الأحد، ديسمبر 04، 2011

د محمد الكمالى الأمين العام لتجمع قوى الربيع العربى ل " مصر والعالم " نرفض المبادرة الخليجية لأنها لا تحظي بالقبول الشعبي والثورى



ثورتنا تهدف إلى بناء يمن جديد بعيد عن كل مخلفات الماضي ومساوئه

إذا كانت السياسة فن الحصول علي الممكن فان الثورة هي فن تحقيق المستحيل

المبادرة توفر حصانة قانونية لمن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وقتلوا المتظاهرين السلميين والمدنيين العزل

نتمنى من مصر الثورة اتخاذ مواقف قوية تجاه القضية اليمنية و دعم مطالب الثوار في المنظات الإقليمية والدولية

صالح يستخدم الاتفاقية كخطوة تكتيكية للنقض واستكمال المجازر بعيدا عن الحصار الدولي.

صالح يريد تدمير اليمن في سبيل الحفاظ علي السلطة وعلي آسرته ولن يسلمها إلا محرقة

نتمسك بالرحيل ونحاول حشد دعم إقليمي ودولي لمساندتنا

أجرى الحوار : أيمن عامر

تشهد اليمن تطورات متسارعة لا تخلو من الدموية بعد توقيع الرئيس اليمني للمبادرة الخليجية التي يتنازل بموجبها عن صلاحياته لنائبه الذي يقوم بالمشاركة مع المعارضة السياسية في اليمن وتشكيل حكومة انتقالية ومن ثم الدعوة لانتخابات رئاسية بعد ثلاثة أشهر يخرج بموجبها الرئيس من السلطة تبدأ بعدها فترة انتقالية ثانية لمدة سنتان يفترض أن يتم فيها نقل اليمن للمرحلة الديمقراطية بعد كتابة دستور جديد وللتعرف علي أبعاد ما تم الوضع في اليمن كسيناريو مختلف لبلدان الربيع العربي والذي يقدم نموذج له خصوصيته حاورت " النور " الدكتور محمد الكمالى الأمين العام لتجمع قوى الربيع العربى والفيادى فى تكتل الثورة اليمنية بمصر

وإليكم نص الحوار

* ما هي اخر التطورات في الوضع اليمني بعد أن تم توقيع المبادرة الخليجية بين علي عبد الله صالح والمعارضة اليمنية ؟

** رغم ما تم من توقيع المبادرة والتي لا تحظي بالقبول الشعبي او تأييد الثوار في الساحات إلا أن النظام المتهالك والته العسكرية لا يزالون يمارسون القتل والتنكيل والمجازر خصوصا في مدينة تعز التي تستهدف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في قصف عشوائي يراد منه كسر إرادتها وقتل الثورة في المدينة الأم التي كانت منطلق الثورة واكبر رافد لها والمدينة التي عرفت بسلميتها ومدنيتها ,,وشباب الثورة اليمنية لا يزالون مصرون علي أن ثورتهم مستمرة حتى تحقق كامل أهدافها وان الاتفاق بين السياسيين ليس ملزم لهم لأنهم خرجوا في ثورة حقيقة الهدف منها بناء يمن جديد بعيد عن كل مخلفات الماضي ومساوئه .

* ما هي أوجه الاعتراض علي المبادرة وخصوصا إنها تمثل مخرج مناسب يجنب اليمن الحرب الأهلية ؟

** أوجه الاعتراض عديدة أولها أن المبادرة توفر حصانة قانونية لمن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية واستهدفوا المتظاهرين السلميين والمدنيين العزل وتسقط مبدأ المحاسبة والمحاكمة الذي يراه الشاب مدخل مهم لتصفية المشاكل وبدء مرحلة جديدة كذلك هناك العديد من الملاحظات علي الآلية التنفيذية منها : أن المبادرة التي من المفروض أن تحول الرئيس إلي رئيس منزوع الصلاحيات كبديل عن التنحي أو الاستقالة الفورية كمخرج وسط بعد تعنت الحاكم في التوقيع واستمراره في ارتكاب المجازر والجرائم ,, بدلا من ذلك جعلت الرئيس الساقط الشرعية منذ أن ارتكبت أول جريمة قتل ضد متظاهر سلمي عاد أكثر شرعية من أي وقت مضى علي الأقل بالنسبة للموقعين فخصومه السياسيين – وليس الثوار – قبل حزبه وحلفائه يضمنوا له هذا الوضع خلال الفترة الانتقالية الأولى .

ثانياً : حكومة الوفاق والتي من المفترض أن تخفف الأجواء وتمهد للتغيير وتشكل أرضية مناسبة للشباب لاستكمال نضالهم حسب رؤية المشترك ,, بدأت بوادر التصريحات الإعلامية وتحركات صالح ومجازر قواته في تعز وغيرها من المدن تظهر أنها ستكون المدخل لتفجير الأوضاع وافتعال الحرب .

رابعاً : الآلية . لا يوجد فيها أي بند يمنع الرئيس من ممارسة مهامه بل تفويض للنائب بممارسة مهام معينة وليس الحلول محله فحتى الدعوة إلي الانتخابات الرئاسية تأتي من النائب بتخويل من الرئيس وخلال ذلك يمكن أن يقوم الرئيس المجمد في الفترة الانتقالية بمحاولة القيام ببعض المهام مدعيا انه ذلك لا يتداخل مع تفويض النائب وهو ما بدأت بوادره بتهنئة الجيش بحلول العام الهجري والتوجيه للداخلية بالتحقيق في خروقات .

خامساً : الفقرة 14 من الآلية نصت أن النائب بالإضافة لصلاحياته يمارس الصلاحيات المنصوصه في المادة والنائب في اليمن لا صلاحيات له أصلا ثم إن حصر صلاحياته بنقاط محدده يفتح باب التأويل عن أحقية الرئيس بممارسة الصلاحيات مشاركة مع النائب أو التحرك في الصلاحيات غير المنصوص عليها ومما يمكن سحبة أيضا علي الأمور المتعلقة بصفقات النفط والسلاح المرتبطة بمنصب الرئيس والقائد الأعلى للجيش .

سادساً : العديد من الثوابت التي تخلى عنها المشترك ومنها محاسبة القتلة والتي لا يقتصر ضررها علي الماضي أو مجرد وفاء للشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون حياتهم,ولكن حتى العواقب السياسية والإستراتيجية لذلك فمن أمن العقوبة أمعن في الغي كما يقال والدليل علي ذلك الاعتداءات المستمرة التي لم تتوقف في تعز وأرحب وغيرها وحتى العاصمة التي لازالت تستهدف حتى بيت النائب تم استهدافه .

سابعاً : المحافظة علي الدماء وتجنب الخسائر الإنسانية والذي كان المبرر الرئيسي للمعارضة للتوقيع سيصطدم بنقطة إعادة هيكلة الجيش,, فاللجنة العسكرية والأمنية المسئولة عن إعادة الهيكلة هل تستطع إقالة القادة من الأسرة الحاكمة,,فالاتفاقية بالنسبة للحاكم خطوة تكتيكية للنقض وبدء الصراع من موقع مختلف بعيدا عن الحصار الدولي وحالة الإدانة للجرائم والتعاطف الذي يحظى بهي الشباب والذي أظهره الترحيب الدولي بتوكل كرمان .

ثامناً : الفقرة 13 ج من الآلية تقول بالتزام حكومة الوفاق بكافة قرارات مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان فكيف ستتعامل الحكومة إذا طرحت أسماء ممن فيها كمرتكبين للانتهاكات التي حصلت والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت وإذا حاولت الحكومة ذلك هل سيؤدي إلي تفجير الأوضاع أم أن الحكومة ستكون بمثابة الحصانة السياسية لهم .

تاسعاً : البند الخاص بان يكون النائب مرشح توافقيا للحزب الحاكم والمعارضة وتتحدث بعد ذلك آلية بن عمر مقررة فوز هذا المرشح التوافقي سلفا فما الجدوى من عمل انتخابات أصلا ,أم أن الغرض منها إعطاء شرعية انتخابية للنائب الذي سيصبح رئيسا وكان يمكن الاكتفاء بالتوافق علية سياسيا أن يصبح رئيسا انتقاليا وتترك الشرعية الانتخابية للمرحلة الدائمة بعيدا عن التزوير والتزييف والاستغفال .

عاشراً : الفقرة 12 تفوض النائب كحكم بين الأطراف المختلفة في الفترة الانتقالية في حال عدم التوافق ,فما هو مدى الثقة بالنائب وخصوصا انه لا يسيطر بشكل فعلي وحقيقي علي الحزب الحاكم وسيحاولون فرض أجندتهم عليه كممثل لهم وفي حال الاختلاف سيكون للطرف الذي يقف معه النائب قوة سياسية ودبلوماسية داخلية وخارجية وهذا ما تكرر ذكره في الفقرتين 8 و12 .

الحادى عشر : البنود الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني وتحقيق العدالة الانتقالية والتعامل مع انتهاكات حقق الإنسان والإعداد لدستور جديد ؟؟ تطرح أكثر من تساءل فالتصالح والمسامحة يتطلب المكاشفة والمحاسبة .

الثانى عشر : في الجزء الخاص بالأحكام الختامية تطلب الآلية من الحكومة توفير التمويل للمؤسسات والنشاطات التي تتطلبها الآلية مع ملاحظة غياب الضمانات الاقتصادية والمساعدات في الاتفاقيات والآليات وخصوصا أن اليمن يرزح تحت ظروف صعبة لم تنشاء في فترة الثورة ولكن خلال المرحلة السابقة كلها .

* إذا كانت المبادرة مليئة بالسلبيات كما ذكرت فلماذا قبلتها الأحزاب السياسية في المعارضة اليمنية ؟
** إلي جانب الضغوط الدولية والإقليمية لقبول التسوية بهذا الشكل فان الأحزاب طرحت وجهة نظرها كالتالي
إن خياراتنا كانت محدودة والوضع الاقتصادي في اليمن وتكلفة الحرب المفتوحة اكبر من أن نتحملها سياسيا واقتصاديا وإنسانيا وأننا كنا نناضل للوصول إلي مبدأ أساسي ومهم هو الرحيل ونحاول حشد دعم إقليمي ودولي لذلك ولم يكن ممكنا إلا بالتنا زلات التي قدمناها حيث لم يكن في مقدورنا مواجهة علي صالح وهو يتمتع بغطاء دولي وإقليمي إضافة لامتلاكه لقوة عسكرية ومالية ولم نرد تحويل الثورة إلي نزاع عسكري او مجرد انقلاب يفقد الثورة معناها التغيري معه خصوصا مع عدم وجود قيود أو حدود أخلاقية أو إنسانية له ولا يوجد ما يمنعه من تدمير البلد في سبيل الحفاظ علي السلطة وعلي آسرته ولن يسلم إلا بعد تحويلها إلي محرقة لا يوجد بها حجر علي حجر .

وانه قد لا يكون لعلي صالح الاندفاع أو البطش الذي يتميز به بعض الزعماء أو علي الأقل هذا ما يبدو للناظر من بعيد انه أكثر تساهلا خصوصا مع قدرته علي الخداع والإيهام واتهام الغير بجرائم يرتكبها هو وأسرته ولا يتردد حتى في اتهام الضحايا ,, ولكي نتجنب المسارات الدموية خصوصا أن نهاية ألقذافي قد تدفعه للتهور ولا نقول شجاعة الخائف والمذعور ,,وهذا الوضع الذي دفعه لطلب المبادرة الخليجية مع اعتراضه الدائم عليها والذي لم يفهمه البعض رغم أنها تعطيه الحماية والحصانة له ولأسرته إلا أن صالح يعرف أن الحصانة الحقيقية له هي بقائه في السلطة وضمن معادلة التوازن الهش في اليمن ,,وشكل التوقيع علي المبادرة تنازل منه ولو تكتيكيا لأنه سيصبح مقيد بمبدأ الخروج من السلطة وكذلك تشل يده عن التدخل المباشر وسيكون الوفاق الوطني قيد والية ستحاصره وبقايا أسرته في السلطة وهذا ما اعتقد أن المشترك أراد قوله " إن ما وقعنا عليه ليس إلغاء لثورة الشباب وإنما هو لتوفير لهم مناخ أفضل لمواصلتها والسير في تحقيق أهدافه .

* إذن ما هو مدى الالتزام بهذه المبادرة وما هي الاجراءات التي تم القيام بها إلي الآن وما هو موقف الشباب الثائر مما يجري ؟

** المبادرة تخترق من قبل أن توقع والمجازر لم تتوقف ففي يوم التوقيع كان هناك خمسة شهداء علي يد قوات صالح والي الآن يسقط عشرات الشهداء يوميا فالأسرة الحاكمة ومن بعدها الحزب يشاركون في تقاسم الحقائب الوزارية مع المعارضة وقواتهم تستمر في ارتكاب جرائمها وشباب الثورة يدركون مجموعة من الحقائق ويتصرفون علي أساسها وهي انه إذا كان اللقاء المشترك والسياسيين المخضرمين يطرحوا أن هذا أقصى ما استطعنا الحصول عليه وان السياسة فن الحصول علي الممكن فان الثورة هي فن تحقيق المستحيل وإذا كانت الواقعية السياسية أملت عليهم القبول بما هو موجود فان الواقعية الثورية ليس لها حدود وهي التي جعلت الشعب اليمني يتمرد علي كل حسابات القوة والنفوذ والتوازنات الدولية ويخرج للساحات والميادين طالبا غد أفضل وبوجود السلطة الجديدة متمثلة بحكومة الوفاق والمعارضة الجديدة الممثلة بالقوى الثورية يكون النظام القديم قد آل للسقوط وهناك نظام جديد يتشكل يجب أن تكون لهم فيه كلمة الفصل ليأتي محققا أهداف الثورة .

و بالنظر إن علي صالح قد خرج من موقع المواجهة في الصراع –ولم تخرج أسرته- وانتقل لمحاولة الحكم من خلف ستار فان هناك مهام صعبة ولا تقل خطورة عن المرحلة السابقة

فكل الشباب المستقلين منهم والحزبيين لا يتنازلوا عن ثوريتهم وأحلامهم وأهدافهم فالأحزاب والقيادات القديمة لن تقدم الكثير وقد يكون هذا أقصى ما يستطيعون فلا يطلبوا منهم ولا يتوقعوا أكثر ,,فهم من سينتزع الحقوق انتزاعا وهم يقومون بإعادة تنظيم أنفسهم وتفعيل الوسائل الثورية مع تطوير آلية التحرك والقيادة والتواصل والتمثيل والاستمرار في النضال والثورة بغض النظر عن التغيرات والسيناريوهات القادمة .

وهنا يكتسب الملف الحقوقي والإنساني لمحاسبة المجرمين ومرتكبي جرائم الحرب والجرائم بحق الإنسانية قوة معنوية وأخلاقية كبيرة فالجرائم ضد الإنسانية تبقى محل المسائلة القانونية ولا حصانة لأحدٍ منها, فلا اتفاقات الساسة ولا الصمت يسقطها ولو مضت عشرات السنين, هذا ما يؤكده التشريع الوطني والقانون والعرف الدولي الجنائي .

* مما سبق يتبادر سؤال هل لا يزال علي عبد الله صالح يؤثر في المشهد السياسي اليمني في ظل سيطرة اقاربه علي قطاعات هامة في الجيش اليمني ؟

** في ظل أن الرئيس اليمني يظل رئيسا للحزب الحاكم الذي من أعضائه النائب المفترض كرئيس جمهورية الا انه لفهم طبيعة الواقع اليمني يجب ان ندرك انه لا يوجد جيش مؤسسي بالمعنى المعروف بل ميلشيات تابعة لأسرة صالح تحت مسميات رديفة فأغلبية من يفترض بهم ان يكونوا الجبش النظامي أعلنوا انحيازهم لصف الثورة السلمية لكن القطاعات الرديفة للجيش كالحرس الجمهوري الذي يقوده ابنه والامن المركزي الذي يقوده ابن اخيه والقوات الجوية التي يقودها أخاه والمنطقة الجنوبية التي يسيطر عليها احد اقاربه لازالت قواتها موالية له وهي بالمناسبة ليست وحدات تكميلية للجيش كالوضع الطبيعي لكنها قوات منفصلة عمل صالح علي تطويرها وتسليحها كحرس عائلي له ولنظام حكمه وهو الان يحاول بشتى الوسائل تفجير حرب اهلية كما تظهر الوقائع علي الأرض .

* تتناول وسائل الاعلام المختلفة انباء عن اشتباكات اخرى في شمال اليمن وكذلك مظاهرات في الجنوب تطالب بالانفصال ما حقيقة هذه الصراعات وهل تدور حرب طائقية في اليمن بين الشيعة والسنه ؟

** ما يحدث في شمال الشمال من صراع بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج هو صراع لبسط النفوذ تغطيه الصبغة طائفية التي تصب لمصلحة النظام الذي يدفع بالبلاد الي الهاوية ,,اما عن مطالب الجنوبيين فالنظام ايضا لا يضيع الفرصة لالتقاط أي اشارة او علامة لمحاولة اثبات انه اذا انتهى فان مصير اليمن سيكون التمزق – وهذا غير صحيح فمصلحة اليمن في انتهاء هذا النظام

* ما هي الرسالة التي تحب ان توصلها للشعب المصري وكيف يمكنه ان يقدم الدعم لقضية اليمن العادلة ؟؟

** ان العلاقة بين مصر واليمن لها جذور موغلة في القدم والشعبان تجمعهما روابط كثيرة ويحدوهما أمل كبير لمستقبل مشرق في ظل ثورات الربيع العربي ونحن نهنئ الشعب المصري بنجاحة في اجتياز أول اختبار للديمقراطية والذي يشكل بحد ذاته دعما لثورات الربيع راسما طريق مشرق لنجاحها ونتمنى من مصر الثورة اتخاذ مواقف ايجابية قوية تجاه القضية اليمنية وكذلك دعم مطالب الثوار في المنظات والهيئات الاقليمية والدولية الحقوقية منها والسياسية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق