إن بيت العائلة
المصرية، وهو الهيئة الممثِّلة للمسلمين والمسيحيين في مصر، التي تجمع بين الأزهر
الشريف والكنائس المصرية الكبرة، وفي مقدمتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو
يراقب بكل اهتمامٍ ما يدور من أحداثٍ في هذه الأيام، وخصوصًا ما فجَّره الحادث
الإجرامي الذي وقع في الولايات المتحدة الأمريكية، الفيلم المسيء للإسلام وللرسول –
صلى الله عليه وسلم - والذي أطلق شرارة غضب المسلمين وكل العقلاء في العالم كله،
وأغضب الكنائس المصرية والمسيحيين المصريين مثل إخوانهم المسلمين، وفجَّر ردود فعل
تتجاوز أحيانًا حدود العقل وضبط النفس، وإن كان لهم الحق في الغضب والرفض وإدانة
الإهانة غير المقبولة علي الإطلاق.
يراقب بيت العائلة
المصرية برئاسة شيخ الأزهر كل ذلك وكان قد صدر بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر،
والذي يري أنَّ مصدر هذه الإساءات المتكرِّرة ليس عقلاء الناس ولا العاديين منهم،
وإنما هي جهات تقف وراءها مؤسسات الهيمنة الاستعمارية ومعها الصهيونية التي
يجاهدها الإسلام لكسر هيمنتها.
وأوصت هيئة كبار
العلماء بالأزهر الشريف في بيانها بضرورة أنْ يتَّسم رد الفعل بالحكمة، وأن يزيد
ذلك من إيضاح حقائق الإسلام ومقدساته، كما أكَّدت الهيئة على أنَّ هذا العمل الشائن
والمجرم ليس جديدًاً، وإنما هو قديم تحدث عنه القرآن الكريم فقال تعالي: {وَكَذَٰلِكَ
جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31]، وناشدت الهيئة
مؤسسات العالم الإسلامي الدعوة الى دراسة ظاهرة العداء والإساءة إلى الإسلام
ورموزه ومقدساته؛ لتحديد مصادرها، والعوامل التي تغذيها وتحركها، واتخاذ السبل
الصحيحة لوقفها ودحضها، ومقاومتها بالأساليب العلمية القويمة التي أوصى بها القرآن
الكريم، وضرورة التواصل مع الجاليات والمراكز الإسلامية في الغرب؛ لإيصال هذه
الحقائق الى البلاد التي تصدر منها هذه الإساءات.
كما دعا شيخ الأزهر
الشريف الجماهير الإسلامية إلى الحرص على ألا يتجاوز الغضب المشروع لله ولرسوله –
صلى الله عليه وسلم - حدود الآداب والشمائل الإسلامية؛ حتى لا تأخذ البريء بذنب المسيء،
وحتى نحافظ على وحدتنا الوطنية؛ لكي نحقق – دون أنْ ندرى – مقاصد الأعداء من وراء
هذه الإساءات الخبيثة.
كما قرأ بيت العائلة
باهتمامٍ مماثل بيان المجمع المقدس في القاهرة، والذي يدين بشدة هذا العمل المسيء
للإسلام ورسوله – صلى الله عليه وسلم - وقد أشار البيان الي أفلام مشابهة أساءت
قبل ذلك إلى السيد المسيح، وكلها أعمال تهدف لبث الفرقة بين الشعوب وأهل الأديان،
وتستهدف الأن أمن مصر بشكل خاص، وأن المجتمعين بالمجمع المقدس قد هالتهم هذه
الإساءة البالغة للإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، وشعروا ببالغ الاسى من جرح
مشاعرهم، وقد قرر المجمع المقدس أنَّ ازدراء الأديان والاساءة لرموزها جريمة يتعيَّن
على الجميع منعها ومواجهتها، وهي إساءةٌ تتعارض مع قيم المسيحية وتعاليم المسيح؛
ولهذا يتعين محاسبة كلِّ مَن تثبت مشاركته في إنتاج أو عرض أو ترويج هذه الأفلام×
لخروجها عن مبادئ المسيحية، والمجمع المقدس ومعه أقباط مصر المنتمون إلى الكنيسة
القبطية المصرية قد عبروا عن استياءاتهم، والمجتمعون يرفضون الاساءة لوحدة الشعب
المصري الذي سيتخطى هذه المحنة.
وقد أعلن بيت
العائلة المصرية موافقته علي كل ما ورد في هذين البيانين، وهو يُعلن بعد توافقه
التام قراره التالي:
·
يتبنى بيت العائلة
المصرية نداء شيخ الأزهر باستصدار قرار وقانون من الأمم المتحدة بتجريم ازدراء
الأديان ورموزها وأنبيائها وكتبها المقدسة، وضرورة التعامل مع مرتكبي هذه الجريمة
ومع ما يسمى "بالإسلام فوبيا" مثل التعامل مع العداء للسامية سواء
بسواء.
·
ويطالب بيت العائلة
كل الهيئات والمؤسسات الإسلامية والمسيحية في مصر وفي الشرق والعالم كله، ومنظمة
التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ووزارة الخارجية بضرورة رفع هذا الطلب
الى الأمم المتحدة، ومتابعة خطوات تنفيذه؛ حفظًا للسلام والأمن والروابط الأخوية
والمحبة بين شعوب العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق