أدانت "لجنة الدفاع عن استقلال
الصحافة"، كافة أشكال العنف والعنف المضاد ، ضد المتظاهرين الذين خرجوا إلى
ميادين القاهرة والجيزة ومحافظات الجمهورية ، فى احتجاجات سواء كانت مؤيدة لنظام
الحكم ، أو معارضة له ، معربة عن أسفها وبالغ حزنها ، لسقوط ضحايا مابين قتلى
وجرحى ومصابين ، جراء اشتباكات شهدتها مناطق متفرقة من البلاد خلال الأيام
الماضية.
وتؤكد اللجنة على حرمة دماء المصريين ، مناهضين
لنظام الحكم وموالين له ، فالمصريون نسيج واحد ، واختلطت دماؤهم الذكية فى كثير من
المعارك التى خاضها الشعب ضد العدو الخارجى ، دفاعا عن أرضه وحقوقه ، التى سرقت
منه ، ونجح فى استعادتها بعد أن فقد دمه وروحه فى سبيلها ، وهذا هو الدفاع الحقيقى
عن الوطن وشرعيته.
وترفض اللجنة كل دعاوى سفك الدماء ، تحت أى مبرر
، سواء كان ذلك بالتصريح أو التلميح ، حتى ولو كانت للدفاع عما يصفه البعض
بالشرعية الدستورية، وتؤكد أن مثل تلك الدعاوى إنما هى دعاوى باطلة ، وتمثل دعوة
صريحة للإقتتال الداخلى ، وإباحة لحرب أهلية ، وقى الله مصر وشعبها من شرورها ،
مشددة على ضرورة محاسبة كل أصحاب تلك الدعاوى ، ومشجعى أنصارهم عليها ، سواء كانوا
فى نظام الحكم ، أو من يؤيدونه.
وتؤكد اللجنة أنه لاشرعية إلا لإرادة الشعب ،
فالشعب هو مصدر السلطة ، وهو معطيها للحاكم ومانعها عنه، ولا سلطان على الشعب سوى
إرادته الحرة المنفردة.
كما تدين اللجنة وبشدة ، الإعتداء على الصحفيين
، بمن فيهم المؤيدين لنظام الحكم ، وتعرب اللجنة فى هذا الصدد عن بالغ أسفها للقبض
على الصحفى وعضو النقابة محسن راضى ، والذى ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين ،
وتطالب اللجنة الأجهزة الرسمية بالكشف عن ملابسات القبض عليه ، وتطالب أيضا نقابة
الصحفيين بالتدخل القانونى فى هذا الشأن ، باعتباره أحد أعضاء جمعيتها العمومية ،
كما تدين الإعتداء على وكيل نقابة صحفيى الاسكندرية فهمى السيد ، وكذلك صحفى موقع
جريدة الوفد اسامة محمد ، وغيرهم من الصحفيين الذين تعرضوا لإعتداءات أثناء
تواجدهم فى مناطق الإشتباكات بين مؤيدى ومعارضى نظام الحكم.
وتحمل اللجنة مسئولية الإعتداء على الصحفيين ،
كل من استخدم لغة التحريض ضدهم وضد الإعلاميين ، بما فى ذلك القائمين على نظام
الحكم فى البلاد ، والذين إتبعوا سياسة ترهيب الصحفيين وترويعهم منذ زمن بعيد،
وتقديم البلاغات ضدهم ، فى محاولة للزج بهم فى السجون ، لا لشئ إلا لكونهم ينقلون
حقائق مايجرى فى البلاد ، بما فى ذلك ماينتج عن سياسة نظام الحكم، وتخرجه للشعب.
وتجدد اللجنة تأكيدها أن الصحفيين ليسوا طرفا فى
صراع سياسى ، ولايعملون لصالح فئة على حساب الأخرى ، وإنما يعملون جميعا لصالح
الشعب وحق المجتمع فى المعرفة،وأن حمايتهم واجب قانونى ومسئولية لكل أجهزة الدولة
، وأن الاعتداء عليهم يعد تقصيرا فى أداء تلك المسئولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق