الجمعة، ديسمبر 30، 2016

الأخبار المسائى تفتح الملف : الفقر والتفكك الأسري وفقدان السكن أهم أسباب ظاهرة المشردين بالشوارع



















أشرف طالب المحافظة بشقة فطالبوه بـ75 ألف جنيه وهو لا يملك 75 قرشًا
عم حامد طرده أقرباؤه في الشارع بعد مرضه بالسرطان
الحاج عبدالمنعم يعيش في "خرابة" من دون حمام بعد هدم غرفته الإيجار
أنعام مليونيرة تعيش في الشارع بعد النصب عليها
حسن ومدحت مرضى نفسيون لا مأوى ولا علاج
نساء عرايا لا يجدن من يستر عوراتهن
د. البغدادى: الدولة مسؤولة عن رعاياها ولابد من اتخاذ السياسات الملائمة لحل المشكلة
الكومى: أنقذنا 50 إنسانًا والتكافل الاجتماعي هو السبيل لرعاية المشردين
د. رضوان: التضامن الاجتماعي أنشأت 4 مؤسسات للمتسولين والمشردين
د. الفقى: خط ساخن وفريق للإنقاذ السريع لنقلهم ورعايتهم
د. صلاح: المستشفيات النفسية تتعامل مع الحالات عبر هيئة الإسعاف أو قسم الشرطة
د. صلاح: نحجز المريض النفسي وفقًا للقانون في حالة وجود أماكن متاحة بالمستشفى
د. النجار: قنابل موقوتة قد تنفجر في وجه المجتمع برمته

تحقيق استقصائى: أيمن عامر

انتشرت ظاهرة المشردين في الشوارع بلا مأوى في الآونة الأخيرة وأصبحت الأعداد في تزايد مستمر، ولم تقتصر الظاهرة على أطفال الشوارع الذين أصبحوا الآن أسر شوارع "أطفال وآباء وأمهات وأجداد"، بل انضم إليهم المشردون من كبار السن والمرضى النفسيين الذين طردهم أقرباؤهم أو بسبب الفقر وفقدان السكن؛ حيث أخذوا الشارع والميادين مأوى لهم, يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء، وعلى الرغم من حديث الجهات الرسمية عن دورها في رعايتهم وانتشالهم من الشارع إلا أن واقعهم المستمر والمتزايد بالشوارع يؤكد ضرورة تكثيف جميع الجهود الرسمية والشعبية للقضاء على تلك الظاهرة المتفاقمة.
أجرت «الأخبار المسائى» أول تحقيق استقصائى عن تلك الظاهرة, متجولة في الشوارع والميادين وتحت الكبارى وحتى "الخرابات" للقاء المشردين في الشارع من كبار السن والمرضى النفسيين لعرض حالاتهم ومطالبهم وأسباب تشردهم، كما التقت بالمسؤولين ومتطوعى المجتمع المدني ومستشفيات الصحة النفسية لمعرفة الأدوار المتخذة للقضاء على الظاهرة؛ حتى يعيش هؤلاء في مكان آمن ذات كرامة وآدمية. وما المطلوب مجتمعيًا للتكافل الاجتماعي لاحتواء المشردين في الشارع بلا مأوى.

المليونيرة المتشردة
ترقد أنعام توفيق محمد جودة 75 سنة في شارع رمسيس مقابل نقابة المحامين منذ سنوات تستغيث بالمارة خاصة المحامين والصحفيين لنقل استغاثتها التى قدمتها لكافة الجهات الرسمية والحقوقية دون جدوى؛ حيث تقول الحاجة نعمات: عملت بالسعودية 40 سنة وعدت لمصر بثروة ومشغولات ذهبية بحوالى مليون جنيه، إلا أن أحد البلطجية الذي يدعى ناصر يوسف أحضر بلطجية وكسروا شقتى وسرقوا كل أموالى وأصابوني بكسور ولم يكتف بذلك، بل استخدم نفوذه لدى الجهات الأمنية لإحباط كل محاولاتي لاسترداد ولو جزء بسيط من أموالى وحقوقى.
وتقول الحاجة نعمات التى تحمل صورًا ضوئية من استغاثات شكواها لرئاسة الجمهورية والنائب العام: لم أستطع أن أواجه هؤلاء البلطجية ونفوذهم فقررت أن أعيش في الشارع أتضرع إلى الله من ظلم الإنسان وضياع الحقوق بين الناس، مطالبة إنصافها واسترداد ولو جزء بسيط من أموالها لتعيش ما تبقى لها من عمر بشكل كريم.

حقوق الحيوان
ويتنقل حامد محمد حامد 65 سنة بين الميادين والشوارع والمستشفيات بعد أن طرده شقيقتاه وأولادهما في الشارع، بعدما أصيب بسرطان خبيث وغرغارينة في العين وقدم سكرى وقرحات فراش تنهش في جسده. وكلما يساعده أهل الخير لإدخاله مستشفى أو دار مسنين يتم طرده مرة أخرى لصعوبة وسوء حالته، وهو ما حدث عندما تدخلت "الأخبار المسائى" وأدخلته مستشفى المطرية ليتم طرده بعد ليلة واحدة وحجزه مرة ثانية بمستشفى أم المصريين بتدخل الدكتور محمد ندا مدير الرعاية الطبية وأقسام الجراحة بالمستشفى. وكل ما يطالب به عم حامد غرفة بحمام تؤويه حر الصيف وبرد الشتاء، ويقول أريد أن أشعر بإنسانيتي كإنسان له حقوق في هذه الحياة، ويتساءل كيف تنشأ جمعيات لحقوق الحيوان وتتركني جمعيات حقوق الإنسان بلا أبسط حقوق الحيوان.

أللإنسانية
ويعيش الحاج عبدالمنعم 88 سنة وهو رجل كفيف ضعيف السمع داخل "خرابة" تمتلئ بالقمامة والحيوانات الضالة بعد أن هدم أصحاب المنزل الغرفة المؤجرة منذ العام 67 والحمام المشترك بحارة الجهاينة بشارع المطراوى بالمطرية من أجل طرده، لكنه رفض وتمسك بالمكان الذي عاش فيه ويريد أن يموت وبعد هدم المنزل تحول الركام إلى خرابة لقمامة الحارة ويعيش الرجل الكفيف بلا أدنى مقومات الحياة والإنسانية ودون حمام أو حتى مياه.

حياة الشوارع
ويطلب أشرف مصطفى رمضان عبدالعال 46 سنة من المحافظة «كشك» يعيش منه وشقة صغيره تحمى آدميته التى انتهكتها حياة الشوارع والأرصفة والخربات، وظن أنه لن يجيبه أحد كالعادة، لكن شاء القدر أن يهتم به المسؤولون هذه المرة ليعرضوا عليه في خطاب رسمي شقة بـ75 ألف جنيه بمساكن المحافظة, فضحك عبدالعال بهيستيريا وقال أنا لا أملك 75 قرشًا فكيف أحضر 75 ألف جنيه. وعاد للشارع وأحضر خشبة مسح الأحذية ليقتات منها ما يقيم صلبه، متمنيًا أن يمسح ذات مرة جزمة أحد المسؤولين لتكون السبيل لمسح غشاوة القلوب والعطف عليه بمقدرات الحياة.
تحت الكوبرى
ويعيش حسن محمد حسن سلامة 45 سنة تحت كوبرى الجلاء أمام شارع الصحافة، ويقول إنه من محافظة الغربية، وقد حصل على دبلوم زراعة من مدرسة طنطا الزراعية، وانتسب لمدة عامين بكلية الحقوق بالجامعة المفتوحة، ثم تركها وليس معه بطاقة شخصية، ويقول إن لديه أربعة أشقاء متزوجين, وكثيرًا تكون حالته طبيعية وأحيانًا تنتابه حالة عصبية لا يعرف أسبابها ويجمع ورقًا وزجاجات بلاستيكية ليحرقها والتى تسببت في حرق وجهه، ويقول حسن: نفسي أعمل في أي شغلانة لكن أصحاب الأعمال يرفضوننى ولم أجد بديلاً إلا النوم في تحت الكوبرى.
مريض نفسي
ويرتمى مدحت محمد شاب في العقد الثالث من العمر في ميدان التحرير متجولاً في الشوارع لا يستطيع أن يصلب طوله من شدة الجوع والعطش والمرض، عندما تتحدث معه تجده إنسانًا مهذبًا لبق الحديث، ولكن هيئته والذباب الذي يغطي عينيه وشفتيه والبراز من تحته يدل أنه مريض نفسي يحتاج إلى دخول مستشفى للصحة النفسية لعلاجه وعودة آدميته، ويقول إنه من العباسية شارع أحمد سعيد وأنه خريج بكالريوس تجارة.

جميل الوجه
إنسان آخر جميل الوجه قبيح الهيئة من شدة الاتساخ وعدم النظافة, لا يتحدث ولا يرد على أحد, ينظر للناس بعينيه الخضراوين وبجسده الأبيض الذي يغطيه سواد الشارع, وواضح أنه مريض نفسي يحتاج إلى دخول المستشفى للعلاج، ومثله رجل معاق لا يستطيع الكلام يعيش على سرير في الشارع طوال حياته بعدما تخلى عنه أهله.

سيدات الشوارع
ومثل هؤلاء الرجال والشباب هناك كثيرات من السيدات يعيشن في الشوارع وعلى الأرصفة، بعضهن عاريات كما ولدتهن أمهاتهن ولا يجدن من يستر عوراتهن وأجسادهن بالعراء, أغلبهن مرضى نفسيات وبعضهن أصحاء لا مأوى لهم سوى الشارع, الأرض فراشهن والسماء غطاوهن ولا يجدن من ينقذهن من الافتراس من وحوش الدنيا.

أطفال الشوارع
ويشارك المشردون من كبار السن أطفال الشوارع الذين أصبحوا الآن أسر شوارع "أطفال وآباء وأمهات وأجداد" وعائلات تختلط أنسابهم وألوانهم، مثل قطط وكلاب الشوارع. بلا مأوى وبلا أوراق ثبوتية وبلا حقوق آدمية.

إنقاذ إنسان
وحول الجهود الأهلية لحل المشكلة تقول إلهام الكومى الناشطة الاجتماعية، العضو المتطوع لجمعية معانا لإنقاذ إنسان, والتى أخذت على عاتقها إنقاذ المشردين في الشارع خاصة من كبار السن، أنها عملت مع شباب متطوعين بتجهيز دارين للمشردين في القاهرة والجيزة وأنهم استقبلوا حوالى 50 حالة معظمهم من القاهرة ليس لهم مأوى بعضهم بسبب الفقر وآخرون بسبب عقوق أبناء وأقارب طردوا ذويهم بلا رحمة بعدما أصبحوا عبأً عليهم، فضلاً عن بعض حالات المرضى النفسيين أو المرضى بأمراض مزمنة، مشيرة إلى أن الحالات المرضية يتم تحويلهم إلى مستشفى أم المصريين لتلقى العلاج اللازم بالتنسيق مع الدكتور محمد ندا مدير الرعاية بالمستشفى، وذلك بعد عمل اللازم من النظافة والملابس ثم إيداعها في الدار بعد الشفاء.
وطالبت إلهام الشباب وأهل الخير بتنظيف المشردين في الشارع وتغيير ملابسهم حتى ولو كل أسبوع، وذلك في حالة عدم المقدرة بتوفير مسكن لهم، مؤكدة أن التكافل الاجتماعي هو الأمثل لحل مشكلات المشردين في الشارع.

التضامن الاجتماعي
وحول الجهود الرسمية لإنقاذ ورعاية المشردين في الشارع يقول الدكتور مسعد رضوان مساعد وزير التضامن: إن الوزارة أنشأت أربع مؤسسات للمتسولين غير أصحاء البنية، الموجودين بالشارع لإنقاذهم ورعايتهم في تلك المؤسسات، مشيرًا إلى أن الوزارة خصصت خطًا ساخنًا برقم 16439 للإبلاغ عن وجود تلك الحالات أو حدوث انتهاكات في دور المسنين أو الأيتام، وكونت فريقًا للتدخل السريع للتعامل الفورى مع تلك الحالات ونقلها إلى دور الرعاية، مشيرًا إلى أن هناك بروتوكول تعاون بين الصحة النفسية ووزارتي الداخلية والتضامن الاجتماعي للتنسيق في علاج الحالات النفسية وإصدار أوراق ثبوتية تمهيدًا لإيداعهم ورعايتهم في المؤسسات الاجتماعية. مؤكدًا أن وزارة التضامن الاجتماعي تحرص على رعاية الحالات الموجودة في الشارع وإنقاذها من الأخطار من أجل أن تعيش في حياة كريمة وآدمية.

مؤسسات المتسولين
وأشار الدكتور سمير الفقى رئيس وحدة المعرفة والبحوث بوزارة التضامن الاجتماعي إلى أن الوزارة بصدد تطوير مؤسسات المتسولين غير أصحاء البنية، وتجهيزها بشكل أفضل وتطوير الجهاز الوظيفى لمقدمي الرعاية والاختصاصيين الاجتماعيين من أجل تقديم الخدمات الكاملة للحالات الموجودة في الشارع، مشيرًا إلى أن الوزارة خصصت ثلاث سيارات متنقلة لنقل الحالات، فضلاً عن وجود 168 دار مسنين تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي تستقبل الحالات المسنة، موضحًا أن الوزارة تجرى إحصاء لعدد الحالات بالشارع وأنه تم إيداع ست حالات منهم في مؤسسات المتسولين غير أصحاء البنية.
وحول استمرار ظاهرة أطفال الشوارع قال الدكتور الفقى إن آخر إحصائية لعدد لأطفال الشوارع العام 2014 كانت 16 ألف طفل في جميع المحافظات، وهناك اهتمام مستمر للقضاء على تلك الظاهرة وإيداع أطفال بلا مأوى في دور رعاية.

البحوث الاجتماعية
وأوضحت الدكتورة نسرين البغدادى رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن المسح الذي أجراه المركز أظهر الرقم الحقيقي لأطفال الشوارع وهو حوالى 16 ألفًا، وهم الأطفال الموجودون بالشارع بلا مأوى وبلا أهل ولا يعملون ويعيشون بالشارع لفترات طويلة، مشيرة إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة عالمية وليست خاصة بمصر فقط وأسبابها كثيرة منها الفقر والتفكك الأسري وفقدان المسكن.
وأوضحت الدكتورة نسرين أن من بين مشكلات أطفال الشوارع هي عدم وجود أوراق ثبوتية لهم ومن ثم تمت مخاطبة وزارة التنمية المحلية للتوجه لهم وإصدار أوراق ثبوتية لهم، مشددة على ضرورة تجفيف منابع مصادر الظاهرة، وهنا تبرز مسؤولية الدولة عن اتخاذ السياسات الملائمة لهؤلاء الأطفال، وكذلك أهمية دور الأسرة لأنها نواة المجتمع من أجل الحفاظ على الأبناء لأنهم أهم مشروع في الحياة، وأيضًا هناك دور للمؤسسة الدينية للتوعية من أجل التأكيد على رعاية الأبناء وتنشئة جيل صالح للمجتمع، والتشديد على مفهوم الحماية الاجتماعية الذي تشترك فيه الدولة ومؤسسات المجتمع المدني لستر الأسرة اجتماعيًّا واقتصاديًّا وتعليميًا وصحيًا، وكذلك السكن بحيث لا تكون رافضة لأبنائها.
وأكدت نسرين أن قضية المشردين في الشارع سواء المسنين أو الأطفال قضية شائكة، وتعود في العامل الأول للأسرة بدليل عدم وجودها في الريف لوجود التكافل والقيم الاجتماعية به، مؤكدة أن دور رعاية المسنين في احتياج شديد لزيادتها وتحديثها وتطوير أداء الاختصاصيين الاجتماعيين بها، مشددة على دور الدولة ومسؤوليتها عن رعاياها وفي المقام الأول الأسرة، وكذلك دور المؤسسات الدينية لترسيخ الترابط الأسري وصلة الأرحام والقضاء على أسباب التفكك الأسري. متابعة: محتاجين نرجع مفهوم التكافل بين أفراد الأسرة واحترام الصغير للكبير ومراعاة الكبير للصغير ورعاية كبار السن، فإذا ترسخ هذا في نطاق الأسرة ستخفف أعباء كثيرة عن الدولة، قائلة إن ظاهرة المشردين من كبار السن في الشارع ظاهرة عالمية إلا أن المجتمع العربي له خصوصية تمنع هذه الظاهرة وتقللها بسبب الحرص على التماسك الأسري, مشيرة إلى أن مؤسسات المجتمع المدني تقوم بدور للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة ولابد أن تهتم أكثر منظمات المجتمع المدني بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، ولا تقتصر اهتماماتها فقط على الحقوق السياسية والحريات، خاصة أن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية تعد من الجيل الثاني لحقوق الإنسان.

الصحة النفسية
وحول ظاهرة المرضى النفسيين المنتشرين في الشوارع بلا علاج أو مأوى أوضح الدكتور أحمد صلاح الدين، مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان​, أن مستشفيات الصحة النفسية تتعامل مع الحالات الواردة عبر الاتصال بهيئة الإسعاف، أو عن طريق إبلاغ قسم الشرطة، والتي تنص على التعامل مع المرضى بلا مأوى من خلال المادة 18 من قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009.
 موضحًا يأتي ذلك عقب توقيع بروتوكول تعاون مع هيئة الإسعاف المصرية من قبل الأمانة العامة للصحة النفسية لنقل المرضى الذين يشتبه في وجود أعراض نفسية في حالات الطوارئ عبر فريق طبي مجهز، ومن خلال سيارات الإسعاف التابعة للهيئة. والذي تم توقيعه في أبريل 2016. مشيرًا إلى أن الجزء الأول خاص بنقل المرضى عبر التواصل مع الإسعاف ومن خلال سيارات الهيئة ومن خلال التنسيق مع فريق طبي مجهز من مستشفى الصحة النفسية في نطاق المحافظة، من محل إقامتهم في وجود مسؤول من الدرجة الأولى وذلك عن طريق طلب مقدم لإدارة المستشفى، وذلك في حالات الطوارئ. أما الجزء الثاني الخاص بنقل ومناظرة الأشخاص الذين يشتبه في وجود مرض نفسي لديهم وبلا مأوى، وتلك تستلزم مناظرة جميع الحالات الواردة إلى أي من مستشفيات الصحة النفسية التابعة للأمانة من خلال هيئة الإسعاف على مدار 24 ساعة يوميًا وتقييمها.
وإذا تبين لدى الحالة وجود أعراض مرض نفسي، يجب تقديم الخدمة العلاجية المناسبة لها. ويتم دخول الحالة إذا كان لديها أعراض مرض نفسي يستدعي الدخول وفقًا لقانون رعاية المريض النفسي، مع مراعاة وجود أماكن متاحة بالمستشفى للدخول، واستبعاد أي عرض عضوي جسيم لدى الحالة يستلزم التدخل الفوري للعلاج بأحد المستشفيات العامة.
وأوضح الدكتور أحمد صلاح الدين أنه إذا كانت الحالة تستدعي الدخول ولا يوجد أماكن متاحة بالمستشفى للدخول، تلتزم سيارة الإسعاف بنقل الحالة إلى أقرب مستشفى نفسي تابع للأمانة العامة، وبه أماكن متاحة بعد التنسيق مع إدارته، ويصطحب الحالة فريق علاجي متخصص وتقرير مفصل عن الحالة إلى المستشفى الذي يتم نقل الحالة إليه. ويتم خروج الحالات فور استقرارها وفقًا لإجراءات قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009.

علم الاجتماع
وأكد الدكتور إبراهيم النجار خبير علم الاجتماع بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية, أن ظاهرة المشردين في الشارع من كبار السن وذوي الإعاقات الذهنية انتشرت بشكل كبير في الميادين والشوارع، فضلاً عن مليوني طفل شوارع, مشيرًا إلى أن الدولة بكافة أجهزتها المعنية تعمل في سبيل حل القضية نسبيًا للقضاء على هذه الظواهر المنتشرة في المجتمع المصري، مؤكدًا أن الجهود المبذولة قليلة بعض الشيء بدليل أننا لا نلحظ اندثارًا أو انحسارًا لهذه الظاهرة، بل على العكس تمامًا أعدادهم في تزايد مستمر ومنهم من يصل به الحال إلى حالات مستعصية، محذرًا أن هذه الفئة من الناس تمثل خطرًا شديدًا على البناء الاجتماعي للمجتمع المصري، فهؤلاء قنابل موقوتة تكاد تنفجر في أي وقت في وجه المجتمع برمته، مشددًا على أن المسؤولية تقع على الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والشعب من أجل القضاء على هذه الظاهرة التى تشوه البنيان الاجتماعي للمجتمع المصري.

هناك تعليقان (2):