بيان اتحاد كتاب مصر بشأن مذبحة العباسية

 

يستنكر اتحاد كتاب مصر، ويشجب بغضب عارم، الأحداث الأخيرة التي وقعت في ميدان العباسية وسقط خلالها نخبة جديدة من شباب مصر. لتلحق هذه الأحداث المؤسفة بالقائمة السوداء الدامية في سلسلة ضمت وقائع مسرح البالون وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء. تلك الساحات التي مارست فيها القوة الغاشمة ـ واضحة أو مستترة ـ بربريتها التي لم تكتف بما أزهقت من أرواح، وما أراقت من دماء أبناء هذا الوطن .

ويرى اتحاد كتاب مصر الذي يشرف بانتماء صفوة العقول من أبناء مصر المبدعين المشاركين، إبداعاً وفكراً وممارستاً ثوريتاً فاعلة، أن مثل هذه الأحداث المفتعلة والمقصودة لن تعرقل مسيرة الثورة التي هي قدر هذا الوطن. وأن مفتعليها والمفيدين منها لن ينجحوا بالظفر بما يحلمون من مكاسب سواء من يحاولون إشعال النيران في البلاد ثأراً لإخراجهم من سباق الرئاسة أو من يحاولون الإبقاء على الوضع القائم والمماطلة في تسليم السلطة مما سيؤدي بالوطن إلى الفوضى الكبرى التي لا تُحمد عقباها .

إن تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة هي أهم وأول المطالب التي يصر عليها اتحاد الكتاب بل ويشدد في مطالبته بها في الموعد المحدد سلفاً الذي تعهد المجلس العسكري على ألا يتخطى نهاية يونيو القادم .

كما يؤكد الاتحاد على تبنيه كل قضايا الحرية في الفكر والإبداع وحق كل مواطن في ممارسة حقوقه السياسية. وتأييده لحق التظاهر والاعتصامات السلمية، وإدانته لأسلوب مواجهتها بالعنف أو فضها بالقوة ويربأ بمصر التي حماها الله ـ دائما ـ بحكمة عقول أبنائها عند المحن أن يتحول الحوار فيها إلى سفك الدماء . فالعنف دائماً يولد العنف المضاد الذي يكون أقسى وأشد إيلاماً. وندعو الله أن يجنب مصر أن تقع في هذه الدائرة الدموية المفرغة .

عاشت مصر ... وعاشت الثورة