بيان الأزهر الشريف عن تصريحات عن الحرب الشاملة ضد المسلمين
طالعتنا
صحف اليوم بأنباء تصدم مشاعر المسلمين بل والمشاعر الإنسانية الراقية
كلها، وتسقط أوراق التوت التى يستتر بها دعاة الحضارة والمدنية والغربية الذين
يدَّعون كمالها وينادون باتخاذها أنموذجًا يُحتذى. هؤلاء القادمون من قلب
حضارة مهيمنة تفرض نفسها، ويصدعوننا بالمبادئ الحضارية وبحقوق الإنسان، ومن
قلب النموذج – الذى يدعى أنه الأسمى في الغرب وفي الشرق ويتشدق بالتعددية
والحياة المدنية واحترام الآخر، ويتهم الشرقيين – حين يخالفونهم – بأنهم
ضحايا الشعور بالمؤامرة ضدهم.
هاهم أولاء ينادون بإبادة أمة بأسرها، هي الأمة المسلمة، الأمة التي ترفض إبادة أي جنس بشري أو حيواني {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم } صدق الله العظيم
والأزهر
الشريف وإن كان يترفع عن المهاترات وعن الهبوط للرد على مثل هذه الدعوات
المريضة التي أفرزتها الحضارة المتعالية والنرجسية فإنه يرى من الضروري أن
يقول كلمتين وجيزتين.
الأولى:
إلى الشعوب الغربية، هي: إننا نحن المسلمين والعرب لن نكرهكم ولن نحقد
عليكم أبدًا بل نرحب بالتعاون معكم في سبيل تحقيق الكرامة الإنسانية
والسلام العالمي واحترام الندية والمساواة كما يأمرنا قرآننا وسنة نبينا
صلى الله عليه وسلم ( الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله )
وقد عرفنا خلال نصف القرن الماضي انحياز بعض قادتكم ومعاداتهم لحضارتنا،
وكيف أنهم يتجاهلون أو يجهلون دورها في بناء الحضارة الإنسانية بما قدمت من
علوم ترجمت إلى لغاتكم وأسهمت في بناء عصر النهضة.
والكلمة
الأخرى: إلى شعوب أمتنا الإسلامية والعربية التي تحترم الأديان، وتقدر
المقدسات وتؤمن بالإخوة الإنسانية، ونقول لهم: أن حافظوا على روح السماحة
التي أوجبها الله عليكم، ولا تنزلقوا إلى مبادلة الكراهية بالكراهية ولا
الظلم بالظلم. ولينتبه الجميع لهذه المكائد الغربية، ولتدبير أولئك
الهمجيين لإزالة وجودنا وكياننا.
وماذا سنقول لربنا عز وجل حين نقف بين يديه بعد أن حذرنا ونصح لنا: {هَاأَنتُمْ
أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ
كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ
عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ } ( 3/119 ).
إن الأزهر الشريف يوصي بالصبر والحذر { لَتُبْلَوُنَّ
فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }(3/186).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق