مؤتمر الدوحة القطرية يُرسِّخ أقدام الاحتلال في القدس
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين ؛ أما بعد :-
لم يكن متوقعاً من المؤتمر الذي عُقد في العاصمة القطرية الدوحة يومي 26و27/2/2012م أن يأتي بجديد مخالفٍ لما كانت عليه كافة المؤتمرات التي تقام في البلدان العربية والإسلامية الفاقدة لسيادتها الكاملة لصالح النظام الدولي الذي يعترف بالكيان الصهيوني "إسرائيل" دولة وهي قائمة على أنقاض مدننا وقرانا وأشلاء ورفات أهلنا في فلسطين.
وأيضاً لم يكن متوقعاً أنْ يدعو القائمون على المؤتمر يهوداً وهم يناقشون شئون المدينة المقدسة ويتحدثون عن الاعتداءات اليهودية على المسجد الأقصى المبارك ، ونعتبر ذلك استخافاً بالنتائج التي أسفرت عنها الثورات في بلدان الربيع العربي التي تعلن بوضوح تمسكها بفلسطين عربية إسلامية ورفض كل أشكال التبعية للغرب أو للشرق واعتزازها بالقيم الإسلامية ودعوتها الواضحة في كل بلدانها للجهاد من أجل تحرير المسجد الأقصى المبارك.
ولفتت أجواء المزاح والضحكات إلى إمعان في التخاذل وعدم جدية المؤتمر في وضع حلول حقيقية تفضي إلى تخليص المسجد الأقصى ومدينة القدس من قبضة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني ولو حتى على قاعدة قرارات هيئة الأمم المتحدة الهزيلة التي تعتبر الضفة وجزء القدس الشرقي وغزة مناطق محتلة منذ العام 1967م.
وليس من نافلة القول أن المؤتمر المنعقد على مقربة من أكبر قاعدة حربية أمريكية اشتمل على تناقض كبير يلوث الوعي الفكري والفهم السياسي فمن جهة يدعو ما أسماها "القوى الدولية الصامتة عن الانتهاكات الإسرائيلية إلى تحمل مسؤوليتها وإلزام إسرائيل تنفيذ القرارات الدولية ذات العلاقة بمدينة القدس" ؛ وفي ذات الوقت يريد التوجه إلى مجلس الأمن الدولي " وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ احتلال عام 1967 في القدس العربية بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية".
ولا يهمّ الأمة الإسلامية إذا كان قرار تشكيل اللجنة الدولية سيصدر عن مجلس الأمن أم لا ، ولا يعنيها في شيء الفترة الزمنية التي تستغرقها التحقيقات (على غرار اللجنة الدولية للتحقيق في جرائم الاحتلال بمخيم جنين) ولا تعوّل كثيراً على النتائج ، ولا تنتظر قرار إدانة من مؤسسة دولية، ولا تتوقع نصرة من دولٍ غرست "إسرائيل" في الجسد الإسلامي والعربي وتتعهدها بالرعاية والدعم.
ولكن ما يهمّ المسلمين في العالم هو الحراك الحقيقي الفاعل لمواجهة القوة الإسرائيلية الصهيونية بالقوة الإسلامية الرادعة ، وما يعنيهم هو المسارعة واغتنام الوقت لإنجاز مهمة تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وما يعوّلون عليه هم شبابها الثائرين على الظلم ورجالها الراسخين في الوعي والفهم، وما تنتظره هو قراراً بإعلان الجهاد لاستعادة الأراضي المغتصبة وتطهير المقدسات من دنس الاحتلال، وما تتوقعه هو إمداد أهل فلسطين وخاصة المقدسيين بالسلاح والعتاد وإسنادهم بالجيوش التي تجتث الصهاينة وتستأصلهم من الأرض المباركة.
وعليه فإن الحملة الإسلامية لنصرة الأقصى ؛ تؤكد على ما يلي:-
1. نرفض النتائج التي تمخض عنها مؤتمر الدوحة يومي 26و27/2/2012م.
2. على حكام العرب والمسلمين القيام بواجباتهم التي تفرضها مناصبهم تجاه قضايا المسلمين وخاصة المسجد الأقصى ومدينة القدس وعدم الإلقاء بها في المحافل الدولية المعادية لأمة الإسلام والمنحازة لدولة الكيان الغاصب لفلسطين.
3. نطالب بوقف التعامل مع المؤسسات الدولية وأولها مجلس الأمن حتى يثبت حياديته بالقتال ضد الكيان الصهيوني على غرار ما فعل في كوسوفو المسلمة قبل سنوات.
4. ندعو المسلمين من كافة أنحاء العالم للاستعداد للمشاركة في المسيرة نحو القدس المقرر انطلاقها يوم 30 مارس/أذار المقبل.
5. ندعو الأمة الإسلامية إلى أخذ زمام المبادرة بالتحرك نحو فلسطين بثقلها ومشاركة أهلها في جهادهم ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني.
إخوانكم في:
الحملة الإسلامية لنصرة الأقصى
الثلاثاء 6 ربيع الآخر 1433هـ
الموافق 28/2/2012م
للانضمام إلى حملة البيعة على الموت لتحرير المسجد الأقصى:
http://www.facebook.com/pages/حملة-بيعة-الموت-لتحرير-المسجد-الأقصى/245586432191562?sk=wall
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق