بقلم المستشار سامح المشد
ليس كدبلوماسى دولى ولكن .. كمواطن عربى
الحرب فى جنوب كرفان ودارفور.
لقد دخلت الحرب فى السودان عامها التاسع، ولا زال القصف الجوي يصل الى معظم مناطق جنوب كردفان مستهدفاً تجمعات النوبة ودارفور ، وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بين المواطنين دون مراعاة لأى حرمة و شهر رمضان وعيد الفطر على الأبواب حيث يستقبلونهما بالدم والدمار و منع المراقبين ومنظمات الإغاثة والمجتمع المدنى من اغاثة المنكوبين.
ولا زال نظام البشير يمارس الظلم والبطش والطغيان مثل إعتقال عدد كبير من المواطنين من أبناء جبال النوبة وتصفية بعضهم و تعذيب وترهيب المواطنين وممارسة ضغوط كبيرة عليهم لإجبارهم بالإعتراف على غير مايعتقدون وإستخدام إستراتيجية التمييز والتفريق بين مواطني جنوب كردفان و جبال النوبة و دارفور وممارسة الضغوط وتضييق خناق المعيشة عليهم لإفقارهم ليعيشوا في مهانة ومذلة , وكذلك منع المواطنين من الخروج من مدينة كادوقلي بالرغم من المخاطر التي يتعرضون لها وعدم إستقرار الوضع الأمن بالمدينة، مع تعرض المدينة لهجوم شرس وإبادة جماعية و ضرب القري بالطائرات ومنع من يتمسكون بالبقاء في قراهم من الزراعة بل وقتل بعضهم وهم يزرعون و تنفيذ الأهداف والخطط المعلنة للنظام بمنع المواطنين والسكان من مزاولة حياتهم الطبيعية من خلال إستمرار الحرب مما يؤدي إلى تجويع السكان وإستخدام الطعام لتركيعهم والهيمنة والسيطرة عليهم، فإما أن ينصاعوا مزلولين صاغرين أو يبادوا أو يتم تهجيرهم وافراغ المنطقة من سكانها ًو إستخدام الحكومة لمرتزقة من الدول المجاورة وغيرها، بعد أن رفض أبناء جنوب كردفان و دارفورالمشاركة في هذه الحرب وأن يكونوا حطباً لحروب البشير العنصرية و قيام النظام باخراج بعض المسرحيات الهزيلة لصرف النظر عن هزائمه وانتكاساته وإستخدام أجهزة الإعلام لتضليل المواطنين بصورة هزلية.
لقد وصلت ممارسات النظام وضعاً خطيراً بجنوب كردفان،وادرفور ووصلت الأزمة مرحلة جديدة أشد خطورة، من الابادات بشهادات ابناء المنطقة، وتقرير الامم المتحدة، وقصف الطائرات للمدنيين بأسلحة محرمة دوليا، ومنع الطعام، وطرد النازحين، وتمشيط المنازل، واغتيال العزل على اساس الهوية والانتماء السياسي. وعمليات الإغتيالات الواسعة المؤكدة بالمقابر الجماعية بشرق كادوقلي المصورة والموثقة بصور الاقمار الصناعية.
إن هذه الممارسات تستدعى التدخل الفورى من قبل المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدنى للتدخل بصورة سريعة وعاجلة، وذلك بفرض حظر جوي شامل على المنطقة لمنع وإيقاف القصف العشوائي على المنطقة وحماية السكان والمدنيين العزل من القتل والدمار ومن ثم التدخل بقوات دولية جديدة تحت البند السابع حيث عجزت القوات السابقة من حماية ألاف المواطنين الذين إستجاروا بها بل سمحت بإعتقال بعضهم من أماكنهم وتمت تصفيتهم ، فأصبحوا الآن في المقابر الجماعية التي كشفتها الأقمار الصناعية. علما بأن كل ابناء شباب السودان الحر هم صفا واحدا دفاعا عن انفسهم وقضاياهم العادلة وضد المظالم والفظائع التي ترتكب ضدهم ولا بديل له سوى النضال حتي النصر او الموت دونه وعندما التقيت بتجمع شباب السودان الحر فى آخر ندوة وآخر مؤتمر صحفى طالبوا بضرورة وقف إطلاق النار فوراً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضرِّرين من الحرب وأنا أقول أنه لابد من البدء الفوري للعملية السياسية المؤهِّلة لإيجاد معالجات عادلة ومقبولة لدي كل الأطراف، مع إفساح المجال للعقلاء والحكماء لحل المشكلة ,و حماية المدنيين من أهوال الحرب حسبما تنص عليه قواعد القانون الدولي ومواثيقه و تكوين لجنة وطنية مستقلة لتقصي الحقائق لتحديد المسؤليات عما حدث ونشر نتائجها للرأي العام السوداني. و فتح الحوار بين أهل الولاية لمناقشة القضايا الخاصة بهم، على أنْ يُتَوَّج بمؤتمر جامع لكل المكونات السياسية والاجتماعية والثقافية لتوحيد كلمة اهل المنطقة و مناشدة المجتمع السوداني للتضامن مع أهل المنطقة بصفة عامة، والمتأثرين بالحرب منهم بشكل خاص، والاستفادة من دروس وعبر الحرب في دارفور و مناشدة المجتمع الدولي للقيام بدوره في إنقاذ المتأثرين بالحرب ومساعدة أطراف النزاع بالوصول الي سلام دائم. وفى الإحتماع الأخير بين الإتحاد الدولى للشباب الحر والإتحاد الدولى للثوار العرب وتجمع شباب السودان الحر فى القاهرة ناشدوا الحكومة السودانية بوقف التصدّي العسكري والقصف الجوي ضد شعبها والتماس الحلول السلمية ,ووقف التهجير والإجبار على العودة ، مع ضرورة تهيئة المناخ الآمن للعودة الطوعية للمواطنين لممارسة حياتهم الطبيعية و عدم استهداف الناس بناءاً علي الهوية العرقية أو السياسية، مع العمل المباشر لإطلاق سراح جميع المعتقليين فوراً، أو توجيه تهم لهم ومحاكمهتم بعدالة. وكذلك وقف التعتيم الاعلامي وفتح المنطقة أمام وسائل الاعلام المستقلة لنقل الحقاق للرأي العام ولقد وقف شباب السودان الحر بالقاهرة امام جامعة الدول العربية موجهين رسالة لأمين عام الجامعة قائلين فيها:
نخاطبكم اليوم وقد بلغت الأزمة ذروتها في السودان، بعد أن قام نظام الجنرال البشير بفصل جنوب السودان وتشريد حوالي عشرة ملايين سوداني إلى أرجاء العالم الأربع بإسم الإسلام الحنيف والشريعة الغراء؛ وهو اليوم يُكرِّر ذات التجربة ضد سكان شمال السودان بصناعة جنوب جديد، لا سيما، في كردفان وجنوب النيل الأزرق ودارفور.
إن الأزمة الراهنة لا تقف اليوم عند حدود الفساد والإستبداد وآلة القمع الوحشية، بل قد وصلت إلى تهديد الكيان السوداني برمته؛ لأن بقاء نظام البشير بسياساته الرعناء يعني عملياً تقسيم السودان لعدة دُويلات متناحرة تُشكِّل خطراً على الأمن والسلم الدوليين.
وأخيرا أقول للسيد الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية
نحن ندرك أن جسم الجامعة العربية السياسي والإداري يتشكل أساساً من الحكومات العربية القائمة؛ رغم أنه قد بُذلت جهود سابقة لإلحاق المجتمع المدني، كما طُرحت دعوات جديدة أخرى تتصل بالتغيرات الجارية في أُتون الربيع العربي وكان لمعاليكم دورا كبيرا في إبرازها. والآن يسود شعور متنامي في أوساط السودانيين عرباً وأفارقة بأن الجامعة العربية تنتهج إزدواجية المعايير وتكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالسودان، لا سيما، والسودانيون يعيشون لأكثر من عقدين تحت وطأة أسوأ نظام عربي معاصر وبدون أدني قرارات من الجامعة العربية تصب في صالح خلاص الشعب السوداني من الحروب الدون الكيشوتية المستمرة للجنرال عمر البشير!.. تلك الحروب التي كان المتضرر الأكبر والخاسر الأكبر فيها هو الشعب السوداني الذي دفع الملايين من أبناءه أرواحهم فداءً للخلاص من نظام البشير؛ بينما واصل الجنرال البشير تبديد موارد ومقدرات الشعب السوداني في شراء الذمم ورشوة ضعاف النفوس داخل وخارج السودان.
وأختتم مقالى قائلا للسيد العربى الأمين العام للجامعة العربية
في إطار هذه التطورات العاصفة وإنطلاقاً مما ذكرته آنفاً أطلب من سيادتكم ليس كدبلوماسى دولى ولكن كمواطن عربى تحديد موعد عاجل لمقابلتكم للتفاكر والنقاش وتبادل الآراء حول الدور المطلوب من الجامعة العربية تجاه شعب ودولة السودان في هذا الظرف الدقيق الذي يعيشه السودان. عاش الشعب السودانى حرا موحدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق