضاع المصرية والعربية و أقدر دور الأزهر الشريف فى الحفاظ على حقيقة الإسلام الوسطى، و تقديره للدور الوطنى الذى يقوم به الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فى الحفاظ على وحدة البيت المصرى والعربى، ودور بيت العائلة المصرى فى وأد الفتن الطائفية فى مهدها.
* وما نتائج زيارتكم للأمين العام لجامعة الدول العربية ؟
**  إن التشاور مع الأمين العام لجامعة الدول العربية فى مثل هذه المواقف الحرجة التى تمر بها لبنان أمر طبيعى نظرًا لما نتطلع له من دور فعال للجامعة فى هذا الشأن، وذلك رغم كل الواقع الذى يحيط بها وبعملها والعراقيل والعقبات والمشاكل التى هى انعكاس لصورة العالم العربى عمومًا.  فضلا عن أهمية  تبادل الآراء و الحوار والنقاش حول الواقع العربى، خاصةً أن الأمين العام بطبيعة الحال ملم بكل التفاصيل والمعلومات والمعطيات وأيضا  الجامعة تبقى الدور والحضور والتأثير.
*كيف تصف الفراغ السياسى فى لبنان  وكيف ناقشت تلك القضية مع الأمين العام للجامعة ؟
 ** كل العالم وليس فقط الأمين العام يعرف أن ثمة شغورًا  فى منصب رئاسة الجهورية بسبب عدم تمكن القوى السياسية اللبنانية من الوصول إلى تفاهم أو توافق حول اسم رئيس جديد للجمهورية" و كنا نفضل من الأساس أن يكون هناك اتفاق بين اللبنانيين وللأسف كل مساعينا لم تكلل بالنجاح، ووصلنا إلى شهور ونعمل الآن على اختصار مدة الفراغ الرئاسى الفترة الزمنية، لأننا نؤمن أنه لا يمكن الوصول إلى رئيس للجمهورية بدون اتفاق،  , فليكن هذا الاتفاق بين بعضنا البعض بكل قناعة حرصًا على المصلحة الوطنية اللبنانية ولنتمكن من ضمان عودة انتظام عمل مؤسسات الدولة الدستورية لمواجهة كل الاستحقاقات المطروحة".
* وكيف يمكن  التغلب على أزمة الفراغ السياسى من وجهة نظرك ؟
**   لا يزال محل نقاش بين كل القوى السياسية اللبنانية.


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق