أكد حمدي خليفة نقيب المحامين في تصريح خاص لـ: " مصر والعالم " إنه تأجل اليوم مؤتمر الوحدة الوطنية الذي كان سيعقد في نادي المحامين بالمعادي الساعة السابعة مساءًا إلى 14 أكتوبر الجارى وذلك من أجل تجهيز القاعة المخصصة للمؤتمر بنادي المحامين لتكون لائقة بوفود السفراء والمسئولين العرب بالدول العربية حيث أن هذا المؤتمر سيتحدث عن الوحدة الوطنية وسندعو فيه كبار رجال الأزهر والشخصيات السياسية والسفراء العرب.
وأضاف النقيب أن نقابة المحامين دائماً تسعى إلى التواصل بين المسلمين والمسيحيين خاصة أنهم يداً واحدة من خلال عقد المؤتمرات والندوات التي تحث على تفعيل الدور الوطني بجمهورية مصر العربية وإن النقابة تلعب هذا الدور خاصة إننا كان لنا موقف هام في قضية الشهيدة . مروة الشربينى التي حصلت النقابة لها علي حقها الطبيعي من الجناة وقد نالوا عقابهم.
وأوضح النقيب أن نقابة المحامين دائماً تسعى إلى تفعيل دور الوحدة الوطنية ليس فقط من خلال الندوات والمؤتمرات ولكن من خلال تدعيم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في نقابة المحامين و يتمثل ذلك في أن هناك محامين أقباط دائماً النقابة تقدم لهم خدمات مثل المسلمين سواء بسواء
وأوضح خليفة أنه تم توجيه الدعوة للمؤتمر لعدد كبير من الوزراء والسفراء بالإضافة إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا شنودة الثالث بالإضافة إلى نقباء النقابات المهنية بمصر ومختلف الدول العربية وجميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة لتغطية أحداث المؤتمر وكذالك جميع النقباء بالاتحاد الدولي للمحامين ونقباء المحامين العرب .
وإليكم نص بيان نقيب المحامين حمدى خليفة رئيس المحامين العرب
لا يستطيع أحد أن ينكر علينا جميعا - في مصر – وحدة الهدف نحو تنمية واستقرار بلدنا العزيز الغالي .. وليست هذه صفات لأحد دون أحد ؛ ولكنها للناس جميعا ؛ مسلميها ومسيحييها .. ومصر هي بلد الأمن والأمان وبلد الوحدة الوطنية التي لا يزحزحها كائن من كان ؛ قيد أنملة ولا تهزها ريح ؛ مهما كانت ذروتها .. لقد أثارت أحاديث الأنبا " بيشوى " سكرتير المجمع المقدس – شجون المصريين ونبهت الجميع إلي ضرورة الحث علي دعم استقرار وحدتنا وتوحيد صفوفنا ؛ مما أثار حفيظة مجمع البحوث الإسلامية الذي انعقد خصيصاُ لهذا الأمر ؛ ودلف بياناً عبر فيه عن تأسيه من هذه التصريحات ؛ التي يجب إلا تخرج من مسئول رفيع المستوي بالكنسية .. مما حدا بقداسة الباب شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية ؛ إلي الخروج بنفسه لوسائل الإعلام ؛ معبراً عن رأيه ؛ فيما أسيء فهمه .. منوها إلي أن الوحدة الوطنية تمثل قدس الأقداس للمصريين جميعاً .. لقد قبل الأزهر الشريف تصريحات قداسة الباب بارتياح شديد وهو ما أثلج صدور جميع المصريين ؛ مسلمين ومسيحيين واعتبار ما حدث ؛ ما هو إلا ؛ زوبعة في فنجان .. وإننا في نقابة المحامين – قلعة الحريات – لا يسعنا إلا أن نشد علي أيدي الجميع ؛ بضرورة التكاتف القوي وراء قوة الوطن وصلابة المواطن ونضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه أن ينال من وحدة الوطن ويوقع بين بني الوطن الواحد ؛ مهما كانت منزلته .. إن وحدة الوطن خطأ أحمر لا يجب الاقتراب منه بالقول أو الفعل ؛ لأن هذا الوطن ملكية لنا جميعاً ورثناه عن أجدادنا وندخره لأبنائنا من الأجيال القادمة .. إن دماء المسلم والمسيحي التي اختلطت في حروب عديدة من شأنها الدفاع عن مصر ؛ الكيان والدولة .. ضمد الطبيب المسلم جراح المسيحي المقاتل ونفس العمل قام به الطبيب المسيحي .. في حروب عديدة خاضها المصريون جميعا منذ جلاء الحملة الفرنسية عن مصر 1801 مرورا بحملة فريزر 1807 وثورة عرابي 1881 وثورة المصريين عام 1919 التي تعانق فيها الصليب مع الهلال وهللت المآذن ودقت الأجراس من أجل مصر والمصريين .. وحرب أكتوبر المجيدة التي صنعت تاريخ أمه يعيش فيها المسلمون والمسيحيون.. إننا - معشر الأخوة – الآن ؛ نبني معركة الكفاح المسلح ضد أي محاولات تضر بمصلحة بني الوطن والمواطن وتحاول النيل من استقرار المصريين ؛ تحت زعم من الأقدم ومن هو الأحدث .. إن معركتنا تسمو فوق هذا بكثير وتعلو علو السماء ؛ في أننا قادمون علي حرب اقتصادية عالمية وحرب بنية تحتية وقضية شعب تخطي الثمانين مليون ؛ حتى لا نجوع ولا نعري ونتفرغ لحرب كلامية جدلية لا طائل من ورائها سوي التخلف عن ركب التقدم .. إن مصر وقائدها وشعبها في قارب واحد لا يحتمل أي محاولة للخروج عن المألوف ولا يقبل نداءات المتعصبين من الجانبين .. ويكفي حديث وزير المالية المصري الذي رفض مبدأ الوحدة الوطنية معللاً أننا كتلة واحدة ولسنا وحدة بين طرفين .. إن المسلمين الذين يتسابقون من أجل تهنئة أخوتهم الأقباط في أعيادهم وكذلك الأقباط ؛ لا يقبلون غير الوحدة نحو الهدف الأسمى .. إن المسلمين الذين قطعوا جريد نخيلهم في جنح الظلام وسقفوا به كنائس الأقباط قبل مطلع الفجر في صعيد مصر قبل الصورة وبعدها ؛ لن يرضيهم أمر الصائدون في المياه العكرة .. ويكفينا زخرا وفخرا أن أول محام تقدم الصفوف للدفاع عن الشهيدة مروه الشربيني كان قبطيا .. ويكفينا أن الزميل الأستاذ / رجائي عطية هو الذي دافع عن أقباط مصر في الصعيد في خلاف الجوار مع المسلمين في قضية الكشح المعروفة .. مطلع الألفية الثالثة ..
لذا
قررنا نحن في نقابة المحامين دعوة جميع النقابات المهنية والاتحادات العالمية وقوي المجتمع المدني وقادة الأحزاب المصرية والتكتلات السياسية وممثلو الأزهر والكنسية لنجلس سوياً علي طاولة واحدة مساء الخميس الموافق 14/10/2010 تمام السابعة مساء من أجل الاتفاق علي نبذ أي خلاف قد يؤدي إلي زعزعة الأمن القومي أو المساس بالهوية العقائدية ونافخي الكير الذين يحاولون إشعال أي شظية لحرق بني الوطن الواحد بنيران الفتنة الطائفية .
دمنا لمصر ودامت مصر لنا والله أحكم الحاكمين .
حمدي خليفة
نقيب المحامين
رئيس اتحاد المحامين العرب
7/10/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق