"رابطة علماء أهل السنة" تعلن "شغور" منصب الرئاسة في سوريا بعد سقوط كل أشكال الشرعية عن نظام الأسد
علي عبدالعال
أعلنت "رابطةَ علماءِ أهلِ السنة"، والعلماءَ المنضوين تحتها، "شغور" منصب الرئاسة في سوريا، وذلك بعد سقوط كل أشكال الشرعية والصلاحية لحكم البلاد عن بشار الأسد ونظامه.
وهو ما يترتب عليه: سقوط كل موجب للطاعة والخضوع لهذا النظام، ولكافة أعوانه وحزبه، وأنهم لم يعودوا سوى عصابات مسلحة تنشر القتل والرعب والخراب في البلاد، وتنطبق عليهم لذلك أحكام الحرابة والإفساد في الأرض، ويصدق فيهم قول الله عز وجل: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}[الشعراء : 151 ، 152]، وقولُه صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمن عصى الله).
وقالت الرابطة التي ينضوي تحتها المئات من العلماء المسلمين في أنحاء العالم، في بيان رسمي لها، الخميس، تحت عنوان "سقوط شرعية بشار الأسد وشغور منصب الرئاسة" : إنها توصلت إلى إعلانها هذا لأن وتيرة الجرائم في سوريا ظلت في تصاعد مستمر، كما وكيفا، ولأن بشار بن حافظ الأسد يتمادى يوما بعد يوم في إجرامه وتمسكه بالحكم، ولو على حساب مئات الآلاف من القتلى والمعتقلين والمشردين والمرعوبين، وعلى حساب مستقبل الشعب السوري ووحدته وأمنه، ولأن جميع المبادرات والمحاولات الرامية إلى إيجاد حل تحطمت على صخرة العناد والإصرار البعثي الأسدي.
ودانت الرابطة ـ التي يترأسها المفكر المغربي الدكتور أحمد الريسوني ويتولى أمانتها العامة الداعية الإسلامي المصري الدكتور صفوت حجازي ـ كل الذين يساعدون هذا النظام ويتعاونون معه على الإثم والعدوان، سواء كانوا داخل سوريا أو خارجها، وخصت منهم حلفاءه في إيران والعراق ولبنان، الذين اعتبرتهم شركاء في إجرامه وعدوانه. وناشدت من جهة أخرى الحكومات العربية، والبرلمانات العربية الحرة المنتخبة، سحبَ اعترافها بالنظام السوري وبرئيسه، وقطعَ جميع العلاقات معه.
وحول نفس القضية، أصدر (107) عالم من علماء المسلمين بيانا حول الأوضاع في سوريا قالوا فيها: انه يجب على منسوبي الجيش السوري والأمن والتشكيلات الأخرى عصيان الأوامر إذا صدرت إليهم بقتل أحد من أفراد الشعب أو إطلاق النار باتجاههم بل يجب عليهم ترك أعمالهم والانسحاب منها، ولو أدّى الأمر إلى قتلهم. "ولأن يكون الواحد منهم عبد الله المقتول خير له وأبر عند الله من أن يكون عبد الله القاتل، ومن يذهب إلى الجنة شهيداً طاهراً، ليس كمن يذهب إلى النار مجرماً قاتلاً".
وأفتى العلماء بأنه لا يجوز الاستمرار في وظائف الأمن والجيش في ظل هذا الوضع، وبوجوب الانشقاق عنه والوقوف في وجهه.ودعوا إلى دعم الجيش الحر وتعزيزه وتقويته والانضمام إليه للدفاع عن المدنيين وعن المدن والمؤسسات ما دامت عرضة للاستهداف.كما وجهوا النداء للمسلمين وللعالم الحر بدعم تشكيلات هذا الجيش ومساعدته بكل وسيلة ممكنة مادية أو معنوية ليتمكن من أداء دوره وترتيب صفوفه في مواجهة الظلم وعلى هذا الجيش أن يكون منضبطاً حتى لا ينجرف عن مهمته النبيلة بعيداً عن الانتقام والتعدي على الأبرياء، الذي ستكون آثاره سيئة على مستقبل الوحدة الوطنية.
كما أكدوا على وجوب دعم الثوار في سوريا بكل ما يحتاجونه من إمكانيات مادية أو معنوية، ليتمكنوا من إنجاز ثورتهم والمضي في سبيل نيل حريتهم وحقوقهم.
ودعوا الدول العربية والإسلامية إلى مواقف جادة إزاء النظام السوري بطرد سفرائه وقطع التعامل معه، وإزاء الدول المساندة وخاصة روسيا والصين، وندعو الشعوب الإسلامية ومؤسساتها إلى إيصال رسائل الاحتجاج لهاتين الدولتين، والاحتجاج أمام سفاراتها في كل مكان، ومقاطعة بضائعها.
وقال العلماء الموقعون إن الدماء التي تجري في سوريا على أيدي النظام المستبد وأعوانه سيجعلها الله ـ بإذنه ـ عاراً وناراً على الساكتين من الأفراد والجمعيات والدول والمؤسسات التي تقف إلى جانب النظام الفاسد.
كما دعوا القوى المخلصة في العالم الإسلامي إلى تشكيل لجان شعبية في كل مكان لدعم ثورة الشعب السوري، ومساندته ولدعم النازحين والمشردين من أبناء هذا الشعب الكريم، خاصة في الأردن ولبنان وتركيا حيث حاجتهم إلى الغذاء والكساء والدواء والمساندة المعنوية.
ومن بين العلماء الموقعين على البيان، من مصر : الدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ محمد حسان، والشيخ أبو إسحاق الحويني، والشيخ نصر فريد واصل، والشيخ محمد مختار المهدي، والدكتور عبد الرحمن البر، والدكتور صلاح سلطان، والشيخ نشأت أحمد، والدكتور علي جمعة، والدكتور صفوت حجازي، وسمير العركي. والشيخ راشد الغنوشي من تونس، والشيخ عبد المجيد الزنداني من اليمن، والدكتور عصام البشير من السودان، والدكتور ناصر سليمان العمر من السعودية، والدكتور طارق السويدان من الكويت، والدكتور عوض القرني من السعودية، والدكتور علي بادحدح من السعودية، والدكتور سلمان بن فهد العودة، والدكتور محسن العواجي، والدكتور علي الصلابي، والدكتور محمد الأحمري، والدكتور غازي التوبة الكويت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق