سرور: الوحدة الوطنية في مصر لا تحتاج دروسا من الخارج
الشريف: الاختراق للعقائد الدينية خط أحمر لا يجوز المساس به
خليفة: الوطن لكل المصريين مسلمين ومسيحيين لأنهم نسيج واحد
عقدت نقابة المحامين مساء "الخميس" بقاعة المؤتمرات بالأزهر الشريف، مؤتمرًا حاشدًا تحت عنوان "الوحدة الوطنية من أجل مستقبل مصر"، برئاسة حمدي خليفة، نقيب المحامين، ورئيس اتحاد المحامين العرب، وحضور وزير الإسكان أحمد المغربي، والمهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة، وعبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية بمجلس الشعب نيابة عن أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، ومحمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشورى ممثلاً عن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى.
كما حضر من الشخصيات الدينية، الشيخ نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق، ومحمود عزب مستشار شيخ الأزهر لحوار الأديان، والقس بشارة صبحي توفيق ممثلاً عن الكنيسة.
وحضر من الشخصيات الدبلوماسية العربية والأجنبية السفراء الليبي والهولندي والإندونيسي، بالإضافة إلى حضور مندوبًا من السفارة الأمريكية، وممثلين عن عدد من الوزراء والمحافظين والسفراء العرب والأجانب ورجال الدين الإسلامي والمسيحي. كما حضر من الوسط الفني الفنانين القديرين محمود ياسين، وجمال إسماعيل.
نسيج طيب
من جانبه أكد حمدي خليفة، نقيب المحامين، في كلمته أمام المؤتمر، قوة وحدة الصف الوطني المصري عبر مراحل التاريخ المختلفة، موضحًا بالقول: "إن العالم أجمع يقف أمام عظمة المصريين في تاريخهم الذي لديه معطيات بأن هذه الأرض بها خصوبة قادرة على إنبات النسيج الطيب والقادر على اجتياز المحن مهما كانت العقبات".
وأضاف: أن المتأمل لتاريخ مصر لا يتعزر عليه إدراك الترابط الاجتماعي بين أبناء شعبها ويلمس بوضوح الوشائج القوية التي تنظم نسيج مجتمعها مما جعلها عقبة كئودا أمام كل من يحاول النيل من وحدة هذا النسيج الاجتماعي.
واستطرد قائلاً: إذا كانت مصر قد شهدت في مهد تاريخها ملامح التوحيد _ زمن أخناتون وجذور العقيدة فإنها في الوقت ذاته كانت متفيئا ظليلا للعقائد السماوية التي انتشرت على أرضها، ونعمت بوجود وزيارة عدد من الأنبياء ( عليهم السلام ) فحق لها أن تكون مهد الأديان والأنبياء، فعندما تم التبشير بالمسيحية اعتنقها عدد كبير من المصريين، ولما بعث محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بادر بإرسال حاطب بن أبى بلتعة عام 6 هجرية على رأس وفد إلى المقوقس ـ حاكم مصر ( قيرس ) الذي أحسن الاستقبال وأهدى الوفد " ماريا " القبطية وشقيقتها " سيرين " فتزوج النبي الكريم من ماريا التي أنجبت له إبراهيم، كما زوج سيرين إلى الصحابي الشاعر حسان بن ثابت الذي أحب مصر بلدا وشعبا في أشعاره.
وتابع: وبضدها تتميز الأشياء وهذا مبعث التأكد للوحدة المشتركة حتى في مواجهة العدو أيا كانت جنسياتهم أو ديانتهم.
وقال خليفة: لقد حرص قداسة البابا شنودة الثالث على تأكيد هذه الروح المشتركة بمقاطعة زيارة الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة حتى تتحرر من أيدي الصهاينة وتعود إلى المسلمين والمسيحيين كما تؤكد ذلك الكتب السماوية، ومصر هي بلد الأمن والأمان منذ بدء الخليقة، فحينما جاءت المسيحية إليها في وقت مبكر جاءت العائلة المقدسة إلى مصر هربا من غطرسة اليهود ومليكهم في فلسطين.
وأضاف: لم تمضي سنوات عشر على وفاة النبي الكريم حتى أقدم عمر بن الخطاب على فتح مصر وكان قائد الفاتحين آنذاك عمر بن العاص معلقا وللتاريخ هنا وقفة حيث تؤكد المصادر التاريخية على حسن استقبال أهل مصر للفاتحين، وهذا ما أفصح عنه الأسقف يوحنا النقيوسي في كتابه (تاريخ مصر) الذي بعد رؤية قبطية للفتح الإسلامي لمصر، موضحًا أن المصادر تشير إلى أن المصريين لم تكن لهم ـ في ذلك الوقت ـ أية مشاركة في حكم بلادهم, أو أي حقوق مدنية وحرموا من الاشتراك في الجيش, بل وخضعت لغتهم لجبروت وقهر اللغة اليونانية التي استسلم المصريون في ظل الحكم الإسلامي من الإضهاد الديني الذي عاشوه في ظل الإمبراطورية الرومانية وتمتعوا بالحرية الدينية والتعايش السلمي تنفس الجميع الصعداء وشاركوا في صنع القرار وأحسوا بعمق الانتماء والوطنية، وأنه على الرغم من أن الفاتحين كانوا قلة إذا ما قورنوا بأبناء الوطن المتواجدين إلا أنه مع مضي الوقت ومرور الزمن حدث اندماج بين هؤلاء وأولئك وامتزجت مشاعرهم بحكم القرابة والمودة المؤكدة بقوله تعالى: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " صدق الله العظيم.
كما استشهد بالكتاب المقدس في سفر إشعياء النبي بمقولة " مبارك شعبي مصر "، حيث تمخضت عبر هذه القرون عن هذا النسيج المتلاحم من عنصري الأمة.
وأشاد خليفة بالقائد المسيحي فؤاد عزيز غالي في معركة التحرير، وفي العصر الحديث بالدكتور بطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة في العقد الأخير من القرن الماضي، حيث كان كل المواطنين المصريين تعمهم الفرحة بهذا المنصب المشرف.
واختتم خليفة كلمته بالقول: إن الله عز وجل ثم بيقظة شعب مصر وحكامه لن ينال أحد من المغرضين هدفه, متمنيًا أن يديم الله مصر على وحدتها, لتظل مصر خير بقاع الأرض ولتظل أمنًا وأمانًا لكل زائريها تصديقًا لقوله تعالى:" ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
الإخاء والتعاون
من جانبه أكد أحمد فتحي سرور، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية بمجلس الشعب أن الإسلام والمسيحية بصفة خاصة بينهما روابط عميقة وان القرآن يهدينا ويذكرنا دائما بعلاقة المودة والقربى التي تربط بين المسلمين والمسيحيين0
وارجع إلى أن الفتنة إلى تاريخ الحملة الفرنسية والتي كشفت تواصل المخططات الخارجية التي تستهدف تفكيك وحدة نسيج الأمة الواحدة والتي تستهدف التصدي الواعي الوطني والشعبي والسياسي لإفشالها بفضل المواقف المسئولة والبناءة لمسلمي ومسيحي مصر 0
وأوضح أن مصر لكل المصريين مسلمين ومسيحيين لأنهم أبناء وطن واحد وحقوقنا وواجباتنا متساوية ولا شك أن الأديان مهما اختلفت في شعائرها تجتمع على قيم واحدة تعكس المحبة والإخاء والتعاون على مدار تاريخها الطويل0
وقال عبد الأحد أن الوحدة الوطنية في مصر لا تحتاج دروسا من الخارج ولا تحتاج تأكيدا من أحد.
وشدد بأنه يجب أن نتعاون معا لتأكيد قيمنا الثقافية والدينية السمحاء ولن يتحقق ذلك إلا بأسرة ومدرسة وكنيسة ومسجد مستنير فمصر ترفض الأجندات الخارجية بأي طريقة من الطرق 0
خط أحمر
وأكد صفوت الشريف في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشورى على أن من يقول أن مصر تضم عنصري مسلمين ومسيحيين فكلامه خاطئ بل إن مصر تضم عنصرا واحدًا فالاختراق للعقائد الدينية خط أحمر لا يجوز المساس به والعلاقة بين العبد وربه علاقة خاصة لا يجوز التعدي عليها. كما حث رجال الدين على تطوير الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي.
وطالب الشريف المشرع بضرورة السعي لإصدار قانون موحد لدور العبادة وضرورة مراجعة المناهج التعليمية التي تعمل التطرف مطالبا رجال الدين والإعلام والثقافة العمل على إخماد المحاولات الفاشلة التي تنشر الفتنة الطائفية وحذر رجب الشعب المصري من أن مصر مستهدفه من البعض لإضعافها ولكنها دائما على مر التاريخ قادرة على أن تتجاوز كل هذه الأحداث وستبقى قوية هكذا مدى الحياة.
قام بالتغطية: أيمن عامر ـ أحمد إسماعيل ـ مجدي فكري ـ رامي فيصل ـ أحمد نبيوة ـ كرم من الله السيد، ـ أمل فوزي ـ آيات سليمان ـ زهراء رشاد ـ طارق الغباشي
______________________________________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق