إبراهيم النجار
من منا لم يسمع عن موقع ويكيليكس، الذي أصبح محط أنظارالعالم خلال الفترة الماضية، بسبب ما نشره وما زال ينشره من وثائق سرية قاربت الـ250,000 وثيقة؟ خاصةً بعد إعلان الشرطة البريطانية، عن اعتقالها جوليان أسانج مؤسس الموقع بناءً على أمر أوروبي أصدرته السويد. على أي حال لن نتحدث عن الموقع أو محتوياته، لكننا سنتحدث عن الجزء التقني من الخبر.
كان موقع ويكيليكس، يستخدم خدمات شركات أمازون الأمريكية للاستضافة، لكن ما أن بدأ الموقع في إثارة المشاكل، حتى ضغطت الحكومة الأمريكية، على الشركة لقطع الخدمة عن الموقع، وهو ما حدث بالفعل منذ أسبوع تقريباً. فأين ذهب الموقع الآن؟
انتقل الموقع، لمركز بيانات لا يشبه أي مركز بيانات، يمكننا أن نشاهده على الإطلاق!!
حيث يقع تحت الأرض بعمق يبلغ30 متر، وتحيط به صخورالجرانيت من كل مكان، ومزود بأبواب فولاذية سمكها نصف متر، ويمكنه احتمال هجوم نووي، ليس مقراً سرياً لجيمس، بل هو مركز بيانات واسمه بيونين، ويتبع شركة بنهوف لخدمات الإنترنت في السويد. بوند
كان هذا المكان في الأصل، ملجأ للحماية من القنابل في العام 1943، ثم طورته الحكومة السويدية في السبعينات خلال الحرب الباردة، ليصبح مركز قيادة طوارئ في حالة تعرضت الدولة لهجوم نووي، وبمرور الأيام، اشترته شركة بنهوف السويدية لخدمات الإنترنت لتحوله إلى مركز بيانات خارق.!!
قامت شركة بنهوف، بتوسيع المكان وتطويره وزودته، بمنشأة كهرباء صغيرة تعمل بالغاز، تحوي مولدي ديزل من نوع مايباخ. كما
يقع هذا المكان، داخل تل صخري في منتصف مدينة ستوسكهولم، ويمتد على مساحة 11,950 قدم مربع ويعمل فيه 15 شخص فقط.
ويحتوي مركز البيانات أيضا،ً على مركز عمليات شبكة بنهوف، التي تعد واحدة من أكبر مقدمي خدمة الإنترنت في السويد.
أخيرا: لم يكتفي القائمون على الموقع، بنقله إلى مركز بيانات بيونين، بل تم توزيعه على عدة خوادم حول العالم، لضمان عدم توقف الموقع، وليس هذا فقط بل قاموا أيضاً بتوفير طريقة تتيح للزوار، ممن يمتلكون خوادم خاصة أن يصنعوا نسخة من الموقع لديهم، لتكون النتيجة مئات النسخ من ويكيليكس، في مختلف أنحاء العالم، ما يجعل من المستحيل تقريباً غلق كل تلك النسخ، أو تدمير بياناتها بصورة كلية...
بقلم : إبراهيم النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق