اختتم في مركز غور الاردن البيئي في العوجا اليوم السبت الجزء الأول من المخيم البيئي الثاني الذي عقد بإشراف مركز التطوير المائي والبيئي في بيت لحم - مؤسسة أصدقاء الارض الشرق الأوسط، حيث شارك في المخيم 42 مشاركاً من أمناء المياه من خمس مناطق هي العوجا، ووادي فوكين، والجلمة - جنين، وباقة الشرقية، وصور باهر في القدس، وقد استمر المخيم لمدة ثلاث أيام، تم فيه تنفيذ عدد من النشاطات البيئية التي تسهم في رفع الوعي البيئي ونقل الخبرات في مجال المحافظة على المياه والبيئة الفلسطينية، وتم تنفيذ النشاطات من خلال الباحثين الميدانيين والخبراء البيئيين في المركز وعلى راسهم رشاد شلالدة ومهند صعايدة وفادي جويجات.
وتركزت النشاطات في المخيم على أربعة نشاطات رئيسية هي البناء البيئي من الطين، وانتاج الكمبوست (الدبال)، وعمل القبة الجيوديسية، والزيارات الميدانية للمناطق الزراعية في العوجا ومكب النفايات ونبعة العوجا، وقد كان التنقل بواسطة الدراجات الهوائية.
وفي البناء البيئي الطيني تم تعريف الطلبة المشاركين على الطريقة القديمة التي كان المواطنون الفلسطينيون يستعملونها في بناء بيوتهم، بواسطة خلط الماء والتبن مع التراب، واستخدام قوالب حديدية صنعت خصيصاً لذلك، وتم تعريف المشاركين على الخصائص التي يتمتع بها البناء الطيني، من حيث البرودة صيفاً، والدفء شتاءً، إضافة إلى قلة الكلفة المادية، وسهولة الصنع ناهيك عن أن المواد المستعملة هي مواد طبيعية وملائمة جداً للمحيط البيئي.
اما في مجال انتاج الكمبوست (الدبال) فقد اتسم هذا النشاط بمشاركة فعالة من قبل المشاركين والمشرفين عليهم، وقد تم تعليمهم وتدريبهم على آلية انتاج الدبال من المواد العضوية من مخلفات البيوت لاستخدامها في الحدائق المنزلية للاستغناء تماماً عن الأسمدة الكيميائية من جهة، والتخفيف من المخلفات البشرية من جهة اخرى، كما تم عمل أربعة محطات للزراعة المستدامة (Permaculture) في محيط حديقة المركز، وهي الطريقة التي تمكن من توزيع المياه على النباتات حسب الحاجة.
في حين تعرف الطلبة المشاركون من كافة المناطق المشاركة على طريقة عمل القبة الجيودوسية بأسهل وأنجع الطرق، وهي طريقة سهلة وغير مكلفة تستخدم فيها عصي البوص عن طريق المثلثات تمكن من تنفيذها في الحدائق المنزلية، وتعطي شكلاً جمالياً في الحديقة وتستخدم طيلة أيام السنة، كما يمكن تنفيذها في المدارس والجامعات والمؤسسات، ولا تحتاج الى حيز كبير للتنفيذ.
وفي النشاط الأخير الذي اتصف بالمغامرة والحيوية والمرح، فقد استقلت المجموعات الأربع التي تم تشكليها الدراجات الهوائية مع أخذ احتياطات السلامة الكاملة من خوذ ومرافقات من المشرفين والمسعفين الطبيين، وجابوا خلال جولاتهم المناطق الزراعية في القرية لمشاهدة الآثار الكارثية التي تواجهها قرية العوجا نتيجة جفاف نبع العوجا بسبب سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على حوض عين العوجا، وبحفر ما لا يقل عن 5 آبار ارتوازية عملت ليل نهار على جفاف عين العوجا، ونقل المياه المستخرجة إلى المستوطنات، فقد شاهد المشاركون ما آلت اليه حقول القرية من تصحر بعد أن كانت واحة غناء يضرب بها المثل.
كما قامت المجموعات نفسها بزيارة الى مكب النفايات في القرية للاطلاع على الطريقة التي تعالج بها القرية نفاياتها، والاخطار البيئية والصحية المترتبة على ذلك جراء استخدام السبل الغيرصحيحة لطمر النفايات ومعالجتها حسب الطرق العلمية المتبعة.
وفي نهاية المخيم عبر الطلبة المشاركون عن مدى سعادتهم بهذه المشاركة، وعن مدى الاستفادة من المعلومات المقدمة لهم من جهة، واعطائهم فرصة المشاركة الفعلية تطبيقاً وتدريباً عملياً مباشراً لما يتم تعلمه نظرياً، كما تم تقديم الشكر لهم لانضباطهم وعملهم بروح الفريق الواحد، كما تمت توزيع الشهادات على المشاركين إضافة إلى زيارة نبع العوجا التي تدفقت منذ ايام ليصعق ويفاجأ الجميع بجفافها تماماً.
هذا وسيتبع المخيم مباشرة مخيمان آخران ينفذان بالطريقة نفسها بهدف مشاركة جميع المناطق المشاركة في نشاطات مركز التطوير المائي والبيئي – مؤسسة اصدقاء الأرض الشرق الاوسط، وعددها أحد عشر منطقة، هي اريحا، العوجا، فصايل، الجلمة، باقة الشرقية، طولكرم، صور باهر، أبو ديس، وادي فوكين، يطا اضافة الى غزة التي يتعذر مشاركتها بسبب الحصار الاسرائيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق