يقدّم التيّار الإسلامي الديمقراطي في القطر السوري أجمل التهاني والتباريك إلى شعوب الأمّة الإسلامية وحكّامها , بقدوم هذا العيد العالمي الإنساني حيث تجتمع الملايين في صعيد عرفة الطاهر من شتّى أصقاع العالم , لا فرق بين غنيٍّ وفقير، كبير وصغير،أسود وأبيض،حاكم ومحكوم , فهل نستخلص العبر والمعاني العظيمة من هذا العيد المبارك المجيد ؟!.
هذا العيد هو عيد أبينا إبراهيم – أبو الأنبياء – وعيد جدّنا إسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو عيد رسولنا محمّد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم .
لقد وقف محمّد –صلّى الله عليه وآله وسلّم – في عرفة عند الصخرات من جبل الرحمة قبل ألف وأربعمائة عام ونيّف يخاطب مائة ألف من صحابته الّذين اجتمعوا معه في ذلك الموقف العظيم , لكنّه في نفس الوقت كان يخاطب المليارات من المسلمين الّذين سيأتون من بعده ويبعث لهم رسالة يكون فيها صلاحهم ومجدهم وعزّهم في الدنيا والآخرة قائلاً :
" إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربّكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا , ومن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها , إنّ كل ربا موضوع وإنّ ربا عميَّ العباس موضوع , ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون ...استوصوا بالنساء خيرا ؛ لكم على نسائكم حقّاً ولهنّ عليكم حقّا ...اعقلوا أيّها الناس قولي , فإنّي قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلّوا بعدي أبدا ؛ كتاب الله وسنّة نبيّه ,
"أيّها الناس : كل مسلم أخ للمسلم وإنّ المسلمين إخوة فلا يحلّ لامرئ من أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب نفس منه , فلا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ..."
اللهم هل بلّغت ؟...اللهم فاشهد."
لقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم دماء المسلمين وأول من أسقط دم ابن عمّه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، فلقد قتلته هذيل في الجاهلية ؛
إننا في التيار الإسلامي الديمقراطي في الداخل السوري بمناسبة عيد الأضحى المبارك وعلى هدى من خطبة رسولنا في حجّة الوداع بإسقاط الدم وكافة الجنايات بين المسلمين فإننا نتقدّم من عند أنفسنا بعرض وساطة ومصالحة بين النظام السوري وجماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين عموما بدون شروط مسبقة وذلك لمحو جميع الآثار السلبية العالقة والناجمة عن أحداث عام 1980 وما بعدها،ونتعهد أن نكون وسطاء موضوعيين حياديين على أن يقبل بنا كلا الفريقين.
وإننا بداية نتمنى على المسئولين في النظام الإفراج عن الأستاذ المحامي هيثم المالح كي يساهم معنا في هذا الجهد المبارك إضافة إلى كوكبة من علماء المسلمين في الداخل يمكن أن تشكّل لجنة تقوم بهذه المهمة الشريفة والّتي يمكن أن تنقل البلاد والشعب السوري إلى مرحلة المصالحة الوطنية والأهلية والممانعة الحقيقية والمواجهة الصلبة لجميع أعداء العرب والمسلمين الّذين يتربصون بنا الدوائر .
إننا إذ نطرح هذه الرسالة فإننا نضعها أمانة في أعناق القادة والمسئولين من كلا الطرفين المتخاصمين ,وهي خطوة عفوية من التيار الإسلامي- شعوراً منّا بالمسئولية- نوجهها بداية إلى سيادة الرئيس بشّار الأسد دعماً منه لهذه الوساطة المرجوة ولقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سيّدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما إذ قال عنه – قبيل وفاته – أنّه يُصلح بين فريقين من أمّة المسلمين .
وإننا وبانتظار جواب كلا الفريقين , نأمل من المسئولين وكضرورة ملحّة وبمناسبة عيد الأضحى المبارك الإفراج عن الآنستين اليافعتين طل الملوحي وعصام آية فقد مضى على اعتقالهم ما يزيد عن عام بدون أي تحقيق قضائي وتهمة رسمية , كما نأمل الإفراج عن كافة سجناء الرأي .
إن نريد إلاّ الإصلاح ما استطعنا وما توفيقنا إلاّ بالله عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم وكل عام والأمّة بخير والشعب والوطن بألف خير
التيّار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق