السبت، يونيو 04، 2011

حماد : سياسة الرئيس مقبولة دوليا وجادون في التوجه للأمم المتحدة


حمّاد : إنهاء الاحتلال وكيفية مواجهة سياساته هي الأولوية الآن
- مطلوب التنبه لمحاولات إسرائيل إخلاء مسؤولياتها تجاه قطاع غزة




شدد المستشار السياسي للرئيس، نمر حمّاد اليوم السبت على أن السياسة التي اتبعها الرئيس محمود عباس استطاعت أن تكسب تأييد الرأي العام العالمي بشكل كامل، وأن الشعب الفلسطيني وقياديته سيواصلان العمل الجاد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967م، وعاصمتها القدس.

وقال المستشار حمّاد في تصريح له خلال زيارته للقاهرة: حتى في الولايات المتحدة الأميركية التي يتحدث البعض عن زيارة نتنياهو وخطبه وتصريحاته هناك، كان واضحا التناقض بين موقف الرئيس أوباما والإدارة الأميركية من جهة مع موقف نتنياهو من جهة أخرى.

وتابع: موقف أوباما الذي يقوم على أن الدولة الفلسطينية هي على حدود 1967م، مع إمكانية تبادل أراض هو منسجم مع الموقف الذي نقبل وتقبل به الأسرة الدولية في مقدمتها اللجنة الرباعية.

وأكد أن الكل يتحدث عن أن الدولة الفلسطينية يجب أن تسيطر على حدودها، باستثناء حكومة نتنياهو التي ترفض هذا الموقف تماما، مضيفا: أكثر حجة يستخدمها رئيس وزراء إسرائيل باستمرار هي موضوع الأمن، وأطروحات نتنياهو الأخرى أثارت استغراب واستهجان إسرائيليين كثيرين، وبخاصة عندما تحدث عن "يهودا والسامرة" وأنها أرض إسرائيلية، وأنهم يقيمون فيها.

وأوضح أن الإسرائيليين يتساءلون ردا على خطاب رئيس وزرائهم، إذا الضفة الغربية لا تنازل عنها، فماذا يبقى من كلام نتنياهو بخصوص القبول بالدولة الفلسطينية؟، وأين الفلسطينيون سيقيمون دولتهم؟.

وقال: منذ الآن وحتى شهر أيلول/سبتمبر المقبل، مصلحة الشعب الفلسطيني بكل تنظيماته وفئاته بأن نحسب جيدا كيف نستيطيع الحفاظ على التأييد الدولي لنا، وإبقاء إسرائيل وسياستها معزولة، وهذا يتطلب حكومة فلسطينية من شخصيات مقبولة، ولها سمعة ومصداقية، وفكرة أن يكون هناك فيتو على شخص ما على سبيل المثال د.سلام فياض، هذا أمر غير مقبول، لأنه عمل بشكل جيد، وهو لم يقم بانقلاب، ولم يقد مليشيا.

وأضاف: البعض يحاول أن ينتقد الدكتور فياض بهدف انتقاد سياسة السلطة الوطنية في النهاية، والرئيس هو صاحب شعار أمن واحد وسلاح شرعي واحد، وهذا أمر في ظل المصالحة يجب أن يحرص عليه الجميع، واعتقد أن أي شخص عاقل في قيادة حركة حماس يعرف جيدا أن المصلحة الفلسطينية تقتضي الآن تجنب أي أعمال تسميها إسرائيل عنف، كإطلاق الصواريخ، ومن الواضح أن حماس حريصة على هذا الأمر.

وتابع: هناك أمور عديدة بحاجة لأن تناقش في الواقع الفلسطيني دون أن يظهر بأن طرفا إنجر لبرنامج الآخر، وهناك قوى للأسف كانت سعيدة بحالة الخلاف، وعندما يخرج الدكتور أحمد يوسف القيادي في حماس على سبيل المثال ويقول كلاما عقلانيا مفاده، إن الحكومة يجب أن تكون مقبولة وأنه لا داعي لاستثناء أحد، نسمع من يريد أن يحاول دفع العصبية لدى حماس بالحديث عن أن حماس تراجعت عن برنامجها، ونسمع آخر يقول لم نتراجع نحن في حماس، بل فتح هي التي جاءت إلى برنامجنا، هذا كله كلام لا يفيد.

وأضاف: لا داعي الخوض "من إنجر إلى من"، فهناك مصلحة وطنية عليا، ومن الصح القول بأن الجميع انجر لهذه المصلحة، والمصلحة العليا لشعبنا تقتضي أن برنامج الحكومة الانتقالية هو نفس برنامج الرئيس وشخصياتها تكون مقبولة من المجتمع الدولي، وإسرائيل غير قادرة على التشكيك بشخصية أي وزير، حتى نستطيع أن نحقق أمورا ملحة وفي مقدمتها إعمار غزة.

معبر رفح والتخفيف عن غزة:

وشدد على أن التعامل مع موضوع فتح معبر رفح البري بحاجة إلى عقلانية كبيرة، لأن الأمر يستدعي التنبه لعدم الوقوع بما تريده إسرائيل بإخلاء مسؤوليتها تجاه قطاع غزة، للادعاء بأن القطاع لم يعد محتلا.

وردا على سؤال حول مطالبته بعض الاطراف باقتصار فتح معبر رفح على الأفراد فقط لعدم تمرير المخطط الإسرائيلي بإلقاء غزة بوجه مصر، أجاب حمّاد: بغض النظر المعبر للأفراد أو غيره، فهذا الموضوع بحاجة لأن يناقش ويعالج بعد تحليل وطني وقومي فلسطيني ومصري، دون الإنجرار وراء العواطف، والكل مع فتح معبر رفح البري، ولكن ليس من الخطأ القول بأي صيغة، حتى نصل إلى صيغة تخدم شعبنا دون خدمة مصالح إسرائيل وأهدافها.

وتابع: عندما يأتي الأوروبيون ويقولون هناك اتفاق عام 2005م، هل للفلسطينيين مصلحة لاستبعادنا من المعبر، نجد تصريحا من جهة فلسطينية تقول لا علاقة للأروبيين في الموضوع ولا نريد الأوروبيين، فهل هذا التصريح تم دراسته وهل تم التعمق به؟!.

وتساءل: أليس من الأفضل عندما تكون هناك مسألة لها علاقة بالمصير الوطني أن نقول بأن الموضوع حساس ويجب الاتفاق عليه، وفي ظل أجواء المصالحة أية قضية جديدة تطرح من الأفضل أن تناقش قبل أن يبدأ سيل التصريحات والتراشق الإعلامي والاجتهاد الشخصي.

وقال: الجميع يطالب بإعادة إعمار غزة وبتخفيف المعاناة عن أهلنا في القطاع، وفي الوقت نفسه يجب أن نتنبه إلى عدم تحقيق أهداف اسرائيل ودون أن نمكنها من القول: لا مسؤولية لنا إطلاقا على قطاع غزة، والقطاع بوابته ومداخله تماما مع مصر.

مخططات إسرائيلية لإنهاء فكرة الدولة:

وأضاف حمّاد: هناك من يطالب في إسرائيل بفتح المطار والميناء ليس حبا بشعبنا وحرصا عليه، أو لإيمانهم بضرورة إنهاء المعاناة القائمة، بل ليعتبروا أن الكيان الفلسطيني موجود في غزة، وإذا أضفنا لهذه الدعوات كلام نتنياهو بأن أصل الشعب اليهودي في "يهودا والسامرة"، من الوقت سيقولون دولتكم في غزة، والسكان في الضفة الغربية عليهم بالذهاب إلى شرق نهر الأردن.

وتابع: كل هذه المخططات يجب أن تدركها جميع فئات وقوى شعبنا، وأن يتم الحفاظ على السياسة الفلسطينية الحالية التي استطاعت كسب تأييد الرأي العام العالمي، وكلامي ليس من فراغ، فنحن نسمع مواقف مهمة من الفرنسيين والبريطانيين، ومختلف الدول، والجميع يؤكد على ضرورة قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أن الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي على سبيل المثال، طالب بدولة فلسطينية مستقلة وأن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين.

وأردف: هناك من يحاول أن يشغلنا بأمور لا داعي لطرحها في هذا الوقت كالقول:" ولكن لا يمكن المساس بسلاح المقاومة، ولكن بالنسبة لسلام فياض هناك مشكلة؟، متسائلا لماذا محاولة إشغال الساحة الفلسطينية في هذه القضايا بدلا من التركيز على كيف نفشل سياسة نتنياهو؟، وكيف نستطيع أن نحافظ على التأييد الدولي لنا؟، مشددا على أن إنهاء الاحتلال وكيفية مواجهة سياساته هي الأولوية...

التحضير لاستحقاق أيلول:

وردا على الاستعدادات التي تقوم بها السلطة الوطنية تمهيدا للتوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية، أجاب المستشار السياسي للرئيس: هناك مجموعات عمل فلسطينية تعمل بشكل جاد من أجل الاعداد لاستحقاق شهر أيلول المقبل.

وحول الدور العربي لمصر وللدول العربية في المرحلة المقبلة قال حمّاد: هناك حرص فلسطيني واضح على استمرار التنسيق مع مصر، وأي شيء يمكن أن يكون مفيدا للقضية الفلسطينية، واثقون بأنه لا مصر ولا بقية الأشقاء العرب سيتأخرون عن تقديم مساهمتهم في ذلك.

وتابع: الأولوية من الآن وحتى شهر سبتمبر/أيلول هي المفاوضات، لأن هناك دول تقول بأن الاعتراف وحده لا يحل المشكلة وأن الحل يجب أن يكون باتفاق الطرفين، ونحن باستمرار نسأل اتفاق الطرفين على ماذا لأن هناك طرف يعتبر أن موضوع المفاوضات يعني له أن نجلس على الطاولة ونحكي وفي المقابل هو يفعل ما يشاء.

وتساءل حمّاد: هل هذه المفاوضات التي يريدها الجانب الأوروبي؟، يكون جوابهم لا، ونحن نوضح بأن العودة للمفاوضات تتطلب أمرين: مرجعية واضحة، ووقف تام للاستيطان، ونحن نرغب بوجود حضور دولي بهذه المفاوضات ليقوم بدور وسيط وحكم بنفس الوقت.

وقال: هذا مطلوب لأننا عندما نناقش القضايا كالقدس على سبيل المثال ستواجهنا مشكلة لأنهم في إسرائيل يقولون موحدة وعاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وكان الجواب الفلسطيني والدولي دائما يقوم على أنه "لا نعترف بضم القدس"، ومن هنا المطلوب أن يكون هناك تحكيم دولي.

وحيا حمّاد في نهاية حديثه شعبنا في الداخل والخارج لمناسبة ذكرى النكسة، مشددا على أن القيادة الفلسطينية متمسكة بالثوابت الوطنية، وأن كفاح شعبنا الطويل ستكون نتيجته بالضرورة الدولة المستقلة وعاصضمتها القدس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق