بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ،والصلاة والسلام علي خاتم المرسلين وإخوانه النبيين ورجال الحق في كل حين. وبعد؛؛؛
فقد قال الحق سبحانه وهو أصدق القائلين {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }" الإسراء الآية : 1"
أيها الإخوة الكرام: إن قضية العرب والمسلمين هي القضية الأولى في التاريخ المعاصر، كانت كذلك وما تزال خلال القرن المنصرم، والآن أيضا وقد مضى الثلث الأول من القرن الخامس عشر الهجري، هي قضية فلسطين، وفي القلب منها قضية القدس الشريف، فهي لُب اللباب في الصراع التاريخي المحتدم الذى لا يتوقف، ولن يسترد عالمنا استقراره الذى هددهـ البغاة المعتدون، إلا برد المظالم وحفظ الحقوق، وقيام ميزان العدل، وسقوط منطق الغاب وسياسة الأمر الواقع.
أيها الإخوة: اليوم - ونحن نستقبل إخواننا المقدسيين، في القاهرة الثائرة، في هذا الملتقى لأول مرة - أود أن نتجه بالاهتمام المشترك مباشرة:
1- إلى دراسة احتياجات المواطن المقدسي الأساسية من إخواننا الفلسطينيين: بدءًا من حاجات المعيشة والصحة، والانتقال والعمل والحرفة لكل عرب القدس، إلى حاجات الناشئ الصغير منهم في الكتاب والكراس والمدرسة، مرورًا بحاجات الشباب في نوادٍ رياضية، والشيوخ الكبار في رعاية خاصة ومؤسسات اجتماعية، بما يوفر متطلبات العيش الكريم وحاجاته الأساسية والتحسينية.
2- وأن ندرس ملامح الخطة التهويدية العنصرية التي تستهدف ابتلاع المدينة كلها، ومحو سماتها العربية، ورموزها الحضارية، ومؤسساتها التاريخية، وحقوق أهلها القانونية، في تبجح وإصرار وتواصل يعينهم عليها حلفاؤهم الذين يلعبون بالنار، ويتجاهلون منطق التاريخ، وأن نشرع في وضع خطتنا البديلة لحماية المدينة المقدسة، في استراتيجية واقعية جديدة ممنهجة، نتعلم فيها من أخطائنا وتقصيرنا، ونستخدم ما بأيدينا من إمكانات وهي ليست بالقليلة، ونتيقظ لحيل الخصوم ومقولاتهم، التي يروجونها حتى على شعوبنا - وفي هذا الصدد - أؤكد موقف الأزهر الشريف من المدينة المقدسة: فهي كلها - قديمة كانت أو جديدة، شرقية أو غربية، مسلمة ومسيحية – في نظرنا ونظر القانون الدولي أرض محتلة، يجري عليها قواعد القانون الدولي وأعرافه المرعية، وليس القسم القديم فحسب الذي يحاصر الآن، وتقتطع أجزاؤه وتنتقص أطرافه، وتُهدد مقدساته في مسجدنا الأقصى ومولد السيد المسيح عليه السلام. ولا يحسبن الخصوم أننا نسينا حقوقنا، أو تنازلنا عنها دون مقابل؛ فهم – إن حسبوا ذلك - واهمون.
3- وأقول أخيرًا لكم ولمن يسمعوننا الآن: إن تاريخًا جديدًا يتشكل في المنطقة ورياحًا جديدة تهب عليها، وما رسمته خرائط العدوان، لما أسموهـ كذبًا وزوراً وبهتانًا " الشرق الأوسط الجديد" تتحكم فيه قوى الصهيونية العنصرية، ومطامع السياسات الاستعمارية، لتستكمل استنزاف مواردنا، وتهدد مستقبل أمتنا، وتبني صروحها على أنقاضنا، هذا الذي ترسمه خرائط العدوان قد اهتز – على أقل تقدير – في مهب هذهـ الرياح الجديدة، ولن يلبث – إن شاء الله – أن تهوي به الريح في مكان سحيق.
وأثق أن إخواننا الفلسطينيين، والمقادسة منهم بوجه خاص، وهم من أذكى الشعوب العربية وأكثرها ثقافة يتنسمون نسمات الربيع الجديدة التي هبت على منطقتنا، وداعبت خواطر شبابنا، فتنادى بها رجالنا، ورصدها خصومنا، وما زالوا يسعون – عبثا - إلى احتوائها وحصارها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
وأحب لكل أخ مقدسي - وأنا أشد على يده، وأرحب به في بلدهـ - أن يقرأ معي من سورة الإسراء : {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} " الإسراء 80-81 "
وفقكم الله ، والسلام عليكم ورحمة ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق