السبت، فبراير 01، 2014

بيان البديل الحضاري حول القمة الافريقية


الانقلاب حول مصر إلي كيان منبوذ إفريقيا وعربيا وعالميا
لا شك أن ممارسات النظام الانقلابي بغيبة الرؤية السياسية وافلاس الحلول الاقتصادية والافتقار إلي أي تصور استراتيجي واضح، والاصرار علي خيار أمني وحيد صبغ الوطن بالدماء من الرأس إلي الاطراف، وعمق ثأرات ستستغرق سنوات طويلة لتلافي آثارها الوخيمة علي النسيج المجتمعي المصري.
نقول أن هذا النظام الانقلابي يأب إلا الدفع بالوطن إلي مساحة الكارثة الكاملة، فمنذ البيان المشئوم في 3 يوليو الماضي، ومنذ أصبح المجلس العسكري فعليا حزبا سياسيا يحمي رؤيته السياسية بقوة السلاح وينفي كل الأطياف الأخري بما أفقده الحاضنة الشعبية التي لا تقوم للجيوش قائمة إلا بها، منذ هذه اللحظة وضع الوطن المصري تقريبا في قفص زجاجي يراقب العالم الخارجي دون أن يتعامل معه ودون أن يتعامل العالم الخارجي مع وطننا بما حوّل الدولة المصرية للمرة الأولي في تاريخها إلي كيان منبوذ وتلوثت يداها بدماء الانقلابات العسكرية الرديئة التي ودعها العالم المعاصر، وكانت من تداعيات العزلة المؤلمة اصرار القارة الأفريقية علي لفظ الدولة المصرية ومحاصرة هذا النظام الانقلابي، وقد كان رفض القمة الأفريقية في أديس أبابا للحضور المصري أقوي أشارة من القارة السمراء علي الرفض الكامل والمعلن والواضح للنظام الانقلابي في مصر، وهي الدائرة التي أتسعت دوليا، حيث رفضت القمة الافريقية الامريكية حضور مصر في صفعة جديدة لدبلوماسية الانقلاب، الذي وجد نفسه محجما بالحركة في أطار 4 دول خليجية فقط مع الكيان الصهيوني، وهي الداعمة لهذا الانقلاب منذ البداية، وكم كان مؤلما أن يجد وزير خارجة الانقلاب نبيل فهمي في الجزائر مظاهرات تحتقر النظام الانقلابي وترفضه، بما أعاد "فهمي" إلي القاهرة بخفي حنين.

وكانت تداعبه أحلام تسويق هذا الانقلاب عربيا، وتتأصل عوامل العزلة الدبلوماسية للنظام الانقلابي الذي وجد ذاته يسبح في موجة من الكراهية الدولية والاقليمية والعربية والافريقية، فقد خرج الشعب المغربي يطالب بطرد السفير المصري من المغرب في تأكيد علي الخيار الشعبي العربي برفض هذا الانقلاب، وفعليا وبعد 7 أشهر من هذا الانقلاب الدموي لم يجد النظام الانقلابي في حوزته إلا سلاحا باطشا مغموسا في الدماء وبقي في قلب القفص الزجاجي ملفوظا من الداخل والخارج، وهو ما تتأكد معه القاعدة الانسانية التي أصبحت جزءا عضويا من الثقافة السياسية المعاضرة، ومفادها أن الحدود الجغرافية هي المكان الطبيعي للجيوش، وأن الدفاع عن الأوطان في وجه المعتدي الخارجي هو المهنة الاحترافية للجيوش المعاصرة، فإذا قدر لها ان تحكم، فهذا لا يعني للأوطان إلا معني واحدا ( الاطلال والخرائب، والموت) ولن يتواني المسار الثوري في مصر للحظة واحدة عن مكافحة هذا الانقلاب والحيلوية بينه وبين تدمير البنية المصرية والحاق الكوارث بهذا الوطن الذي كان يوما ما مدرسة الدبلوماسية الرصينة، وموئلا للأحرار من كل بقاع العالم وأوطانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق