فقَد القُرّاء العرَب في يوم واحدٍ كاتبين كبيرين: الأستاذ أحمد بهجت المفكِّر الفنّان الذي أطلَعنا من خلال عَمودِه صندوق الدّنيا على الكثير من حقائق الحياة وعجائبها، وعلى روائع من التّراث الإسلامي والتجارب المعاصرة، في أسلوب مُتمَيِّز بذوق خاص وتأملات روحية ولهجة ساخرة، مُغَلَّفة برِقَّةٍ وعُذوبة بالغةٍ، وسيَظَلُّ القارئ العربي الذي تابع لعِدَّة عُقودٍ ثَمَراتِ قَلَمه الرّصين وفَيض رُوحِه الشّفّافة، يَذكُرُه بالحبِّ والتّقدير، ويَفتقِدُ لقاءه اليوميّ في رُكْنِه الأثير في أعلى الصّفحة الثانية بجريدة الأهرام، وكما يَذْكُرُ مؤلَّفاتِه الإسلامية التي تلَقَّتها الأمَّة بالقَبُولِ الحسَنِ، ومنها: الله في العقيدة الإسلامية، وأنبياء الله، والطريق إلى الله، وغيرها، وهي جميعًا من عُيون الآثار الباقية في المكتبة العربية الحديثة.
كما رَحلَ عن عالَـمِنا الفاني إلى دار البقاء الأستاذ الدكتور عبد الحليم عُوَيْس بعد معاناة طويلة من مَرَضٍ لم يَحُل بينه وبين المشاركة الفعّالة المتواصلة في الحياة الفكرية والعمل الجامعي بمصر والخارج، والدّعوة الإسلامية في ميادين التّأليف العلمي والمحاضرة الرّصينة، والمقالة الصّحفيّة الهادفة في نشريات وصُحُف متعدِّدة، وبخاصّة مجلة البيان التي تَوّلَى رئاسة تحريرها لعِدّة سنوات، وأبلَى فيها أَحسن البَلاء.
والأزهر الشريف إذ يودِّع هذين الفقيدين ويحتسبهما عند الله سبحانه وتعالى- يواسي أسرة الفقيدين الكريمين، ويُعزِّي قرّاءهما في العالم العربي، ويدعو لهما بالرحمة السابغة والمغفرة الشاملة، سائلاً المولى أن يتقبلهما في الصالحين، ويعوضنا منهما خيرا، ) إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق