الجمعة، مارس 14، 2014

العقيد فليب اقوير المتحدث العسكرى لجنوب السودان لـ " المسائية " جنوب السودان تقر بأحقية مصر فى مياه النيل ونوافق على سد النهضة شريطة ألا يضر بحصة مصر

نستطيع القيام بوساطة بين مصر وأثيوبيا لحل أزمة سد النهضة
أتينا إلى القاهرة لكى نوجه لمصر الشكر لوقوفها بجانبنا
أردنا توصيل حقيقة ما يحدث فى جنوب السودان عبر الإعلام المصرى والذى يعد المنبر الدولى للعالم
نحن كجيش جنوب السودان لدينا القدرة على حماية الدولة الحديثة ولن نكون الكونغو الثانية
لابد من الاستفادة من خبرات مصر العسكرية ونحتاج لتبادل زيارات على مستوى وزراء دفاع البلدين
مصر حليف لنا ونريد دعم العلاقات الثنائية فمصر فأشكال التعاون مفتوحة على مصراعيها
الجيش لم يرتكب جرائم على أساس رسمى , والجرائم ارتكبتها مجموعة رياك مشار وشكلنا لها لجان تحقيق






أكد العقيد فليب اقوير المتحدث العسكرى للقوات المسلحة لدولة جنوب السودان أن قوات الجيش النظامية تسيطر على معظم ولايات جنوب السودان ومحاصرته للمتمردين فى ثلاث ولايات فقط مشيرا فى حواره الخاص ل " المسائية " أن الانقلابيين بقيادة رياك مشار نائب رئيس الجمهورية السابق يتمركزون فى ولايات أعالى النيل الغنية بالنفط من أجل تحويل الصراع العالمى لمسار البترول , مقرا بأحقية مصر بأحقية مصر فى مياه النيل موافقاً على إقامة أثيوبيا لسد النهضة شريطة ألا تضر بحصة مصر مقترحا القيام بوساطة لحل أزمة سد النهضة متى تطلب مصر ذلك , نافيا ارتكاب الجيش جرائم ضد حقوق الانسان بحق المدنيين متهما المتمردين بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الجنوبى مطالبا إقامة علاقات عسكرية ودفاعية واستثمارية مع مصر والاستفادة من الخبرات المصرية ودعم العلاقات الثنائية
* ما هدف زيارتك للقاهرة وكيف تصف الوضع العسكرى القائم الأن بجنوب السودان ؟
** الهدف الرئيسى هو توضيح الموقفين العسكرى والسياسى مما حدث من محاولة انقلاب عسكرى فاشل فى جنوب السودان فى منتصف ديسمبر الماضى للاستيلاء على السلطة فى جوبا و وأوضح أن قوات الجيش الحكومية هزمت القوات الانقلابية للمتمردين فى مدينة جوبا وتحول الانقلاب الى حرب عصابات انتشرت فى ثلاث وﻻيات وخاصةً وﻻية الوحدة الغنية بالنفط   وولاية أعالى النيل وولاية جونقلى وبعد ذلك قامت قوات الجيش باحتواء الموقف وسيطرت القوات السودانية على وﻻية الوحدة وتم تحرير منطقة بانتيو من التمرد وتم إعادة اﻻمن واﻻستقرار لمدينة بور عاصمة ولاية جونقلى , لكن الوضع الراهن فى مدينة مالاكال مازال فيه النزاع بين الطرفين قوات الجيش الشعبى سيطرت على كل مناطق البترول فى أعالى النيل حتى جزء من مدينة مالكال واجزاء شرقية من جنوب السودان خاصة المناطق المتاخمة مع الحدود مع أثيوبيا .
* ما موقف جنوب السودان اﻻن من اﻻوضاع فى مصر فيما يخص اﻻمن القومى المصرى وهل سيكون هناك تعاون بين البلدين لتحقيق اﻻمن القومى المشترك ؟
** بالتأكيد جنوب السودان جزء استراتيجي من منطقة حوض النيل وعلى هذا اﻻساس موقف الجيش الشعبى لتحرير السودان يهمه استقرار منطقة البحيرات العظمة ومنطقة حوض النيل وعلى رأسها مصر وجنوب السودان فالأمن القومى شئ مشترك ﻻ يمكن ﻻى دولة ان تحل مسائل أمنية وحدها فلابد من التعاون الأمنى ﻻن اﻻمن هو المفتاح الرئيسي ﻻهداف استراتيجية و تنموية فى اﻻقليم و المنطقة . فدولتى جنوب السودان ومصر لهما مصالح متشابكة ومشتركة ونحن فى جنوب السودان نحتاج الى تطوير الجيش الى مستوى حديث ونتوقع أن تلعب مصر دورا هاماً فى تطوير قدرات الجيش فى جنوب السودان من حيث التدريب و توفير الاليات الفنية
* لقد أرسلت مصر عدد من المساعدات من اجل دعم المتضررين فى جنوب السودان ودعم النظام في مواجهة المتمردين فكيف تصف لنا الوضع الإنساني الآن ؟
** نحن أتينا إلى مصر لكى نوجه لها الشكر شعبا وحكومة و رئاسة لما قدمته من إغاثة ونثمن أوجه التعاون المصرى مع جنوب السودان فمصر دولة عظيمة لها دور كبير جدا ليس فى العالم العربى فحسب بل فى العالم اجمع , كما أردنا توصيل حقيقة ما يحدث فى جنوب السودان عبر الإعلام المصرى حتى يعكس الحقيقة فى جنوب السودان فى ظل تشويه الاعلام المغرض للأحداث بعدما أراد بعض الانقلابيين الاستيلاء على الحكم بالقوة لأنهم ليسوا ديمقراطيين و لم ينتظروا وقت الانتخابات ليتم اختيارهم بديمقراطية    
* لماذا تحول الانقلاب الفاشل إلى نعرة قبلية بين قبيلتى النوير والدينكا وهل سيتم إعادة صياغة الجيش بعد ما حدث من ثغرات ؟  
** لقد حاول قائد الانقلاب الفاشل رياك مشار استغلال شعبية قبيلتة النوير فى الانقلاب لكنه فشل فمازال 75 % من قوات الجيش الحكومية للرئيس سلفاكير من قبيلة النوير و وزاء الخارجية والتربية و الموصلات من النوير وأيضا رئيس البرلمان من النوير فموقف رياك مشار فردى لا يمثل إلا نسبة قليلة من النوير ولا يعبر موقف القبيلة ومع ذلك سيكون هناك إعادة صياغة للجيش بما يتواكب مع الأمن القومى لجنوب السودان وحفظ الأمن والتراب الوطنى وتحقيق الاستقرار .
*بعد ما حدث من انقلاب رياك مشار وتقسيمه للجيش ، هل تشعر انه لابد أن يكون جيش جنوب السودان قائم على الفنية والمهنية ، وليس قائم على القبلية ؟
** الأزمة الحالية فى جنوب السودان أزمة سياسية وليست صراع قبائلى فى الاساس . لكن رياك مشار استخدم القبلية فيها من أجل الوصول للسلطة ، لكن جيش جنوب السودان جيش قومى وطنى ، ناضل من أكثر من عشرين سنة كقوة متحدة من اجل الحرية والعدالة، فى الوقت الحاضر القيادة العامة للجيش الشعبى فى جوبا متماسكة ولم ينقسم على أساس قبلى ولكن بالرغم من وجود بعض الأفراد من الجيش الشعبى انزلقوا وتم تجنيدهم من قبل رياك مشار على اساس قبلى وانضموا الى حركته الانقلابية ، لكن الجيش ما زال جيش قومى وطنى متحد ، فرئيس أركان الجيش الشعبى لجنوب السودان الفريق جيمازوزس ماى ... لم ينشق وهو من قبيلة النوير وهو موجود فى جوبا فى الجيش الشعبى لجنوب السودان وكثير من كبار ضباط الجيش الشعبى ينتمون لنفس القبيلة التى ينتمى اليها رياك مشار . لكن رياك مشار جند عدد كبير من أبناء النوير
* وكيف تمت المحاولة الانقلابية عسكرياً ؟
** رياك مشار أشعل الصراع بتأثيره على جزء من قوات الحرس الجمهورى خاصة الذين بدءوا إطلاق النيران على زملاءهم يوم الخامس عشر من ديسمبر الماضى حيث تمردت كتيبتين بأوامر منه بغرض الاستيلاء على قوات الحرس الجمهورى والاستيلاء على القيادة العامة للجيش والتوجه الى رئاسة الجمهورية . كانت هذه البداية و بعد ان فشلت فى جوبا تحولت الى أطراف أعالى النيل كمحاولة للخروج من الهزيمة وللبحث عن دعم اجنبى بعيد عن العاصمة جوبا .
* وهل هناك أطراف خارجية تدعم الانقلاب ؟
** هناك أطراف أجنبية تدعم الانقلاب الفاشل فقد شاهدنا إنزال جوى للسلاح فى المناطق الموجود فيها الانقلابيين لكن ليس لدينا الآن وثائق تثبت تورط اى دولة معينة فى الصراع فى جنوب السودان لكن بالتاكيد رياك مشار لديه ذخائر جاءت من طرف خارجى ونحن نحاول ان نتعرف على ذلك المصدر , وعندما تثبت لدينا الأدلة سنعلنا للجمهور والرأى العام عن من يقف وراء انقلاب رياك مشار      
* اليس لديكم رادارات وأليات تصوير تكشف مسار الدعم الجوى للانقلابيين ؟
** ليس لدينا بجنوب السودان وسائل تكنولوجية للسيطرة على الفضاء الجوى للدولة فضلا أنه يمكن الإنزال الجوى فى أى دولة مجاورة لنا ثم تدخل الأسلحة عن الطريق البرى و من الممكن لاى جهة أجنبية أن تدخل قوات عسكرية بالطائرات
* وكيف تصف لنا كفاءة الجيش فى جنوب السودان ؟
** الجيش له قدرة وكفاءة على السيطرة على دولة جنوب السودان والدفاع عن المناطق الحدودية , لكن ليس لدينا وسائل تكنولوجية كالرادار لضبط الذين يخالفون الفضاء الجوى لجنوب السودان ولهذا يمكن لاى دولة ان تدخل قوات عسكرية وإنزالها فى مناطق نائية خاصة المناطق الحدودية .
* وما موقف النظام من طرح مفاوضات أديس أبابا للطرفيين بتشكيل حكومة انتقالية لا يكون فيها الرئيس سلفاكير ؟
** فى الحقيقة هذا الطرح غير عقلاني لان الرئيس سلفاكير منتخب من الشعب ولا يمكن أن توافق الحكومة على أبعاد الرئيس المنتخب وهو مستعد ان يخوض الانتخابات فى السنة القادمة 2015 وإذا اختار شعب جنوب السودان شخص غير سلفاكير فهو سيتنازل عن الحكم . لكن القول ان يكون هناك حكومة انتقالية بدون سلفاكير هم بيحلموا ولا يمكن ان يتحقق ذلك لان شعب جنوب السودان هو الذى انتخب سلفاكير ومازال له شعبية كبيرة , فموقف الحكومة موقف رافض بشدة لان هذا الطرح غير عقلانى ونحن لا نقبل ان يكون هناك حكومة بدون سلفاكير و المفروض ان يقول لنا المتمردون هل يمكن لسلفاكير ان يعفيهم مرة أخرى لكى يدخلوا فى الحكومة مرة أخرى وليس إبعاده
*وما رؤيتكم إذا لحل الصراع فى ضوء المفاوضات ؟
** حكومة سلفاكير قبلت كل ما قدمته مبادرة الإيجاد للتفاوض مع المتمردين لكن المتمردين وضعوا شروط غير لائقة ونحن وضعنا خارطة الطريق والتى تتضمن وقف الاعتداءات حتى يتسنى للمنظمات الإنسانية لدخول المناطق المنكوبة وإغاثة المحتاجين و أيضا إعادة تنظيم المؤسسات الحكومية و حزب الحركة الشعبية والإعداد للانتخابات الرئاسية العام القادم , لكن المتمردين قالوا أن سلفا كير ليس ديموقراطى بالرغم من خطوات الاصلاح والاعداد للانتخابات
* كان هناك مطالب بالإفراج عن المعتقلين فهل قبلتم بها لاستئناف المفاوضات ؟
** تم الإفراج عن مجموعة من المعتقلين لكن لم يتم إطلاق سراح الأربعة الباقين لانهم مشتبهين فى عملية الانقلاب الفاشل وسيحاكمون وفقا لقانون جنوب السودان وذلك طبقاً لميثاق الإيجاد الذى وقع فى 31 ديسمبر الماضى وافق على اطلاق سراح المعتقلين السياسيين وفقا لقانون جمهورية جنوب السودان وهذا بالضبط ما حدث من خضوع المعتقلين للاجراءات القانونية وعند ثبوت برائتهم فى المحكمة سيتم اطلاق سراحهم .
* كيف ترى موقف المجتمع الدولى إزاء أزمتكم ؟
** هناك قصور فى المجتمع الدولى للقضية حتى من جانب الإغاثة و عندما حدث الانقلاب الفاشل خرج المجتمع الدولى يشجب ويندد الجانبين فكيف يقول الجانبين والمتمردين هم من قاموا بالانقلاب للاستيلاء على السلطة المنتخبة بالقوة , فلا يمكن المساومة أو المساوة بين الخارجين عن القانون و رياك مشار وبين النظام والرئيس سلفاكير المنتخب
* ولكن المنظمات الحقوقية الدولية أدانت بعض الانتهاكات من قبل النظام ضد حقوق الانسان ؟
** هذا ليس انصاف لأن الجيش النظامى يعمل وفق القانون والدولة بينما الانقلاب ارتكب الأخطاء والجرائم خارج القانون من الأساس فلا يمكن المساوة بين المتمردين والحكومة
* ولكن منظمة هيومن رايتس ووتش وجهت اتهامات لجيش جنوب السودان وقوات المتمردين بارتكاب جرائم حرب ما تعليقك؟
** جيش جنوب السودان لم يرتكب جرائم على أساس رسمى , نحن نعرف ان هناك مجرمين استغلوا الفرصة فى جوبا لقتل الأبرياء , فى الوقت الحاضر هناك لجان للتحقيق فى اى جرائم حرب فى جوبا ، القائد العام ورئيس أركان الجيش الشعبى بجنوب السودان كونوا لجنة للتحقيق ومحكمة عسكرية للتحقق من الذين ارتكبوا جرائم ، وباقية المناطق التى ارتكبت فيها جرائم هى مدينة بور وناصر واكوبو وملكال وبنتيو ، وهى جرائم ارتكبتها مجموعة رياك مشار ، وليست القوات الحكومية..
* كيف تقيم موقف نظام الخرطوم بشأن التعاطى مع أزمتكم ؟
** نحن نعرف جيدا ان مجموعة رياك مشار استلمت ذخائر وصلت من مصدر خارجى لكن ليس لدينا أدلة ثابتة عن تورط الخرطوم ونحن لدينا اتفاقيات تعاون حدودى وتعاون عسكرى بين الدولتين وخاصة فى رسم الحدود ومازال بيننا مناطق متنازع عليها كمنطقة ابيي والجانب الرسمى للخرطوم أيد جهود الحكومة والنظام والرئيس سلفاكير وإذا ثبت فى المستقبل ان جهة أجنبية معينة تدعم التمرد سنقوم بنشر تلك الوثائق ايا كانت الدولة
* كيف تقرأ طبيعة الصراع فى جنوب السودان والقارة الإفريقية ؟
** معظم الصراعات فى الدول الأفريقية مرتبطة بالموارد الطبيعية وبالصراع على السلطة , و رياك مشار أعلن عن رغبته فى تحويل مسار النفط فى جنوب السودان و منع حكومة جنوب السودان من استخدام مصادر النفط و قد يكون متفق مع آي جهة أجنبية خاصةً أننا نرى فى الكونغو تورط الدول فى الحصول على المعادن الموجودة فى كونغو و هو ما دفع دول عديدة للتورط فى جمهورية الكونغو الديموقراطية و نحن سنرفض ان نكون الكونغو الثانية فى الإقليم ., ونحن كجيش جنوب السودان لدينا القدرة على حماية الدولة الحديثة وعلى منع اى جهة أجنبية من اللعب بالمصادر الداخلية والاقتصادية لجنوب السودان وذلك بالتعامل مع محددات أمنية داخلية لمنع ذلك .
* هل من موقف واضح لجنوب السودان تجاه أزمة سد النهضة وحقوق مصر المائية ؟
** جنوب السودان ليس لديها خبرة نقدمها لمصر او السودان فى موضوع سد النهضة وليس لدينا دراسة فى هذا المجال لكن طبعا جنوب السودان بتقبل بأحقية مصر فى مياه النيل لأنه حق طبيعى والدول فى حوض النيل لديهم الحق فى إقامة مشاريع تنموية شرط ألا تضر بحصة مصر فى مياه النيل وهذا موقفنا فى جنوب السودان و لو جازت دراسة ان النهضة يضر بمياه مصر نحن نفهم هذا من خلال الدراسة فجنوب السودان صديق لمصر وصديق لإثيوبيا وإذا تم دعوة جنوب السودان للوساطة بين مصر وإثيوبيا ستتوسط جنوب السودان لكن التوسط يجب ان يكون على فهم ودراسة وأرضية .
* كيف ترى شكل التعاون القادم بين مصر وجنوب السودان فى مجالات الأمن والاستثمارات المختلفة ؟
** من الناحية الأمنية لابد ان يهتم جنوب السودان بأمن الإقليم وبأمن حوض وادى النيل والقرن الافريقى ., مصر دولة قوية ولها تاريخ ودور استراتيجي فى دعم المجال الامنى ونحن نحتاج لتطوير قدرات الجيش فى جنوب السودان ونريد الاستفادة من خبرات مصر العسكرية و تبادل المنافع بين الدولتين اقتصادياً وأمنياً واعتقد أن من مصلحة مصر ان تكون دولة جنوب السودان دولة مستقرة و فيها وئام وسلام فعليها الاهتمام بالدول المجاورة ونامل ان يستمر التعاون الامنى فى المستقبل بصورة أوسع من ناحية تطوير الجيش فنحن نحتاج الى خبرات فنية موجودة فى مصر ونحتاج لتبادل زيارات على مستوى وزراء الدفاع بين البلدين , فدولة جنوب السودان دولة وليدة تفتقد الى قدرات عديدة ولابد أن مصر تقدم دعم لجنوب السودان لكى يكون لديه قدرة على التنمية والموارد البشرية خاصة فى المجال الأمنى والمجالات الاقتصادية والاستثمارية فمصر حليف لنا ويمكن ان تساعد جنوب السودان فى مجال الزراعة وأشكال التعاون مفتوحة على مصراعيها بين مصر وجنوب السودان
* هل يكون بين البلدين أوجه تعاون فى القدرات الدفاعية؟ .
** من الممكن أن يوجد أوجه للتعاون فى تطوير القدرات الدفاعية والأمنية فى جيش جنوب السودان وتطوير هذه القدرات يبدأ من نهاية التدريب ، ونحن لدينا أفراد تدربوا فى مصر وهذا التعاون امتداد لتعاون تاريخى بين جنوب السودان و جمهورية مصر العربية ، حتى قبل استقلال دولة جنوب السودان كانت مصر لها تاريخ فى الدعم الفنى، فلدينا فى جنوب السودان عدد من الأطباء والمهندسين تلقوا تعليمهم فى مصر،وذلك التعاون مازال مستمر وجزء من ضباطنا من الجيش الشعبى فى جنوب السودان موجود فى مصر .
* يعرف عن رياك مشار أنه قام بتمرد عام 91 وذهب إلى الخرطوم فكيف عاد وأصبح نائب للرئيس سلفاكير و على رأس الجيش ؟
** رياك مشار كان أحد قيادات الحركة الشعبية وانشطر عام 91 وانضم الى الخرطوم ولكن بعد زمن رجع واستقبله الجيش الشعبى، والرئيس السابق للحركة الشعبية جون جارنج كان يهدف إلى وحدة صفوف أبناء جنوب السودان و تم تصعيده دون أن يحتسب أن له نوايا بالغدر بالطرف الأخر .
* هل ترى ان الصراع سوف يستمر فى ظل عدم قبول رياك مشار للتفاوض وسيطرته على ولايات البترول ؟
** الصراع سيتم حلة فى وقت قريب ، لان جنوب السودان بها اكثر من64 قبيلة ، و رياك مشار استخدم قبيلة واحدة من اجل زعزعت الأمن والاستقرار فى جنوب السودان و سوف يفشل فهو يريد السيطرة مناطق البترول فهدفه هو البترول من اجل تحويل المصالح العالمية ولكن قوات الجيش الشعبى فى جنوب السودان لها القدرة على حماية مناطق البترول فهو يركز على الولايات التى يتم فيها استخراج البترول وهى ولاية الوحدة و عاصمتها بانجى فهى المنطقة الرئيسية فى إنتاج البترول فى جنوب السودان فى الوقت الحاضر و ولاية أعالى النيل التى يتواجد بها ابار بترول تسمى ابارالتى . لكن القوات الحكومية تسيطر على مدينة بيرتيوتا .
* تعتقد من يمد رياك مشار بالسلاح؟
** لم نتأكد حتى الآن ممن يمد رياك مشار بالسلاح من الجهات الخارجية هو يقول أن جيش الرب معه و جيش الرب موجود فى شريط حدودى بين افريقيا الوسطى وجنوب السودان ،وهى مجموعات حرب موجودة فى الأساس فى أفريقيا الوسطى بقيادة إسماعيل كوين خاصة أنها دولة فاشلة ومفككه ، فضلا عن اختباء جزأ من جيش الرب فى أحراش الكونغو ، ودولة جنوب السودان تعلم من جيش الرب وأنه لم يتعدى شريط حدودى بين غرب الاستوائية وأفريقيا الوسطى.
* ما نوع السلاح الذى يستخدمه الانقلابيين والذى يستخدمه الجيش ؟
** مجموعة رياك مشار تستخدم كلانشكوف روسى والسلاح الذى يستخدمه الجيش الشعبى هو سلاح امريكى .ولا يوجد اى سلاح امريكى فى الجنوب بل سلاح روسى. و الأسلحة التى يمتلكها رياك مشار مسروقة من الجيش فهناك أكثر من خمسة آلاف جندى انشقوا من الجيش الشعبى بأسلحتهم وسرقوا معهم مخازن أسلحة .
*هناك جثث كثيرة عثر عليها فهل توصلت الحكومة مع الأمم المتحدة لمن قتلها خاصةً أنكم تقولون أنا الأسلحة كانت مسروقة، فكيف للأمم المتحدة ان تعرف ان من قتل هؤلاء الناس هو رياك مشار والمتمردين وليست القوات الحكومية مع العلم أن نوع السلاح يستخدمه الطرفين؟
** أنت تتحدث عن التقرير الأخير للأمم المتحدة ، فى ناس قتلوا فى المستشفيات فى مدينة ملكال ،وارتكب تلك الجريمة رياك مشار، لان قوات رياك مشار حاليا موجودة هناك.
*ولكن كيف للقوات الجوية أنها لم تستطيع القضاء على هذا التمرد ؟
** ليس لدينا قوات جوية متطورة ، عندنا قوات السلاح الجوى في بداياته ومنشأه دون قدرات عالية و الطيران لدينا محدود القدرة وعمر الجيش فى الجنوب والدولة سنتين وهى فترة غير كافية للتطوير المطلوب .
* من المعروف علاقاتكم بإسرائيل ، فهل تدعمكم ؟
** أبدا لا يوجد اى وجود اسرائيلى فى جنوب السودان ، نعم لدينا اتصالات ، لكن لم تصل الى درجة العلاقات الرسمية. و كل ما يشاع فى الاعلام المصرى والعربى بان دولة الجنوب لديها علاقات قوية مع إسرائيل وأنها فتحت سفارة لها فى جنوب السودان غير صحيح * هل تم ضبط منطقة الحدود مع السودان خصوصا ان هناك اشتباكات وقتل منذ أشهر عديدة ؟
** اخر اشتباكات كانت مع السودان فى 2012وتم حل الخلافات باتفاقية أمنية بين جنوب السودان والسودان .
* لماذا لم تتقدموا للأمم المتحدة أو مجلس الأمن لمساعدتكم فى القضاء على هذه التمرد ؟
** أنا لن أجيب على هذا السؤال لاننى لست المتحدث الرسمى باسم الحكومة. ولكن الاتحاد الافريقى و المنظمات الدولية والغربية لا توافق بالانقلابات العسكرية .
* عدد قوات رياك مشار حوالى خمسة عشر ألف جندى وهو رقم صغير مقابل تعداد قوات الجيش الشعبى لجنوب السودان فكيف لا تستطيعون السيطرة عليهم؟
** يستطيع خمسة أشخاص عمل زعزعة للمكان كله لأنها ليست قوى نظامية مع قوى نظامية بل هى حرب عصابات ، فمن السهل لن يقوم شخص بتدمير المكان طالما يمتلك سلاح، فالتدمير ممكن أن تقوم به مجموعة صغيرة جدا.
*هل علاقات جيش جنوب السودان بدول حوض النيل قوية أم سطحية؟
** لا علاقات قوية. وخاصة مع أوغندا
* يتردد ان هناك علاقات بين جيش الجنوب ودولة أوغندا بأوامر أمريكية ما تعليقك؟
** اى دولة تقيم علاقة حسب مصلحتها ، إذا كانت أوغندا لها مصالح فى جنوب السودان، و الجنوب هو السوق الرئيسي لأوغندا ومعظم السلع التموينية تأتى الى جنوب السودان عن طريق أوغندا، فاوغندا لها منافع تجارية اقتصادية فى جنوب السودان وعلى هذا الأساس اوغندا لها مصلحة فى استقرار وامن جنوب السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق