صدر للزميلة الصحفية والباحثة السياسية الدكتورة نادية سعد الدين، كتاب جديد بعنوان "الحركات الدينية السياسية ومستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي"، عن الدار العربية للعلوم في بيروت ومركز الجزيرة للدراسات.
تحلل الدراسة الحضور المتنامي للحركات الإسلامية السياسية في فلسطين المحتلة وفي دول الطوق العربية (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، فضلاً عن الحركات الدينية السياسية الإسرائيلية، وهو ما نشهده ماثلاً الآن، ونظرة الباحثة لمستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي وتصاعد وتيرته وما يعنيه ذلك من استحالة التوصل إلى حل سلمي.
وتتبعت الدراسة مكانة ودور تلك الحركات في مسار الصراع، وما لديها من رؤية ومفهوم خاص لطبيعته والسبل التي تراها تلك الحركات صالحة لإدارته وحله، انطلاقاً من مرجعيات عقائدية فكرية وسياسية معينة، كما بينت تأثير المقاومة الفلسطينية العربية في معادلة الصراع، بما أحدثته من إنجازات ألحقت الضرر الفادح في الكيان الإسرائيلي.
وخلصت الدراسة، عبر الاستعانة بمنهجية من منهجيات الدراسات المستقبلية القائمة على تقنية السيناريو، إلى أن الصراع العربي – الإسرائيلي مرشح لتصاعد مستمر، أخذاً بعين الاعتبار طبيعته وجذوره وأبعاده وأطرافه، وطبيعة المتغيرات والعوامل الداخلية والإقليمية والدولية المحيطة به والمتداخلة فيه، لاسيما مع وجود وحضور المقاومة الإسلامية الفلسطينية والعربية، مقابل استمرار وجود وحضور الحركات الدينية السياسية في الكيان الإسرائيلي، بما تحمله من مواقف متشددة تجاه الصراع.
ويأتي ذلك في ظل صيغ تسووية تنتقص من الحقوق الفلسطينية العربية المشروعة، وصعوبة حدوث خرق في الفكر الصهيوني العنصري التوسعي الذي تحمله التيارات الإسرائيلية بمختلف توجهاتها اليسارية واليمينية والدينية تجاه الصراع، فكراً وتطبيقاً.
وتظل الاحتمالات مفتوحة، حسب الدراسة، على عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة يعيد ما حدث سنتي 2008 و2009، فضلاً عن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في ظل الممارسات العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والاعتداءات المستمرة على المقدسات الدينية.
اعتبرت الدراسة أن الصراع العربي – الإسرائيلي لن يحسم عبر تسويات سياسية منقوصة أو مشاريع مجتزأة، بحكم طبيعة وحقيقة نشأته باعتباره من الصراعات الطويلة الممتدة، وإنما يكمن حله في معالجة وإزالة جذور إشكاليات مسبباته المتمثلة في دحر الاحتلال وإزالة كيانه الصهيوني واستعادة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم، ومن دون ذلك ستظل المنطقة مرشحة لمزيد من عدم الاستقرار والافتقار للأمن، فالكيان الإسرائيلي ليس جاهزاً أو مستعداً لحل شامل أو تسوية عادلة، ولن يندحر من الأراضي المحتلة إلا إذا اضطر لذلك.
وترى الدراسة أن ثمة حاجة لاستراتيجية عربية موحدة لإدارة الصراع وسبل حله، تأخذ بمختلف أشكال القوة لضمان استمرار النضال والمقاومة، باعتبارها سبيلاً للتحرر وتقرير المصير.
تتوزع هذه الدراسة إلى خمسة فصول مسبوقة بتمهيد ومقدمة وتنتهي بخاتمة. وتحدثت الدراسة في التمهيد عن دور الدين في الصراع. وجاء الفصل الأول عن موقف الحركات والأحزاب الدينية السياسية في الكيان الإسرائيلي من الصراع العربي – الإسرائيلي.
أما الفصل الثاني يتحدث عن موقف الحركات والأحزاب الإسلامية السياسية في فلسطين المحتلة من الصراع العربي – الإسرائيلي. في حين خصص الفصل الثالث لموقف الحركات والأحزاب الإسلامية السياسية في دول المواجهة العربية من الصراع. وتركز الفصل الرابع على أثر المقاومة الإسلامية في مسار الصراع. وكان الفصل الخامس والأخير عن مستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي في ضوء تأثير الحركات الدينية السياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق