قامت وحدة الرصد الإعلامي بالتحالف المصري لمراقبة الانتخابات بعمل تقرير يرصد مدي حيادية وموضوعية التغطية الإعلامية لأولي مراحل العملية الانتخابية –مرحلة فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب-والتي بدأت يوم الأربعاء الموافق 3نوفمبر 2010وانتهت يوم 7نوفمبر 2010
ويتضمن التقرير رصد منهجي للتغطية الإعلامية في هذه الفترة وذلك بالتركيز علي عينة من بعض البرامج الحوارية والسياسية الأكثر مشاهدة وتأثيرا بين المواطنين
منهجية التقرير
أعتمد التقرير علي أسلوبي التحليل الكمي والكيفي لمجموعة من البرامج الحوارية والسياسية والتي روعي فيها التنوع والاختلاف بين القنوات الخاصة والحكومية
وقد قام الباحثين بعمل تحليل للبرامج والتغطية الإخبارية يبدأ من حساب الوقت لكل ما يتعلق بالانتخابات وصولا لتحليل الصور وكافة المؤثرات المرئية والمسموعة في هذه البرامج وتم تحليل هذه البيانات وعمل الإحصاءات اللازمة لها واهتم بمتابعة الخط العام للبرامج والقنوات موضع الرصد دون التركيز علي حالات منفردة
إن كان الوصول لأقصي مراحل الحياد هو أمر يراه المحللين والدراسيين صعب المنال فأن الالتزام بالمعايير الموضوعية والمهنية هو الملاذ الأخير لنا كي نستطيع الاقتراب منه، وهو الأمر الذي صعب علي الإعلام المصري الخاص منه والعام ، حيث تحكمت به سياسات واتجاهات ومعايير أخري مغايرة للموضوعيةوالمهنية
وربما كانت الإجراءات التي اتخذتها وزارة الإعلام والهيئة العامة للاستثمار مؤخرا من غلق العديد من القنوات الفضائية وإنذار بعضها وكذا إلغاء العديد من الخدمات المتاحة للأعلام في عصر السماوات المفتوحة –سابقا-منها خدمات البث المباشر،أحد محفزات الحياد عن الحياد
وفيما يلي تحليل كمي وكيفي لعينة القنوات موضع الرصد وقد أعتمد التقرير علي رصد سعة قنوات مع التركيز علي البرامج الأساسية في تلك القنوات والأكثر مشاهدة
قناة دريم 2
1 : الطبعة الأولي
تم رصد أربعة حلقات في هذه الفترة لم يرد أخبار أو تغطية عن الانتخابات في حلقتي يوم الأربعاء 3نوفمبر وحلقة يوم السبت 6نوفمبر وفيما يلي تحليل للتغطية والأخبار الواردة في الحلقتين الأخريين
اتخذ البرنامج منحي مهاجما للحزب الوطني إلي حد كبير وابتعد عن معايير الموضوعية والحياد وقد تجلي ذلك في اختيار العديد من الأخباروالعناوين السلبية ضد الحزب الوطني وكذا استخدم وروج للعديد من الأخبار دون ذكر مصدر أو التحقق منها ،كذلك كان هناك طابع انتقائي في اختيار الأخبار السلبية فقط فيما يتعلق بالحزب الوطني
ولكن ذلك لا ينفي تعامله بحياد كاف مع باقي التيارات والأحزاب الأخرىالذين ذكرت أخبارهم في تغطية البرنامج بشكل حيادي وموضوعي إلي حد كبير
2 : العاشرة مساءاَ
من حيث حجم التغطية الإخبارية
تناول العديد من الأخباروالتي تحلت بسمة حيادية وتوزيع جيد للوقت بين الانتماءات والتيارات المختلفة إلا انه كان هناك بعض التحيز تجاهالحزب الوطنيإلي حد ما
حيث كانت هناك تغطية تعد شكل دعائي غير مباشر لأحد مرشحي الحزب الوطني في الانتخابات وهو كمال الشاذلي حيث تم عمل تقرير مصور حول عودته وتضمن الاستقبال الحافل الذي نظمه له أهل دائرته بعد عودته من رحلة العلاج
كذلك تغطية أخبار كوفاة والد النائب احمد عز وتم عرض تقرير مصور من العزاء الذي حضره كوادر الحزب الوطني وهو ما يعد دعاية غير مباشرة أيضا للحزب
كذلك تم عمل تقرير مصور حول أبرز مرشحي الحزب الوطني
وهنا نلاحظ انه علي الرغم من المواقف السلبية التي يبديها ضيوف البرنامج تجاه الحزب الوطني إلا أن انتقائية الأخبار في البرنامج تميل بشكل كبير إلي الحزب الوطني ، كذا فأن مقدمة البرنامج تأخذ اتجاه متحيز بشكل واضح لصالح لحزب الوفد
3: الحقيقة
من حيث حجم التغطية الإخبارية
كانت الحلقة غير محايدة ولم يستطع المحاور التحلي بروح الموضوعية المنشودة حيث أتخذ موقف عدائي تجاه الحزب الوطني وحاول نشر مجموعة من الأخبار التي لا يوجد أسس أو وثائق تدعمها كما أنه وجه بعض الأسئلة ذات طابع أتهامي وتحريضي لضيوف البرنامج وخرجت به عن إطار الحياد
قناة أون تي في
4 : مانشيت
من حيث حجم التغطية الإخبارية
تم رصد ثلاث حلقات وقدأتسمت الحلقات والمذيع بشكل حيادي إلي حد كبير حيث عمل علي نقل الأخبار والعناوين الرئيسية دون أطلاق أحكام أو عمل تعليقات متحيزة علي الأخبار واهتم برصد مجموعة من الأخبار حول تطور ومراحل العملية الانتخابية وإجراءاتها والتيارات والأحزابالمختلفة
5: بلدنا بالمصري
تم رصد ثلاث حلقات ووردت بهم جميعا تغطيات أو أخبار عن الانتخابات والعملية الانتخابية وقد لوحظ من الرصد تحيز البرنامج ضد كلا من الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين فعلي الرغم من إتاحة وقت وتغطية لممثليهم إلا ان المقدمة كانت تتحامل بشكل كبير وتأخذ موقفا سلبيا مهاجما لكل من الحزب الوطني وجماعة الأخوان المسلمين
قناة الحياة 2
6: الحياة اليوم
من حيث حجم التغطية الإخبارية
من اللافت للنظر أن البرنامج في العديد من التغطية الإخبارية قد اتخذ موقف متحيزا في تغطيته تجاه الحزب الوطني واستغل بعض الفقراتفي عمل دعاية غير مباشرة لبعض مرشحي الحزب الوطني من ذوي المناصب ومن اللافت للنظر أيضا أن حملة الإعلانات المتعلقة بدعاية حزب الوفد لم تتخلل أو تعرض علي القناة حتى الآن وهو ما يثير الجدل والانتباه في نفس الوقت
كذلك فأن مجمل الضيوف والتغطية في البرنامج تقدمصورة ايجابية إلي حد ما تجاه الحزب الوطني
قناة المحور
7 - 48ساعة
من حيث حجم التغطية الإخبارية
من حيث وقت التغطية؛ أتيح وقت أكبر لممثلي الحزب الوطنيوبينما أكتفي بعمل مداخلات تليفونية لممثلي التيارات والأحزاب الأخرىلوقت قصير نسبيا في حين تم استضافة احد ممثلي الحزب وأتاحة فرصه جيدة له مقارنة بغيره
ذلك علي الرغم من أنمقدم البرنامج قد أتخذ موقفا متحيزا إلي حد كبير تجاه الحزب الوطني بل وصل الأمر في بعض الأحيان
8_ 90 دقيقة
من حيث حجم التغطية حاول البرنامج توفير وقت متساو بين التيارات المختلفة ولكن طغت التغطية الخاصة بالحزب الوطني علي الحلقات كذا فأن مقدم البرنامج خرج عن الحياد المطلوب ووصل الأمر في بعض الأحيان إلي انه تحول لمدافع عن الحزب الوطني
9 : القناة الثانية الأرضية
مصر انهارده
بشكل عام أتخذ البرنامج منحا منحاز للحزب الوطني بشكل كبير وظهر ذلك في العديد من الأخبار والحوارات التي أجراها وبثها البرنامج ،كذا فانه استخدم أيضا نوع
من الدعاية الغير مباشرة لأحد مرشحي الحزب الوطني من ذوي المناصب في أحدي تغطيتهالإخبارية
جدير بالذكر اختلاف طريقة التناول وأسلوب البرنامج ما بين الحلقات التي يديرها تامر أمين عن الحلقات التي يديرها محمود سعد حيث عادة ما يتخذ الأخير موقفا مهاجما للحزب الوطني وسياساته او يلتزم الحياد
قناة النيل للأخبار
من حيث حجم التغطية الإخبارية
علي الرغم من الواجهة المحايدة للقناة والتي اعتمدتفيها علي تغطية أهم الأخبار دون عمل تحليلات او تعليقات عليها والاهتمام بتغطية كافة أخباراللجنة العليا للانتخابات إلا انه يوجد انتقائية عاليه في اختيار الأخبارحيث لم يتم المساواة بين كافة التيارات والأحزابفي التغطية الإخباريةففي حين تم التركيز علي كافة أخبارالحزب الوطني وتناولها بشكل جيد وغياب واضح لأخبار التيارات والأحزاب الأخرى
كذلك ففي حين قدمت القناة تغطية جيدة لإعلان ترشيحات الحزب الوطني في الانتخابات لم يرد ذكر أي ترشيحات لتيارات أخري علي الرغم من انهم جميعا أعلنوا ترشيحاتهم في نفس اليوم
الملامح العامة للتغطية الإعلامية في فترة فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب
فيما يتعلق بقرار المحكمة الإدارية العليا –بتخصيص مساحة من الوقت في القنوات المصرية لإذاعة الحملات الانتخابية لجميع الأحزاب الذين يشاركون في
الانتخابات ، فان ذلك لم ينعكس بعد علي التغطية الإعلامية في القنوات الخاصة أو الحكومية منها
علي الرغم من اختلاف وتنوع التغطية الإخبارية واستضافة ممثلي الحزب الوطني من السلبية الشديدة للإيجابية إلا أن الحزب الوطني هو الذي حصل علي أعلي نسبة تغطية إخبارية في كافة البرامج الحوارية والتغطية الإخبارية
اللجنة العليا للانتخابات كانت هي لب المرحلة وظهرت كأحد خصوم المرشحين وتم الاستهتار و التهكم عليها في أكثر من معرض وذلك لفظا وعبر صور كاريكاتيرية وتغطيات إخبارية
العديد من القنوات الخاصة وفرت تغطية إعلامية للعديد من التيارات والأحزاب السياسية حيث لم تقتصر علي ممثلي الأحزاب أو التيارات الكبرى أو حتى الاقتصار علي تغطية المتعلقة بالحزب الوطني او ممثليه وذلك بنسبة كبيرة فقد ظهرت أسماء بعض الأحزاب كحزب الجيل الديمقراطي وتم عمل تغطية جيدة له كذا تم إلقاء الضوء علي المستقلين وإعطائهم فرصة جيدة للتعبير عن برامجهم وأفكارهم وانسحب ذلك بالتأكيد علي ممثلي الجماعة المحظورة
اتخذت بعض البرامج بالأخص موقف متحاملا ضد الحزب الوطني
من النادر ان نجد برنامج حواري حرص علي عرض وجهات النظر المختلفة في حلقاته بل اعتمد علي وجهة نظر وحيدة لكل تيار في حلقات منفصلة كذا قد غاب العديد من المسئولين عن تغطيتهم ومداخلاتهم علي الرغم من محورية دورهم في هذه المرحلة كالمستشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات
اتخذت بعض البرامج مواقف تحايلية وسلكت طرق غير مباشرة لتوفير تغطية إعلامية ودعاية غير مباشرة للعديد من مرشحي الحزب الوطني ذوي المناصب وبعض الأحزاب الاخري
وجود تضارب واضح في الأخبار التي يتم تناولها في البرامج حيث نجد أخبار تؤكد علي سهولة ويسر العملية الانتخابية والسماح بتقديم الأوراق بمنتهي السهولة والتعاون من مديري مديريات الأمن
في حين أن تغطيات أخري في نفس اليوم تسجل حالات منع متعددة للراغبين في الترشيح للانتخابات في دوائر متعددة ومواجهات أمنية بينهم وبين الراغبين في الترشيح
عدم الالتزام بقرارات وزير الإعلام فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية للمرشحين في حدود مناصبهم ، حيث أخلت العديد من القنوات الخاصة والحكومية بهذا القرار وظهرت نوعيات من التغطية الإخبارية من خلال تقارير مصورة أو أخبار البرنامج التي تميل إلي الشكل الدعائي لهؤلاء المسئولين
غياب واضح للدور الرقابي للإعلام
التوصيات
تخصيص أوقات متساوية لكافة التيارات والأحزاب لعرض برامجها وأفكارها وذلك طبقا لحكم المحكمة الإدارية العليا الذي يقتضي ذلك
أنه وعلي الرغم من أن قرار وزير الإعلام الخاص بقصر ظهور المرشحين للانتخابات من ذوي المناصب علي حدود مناصبهم فقط ينطبق بالأساس علي القنوات الحكومية إلا ان المهنية والموضوعية تفرض علي كافة القنوات الحكومية والخاصة الألتزام به حرصا علي الحيادية والمصداقية لدي المشاهدين
ضرورة الإلتزام بالمعايير المهنية الحيادية في التغطية الإخبارية المختلفة وكذا في البرامج الحوارية المختلفة
البعد عن التحيز سواء الإيجابي او السلبي في التناول الإعلامي لأيا من التيارات أو الأحزاب السياسية المشاركة والمقاطعة للعملية الأنتخابية
ضرورة تفعيل الدور الرقابي للإعلام في كشف الانتهاكات والتجاوزات المختلفة سواء من قبل المرشحين أو المسئولين في إدارة العملية الانتخابية بكافة مراحلها
الحرص علي نفي فكرة الحياد الانتقائي حيث ظهرت العديد من التغطيات التي تتناول الأحداث والأخبار بحيادية ولكن مع وجود انتقائية عالية لتغطية أخبار اتجاه او تيار بعينه دون غيره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق