عودة العلاقات بين مصر وإيران وحزب الله ضرورة لمصلحة
الجميع لأنها تحقق مقاصد الأمة الإسلامية والعربية
أيدنا الربيع العربى لدعم إرادة الشعوب وساندنا النظام السورى للتصدى للمؤامرة
الصهيوأمريكية
نحن مع تطلعات الشعب السورى وحرياته والإصلاحات التي
يطالب بها إنما من خلال الحوار والحل السياسي
ندعم النظام السورى لآنة ممانع ويقف مع المقاومة ويتصدى
للمشروع الصهيوأمريكى الذي يريد تفتيت الوطن العربي
نرفض قتل الابرياء إلى أي جهة انتموا لأن ذلك يعارض
مبادئ الدين والإنسانية
حاوره بجنوب لبنان أيمن
عامر
أكد الشيخ حسن الدين مسئول العلاقات العربية بحزب الله , على أهمية عودة العلاقات
الطبيعية بين مصر وإيران وحزب الله وذلك للاستفادة المتبادلة و خدمة قضايا الوطن العربي والأمة الإسلامية ودعم القضية الفلسطينية مؤكداً
أن الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا والبحرين يؤشر لمستقبل واعد للأمة وانتصارا لإرادة الشعوب. معتبراً أن ما يجري في سوريا قد تداخلت
فيه حراك الشعب مع مؤامرة دولية لتفتيت وتقسيم سورية لتنفيذ المشروع الصهيو امريكى
بالمنطقة القاضي بتفتيت وتجزئة الوطن العربي، مشددا على استمرار دعم حزب الله وإيران
للنظام السوري الممانع الذي دعم المقاومة وحافظ عليها من الاستهداف الخارجي موضحاً
أنه لا يقف ضد تطلعات الشعب السوري في نيل الحرية والكرامة وتداول السلطة لكن يجب تحقيقها
بالوسائل السلمية ومن خلال الحوار وعن طريق الانتخابات وليس هدم وتدمير سورية.
فيما يلي نص الحوار
*كيف ترى العلاقات المفترض أن تكون بين مصر وإيران؟
** في البداية، لا بد من التأكيد على أن مصر تشكل الركيزة الأساسية للوطن
العربي، فضلاً عن أن العلاقات معها مهمة وإستراتيجية لخدمة قضايا الأمة، فمصر دولة
مفصلية لا يمكن أن تكون مفصولة عن قضاياه، بل يجب أن تعود لدورها الطبيعي كرائدة وقائدة للوطن العربي انطلاقاً من ركيزة القضية الفلسطينية،
وعندما تعود ريادة مصر سيعود العرب إلى قوتهم.
من هنا ندخل إلى أهمية العلاقة المفترضة اليوم، فالقوى المعادية لا تريد أن
تعود العلاقات المصرية الإيرانية، وألا تكون مصر وإيران على وئام، بالرغم أن إيران
دولة كبرى، والاستفادة من العلاقة ستخدم الطرفين، والجميع يعلم أنه لن يستطيع أحد منع
تقدم إيران العلمي والتكنولوجي والعسكري والتسليحى والنووي. فوحدة مصالح مصر وإيران
ستكون قوة مهمة للوطن العربي والقضية الفلسطينية، والدول عندما تنشئ علاقاتها فهي ترتكز
على مصالحها العليا ومصالح أمنها القومي، من هذا الباب فإن العلاقة الوطيدة ستنعكس
إيجاباً على مختلف الصعد.
*ما تقيمك للربيع العربى ؟
** حتى هذه اللحظة تسمية الربيع العربي مختلف عليها، لأنه لم يثمر أزهاراً
كما هو حال الربيع الحقيقي. وبغض النظر عن التسمية سواء أكان ربيعاً أو ثورات أو حراكاً،
فإن ما حدث في الوطن العربي يؤشر لمرحلة جديدة تدفع باتجاه مستقبل واعد في إطار ما
تسعى إليه الأمة، وبالخصوص ما حدث في مصر وليبيا
وتونس والبحرين ، حيث يعكس الأمر حراكاً هاماً وكبيراً، ولكن الأمر يختلف في سورية
التي تُرسم فيها اليوم خريطة ومستقبل الوطنالعربي وليس في مكان آخر.
أما بالنسبة لمصر وتونس فإننا نعتبر أن ما حدث انتصاراً عظيماً لإرادة الشعوب
التي انطلقت بإرادة حرة بعيداً عن الأمريكي والإسرائيلي، وقد استطاعت هذه الشعوب إجهاض
حكم الاستبداد لمصلحة التعددية والديمقراطية، مع الإشارة إلى أن ما يميز ثورة مصر هي
الخصوصية في تجاورها وتماسها مع فلسطين وهذا ما أشعر الإدارتان الأمريكية والصهيونية
بالقلق والخوف من تهاوى نظام مبارك، لأن ما جرى يؤثر على العدو الصهيونى، حينها بدأت
الإدارة الأمريكية والقوى الإمبريالية بنصب الكمائن للثورة المصرية لتفقد مصر استقرارها
كما عملت على تقويض الثورة لحرفها عن مسار القضية الفلسطينية. ومن هنا بدأت أمريكا
تضع العراقيل وتنصب الكمائن وتستخدم الثورة المضادة بالداخل لعدم تمكين مصر من النهوض
والقيام بالدور المأمول منها.
*لقد ايدتم الثورتين المصرية والتونسية فلماذا تعارضون الثورة السورية وتدعمون
النظام ؟
** في البداية، لا بد من التأكيد على أننا لا نعارض الحراك الشعبي السوري
السلمي والوطني الذي يطالب بالحرية والديمقراطية، ولكننا نأخذ بعين الاعتبار أيضاً
أن النظام السوري نظام ممانع ويقف ضد المشروع الصهيوني ويدعم المقاومة، وتمثل سوريا اليوم مع إيران والمقاومة الإسلامية
في لبنان الثالوث المواجه للمخططات الصهيو أمريكية فى المنطقة . فبعدما كانت إيران
الشاه هي قاعدة المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة، تحولت إلى داعم للقضية الفلسطينية
بعد الثورة الإيرانية وتحولت السفارة الإسرائيلية في طهران إلى مقر لسفارة فلسطين،
ولذلك بدأت محاصرة إيران منذ ذلك الوقت وحتى الآن وتبعه حصار وابتزاز لسوريا بعد الحرب
الأمريكية على العراق, والكل يعلم أنه وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول قد التقى
الرئيس الأسد بعد سقوط بغداد، وطلب منه إغلاق مكاتب حماس والجهاد وسائر الفصائل الفلسطينية
في سوريا وخروج الجيش السوري من لبنان والقضاء على المقاومة في لبنان وإلا سيكون مصيره
كمصير صدام حسين. لكن الأسد رفض ولم يستجب ولم يُخرج الفصائل الفلسطينية من سورية،
لذلك استمر الحصار وخرج قانون من الكونجرس لفرض عقوبات وحصار سياسي واقتصادي على سورية.
بعدها تم اغتيال الحريري وضغط الأمريكان لخروج السوريين من لبنان، بدأوا بإعداد العدة
للقضاء على المقاومة ومن يدعمها، والمقصود بالتأكيد إيران وسوريا، فكانت حرب 2006 على
لبنان، ثم اجتمعت القوى الامبريالية والأجنبية والمتشددة في مفارقة لأول مرة لإسقاط
النظام السورى الممانع والداعم للمقاومة لصالح إسرائيل، فكيف يمكن أن نوافق على هذا
المخطط الصهيوأمريكى ونتخلى عن دعمنا لسوريا المقاومة حتى يبقى الوطن موحداً ونمنع
التقسيم وهو الذي يدعم المقاومة لمحاربة إسرائيل، لذلك نحن نعتبر أن ما يحدث فى سورية
- في أغلبه - مؤامرة دولية من أجل تفتيت وتقسيم سورية من أجل تنفيذ المشروع الأمريكي
المتمثل بـ "الشرق الأوسط الجديد" فى المنطقة وفي نفس الوقت نرى أن الإصلاحات
المطلوبة يجب أن تتم من خلال الحوار. ولا بد من الإشارة إلى أن المقاومة لا تنفصل ولا
تنفك عن بعضها، فهناك ترابط بين إيران وسوريا وحزب الله وحماس والفصائل الفلسطينية،
ولن يتخلوا عن بعضهم لصالح الأعداء، وما يجري الآن في سوريا استهداف، لأنها داعمة للمقاومة
وحليفة لإيران.
*ولكن النظام السوري ديكتاتوري والشعب يتطلع إلى الحرية والديمقراطية فكيف
تقفون أمامه ؟
** موقفنا الداعم للرئيس بشار لا يعنى أننا لا نعى حاجة الشعب للديمقراطية
والحرية والرئيس الأسد صرح في أكثر من مناسبة ومحطة وفي اللقاءات الخاصة، بأنه مستعد
لتحقيقها، فلماذا الإصرار على هدم سورية وعسكرة الاحتجاجات ودخول الأجانب المسلحين
تحت ذريعة الحراك العربي.
المفارقة هنا تُسجل في أنه بالرغم من سلمية الثورة في مصر وتونس واليمن وبالبحرين، لم يسقط
شهداء من الشرطة والجيش، بعكس ما يحدث فى سورية!!!
لماذا الأردن صاحب العلاقة مع للكيان الصهيونى يفتح المجال الجوى لضرب سوريا،
وعلى ماذا يدل ذلك؟ فضلاً عن وجود معلومات تُفيد بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما
يدرب جيشاً قوامه خمسة ألاف جندى لدخول سورية،
وهذا لا يعنى أننا نقف ضد الشعب وحقوقه
المشروعة فى الحرية وتداول السلطة أو مع قتل الأبرياء، لكن لابد أن يتم تداول السلطة
عن طريق الانتخابات والحفاظ على الأمن القومي السوري، والذي يعد بوابة الأمن القومي
المصري والمنطقة. فالحل فقط وفقط من خلال الحوار، وهذا ما عرضه الرئيس الأسد على المعارضة،
ولكنها ترفض. فنحن نرفض الإملاءات وقتل الأبرياء لأي جهة انتموا. فنحن ضد قتل أى إنسان
مظلوم . لكن لابد من الحفاظ على النظام الممانع الداعم للمقاومة مع تحقيق مطالب الشعب
ولابد من حل سياسى ينهى الأزمة. بدلا من تنفيذ المؤامرة الدولية على سورية ورسم خريطة
الوطن العربى والنظام الدولى الذي تريده أمريكا وإسرائيل. والمحزن أن جامعة الدول العربية
وجهابذة النظام العربى يطالبون بتسليح المعارضة , وتسليح جبهة النصرة والقوى المعارضة
المسلحة الأخرى التى لم تفكر فى جهاد إسرائيل المحتلة وتحولت ضد السوريين! فمن المستفيد؟
*ولكن لماذا لم يقاوم النظام السوري لاسترداد الجولان ؟
** هذه المسألة ترجع لحساباته كدولة وجيش، وهذ السؤال يُمكن التوجه به إلى
النظام السوري نفسه، ولكننا نعتقد أنه دعم
المقاومة الفلسطينية ورعاها وأيد الحقوق العربية والفلسطينية.
* وكيف ترى مبادرة الرباعية التى اطلقها الرئيس مرسى ؟
** النظام المصرى مدرك لأهمية الحفاظ على سوريا كقوة والحفاظ على الشعب السوري،
وبالتالي فإن إيران ستسهل عمل الرباعية للوصول إلى حل سياسي لسوريا، لأن في الحل السياسي
مصلحة للجميع.
*كيف ترى مستقبل الوطن العربى وما سيحدث بعد ربيعه ؟
** النظام العربي الرسمي في العقود الماضية لم يساهم في تقدم الأمة بل على
العكس رسخ الاستبداد وأدى إلى تراجع الأمة إلى الوراء، وما حدث من حراك جاء كرد فعل
على الوضع القائم. كما كان جزءاً من النظام العربى الرسمى أحد المتأمرين بشكل أو بأخر
على طمس القضية الفلسطينية والتآمر عليها، فضلاً عن مساهمة بعض النظام العربى بعدة
أشكال في تأجيج التفرقة والتجزئة وعدم العمل على التضامن العربي الذي يشكل قوة الأمة.
التاريخ أثبت صحة التجربة القائمة على خيار المقاومة والممانعة، فعندما بدأت
اتفاقيات أوسلو ومدريد ودخل العرب فى التفاوض مع الكيان، رفض حزب الله التفاوض مع العدو، فأثبتت التجربة فشل طريق المفاوضات
ونجاح طريق المقاومة وذلك بعد أن أخرج العدو الأردن بتوقيع اتفاق وادي عربة ومصر بتوقيع
اتفاقية كامب ديفيد، وحيد السلطة الفلسطينية بتوقيعها اتفاقية أوسلو في حين رفضت سوريا
لبنان.
*كيف ترى التضامن العربي ؟
** التضامن العربى وصل إلى أسوء حالة وزاد الانقسام والانفصال والفتنة وأصبحت
قطر والسعودية فى مكان ومصر والسودان والجزائر فى مكان أخر، ولكن تبقى بارقة الأمل
في هذا الوضع الضبابى عندما تكون القضية الفلسطينية هى القضية العربية والإسلامية و
الإنسانية وتبقى معيار الوحدة لدى الأنظمة العربية والقوى السياسية والشعوب العربية
والإسلامية، وبالتالي فإن أي حراك أو ثورة أو ربيع أو خريف لا تكون فلسطين والقدس بوصلته،
لن يكون فعل ثوري حقيقي.
*وكيف ترى التضامن الإنساني والعالمي ؟
** التضامن الإنساني والعالمي مطلوب وضرورة. فالإمام على بن أبي طالب قال
"الناس صنفان: إما أخ لك فى الدين وإما نظير لك في الخلق" وكل إنسان حر شريف
وإن لم يكن مسلماً أو عربياً ولكن متضامن مع القضية الفلسطينية سنكون معه لأن القضية
الفلسطينية هي المعيار الإنساني، لوجود شعب مسالم طُرد من أرضه وقُتل وشُرد، ومن الخطأ
أن يتم تحجيم القضية الفلسطينية واعتبارها أنها للفلسطينيين فقط لأنها قضية الأمة والإنسانية
** كيف ترى النظام العالمي الجديد والاحتلال الامريكى بالشرق الأوسط ؟
** النظام العالمى الآن في تغير بعد خمسة حروب خاضتها أمريكا في عهد بوش الابن
ظلماً وعدواناً بحجة أحداث 11 سبتمبر. واذا كان الأمريكي يطلب بن لادن، ويزعم وجود
أسلحة دمار شامل وأسلحة كيماوية، فما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ وكل شعوب البلدان
التي استهدفها .والآن خرجت أمريكا منهزمة من العراق ولم تتمكن من تحقيق أمن مع العراقيين
ولم تحقق أية امتيازات، بدليل أن العراق اليوم ليس مع أمريكا، بل أنه يعمل ضدها. كما
هُزمت إسرائيل في حرب تموز بجنوب لبنان وهُزمت فى غزة، في المقابل نرى بأن روسيا والصين
اللتان فرضتا الفيتو في مجلس الأمن عند مناقشة الوضع السوري يؤكد أنهما بعثا برسالة
قوية ضد التفرد الأمريكي في إدارة العالم، فضلاً عن إيران الصاعدة إقليمياً بدورها
وموقعها، مما يعني أننا أمام متغيرات في صياغة نظام دولي جديد يوقف رسم معالمه على
ما يجري في سوريا وصمود هذا المحور الذي يرفض الهيمنة والتبعية والتفرد الأمريكي في
إدارة العالم، لنصل إلى أن البديل هو تعددية قطبية أو شراكة في إدارة العالم بين قوى
أساسية.
*هل ترى الخلاف السنى الشيعى سيستمر أم نحتاج إلى التوافق ؟
** الخلاف بين السنة والشيعة هو مشروع صهيوني أميركي لبث الفتنة بين المسلمين
ولمزيد من الاقتتال الداخلي مما يؤدي إلى شرذمة وتقسيم الوطن العربي وإضعاف قدراته.
أما بخصوص التخوف من تشيع مصر، فهذا مجرد أوهام لا حقيقة لها على الإطلاق،
والشعب المصري يعتبر حب أهل البيت من الثوابت العقائدية والفكرية، وبالتالي فهو لا
يؤمن بالتفرقة بين المذاهب، إنما هناك بعض القوى المتحجرة تنخرط في مثل هذه المناخات
لأهداف سياسية ، والأزهر تاريخياً كان رائداً للوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق